أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صباح محسن كاظم - الشاعر الحبوبي مجاهدا















المزيد.....

الشاعر الحبوبي مجاهدا


صباح محسن كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 09:33
المحور: سيرة ذاتية
    



ولد السيد محمد سعيد الحبوبي في النجف الاشرف في 20/2/1849م من اسرة حسنية نزحت من الحجاز واستقرت بجوار امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) رعاه والده رعاية خاصة واهتم بتعليمه القران الكريم والكتابة وفي العاشرة من عمره انصرف ليدرس علم اللغة ( من نحو وبلاغة ) ومبادئ الادب على يد خاله ( الشيخ عباس الاعم) وتعد هذه المرحلة من المراحل الخصبة في حياة السيد الحبوبي وقبل بلوغ الخامسة عشر من عمره في (1863) هاجر ابوه وعمه الى ( حائل ) في الحجاز بقصد التجارة وبمرور الايام حنَّ الى رؤية ابيه فسافر مع افراد اسرته اليه فدهشته الصحارى وعيون الماء واسراب الطيور وقطعان الظباء وامتلأ سمعه بحداء(حادي العيس) في صمت الفلاة العميق ورغاء الابل وتنسم النسمات العليلة المعطرة بشذى المشاهد اليدوية وفي حائل انصرف السيد محمد سعيد الى العمل مع ابيه وعمه فتعلم الفروسية وامتدت اقامته ثلاثة سنوات ولم ينقطع من الدرس فكان يقرأ الادب والمنطق وبعدها عاد الى مدينة العلم والادب النجف الاشرف عام 1867م التي كانت في اوج ازدهارها الادبي والعلمي فاقبل على مجالس الشعر والادب التي كانت ملتقى الشعراء والعلماء فاستمع للجميع وجاراهم في النظم ثم مالبث ان شاركهم في الحفلات والمناسبات فتلقفته المجالس الادبية ورددت موشحاته وقصائده في عام 1875 تزوج من ابنة عمه فانجبت ابن ( علي ) وابنتين وبعد وفاتها تزوج ثانية فانجبت له ابنة الثاني (باقر) .
وفي بغداد في منتدى (ال كبة ) الذي يرتاده رجال الدين والادب والاعمال كان مجلسا عاما يقيمه اتقياء صالحون يرتاده اعلام من الفضلاء وكانت اوج شاعرية الحبوبي في العقدين الثالث والرابع من حياته ثم حاول الانصراف الى الفقه لكن لم يدم طويلا الا بضعة اشهر فعاد الى الشعر ثانية في عام 1886 :
تركت نظم القوافي ثم عدت له مؤديا لك فرضا كان محتوما
ثم حاول الانقطاع من الشعر متجها صوب الفقه ، زامل السيد الحبوبي السيد جمال الدين الافغاني وتوثقت الصلة بينهما بعد ان مكث الافغاني في النجف الاشرف اربعة سنوات يستقي العلم .
توفى ابوه عام 1901 ، كان السيد الحبوبي يؤلف ويدرس ويؤم الناس في الصلاة ويعيش احداث زمانه يعطيها فكرة وفي الحرب العالمية الاولى 1914-1918 والغزو البريطاني للعراق انتفض للدفاع عن وطنه الذي كان محتلا من العثمانيين لخمسة قرون... في السادس من تشرين الثاني 1914 احتل الجيش البريطاني الفاو واخذ يتقدم شمالا لاحتلال البصرة والمدن الاخرى فاستنجد الاتراك بالعلماء والعراقيين ليعلنوا الجهاد ضد الانكليز فاعلن السيد الحبوبي في 26 تشرين الثاني 1914 دعوته للجهاد وعزمه محاربة الغزاة واستجاب الى ندائه الكثير من زعماء القبائل والاحرار وانضموا اليه في ثورته المقدسة وفي الثاني خرج الحبوبي ثائرا بعد التبرك بزيارة امير المؤمنين وتقدم الركب مهيبا من المجاهدين وهو متقلدا سيفه والطبول تقرع والاعلام تخفق والناس تتعالى بالتكبير اتجهت الحشود الى الكوفة وكانت السفن النهرية في انتظارهم لنقلهم الى الناصرية اتخذت مركزا ليجمع المجاهدين ولذا سميت بـ( دار الجهاد) وفي طريقه ينزل الى العشائر الفراتية داعيا الناس الى الجهاد واتخذ ( باقر الشبيبي) من الشباب معاونا له الذي كان موضع اعجاب الشيوخ لثقافته وبلاغته واتصل بزعماء المشخاب (بدر ال فرعون و عبد الواحد الحاج سكر والسيد علوان الياسري ) ليشركهم في الجهاد ومكث في السماوة ليحرض العشائر على مقاتلة الغزاة واقلعت سفنه نحو الناصرية فوصلتها في منتصف كانون الثاني 1915 السادس من ربيع الاول 1333 هـ فضربت له قبة على ضفاف الفرات بعد ان رد – برفق وصلابة – سراة المدينة وقد هيأوا له دورهم ليقيم فيها فقال لهم قولا حكيما ( اني نفر من هذه المتطوعة ، لا ميزة لي عليهم وشتان الحرب والترف ) وقد سوى السيد الحبوبي خلافا بين العثمانين والشيخ خيون ال عبيد الذي كان متمردا على الاتراك كان مع السيد الحبوبي نخبة من العلماء والمجاهدين من اهل العلم والفضيلة منهم السيد محسن الحكيم ( امين سره وخازن مال المجاهدين) وقد اعطاه السيد الحبوبي خاتمه الخاص ليمهر باسمه حسبما يراه في مصلحة شؤون الجهاد وكذلك كان باقر الشبيبي وعلي الشرقي والشيخ عبد الحسين مطر والحاج حسين الشعرباف كما صحب معه احد افراد اسرته ( السيد فضل) ابن اخيه ( الحسين) .
ان نهضة السيد الحبوبي في دفاعه عن حياض الوطن المقدس كان يمول جنده من ماله الخاص دون أي معونة مادية من الاتراك طوال مدة الجهاد .
وكان موعد الزحف المقدس نحو ( الشعيبة) فغادر السيد الحبوبي الناصرية قاصدا الشعيبة مارا بسوق الشيوخ ثم الحمّار فوصلوها 22 كانون الثاني 1915 وضربوا خيامهم في موضع يسمى ( النخيله ) واخذت الوية بقية المجاهدين تتوارد على النخيلة حتى امتلات ارضها بخيامهم وقدرت المصادر التركية عدوهم بعشرين الفا مجاهدا وقد اخرون بخمسين الفا وما كان القتال ليبدأ قبل قدوم القائد التركي ( سليمان عسكري بك) الذي كان يومئذ ببغداد تحت العلاج من جراح في ساقه وشاءت ظروفه ان يطول علاجه ثلاثة شهود والمجاهدين في ( النخيله) ينتظرونه .
كان المجاهد الثائر السيد الحبوبي يثير الحماسة والحمية في المجاهدين ويحل المشاكل التي تحدث لهم.

