أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - المجد للمقاومة والعار للمساومة















المزيد.....

المجد للمقاومة والعار للمساومة


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2049 - 2007 / 9 / 25 - 03:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

ما أؤخذ بالقوة, لايسترد إلا بالقوة,قالها فلاسفة السلاح السابقون, وسار على دربهم اللاحقون,قابضون على جمر العهود,مقدمين أرواحهم وولدانهم وأموالهم, رخيصة, فمن اجل تحرير الأوطان كل غالي ونفيس يهون, خطها الشهداء بلغة الأبرار, دما قاني نموت وتحيا فلسطين, وعلى هذا قضوا ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا, على عهد الشهداء ماضون,ولو كره الجبناء والمتخاذلون.
لقد سبق وان حذرت مرارا وتكرارا, من عملية الإبادة والتغييب والطمس, بين خطي العمل الوطني, السياسة والمقاومة, وقلنا سياسة دون مقاومة صفر وطني, ومقاومة دون سياسة صفر وطني كذلك,وحتى نتجاوز هذه المعادلة الصفرية, والجدلية العبثية,كتبت قبل الانتخابات التشريعية((فشل المقاومة الشرعية والسياسة الشرعية,في إيجاد أرضية مشتركة للتوافق والتعايش))حيث كانت الآية عكسية, سلطة فتح ومقاومة حماس,كل يتربص بالأخر, إصرار كل طرف على طمس الآخر, عناد وفقدان التوافق وفشل توزيع الأدوار,والنتيجة التي توقعناها كما حدثت, دخول جدلية المقاومة والسياسة,إلى نفق مغلق دون أدنى أفق أو نوايا للتوافق, وقلنا أن ذلك سيؤدي كتحصيل حاصل, لتقاطع سكتي الخطين ,الذي يفترض أن يكونا متوازيين, وحذرنا حينها من كارثة الصدام, وتداعياته على مجمل المشروع الوطني, وتمزيق النسيج الاجتماعي الوطني كذلك, لكن الكفر عناد, وقد تبين أننا صرخنا في غياهب الجب وفي صحراء العدم, وأسمعت إذ ناديت حيا, ولاحياه لمن تنادي.
فقد شحذ كل طرف من خطي المعادلة المتنافرة, همته وحفز أدواته كي يتمكن من طمس الأخر. والهيمنة على حراكه وتقليص فعاليته, فحاول الخط السياسي استدراج الخط العسكري , إلى دائرة التسييس والتلاشي, وذلك بتسهيل الظهور من الثكنة العسكرية صوب إغراء السُدة السياسية, وكانت الانتخابات التشريعية, وتوعد الخط العسكري أن يستدرج كل عناصر الأمن التابعين للخط السياسي, وجرهم لخندق المقاومة, وقد نجح الخط السياسي بجر الخط العسكري المتعاظم, إلى دائرة الضوء السياسي, حتى أصبح الخط العسكري في دائرة المسئولية بلا منازع, يعني انه أصبح الخط السياسي والخط العسكري موحد, وبالتالي يسهل على حاضنة التوحيد,أن تطمس جزء من ذاتها لحساب الجزء الآخر, وفي هذه المعادلة الاستثنائية(الورطة) أن لايستطيع الطرف المستدرج للازدواجية, لا أن يكون مقاومة كما كان, ولا أن يصبح سياسة كالمفترض, فأصبح بين البينين, وتمكن الكيان الجديد بصيغته الاعجازية, من استدراج قوى أجهزة الأمن للخندق, ولكن للأسف لخندق المواجهة الداخلية, وبالتالي كانت العملية بالكامل لصالح جبهة العدو المتربص, فأصبحنا بلا سياسة وبلا مقاومة, وتعطلت عملية الفعل العسكري المؤثر, باستثناء بعض فعاليات حفظ ماء الوجه.
وإذا ما اعتبرنا, أن تلك المنازلة شرك سياسي,فقد سقط الخط العسكري في مستنقع الوحل حتى الأذنين, فبعدما كان مأخذ الخط العسكري على الخط السياسي, الاتهام بالالتفاف على المقاومة من اجل تصفيتها, فقد أصبح الصياغة الجديدة كيان بوجهين, يمنع ذاته من السير صوب الاستحقاق السياسي, ويمنع نفسه من السير صوب المقاومة الجادة الفاعلة, ويبحث له عن مطية جديدة يسقط عليها, أثار التعثر العسكري والسياسي, فكان لابد لذلك السقوط من تداعيات, للأسف لم يأبه لها واضعي خطط الاستدراج لمنازلة الطمس,ولم يضعوا في اعتبارهم تعدد الفرضيات, التي يمكن أن تولدها ورطة السبات الذاتي, عندما يعاد صياغة خط المقاومة حسب مستجدات الثواب والعقاب, ليصبح معلقا بين سماء مطلب تخفيض وتيرة المقاومة, وطارق مطلب تفعيل وتيرة المسئولية السياسية, لكن هامش