أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - حياتنا في رمضان














المزيد.....

حياتنا في رمضان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 09:34
المحور: حقوق الانسان
    


من الممكن على الإنسان أن يضحي ولكن من الصعب عليه أن يجد شخصا يستحق التضحية ليضحي من أجله .
وفعلا أحببت الحياة كما أحببت أمي ولكنها بنفس الوقت عاملتني كزوجة أبي كما يقولون .
وفعلا رمضان غير كريم لأنني في رمضان أضحي كثيرا و لا أجد أن هذا الشهر يستحق مني التضحية .

وعشت طوال حياتي مهتم بالثقافة والكتاب أينما أذهب لا بد أن أحمل بيدي كتاب وبيدي الأخرى أدواتي المهنية ومن الممكن لك أن تقف بعيدا وأنت تراني ألوك المسامير في فمي وبنفس الوقت أحكي قصيدة شعرية أو تجدني أناقش في الفلسفة وعلم الإجتماع والإقتصاد السياسي وفضح الإقتصاد الإسلامي الذي يحارب الربى وبنفس الوقت يعتمد عليهومعدل الزكاة التي يخرجها المسلمين في شهر رمضان لا تستطيع أن تكفر عن خطايا المسلمين لأنها قليلة ولا حتى تستطيع أن تكفر عن خطايا الرأسمالية .
مع ذلك تسيلم الناس على بعضها بتحية :رمضان كريم .

ومن الممكن لك أن تختلف معي في كل الأمور التي أطرحها غير أنك من المستحيل أن تجدني مختلفا مع أحد وهكذا عشت حياتي أدافع عن الناس ومعتقداتهم ولا يدافعون عني ولا حتى بكلمةواحدة , علما أنني حملت قلمي كسلاح لأدافع عن الذين ظلموني وسفكو دمي وحتى هذا اللحظة لم ألق بسلاحي على الأرض.

فأنا أصحو باكرا كل يوم وأقرأ بما يعادل 8 ساعات في اليوم الواحد ثم أستريح يومين من القراءة وعنها لأذهب للعمل يومين متتاليين ثم أعود من عملي مساءا فأكتب مقالا أو مقالين وهكذا حياتي قلم وورقه وعمل مهني شاق .وفي رمضان تقل بالنسبة لي الكتابة وتزداد شهوتي للقراءة وخصوصا حين أصحو قبل الفجر وأسمع صوت أمي وزوجتي وجيراني وهم يتسحرون فيقلقون راحتي فلا أستطيع النوم فأصحوا للقراءة .

وأحيانا أذهب مساءا لآخذ علي وبرديس فلذتا كبدي للعب في ملعب بسيط في حارتنا وتستمر نزهتي معهم لساعتين أو ثلاثة على الأقل يأكلون بها الأشباس ويشربون المرطبات ثم أعود بهم للمنزل وأطلب منهم أن يسمحوا لي بكتابة مقال أو لقراءة كتاب وأن يتركوني وحدي فيشترطون أن أدفع لهم مقابل ذلك لكل واحد منهم 15 خمسة عشر قرشا فأوافق على ذلك ثم ينقضون عهدهم معي فيعودون مرة أخرى فأدفع لهم مرة ثانية فيتركونني موافقين عندها أكون قد تعبت جدا من المساومة نعهم ومع أمهم فأخلد للنوم والراحة قليلا وهذه هي حياتنا في رمضان أكثر تعبا من غيره .
ونحيي بعضنا بتحية رمضان كريم .

ثم تدخل زوجتي وأنا أقرأ لغرفة المكتب الخاص بي وبمكتبتي فأسمع منها كلاما مناهظا للثقافة وللمجتمع المدني وتسب الماركسية والشيوعية وحجتها في ذلك أن ماركس أفسد عليها حياتها فأقول لها :
عجبا أنت زوجة كادحة وتتبنين وجهة نظر برجوازية أنت مثل الدول العربية: كادحون ويتبنون وجهات نظر برجوازية مناهظة لحياتهم العامة أنت يا زوجتي تعيشين في أوهام خيالية مثالية ليس لها علاقة بالواقع تتصورين أشياء وملائكة تمشي على الأرض غير موجودة وتتخيلين جنة للمتعبين وللمؤمنيين أما كان الأولى بإلهكم أن يسعد المؤمنين في الدنيا قبل الآخرة فأين هي السعادة فتقول زوجتي ....إستغفر الله ألعظيم ..هذا إلزلمه فعلا يهودي شيوعي ...مثل إلمسيحيين !
وزوجتي تخلط في المفاهيم فهي لا تدري حتى هذه اللحظة ما هو إتجاهي أو أنها لم تفهم حتى هذه اللحظة إتجاهي رغم أنني أخبرتها به مائة مرة .

