أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عاطف سلامة - التعليقات على الأخبار فشة غل لا أكثر















المزيد.....

التعليقات على الأخبار فشة غل لا أكثر


عاطف سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 03:32
المحور: الصحافة والاعلام
    


إذا ما أردت أن تتعرف على رأي الشارع الفلسطيني وردود أفعالة على تصريحات المصرحين وحديث المتحدثين وخطاب الخطباء ، فما عليك إلا أن تقرأ التعليقات الواردة أسفل الأخبار في المواقع الإلكترونية المختلفة.
يبدو أن التعليقات الفلسطينية باتت عادة لا أكثر ، ومتنفس (يفش غل) المعلق ليس إلا،فالبعض يسب ويشتم من يشاء وكيفما يشاء دون وازع أو رادع ، والبعض الآخر يجد متعته في التعليق على تعليقات المعلقين حتى دون أن يقرأ المادة الصحفية الأصلية.
والتعليقات في أحيان كثيرة تكون أكبر بكثير من حيث المساحة التي حاز عليها الخبر نفسه "المعلق عليه" ،ففي الوقت الذي لا يتعدى حجم الخبر خمسة أسطر تجد التعليقات فاقته بعشرات الأسطر.
ومن جهة أخرى تجد أن بعض المعلقين يميلون إلى الشتائم والمسبات والقذف والقدح والتشهير وآخرون يعلنون أنهم كانوا على رأس الحدث (شهود عيان) والغريب أنهم شهود على أكثر من حدث في آن معا ،فيؤكدون المعلومات إذا ما توافقت مع آراءهم ، وينفونها بشدة إذا ما تعارضت مع توجهات أحزابهم ، وآخرون يبينون ما حدث بالتفصيل ولكن من وحي خيالهم طبعا.
أما القارئ المسكين الذي يريد معرفة الحقيقة تجده ينشد إلى التعليقات لعله ينهل مزيدا من المعلومات ،لكنه وفي كل الأحوال لا حول له ولا قوة إلا أن ينخرط إما بكتابة تعليق جديد أو يكون قد فقد وقتا إضافيا أكثر في الإطلاع على التعليقات , خاصة عندما يقرأ :"عاجل عاجل عاجل " أو " أقسم بالله أنني كنت في مكان الحدث" أو " اسمعوا القصة الحقيقية ...الخ.
وأخيرا تراه يحمل إحدى الروايات ليناطح بها أقرانه وزملاءه ورفاقه في الحارات والحواكير وفي العمل (كون الجماعات اليوم لا تتحدث إلا فيما يجري) ، ليصطدم المسكين بروايات جديدة تناقضه تماما وتدحض جميع ما يعرفه من معلومات وكأنه لم يقرأ ولم يستمع ،كون الآخرين تابعوا معلوماتهم عبر مواقع إلكترونية أخرى بدوره لم يطلع عليها .... النتيجة أننا جميعا نقع في الشرك لنحمل روايات عارية عن الصحة أو مشكك في صدقيتها بل ملفقة وبعيدة كل البعد عن الموضوعية... وبهذا كثرت الشائعات وازدادت الاجتهادات ... والغلبة دوما لصاحب اللسان الفصيح الذي يستطيع إثبات صحة روايته ودحض روايات الآخرين.
ولكن الحقيقة تقول أن لا أحد اليوم في المجتمع الفلسطيني مستعد لأن يصدق معلومة إلا ما يتوافق مع ما يدور في خلده , ويتوافق مع وجهة نظر حزبه إن كان متحزبا .
نستنتج أن المعلقين ومن حيث لا يعلمون , فإنهم يساهمون في تأجيج الساحة الفلسطينية عن طريق نشر الشائعات والأكاذيب والافتراءات على الآخرين عن قصد أو بدون قصد ... مما ينعكس سلبا على المجتمع الفلسطيني ويعزز حالة الانقسام الموجودة أصلا ويوسع هوتها ، (والتي يسعى كل فلسطيني حرّ على ردمها) .