المناورة لهذا الانفصام كانت محدودة,ومقيدة بمتطلبات المسئولية وسقفها, وقف المقاومة والاعتراف بالكيان الإسرائيلي, ونتج عن ذلك التشنج لايمينا ولا يسارا,ممارسات عقيمة عنوانها شبه مقاومة وشبه سياسة, فكان متوقعا جراء هذا النفق العدمي الذاتي, إما التنازل عن المسئولية السياسية, أو التنازل عن شعار المقاومة, وكان الخياران في عداد المستحيل, وتحول خط المقاومة من القديم للحديث, إلى كيان خرافي رأسه سياسي وجسده عسكري, وأصبح ميدان الصراع مع الذات((وهناك مثل بالعامية يقول: مثل إلي رقصت وسط السلم, لا إلي فوق شافها, ولا إلي تحت سمعها)), وقد شبه للبعض أن نتيجة ذلك السقوط أو الإسقاط, احتسب كجولة أولى لصالح الخط السياسي, لذلك نتيجة تلك الهيئة الخرافية الجديدة, توقعنا آنذاك ومازلنا, سلوكيات غير مألوفة ووحشية, نتيجة حتمية التوليفة الكيانية الحديثة, المتوافقة واللامتوافقة.
وبالتالي وسط طوفان عملية إعادة الصياغة والتحول, انفلت الكيان الجديد بفعل غير محسوب وغير مألوف, وبقوة الحديد والنار, غاضبا من هيكله المستحدث الغير مرغوب, ليحرق الأخضر واليابس, ويطحن كل من يقف في طريقه,ونتيجة سوء تخطيط الخط السياسي, فقد قام بعملية الاستدراج والصياغة, بمهارة وإتقان وذكاء, لكنه تجاوز حدود المعقول, وغفل عن امتلاك مفاتيح تهدئة هيجان الكيان المستحدث وكبح جماح ثورته على ذاته,والتي تجاوزت حد التحمل والشلل, وعدم المقدرة على تجاوز ناموس المسموح, ومن شدة الانفصام, تحول الخط العسكري لخط سياسي, على غير الحسابات السياسية , حسب النظريات التقليدية, وبالتالي فقدت بوصلة التوجيه, عبر خطوط الطول والعرض على خارطة التسوية السياسية, وبالتالي كانت نتيجة لعبة الطمس, بأدوات إعادة الصياغة, التي استهدفت ترويض الخط العسكري, انفلات بلا أفق أو هدف,فلا سياسة تحققت لخدمة الهدف المنشود, ولا مقاومة بقيت في إطارها المعهود, وحدث الصدام الدامي مع الخط السياسي الظل, والخط العسكري الظل الآخر!!!!
ومن وسط غبار تلك المقارعة, بين قطبي الشرعية, والمناطحة العسكرية, والمناكفة السياسية, آبى رجال المقاومة الذين لم ينخرطوا في مهادنة, ولا وسطية سياسية وعسكرية, إلا أن يعقدوا العزم على تفعيل المقاومة المؤثرة والرادعة, مع التناقض الصهيوني الرئيسي, بعيدا عن جدلية التربص والطمس, بين طرفي معادلة سياسية وعسكرية عبثية لاتقبل التوافق, والتي وصلت إلى حدود التجمد السياسي والعسكري, وقد سددوا للعدو ضربات عسكرية نوعية, اهتزت لها أركان وزارة الحرب الصهيونية, بدء بتفجير احدث سلاح دروع في العالم((المر كفاه)) ومرمغة انف هيبتها في وحل التحدي والمواجهة, ومرورا بعملية بطولية بددت أوهام النظرية العسكرية للكيان الصهيوني,وصولا إلى تسديد ضربة صاروخية قاسمة ومركزة للقاعدة العسكرية الصهيونية((زكيم)), حيث ضربات الألوية والسرايا والكتائب مستمرة, رغم رغبة البعض شل فعاليتها, واقتصارها على عمليات هاونات محدودة, أو حتى تهدئة مجانية, رغم أن مجرمي الصهاينة القتلة, يرتكبون المجازر يوميا ويريدوا أن يختاروا نوعية سلاح مقاومتنا!!!, ويأبى الأبطال والوحدات الصاروخية, أن تقبل المساومة على مقاومتها المؤثرة, فمن الجنون أن نفكر عبثا في التخلي عن المقاومة المؤثرة مجانا, دون أن يكون لها فعلا سياسيا مجديا.
وعود على بدء, فالسياسة بحد ذاتها لاتصنع سلاما, ولا تستعيد حقا مغتصبا, والمقاومة بحد ذاتها صانعة سلام, ومنتزعة حقوق, فيما لو تم استثمارها, وتقوية الزند السياسي بها, لتحسين ظروف أي تفاوض, فالاحتلال إرهاب, والاغتيالات إرهاب, والإبعاد إرهاب, المستوطنات إرهاب, الحصار إرهاب, والمقاومة حق أصيل ومشروع, كفلته كل الشرائع والقوانين, لمواجهة كل صنوف القمع والابتزاز والإرهاب الصهيوني المنظم, فخسئت أي تهدئة مجانية, على حساب المقاومة الباسلة.
والتاريخ يسجل, لن يرحم خائنا, ولا متخاذلا, والمنازلة هي فقط مع الاحتلال, ومادونها إجرام وعار.