وتحييني زوجتي بتحية رمضان كريم .

والناس في حارتنا يلوكون حكايات عني في شهر رمضان منها رفضي للصوم والصلاة ودخول المساجد ولكنهم في نفس الوقت يشيدون بسلوكياتي العامة ويفتحون أعينهم لحديثي معهم ويتسلون كثيرا معي وزواري كثيرون وضيوفي كثيرون منهم من يبحث عن الحقيقة ومنهم عشاق الشعر والأدب ومنهم موسيقيين وقليل جدا ونادرا ما يتحدث معي أحدهم بالماركسية وإذا تحدثوا فإنني أنسحب من الحديث جاعلهم يعتقدون أنهم هم الأصح لأنهم لا يفقهون بالماركسية ولا بالديالكتيك فكيف أناقش أناس لا يعرفون عن الموضوع الذي يطرحونه للنقاش فأقول لهم : يا جماعه رمضان كريم , فيقولون عني ما شاء الله والله إنه عارف قديش رمضان كريم سبحان الله !!!!.

وحياتنا اليومية فيها الأمن مستتب جدا ولكن الأمن الغذائي في حياتي نادرا ما يتوفر إلا بشق الأنفس وهذه ليست حياتي لوحدي فكل العمال والشغيلة جيراني نادرا ما يحصلون على غذائهم اليومي بالبساطة فهم من ناحية الأكل والشرب يأكلون طعاما بسيطا جدا ولكنهم وأنا نكسبه بطريقة معقدة .
فحتى نكسب لقمتنا في المجتمع الرأسمالي لا بد أن نتحايل على الرزق والقوت والغذاء معا فنظطر للمداهنة ونظطر للكذب وتكثر الجموع المصلية في شهر رمضان وتملأ المساجد وكلهم صائمون و 99% منهم كاذبون يصومون وهم ما زالوا يحتفظون بعاداتهم التي سلكوا عليها قبل شهر رمضان .

وفي الصباح الباكر وفي الظهيرة وعند العصر تحيي الناس بعضها بتحية : رمضان كريم !
ومن أين سيأتي الكرم طالما أننا ندان في شهر رمضان بأكثر من مستوى دخلنا الشهري بما يعادل ثلاثة أضعاف فرمضان غير كريم .



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية قادمة
- الزعماء العرب في مواجهة الديمقراطية
- سعر التكلفة +الربح الوسطي في السوق الماركسي
- العلمانية هي الحل :في العراق ولبنان وفلسطين !
- الرحالة كارل ماركس
- حياة الناس تتجه للتغيير والحكام والملوك العرب يقمعون التغيير
- المرأة مثل الإعلان تجدد نفسها بالتكرار
- البروتستنت والكاثوليك 1
- مأساة برونو : الدين للناس والإلحاد للعلماء 1548-1600م
- حياتنا كعرب
- المرأة تعادي المرأة
- مدينة بلا حب
- الحب النقدي
- رسالة من إمرأة مثلها مثله1
- الملك حسين رجل كبير في بلد صغير
- حياتنا العامة أحيانا ليس لها علاقة بالسياسة
- العلمانية والداروينية هي الحل
- من ذكريات عامل في الريف والمدينة
- أحبيني
- العرب وإسرائيل؟


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع حصيلة الاعتقالات بعد 7 أكتوبر ...
- برنامج الأغذية العالمي يدعو لوقف إطلاق النار في غزة: السرعة ...
- هل يصوت مجلس الأمن لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المت ...
- ترجيحات بتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة
- السلطات الفرنسية تطرد مئات المهاجرين من العاصمة باريس قبل 10 ...
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم
- عباس يرفض طلبا أمريكيا لتأجيل التصويت على عضوية فلسطين في ال ...
- زاخاروفا تدين ممثل الأمين العام للأمم المتحدة بلسانه
- 2.8 مليار دولار لمساعدة غزة والضفة.. وجهود الإغاثة مستمرة
- حملة مداهمات واعتقالات في رام الله ونابلس والخليل وبيت لحم ( ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - حياتنا في رمضان