وإن كان المعلق يقصد الإساءة للآخرين عن قصد فهذه مصيبة ,وإن لم يقصد فالمصيبة أعظم ، فالمعلقين وللأسف مشدودين (لجرّ) المشاكل أكثر من أنهم يساهمون في حلولها ،كونهم طرفا فاعلا في الإشكاليات الحاصلة .
ألا تدرون أن الاحتلال يستغل هذه المساحة المجانية ليزج عملاءه كي يعلقون على الأخبار, ووظيفتهم تكمن في دق الأسافين بين أبناء الشعب الواحد.... فتجده دوما ضد "حركة فتح" في جميع تصريحاتها ومواقفها وأفعالها وتصرفاتها ، وفي نفس الوقت ضد "حركة حماس" في كل ما تقول.. ليس هذا وحسب بل التهجم بالمسبات والشتائم المختلفة على أخبار وتصريحات جميع الفصائل دون استثناء.
ومن هنا نقول : أنه وفي الوقت الذي يجد فيه الفتحاوي حمساويا (أو العكس) معلقا بقسوة على ما ورد على لسان شخصية هامة يعتز بها وبنضالها( أو ناطق إعلامي ما) ، تجد الأخير يتخبط وتثور غرائزه وعصبويته الحزبية فينشد إلى الرد بقسوة مع (البهارات) التي تستفز الحجر.
... وهكذا تستمر .. رد من هنا .. ورد من هناك .. وتدخل من آخر من هنا ... وآخر من هناك .... لنجد أنفسنا في ساحة حرب حقيقية يدخل خلالها أبو مازن وهنية و دحلان وصيام وعبد الرحمن والزهار(مع حفظ الألقاب) وشهداء الأقصى والقسام والتنفيذية ..و..و...و ..ولا نعرف في النهاية (الحق على مين!).
كثيرة هي الأخبار التي تحمل معلومات لا يختلف عليها (ليس اثنان فحسب ، بل الشعب الفلسطيني كله) ولكن نجد التعليقات البذيئة والسيئة التي تنم عن خلق وتربية كاتبيها .
نذكر بعض الأمثلة, فهل يختلف اثنان على قضية الأسرى وإطلاق سراحهم !!، وهل يختلف اثنان أن الحصار سببه الاحتلال ومن وراءه أمريكا !! ، أو أن الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة كانت ولا زالت؟ ، وليس سببها فتح أو حماس أو غيرهما ،بل هي غريزة إسرائيلية محضة ؟؟ حتى هذه الأخبار لا تخلو من التعليقات التي تنم عن حقد وكره وارتباط مع جهات معادية .
ومن قال أنه يحق لهنية أن يتحدث عن الأسرى ولا يحق للعجرمي فعل ذلك ! ، ومن قال أنه مسموح لفياض أن ينتقد الإجتياحات وممنوع للزهار !, ومن قال.. ومن قال ..!!
وما بين المسموح والممنوع يتدخل المتطفلون كي يعكروا صفو حق الفرد(أي كان منصبه) أن يقول كلمته ويعبر عن رأيه, خاصة من القضايا التي توحد كلمتنا ضد الاحتلال ونبش جرائمة وتعريته أمام العالم .. فأطفالنا يشاهدون ومراهقينا ينشدّون و...
قد يطول الحديث في مثل هذه المواضيع ، ولكني سأسجل رسائل ثلاث، الأولى للمعلقين ،أقول لهم : بان عليهم أن يحكّموا ضمائرهم فيما يكتبون ، وعليهم التحقق من المعلومات قبل البدء بالتعليق ، واليقظة من أن عميلا ما قد يكون دس السم بين تعليقاتكم ليؤجج مشاعركم ويغيظكم ويقهركم فتبدأون بالردود التي تستخدم فيها الألفاظ النابية والقدح والشتم والتشهير ، وعلينا أن نعمل جميعا بحسن النوايا ، ولا نفترض أن المعلق هو ذاك الشخص الذي لا تحبه , وبالتالي ترد عليه بأشنع وأبشع العبارات وأسوأها .