المجد كل المجد لألوية المقاومة وكتائبها وسراياها, والخلود للشهداء الأبرار, فمن دمائهم ينبثق القرار, والشفاء للجرحى, والحرية للأسرى, والخزي والعار, لكل من ساوم على المقاومة, وأراد إطفاء جذوتها.
والله من وراء القصد



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث الناس للرئيس محمود عباس
- مصداقية التهديد السوري على المحك
- ساعة الصفر وخريف السلام
- اجتهادات منطقية بعد الفتاوى السياسية الدينية
- الصراع الجديد في العراق والخيار النووي الخليجي
- حماس تحرق كل سفنها
- تهدئة حركة حماس وتسوية الرئيس عباس
- تهدئه حركة حماس وتسويه الرئيس عباس
- 194 حق العودة إلى أين ؟؟؟!!!
- جبريل الرجوب وتوافق التناقض..إلى أين؟؟؟
- فلسطين في رحاب المدرسة الساداتية
- الدولة الفلسطينية الموقوتة والمناخات السياسية المحيطة
- عاشت الثورة,,عاشت م.ت.ف ,,عاشت الذكرى
- الانقلاب الشامل والهروب الجماعي
- كفاكم عبثا وتسييس لمعاناة العالقين
- ضربة وشيكة لإيران على ثلاث جبهات
- السلام المحموم في الزمن المأزوم
- غزة في مهب رياح صناعية ؟؟!!
- قصتي مع الضيف آلن جونستون
- الخيار الدولي ذر للرماد في العيون


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - المجد للمقاومة والعار للمساومة