أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صدقي موسى - رمضان وأحلام الوحدة(2)














المزيد.....

رمضان وأحلام الوحدة(2)


صدقي موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 10:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


سعيد الفرحان؛ مواطن فلسطيني ينام كل ليلة في ساعة مبكرة، مع حلول شهر رمضان تغير نظامه فلا ينام إلا في وقت متأخر جراء المسلسلات والبرامج الرمضانية الهادفة!!
هذا الصباح استيقظ الفرحان كعادته يتمطى، وينظر حوله ليتأكد انه ما زال في بيته، مضت دقائق حتى أدرك ما حوله، لفته للوهلة الأولى انه لم يسمع الليلة صوت أزيز الرصاص ككل ليلة عندما يدخل فيها الاحتلال للمدينة، نهض مسرعا غسل وجهه وارتدى ثيابه، أطل على شاشة التلفاز لسماع نشرة الأخبار، بدأت علامات الدهشة والاستغراب ترتسم على وجهه، مدهش ذلك الخبر بأن اتفاقا بين الفلسطينيين على الصلح وعودة اللحمة ما بين الضفة وغزة، وعلى الشاشة مشاهد لقادة فتح وحماس وهو يتعانقون ويؤكدون أن صفحة قد طويت وفتحت صفحة أخرى تعزز الوحدة على مبدأ الحق الفلسطيني، وبمشاركة فصائل الشعب الفلسطيني كافة.
سأل الفرحان نفسه متى حدث كل ذلك؟؟! الليلة كان قادتنا يتشدقون بشرر الكلام. ماذا جرى؟ أمعقول خلال ساعات قليلة تم الصلح!!
غادر منزله وهو مذهول، ألقى تحية الصباح على جاره صاحب البقالة، وقال له: الليلة شهدت هدوء، لم اسمع إطلاق نار ككل ليلة يدخل فيها الاحتلال لمدينتنا.
ابتسم جاره وقال له: الحمد لله، منذ أن توحدت فصائل المقاومة، وتشكيلها قوة مشتركة وقفت في وجه قوات الاحتلال وهذه الأخيرة تحسب ألف حساب لأي خطوة تقوم بها قبل دخولها لمدننا ومخيماتنا وقرانا.
بهت الفرحان، وشعر انه مثل أصحاب الكهف، وتساءل بلسان مرتجف: متى هذا الكلام؟! متى حصل؟!
هتف جاره مستنكرا: الست في هذه الدنيا!! ألا تقرأ الصحف، وترى الواقع؟!
التفت سعيد حوله وبدا كالأبله، أراد أن ينطق، لكنه عجز، أكمل طريقه، ولفت انتباهه خلو الميدان الذي كان يجتمع عليه العاطلون عن العمل لعل احدهم يحظى بعمل، كذلك اختفى منظر "البسطات"، التي كانت تتوسط الطرق، اقترب من احد عمال النظافة المنشغل ببحثه عن شيء يزيله، وسأله عن اختفاء ما لاحظه، نظر إليه العامل باستغراب وقال له: الست من هذه البلاد؟! الحمد لله حكومة الوحدة الوطنية وفرت فرص عمل للعمال، وعملت على بسط الأمن والنظام، وهي تشرع الآن بالتخلي التدريجي عن تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاحتلال.
الفرحان: معقووووول!!!!!!!
الرجل: "يا أخي أنت جاي من وين؟" من بلاد "الواق واق"، نحن شعب حي صاحب رسالة سامية نطوي صفحات الخلاف، كالأرض المقحلة عندما يسقط عليها المطر فتزهر.
ترك الرجل الفرحان وهو واقف مكانه يغشاه صمت مطبق، ارتمى على اقرب حافة رصيف غير مصدق ما يجري ويحصل من حوله، تذكر أفلام الخيال العلمي التي يشاهدها، وأراد أن يقرن ذك بما يحصل معه.
تمالك نفسه ونهض، نظر في وجوه الناس فوجدها باسمة منشرحة تتبادل تحيات المحبة، وصل موقف السيارات حيث تقله لمكان عمله، وجد المنتظرين معه يستغلون وقفتهم بقراءة كتاب أو صحيفة، همس بأذن من يقف بجواره: دعك من تعب قراءة الصحيفة وأنت واقف، اقرأها في مكان عملك.
نظر إليه الرجل وعناقيد الغضب بانت على جبينه وقال له: عيب عليك مثل هذا الكلام، عملي أمانة ولا أضيع وقته في غير مكانه، ثم أنني استغل وقتي في شيء مفيد بدل الوقوف هكذا و"التطقيس" على بنات العالم.
الفرحان: ما شاء الله، اللهم زد وبارك!!
ولم تكن دهشة الفرحان في مكان عمله بأقل مما شاهده منذ الصباح، العمل يسير وفق نظام، لا يوجد تكدس بالموظفين، أو موظف وضع في غير مكانه، أو تم اختياره لتنظيمه أو واسطته.
بالفعل ما إن خرج من مكان عمله ويده محمرة من كثرة ما قرصها ليتأكد انه يعيش الواقع، ولم ينس وهو في طريق العودة لبيته أن يشتري بعض الخضار والفاكهة، لفت انتباهه رخص الأسعار وجودة الخضروات، سال البائع عن السبب فأجابه بأنها من إنتاج الأغوار، وان الأسعار بشكل عام منخفضة جراء السياسات الحكيمة لحكومة الوحدة الوطنية، كما انه تم الاستغناء عن بضائع وسلع كيان الاحتلال.
لم يطق الفرحان صبرا أكثر من هذا، وأطلق صرخة مدوية، واخذ يضرب رأسه بباب المحل، بينما أخذت يد تهزه بقوة، ويأتيه صوت قلق: أبي استيقظ أنت تحلم.
نهض من قيلولته وهو يتصبب عرقا، وبدأ يسترجع ما حلم به، ثم قال: ليس حلما، انه الواقع، الواقع القريب.





#صدقي_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رمضان ومبادرة الوحدة (1)
- فلنجنب مدارسنا الخلافات الحزبية
- -ممر السلام- أفيون مخدر أم تحول جذري؟
- الأسطورة المقاوِمة: لازِمة من لوازم الإرث الفلسطيني
- 100 مليون دولار!!! ويرفضها!!
- كفاك تضليلا سيادة الرئيس
- صرخة من الأغوار لعلها تلامس شغاف القلوب
- احياء قضية حق العودة في وسائل الاعلام
- حرب الاحتلال غير المعلنة على البيئة الفلسطينية
- يا عمال فلسطين اتحدوا
- 11 عاما على مجزرة قانا ودماء المجازر تنزف
- من لابناء الاسرى؟


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - صدقي موسى - رمضان وأحلام الوحدة(2)