أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - ما هو التطور الإجتماعي ؟















المزيد.....

ما هو التطور الإجتماعي ؟


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2050 - 2007 / 9 / 26 - 10:04
المحور: المجتمع المدني
    


كلما إزداد النظام التجاري الحر قوةً وتوسعاً، كلما إزدادت معه قيمة الفرد، الحُر وكلما تراجع النظام الاقتصادي الحر إلى أنماط إنتاجية قديمة سابقة على الرأسمالية مثل الإقطاع والمشاعات الفردية والتعاونية، كلما إزدادت معها قيمة الجماعة مع أنها قيمة مهمشة على فترات من التاريخ، أي أنها فقط لخدمة النخبة والطليعة والباشوات ولا يتحقق وجودها الفعلي إلا بفضل ما تملك النخبة من مواهب غيبيةٍ، وكانت هذه الفترات من التاريخ العصيب تخلف وراءها بعض الكتاب والمفكرين النخبويين لذلك لا تستغرب أيها القارئ من فلسفة الجيل الأول من بداية عصر النهضة كالأفغاني( ) 1839-1897م.

حين إعتبر أن (العقل) ميزةٌ من مزايا النخبة وليس ميزةً من مزايا الجماهير، وأعتقدُ أن السبب في ذلك يعود إلى عدم قدرة الجماعة على التفكير لأن العمل طوال النهار يشل قدراتهم العقلية، ذلك أن الإنسان قبل تحسين أدوات الإنتاج كان ينفق نهاره في كسب قوت يومه، وفي الليل كان يرتاح بدنياً لليوم التالي، وهذا في بعض الليالي أما غالبية الليالي فقد كان يحلم في كيفية التخلص من كابوس الشقاء لذلك لم يكن لديه وقت كافي للتفكير إلا في لقمة عيشه، وهذا عمل على إختصار مسألة التفكير في (القلة النادره) على حسب تعبير سقراط في محاورة (المأدبة).

لذلك امضى الإنسان آلاف السنين وهو يفكر في المأكل والمشرب، وعليه فقد كسب الأمراء والأغنياء في عملية التفكير بقدر ما خسر الفقراء والمعدمين من الناس، ولم يكن الفراغ متوفراً على الرغم من تضخم أيام البطالة، لأن وقت الفراغ كان مشغولاً في محاولة الحصول على لقمة العيش إما بالصدقة والزكاة وإما بالسرقة وأما بالقتل والحرب والإستيلاء على قوت الغير بالقوة، وفي تلك الفترة العصيبة من حياة الإنسان كان يعتبر فيها السارق و (طراد الحرام) شاطراً مضحياً بنفسه لذلك أختصرت مسائل التفكير على الأفراد الذين يتمتعون بفائض الإنتاج والترف الفكري، وهذا كان وما زال يعمل على تعزيز مفهوم الفرد والفردية والقلة النادرة والنخبة، وتراجعت أهمية الجماعة بقدر ما تراجعت قيمتهم الفكرية، وتقدم الفرد وأعلن إستبداده وقمعه كنتيجة طبيعية على إستبداده الفكري، ولو بقي الإنسان كذلك لما شيدت المدنية صروحها العلمية والفكرية.( )

ومن المهم معرفته، أن تلك الفترة العصيبة كان التاريخ فيها من صنع الأفراد، ولم تظهر الجماعة على ساحة العمل الفكري والسياسي والإجتماعي إلا بعد أن تقدمت وسائل الإنتاج المعرفية، وقضت على إسطورة الأفراد وحلت محلها واقعية الشعب بكل فآته من العمال والمهنيين إلى الكتاب والمفكرين ومؤسسات المجتمع المدني.
لذلك أصبح للناس أهمية غير عادية وكل شيء يقاس نجاحه بشعبيته سواء في الفنون والآداب، أو في التجارة والإختراعات ولكن هذا النجاح الشعبي لم يستطع حتى اليوم أن يحافظ على قيمته منذ تحولت الناس من السكن الجماعي والقرى إلى السكن في بيوت وشقق، فهذا عمل على موت مشروع الجماعات الفكري والنهضوي، وبدأ الفرد الواحد يواجه في مسكنه الإنعزالي في الشقق نوعاً جديداً من قسوة الحياة، ذلك أن الفرد باستقلاله الفردي أصبحت همومه فردية ولا تخص الجماعة في شيء لأنه إنعزل عنهم إجتماعياً وثقافياً وإقتصادياً بسبب ظهور المصانع وضغوطات العمل والآلة التي تعني آلاف الأيدي العاملة، وهذه الأمور جعلت الإنسان مستقلاً يكسب عيشه وقوته بمعزل عن الجماعة، وأدت هذه الأوضاع مرةً أخرى إلى لجوء الإنسان إلى فرديته وإستقلاله عن الجماعة، وباتت مشاكله بكل أنواعها من إختصاصه وحده، وأصبح نجاحه في الحياة فقط في الاعتماد على الذات.