المعركة:
الانكليز في الشعيبة المجاهدون في النخيلة الاتراك ستة الاف من جنودهم يعسكرون في ادغال ( البرجسيه) خطة الاتراك بقيادة ( سليمان بك ) هجومية يهجم فيها الجيش التركي من القلب والمجاهدون من الجناحين الجناح الايمن يقوم بالهجوم من اتجاه الزبير متجها نحو الشمال الغربي ويكون هدفه القاطع الجنوبي الشرقي في موضع الشعيبة وكانت القوات في هذا الجناح مؤلفه من مجاهدي المنتفك بقيادة عجمي السعدون الجناح الايسر ويقوم بالهجوم من اتجاه مزار الامام انس متجها نحو الجنوب الشرقي ويكون هدفه القاطع الشمالي الغربي من موضع الشعيبة وكانت القوات في هذا الجناح مؤلفة من المجاهدين بقيادة السيد محمد سعيد الحبوبي وعبد الله الفالح السعدون وخيون العبيد .
المركز يتالف من القوات النظامية التي تهاجم جبهة الشعيبة زاحفة نحوه من الغرب.
اما المجاهدون وعلى راسهم عجمي السعدون فكان رايهم الاكتفاء بمحاصرة ( الشعيبة) وعزلها بقطع خطوط مواصلاتها وشن غارات مستمرة بالمجاهدين على خطوط المواصلات ومهاجمة البصرة نفسها فلم يوافقهم (سليمان) لعناده وغروره وامر بالهجوم فقام المجاهدون من النخيلة فجرا ووصلوا البرجسية بعد الظهر وفي الصباح الباكر من يوم الاثنين 12/4/1915 بدأ الهجوم على المواقع البريطانية بعنف وشدة من ثلاثة اتجاهات الا ان المدفعية البريطانية المتفوقة اسكتت مدفعية الاتراك بعد 15 دقيقة من بدء الهجوم وفي اليوم التالي شرع البريطانيون بمهاجمة الاتراك والمجاهدين حتى التقوا بهم وجها لوجه فقاتلوهم بالسلاح الابيض وابدى الاتراك والمجاهدون بسالة نادرة في القتال حتى استشهد منهم العدد الكبير واخفق (علي بك ) معاون القائد في الدفاع عن المواقع المهمة فسلمها للانكليز واستسلم فقرر سليمان العسكري الانسحاب ليلة 13-14/4/1915 وفر الاتراك من المعركة اما السيد الحبوبي فثبت مع ثلة على شجاعته وصدق عزيمته وعمق ايمانه وحين علم ( سليمان ) بهذه الهزيمة شعر بالعار فجمع ضباطه وقال لهم انه لن يستطيع ان يحارب مرة اخرى ثم اطلق مسدسه على نفسه وانتحر وذلك في مساء اليوم نفسه كانت الهزيمة قاسية على المجاهدين وقع (3000) شهيدا وكان السيد الحبوبي متالما وحزينا وقصد الناصرية ( وكان بمعيته خيون العبيد وبعض الرؤساء) ونتيجة للجهد المضني تمرض المجاهد الكبير ففاضت روحه الى بارئها في سكينة واطمئنان وهو يردد اما انا ففي نعيم.



#صباح_محسن_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس لايمرض
- الادب السري والثقافة السرية
- من منهاتن الى بغداد
- الانتفاضة الشعبانية من أجهضها أمريكا أم دول الجوار
- مأساة كربلاء
- المثقف الناطق والمثقف الصامت
- علي السباعي قصص من الواقع العراقي
- مثقف السلطة .....وسلطة المثقف
- الحوار بين الحضارات لا الصراع بين الحضارات
- خلود الشاعر كمال سبتي أنموذجا
- الرواية التاريخية ورواية نخلة الغريب للقاص إبراهيم سبتي


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صباح محسن كاظم - الشاعر الحبوبي مجاهدا