من جهة أخرى عليكم أن تأخذوا الخبر من مصدره فقط ،أما التعليقات فهي للمناكفات ، وإن أردتم التعليق ولا بد من ذلك ,فليكن تعليقكم بناء يساعد الآخرين ويمنحهم مزيدا من المعلومات الصحيحة الصادقة بحيث تسهم في الخروج من المأزق الذي جميعنا يعيش في وحله.
ولنعرف جميعا أننا كلنا فلسطينيون شئتم أم أبيتم ، ولا بد أن نبني بلدنا سويا ونخاف على بعضنا من العدو الذي لا يفرق بين فلسطيني وآخر .
رسالتي الثانية للقراء, ففي الوقت الذي لم يعد فيه القارئ يتلقى المعلومات فقط ،بل أصبح مشاركا في صناعتها من خلال التعليقات ، التي تعكس الواقع الفلسطيني بكل سلبياته ، نقول: عليكم بقراءة الأخبار من مصادرها ولا تتناقلوا ما تقترفه أيدي المعلقين كون أخبارهم غير موثقة ولا تستند إلى مصدر عليم، ففيها ما هو مدسوس من جهة ، ومن جهة ثانية فيها ما هو للمناكفات وتضييع الوقت فقط ، ومن لديه معلومات جديدة حول نفس الموضوع يريد أن يغني الموقع بها عليه أن يتصل بالموقع لإضافة معلوماته القيمة للخبر المنشور .
من جهة أخري يمكن للقارئ أن يعلق على الخبر أو على تعليق المعلقين ,ولكن عليه أن يعمل على رأب الصدع والإشكاليات التي يختلقها المعلقون ، وبالضرورة أن يقول كلمة حق تجمع بين أخوة السلاح لا يفرق بينهم ، إضافة إلى إمكانية توجيه جام غضبه على ما يقترفه الاحتلال من جرائم ومذابح وتجريف وتخريب واعتقال وقتل وتشريد.....و.....
أما رسالتي الثالثة فهي للقائمين على المواقع الإلكترونية من هيئة ورئيس تحرير بأن يتوخوا الدقة في نقل الأخبار والتأكد من صحتها وتوضيح مصدرها كي لا يكون هناك أي لبس عند القارئ ، إضافة إلى عدم نشر التعليقات المسيئة لنضالات شعبنا ومسيرته التي يتغنى بها الفلسطيني أينما وجد ، وكذلك عدم نشر كل ما يعزز حالة الانقسام في الشارع الفلسطيني .
وأخيرا نقدر مدى صعوبة توخي الموضوعية في ظل ظرف بعيد كل البعد عنها ، ولكن يمكن أن تكونوا صادقين وأكثر وعيا ونضجا من الآخرين .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تصرونّ على تحويل مساحة الحرية التي منحتكم إياها المواقع الإلكترونية من مساحة (نعمة) يمكن الاستفادة منها إلى مساحة (نقمة) نشهر من خلالها بالآخرين.
ولنسأل أنفسنا أخيرا ،لماذا لم تقع "بلعين" ونضالاتها ضد بناء الجدار العنصري في مرمي شباك المعلقين إلا بما هو بناء ؟



#عاطف_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام الفلسطيني وخطاب الردح على الشاشات
- في الذكري العشرين لرحيل ناجي العلي ..الكاريكاتير السياسي ..أ ...
- سيناريوهات محتملة بعد انقلاب غزة
- رسالة عاجلة إلى أعضاء المجلس المركزي ل م.ت.ف
- موقف الأغلبية الصامتة من أحداث غزة
- قوات بدر .. ملف يفتح من جديد
- الاعلام وتحديات الفلتان الأمني
- النكتة السياسية..نقد مباشر وصريح
- بعد اتفاق مكة.. نحو السلم الأهلي ونبذ ثقافة الموت


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عاطف سلامة - التعليقات على الأخبار فشة غل لا أكثر