وكل هذه الأمور أدت على يد الفرد إلى قتل الأشكال القديمة في نمط الإنتاج المعرفي، وباتت الملاحم الشعبية أقل شهرةً من القصة القصيرة والرواية، وتناقظات الفردية عملت على عودة روح العمل الجماعي، لأن الفرد أصبح غير قادرٍ على مواجهة قمعه لوحده، وجشع الرأسماليين قهر إنسانية الإنسان في ذاته، لذلك ظهرت المبادئ والثورات الشعبية الإصلاحية من أجل تخليص الإنسان من آمال الإنتهازيين وأطماعهم المادية( ).

إن تناقظات الفردية كثيرة، وأهمها: هو أن الإنسان الفردي يعمل أصلاً من أجل إسعاد الجماعة، أليس من الملاحظ أن الجندي يموت في سبيل الدفاع عن أمته ووطنه، فماذا تعني الفردية في مجتمعٍ يضحي أفراده في سبيل إسعاد غيرهم من الناس، أو الروائي والقاص والشاعر الذي يكتب أصلاً للقطاعات الكبيرة من البشر وماذا تعني النضالات الفكرية إلا شيئاً واحداً وهو من أجل خير البشرية، وماذا تعني الإختراعات إلا من أجل هدفٍ واحد، وهو خدمة الإنسان، إن المجتمع أصلاً يقوم على أساس تضحية أفراده.( )

وعليه فقد كان محقاً زكي نجيب محمود ، حين قال:
"الإنسان الواحد فرداً مستقلاً وعضواً في أسرةٍ ومواطناً في أمه، مثل هذا التعارض موجود عندنا"( ).
ويمكن القول أيضاً أن إصرار الفردية على فرديتها أمرٌ غير مقبول على أغلب الأحيان، لأن الإنسان في النهاية يخضع إلى الجماعة، أليس من الملاحظ أن الأعمال الفردية في السينما تكشف عن خيبتها حين يقول المخرجون (الجمهور عاوز كذا).

والإنسان على أية حالٍ ينتمي إلى نظامين النظام البيولوجي والنظام الطبيعي، فالنظام البيولوجي يخص الإنسان من ناحية تركيبه الجنسي والعقلي والعاطفي، أما نظام الطبيعة فهو من صنع مؤثرات خارجة على الذات والفردية، مثل الثقافة والإجتماع بإعتباره عضواً في جماعة( ).

وكذلك زمن الساعات( ) في الساحات العامة سمحت كثيراً في إنهيار نظام الفصول الأربعة وظهور أشكال جديدة من نغمات الزمن التي بدلت معها توجهات الفرد والأرستقراطية إلى توجهات المجتمع المدني الحديث.

إن مقولة صنع التاريخ من صنع الأفراد ممكنة في الزمن الغابر فقط وذلك قبل ظهور الآلة حين كان التفكير من صنع الأرستقراطيين.
أما بعد ظهور الآلة والمصانع، أصبح للجماعة رأيها، ويمكن القول مع (جون ديوي)( ):
"أن سلطان القلة، هو بالنسبة إلى الفردية الحقيقية، خداع المظهر ليس إلا، إذ أن هؤلاء الذين يدل ظاهرهم على أنهم المسيطرون، هم في الحقيقة مدعومون بقوى خارجة عن ذاتيتهم ولا يفترقون في ذلك عن الكثرة".

وطالما أن بصمات الأصابع مختلفة عن بعضها البعض، طالما كان هنالك آراء مختلفة عن بعضها البعض، أي أن هنالك الرأي والرأي الآخر، وهذا يشجع على الفردية مع تعاظم إحترام الفرد في المجتمع الديموقراطي ، وهذا حين كشفت الدراسات البيولوجية، عن الجانب الأكثر أهمية في حياة الإنسان وقد اوضح ذلك: عبدالوهاب المسيري، في ملاحظاته الهامة حول تفكيك الإنسان في الفلسفة المادية الحديثة( ) ، لقد أوضح المسيري الجانب الآخر من أهمية الفرد بقوله:
"الإنسان النوع الوحيد الذي يتميز كل فرد فيه بخصوصيات لا يمكن محوها أو تجاهلها فالافراد ليسوا نسخاً متطابقة، يمكن صبها في قوالب جاهزة، وإخضاعها جميعاً لتفسير واحد".

