أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبوعبيد - الاجتياح... الحُب والسلاح














المزيد.....

الاجتياح... الحُب والسلاح


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 10:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


الصورة النمطية عن فلسطين في الذهنية العربية هي المواجهة بين جوليات الفلسطيني وداود اليهودي، مع انتقال المقلاع والحجر إلى يد الأول بخلاف الرواية التوراتية. الصورة شابتها إفسادات أخرجتها عن إطارها المعروف: الاقتتال بين جوليات وجوليات وتقسيمهما أرضاً محتلة إلى دويلتيْن تغزوهما إسرائيل أنّى شاءت.
جائر أن يختزل العرب قصص فلسطين في هذا المشهد، أو في المشهد الاعتيادي الآخر: الجيش الإسرائيلي والفلسطينيون الواقعون في براثن احتلاله. بينما على المساحات الأخرى، غير البائنة في الإعلام العربي، مشاهد الحبّ الذي قد يكسر مفعوله تقليدية الصورة عن الشخصية اليهودية الآتية دوماً في موقع العدو، والعكس صحيح. قصص فلسطين أكبر من مساحتها، وأبطالها هم غير المُطلين على الشاشات الفضائية في وارد التحليل والتعليق.

الفضائية اللبنانية للإرسال تبث في رمضان مسلسل "الاجتياح"، ويحكي قصة اجتياح الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية ضمن عملية أطلق عليها اسم "الجدار الواقي" وما تخلل ذلك من قصف وحصار لمقر الرئيس الراحل ياسر عرفات في رام الله، وصولاً إلى الملحمة البطولية التي سطرتها قلة مسلحة بالرشاشات في مخيم جنين وصمودها أسبوعين في وجه الجيش الإسرائيلي الذي يكفي ذكر اسمه لتخيل ما يملكه من ترسانة عسكرية.

المسلسل يخرج على المألوف في تجسيد معالم الشخصيتين النقيضتيْن: الفلسطينية واليهودية الإسرائيلية من خلال "مصطفى وياعيل"، ويُظهر إلى جانب هذا الركن الأساسي من القصة، التفاصيل الصغيرة لحياة أي فلسطيني ويهودي، ما يذكرنا بمسلسل "التغريبة الفلسطينية" الذي بثته إم بي سي، حيث يجسد هو الآخر حياة الفلسطيني على حسناتها وسيئاتها بمنأى عن الصورة النمطية السائدة التي لا تصفه سوى أنه فدائي ومشروع شهيد أو معتقل.

للفلسطيني فؤاد ليس عاطلا عن العمل، وبابه مفتوح لتمر منه فلسطينية، وقد تمر منه نقيضته التي تعلن براءتها من ممارسات دولتها. لذا قد تبدو "ياعيل" في "الاجتياح" غريبة على المشاهد العربي، وأنها مجرد شطحة من الكاتب أو جنوح من المخرج لخلق الإثارة، أو مستوحاة من شخصية "إيلانه" في رواية "إلى الجحيم أيها الليلك". للشاعر الفلسطيني سميح القاسم قبل ثلاثين عاماً. إلا أن الشابة اليهودية "تالي فحيمة"، من كريات غات، تثبت أن "ياعيل وإيلانه" ليستا خيالاً، وانهما انبعاثٌ لعشرات اليهوديات الأخريات اللائي فضلن بؤس المخيمات الفلسطينية على رفاه تل أبيب. تماما حين انسلخت "تالي"عن حزب الليكود، وفضلت مخيم جنين والإقامة جهاراً في بيت زكريا الزبيدي، قائد كتائب شهداء الأقصى في المخيم، تضامناً مع الفلسطينيين، وربما كان في نيتها نسج قصة حب لولا أن يد السجان الإسرائيلي كانت أسبق، فصارت "تالي" فلسطينية من حيث النضال والسجون.

كان يمكن للمشاهد العربي أن يعرف أكثر عن هذه القصص الحقيقية لو لم تغب "تالي" عن "امبراطورية الإعلام العربي" المتوجس دوما من "التطبيع" الذي لا تندرج تلك القصة تحت مسماه. فإظهار هذه القصص على الملأ العربي هو نقْلٌ لكيفية تحول الخيال إلى واقع، وإبراز دقيق لمعالم الشخصيتيْن النقيضتين، والكشف عن صور أخرى للحياة وسط الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالتالي كسر الصورة النمطية لجوليات الذي هو أيضاً روميو إلى جانبه جولييت.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 25 عاماً على صبرا وشاتيلا...ليت الذكرى اعتكفتْ
- شريعة ذكورابي
- باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء
- إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!
- مَن يتزوج مِن غير عذراء !
- لأننا مهووسون بالإثارة
- جرائم قَرَف
- وللسجناء حقوق جنسية
- فلسطينيو العراق…الصورة التجريدية
- -جريمة- ارتكبتها فتاة عربية
- المرأة ليست لحماً مكشوفاً للقطط
- السافرة أيضاً على خُلُق
- -سعودية-.. ونِعْمَ الفتاة
- اليهود ...التفكير سِرّ النجاح
- الباحثون عن - الجنس -
- هابيل يقاتل قابيل .. زُفوا النصر لإسرائيل
- مشاكل الفلسطينيين الداخلية لا تبرر عدم التضامن معهم
- P.B . ض . د
- الموت في سبيل ستار أكاديمي
- موعدكم مع فيلم السهرة ....


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبوعبيد - الاجتياح... الحُب والسلاح