وهذا كلام صحيح من ناحية بيولوجية، ولكن هنالك نواحي ثقافية يكتسبها الفرد من الطبيعة التي تقف من خلف ثقافته الواحدة، مدعومة بالفصول الأربعة، التي كانت تكشف عن الثقافة الزراعية، وفرض نظام طبيعي تزول به أهمية الفرد، وترجعه إلى أهمية الجماعة وإلى طبيعة الإنسان الذي تتطابق نزواته مع نزوات الطبيعة ولكن إخفاقنا في إستملاك الثورة الثقافية العلمية العظمى يدفعنا للقول مع "هشام غصيب"( )

"إن هذا الإخفاق .... هو أساس الدعوات المنوعة للعودة إلى الذات (الجوهر) وبعد كل هذا نعود للكشف عن أهمية الجماعة والفرد، وما هو هدفنا منه، إن هدفنا الرئيسي هو فضح وكشف الكذب والتزوير، حين كانت تعلق آمال الناس، على ما يهبه لهم الأفراد، وكيف كان الأدب كاذباً وغير صادق في كل إطروحاته حين كان يستعمل الأدباء، اللغة الأرستقراطية، ويهملون لغة الكثرة من الناس، وهذا الإهمال لا يتوقف فقط عند حدود اللغة المكتوبة، بل يتعدى ذلك إلى إهمال قضايا الجماعة ويهتم فقط بقضايا النخبة الأرستقراطية، على حساب الكثرة، وأيضاً يعمل هذا على ضياع الهدف الأسمى من كتابة الأدب: وهو التعبير من خارج الذات عن حاجات الناس، وطالما أننا نكتب للناس طالما كان من الضروري إحترام لغتهم، وطالما نكتب للطبقة الأرستقراطية طالما نحن غير تقدميين وجامدين ولساننا سمكة متجمدة في حلقنا، لأن الأرستقراطية تقتل كل خطوة نحو التطور من خلال دفاعها عن مصالحها الفردية على حساب الغالبية العظمى من الناس وهذا برأيي تحقيق لمطلب المفكر الإجتماعي الفلسفي هشام غصيب( ) وللمفكر الإعلامي "صالح أبو إصبع" حين طالب بأن يكون: الأدب صادقاً".

والتطور: هو التقدم والإرتقاء والصعود والنهضة والثورة والتغيير في كافة المجالات والتطور لا يكون في الإنسان وحده بل بالانسان والحيوان والنبات والشارع والبحار والكواكب وفي الأرض والجيولوجيا والبيولوجيا وفي التاريخ والأداب والشعر والفنون بكل أشكالها وألوانها، وهو علمٌ له قانون ديالكتيكي واحد، تتخذ مادته من الصراعات والاطماع والفضول العلمي وحب الاستكشاف، وكل شيء يجب أن يتطور والا فإنه سينقرض، ويمتاز بهذا الإنسان عن غيره بالخبرة والتجربة وهناك بعض المخلوقات تحاول أن تطور في كسب لقمة عيشها ولكن هذا التطور لا يدوم، مثال ذلك أن بعض أنواع القردة تطور طريقة جديدةً لكسب عيشها ولكن هذا التطور يموت مع موت صاحبه( ) بعكس الإنسان الذي يستفيد من تجاربه وتجارب غيره وكل هذه التطورات وضعت من أجل هدفٍ واحد وهو خدمة الإنسان الذي تصاغ من أجله كل مشاريع البناء.

وقد اعتبر بعض أوائل الكتاب المسلمين الحديث عن الثورة الفرنسية وما رافقها من تطورات اعتبروها (فتنة) فيما يخص التغيرات التي قلبت نظام العائلة وخصوصاً انقلاب مجتمع النسوة على مجتمع الرجال في أوروبا واعتبر بعض الكتاب العرب المسلمين الثورة الفرنسية 1789م فتنة ، بينما إعتبرها الأتراك والفرس (إنقلاب)( ) وقد وصفها بعض المسلمين بالفتنة بما يعرفونه عن فتنة (علي ومعاوية) حيث جلبت لهم كثيراً من المآسي والقتل والمؤآمرات، وإعتبرها الفرس إنقلاباً، لأنهم الحكام الذين يهدد التطور مناصبهم ومكتسباتهم السياسية، أما الغرب الأوروبي فقد إعتبرها ثورة إجتماعية غيرت كثيراً من ملامح حياتهم العامة وتطورٌ عمل على تغيير وتطوير الأخلاق والعادات والتقاليد، وما زال بعض الكتاب العرب إلى اليوم يعتبرون التطور سموم فكرية يبتكرون في كل يوم وسائل مهدئة ووقائية ضد التطور باعتباره مرضاً مظراً بالعادات والتقاليد والأخلاق العامة، ويحمون أبناأهم من سوق الملابس والكتب والإعلام الغربي، ومع كل هذه الوسائل فإن التطور يغتصب العادات والتقاليد ويجلي عنها طهارتها وقداستها إذا كانت في بعض الجوانب مقدسة.

والتطور هو ثمرة جهودنا لتحسين حياتنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا، فإذا نظرنا إلى الإنتاج المحلي مِن الزراعة وإلى الإستيراد نجد أن التطور الزراعي عمل على زيادة عدد السكان، وزيادة السكان، عملت على الحاجة الماسة لتوسيع قطاع الخدمات الحكومية والخاصة، وإستيراد البترول، عمل على إستيراد سيارات النقل والمركبات الخصوصية، وبذلك توسعت شبكة الطرق في كافة مدن العالم، وتلك الشوارع عملت أيضاً على إظهار الوجه الجميل لمداخل المدن ومخارجها، وأظهرت هذه الشوارع تقسيمات (الأحواض) السكنية ونظمت بحيث أصبحنا نميز سكن (أ و ب) عن (ج، د ) وبفضل هذه الإتساعات في قطاع الخدمات تحسنت حياة الناس حيث إنتقلت معامل البحث العلمي من المختبرات الحيوية إلى المصانع، وفي كتاب (مالتونس)( ) عن (مبدأ السكان) أظهر أن العالم كان حتى عام 1945م كان أكثر من نصف السكان يشكون من سوء التغذية، وإستعمل لفظ الثورة الخضراء للدلالة على زيادة الإنتاج الزراعي التي شهدتها البلدان النامية على أثر إدخال أصناف جديدة من القمح والأرز ذات مردود عال بسبب تهجين أصناف امريكية ويابانية ومكسيكية.

وكانت بلدان افريقيا والشرق الأوسط في عام 1982م تنفق (12 مليار دولار) لشراء نصف إحتياجاتها الغذائية والمعيشية، وهذا يعود لسبب علمي وهو أن كلفة إنتاج الطن الواحد من القمح المحلي يساوي (600 دولار) قبل عام 1986م والمستورد من الدول الخارجية لا تتجاوز تكلفته (200 دولار) للطن الواحد.
ومن خلال قراءة السير الذاتية للمفكرين والمثقفين العرب نستطيع أن نحصل منها على المأساة التي كان يعاني منها الوطن العربي قبل تحسين أدوات الإنتاج، ويقول الدكاترة( ). زكي مبارك( ) (1892-1955): أبي وأمي رزئ بجميع اولادهما وهم أطفال ولم يعش لهم إلا زكي مبارك ، لذلك نذره أبوه لخدمة القرآن وحفظه، وكان نادراً ما يرى في العيد الكعك والحلوى ، إلا القهوة السادى لكثرة حالات الموت الناتجة عن سوء التغذية، وهذا المثال الذي ضربته عن زكي مبارك لأكشف أولاً عن سوء التغذية التي قتلت إخوته جميعاً ولأكشف أيضاً عن حُسن التغذية التي زادت من طول عمره، بفضل التدخلات الأوروبية، ولأكشف أيضاً عن رفض زكي مبارك الدخول في عالم التقانة والتطور الاجتماعي، وبذلك انقل ملاحظة ( آرنولد توينبي) عن الشرق الأوسط: كيف رفض في القرنيين السادس عشر والسابع عشر، أن يدخل اسلوب الحياة الغربية إلى حياته العامة، وينذهل توينبي: حين لاحظ إستسلام الشرق الأوسط لتكنولوجيا تافهة( ) في القرن التاسع عشر، ويحاول أن يبقى على المظهر السائد لحياته العامة من عادات وتقاليد، ومن الجدير ذكره أن (توينبي) خبير في شؤون الشرق الاوسط وكان يعمل لهذا الغرض مع المخابرات البريطانية خلال خدمته العسكرية 1915-1919- وإختير للمشاركة في مؤتمر السلام المنعقد في باريس.

وإن إرتفاع متوسط الفرد هي قيمة عظيمة أعطتها بلاد الغرب وحضارتهم للشرق، وإن هذا المشروع يصاغ من أجل إسعاد الناس، وكانت الحياة قبل ذلك تنتهي به عند حدود المحافظة على بقائه فقط لا غير، ولكن بعد ذلك تغيرت الحياة العامة وحياة الفرد، وإن أعظم الأشياء والمقتنيات التي كان يملكها الخلفاء والأغنياء ويتمتعون برفاهيتها هي اليوم في بيوت من تصفهم أنهم فقراء، وبذلك فإن التطور يبعث على التفاؤل، وإن معدل الأمراض يتراجع وينقص في كل يوم، إن الناس في مجتمعاتنا يقومون بعملية تزوير وتزييف للحياة القديمة ويصفونها بأنها كانت جميلة وبسيطة، وهذا كذب وغير صحيح، الناس كانت تبذل ما يقرب من 12.000 سعر حراري للإنتقال والسير لمسافة 20 كيلو متر، أما اليوم فإن الإنسان يقطع عشرات الأضعاف لمثل تلك المسافة وهو نائم في الباص أو السيارة او القطار، إن الناس يكذبون على أنفسهم ويصدقون مثل هذه الأكاذيب، حين كان يكلفهم نقل (100 لتر) واحد من المياه أكثر من (6ساعات) من المسير في الشمس، أما اليوم فإنهم يحصلون عليها ويستهلكونها في دقائق معدودة.

إن السرعة ميزت حياة الناس ولم تعد الحياة للقوي بل أصبح الأنسب هو الأفضل، ومن الملاحظ اليوم أن الإنسان لا يتطور بيولوجياً( ) ولكنه يتطور ثقافياً وعلمياً ، ومن لا يتطور إجتماعياً فإنه سينقرض، وعلى الإنسان الشرقي أن يزيل الحواجز والعراقيل التي تقف سداً بينه وبين مشاعره ونزواته ، وإلا فإن الإغتراب وحالاته سوف تعمل على شنقه من رجليه.




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطور الثاني
- الدين والعقل
- الشرق الجديد
- التحول في التركيبة الإجتماعية
- الإسلام هوالجناح العسكري اليميني للزعماء العرب
- حياتنا في رمضان
- الشيوعية قادمة
- الزعماء العرب في مواجهة الديمقراطية
- سعر التكلفة +الربح الوسطي في السوق الماركسي
- العلمانية هي الحل :في العراق ولبنان وفلسطين !
- الرحالة كارل ماركس
- حياة الناس تتجه للتغيير والحكام والملوك العرب يقمعون التغيير
- المرأة مثل الإعلان تجدد نفسها بالتكرار
- البروتستنت والكاثوليك 1
- مأساة برونو : الدين للناس والإلحاد للعلماء 1548-1600م
- حياتنا كعرب
- المرأة تعادي المرأة
- مدينة بلا حب
- الحب النقدي
- رسالة من إمرأة مثلها مثله1


المزيد.....




- مفوض أوروبي يطالب بدعم أونروا بسبب الأوضاع في غزة
- ضابط المخابرات الأوكراني السابق بروزوروف يتوقع اعتقالات جديد ...
- الأرجنتين تطلب من الإنتربول اعتقال وزير داخلية إيران
- -الأونروا- تدعو إلى تحقيق في الهجمات ضد موظفيها ومبانيها في ...
- الولايات المتحدة: اعتقال أكثر من 130 شخصا خلال احتجاجات مؤيد ...
- مسؤول أميركي: خطر المجاعة -شديد جدا- في غزة خصوصا في الشمال ...
- واشنطن تريد -رؤية تقدم ملموس- في -الأونروا- قبل استئناف تموي ...
- مبعوث أمريكي: خطر المجاعة شديد جدا في غزة خصوصا في الشمال
- بوريل يرحب بتقرير خبراء الأمم المتحدة حول الاتهامات الإسرائي ...
- صحيفة: سلطات فنلندا تؤجل إعداد مشروع القانون حول ترحيل المها ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - ما هو التطور الإجتماعي ؟