أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ادهم ميران - هولوكوست الإيزيدية هل له من نهاية؟















المزيد.....

هولوكوست الإيزيدية هل له من نهاية؟


ادهم ميران

الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 09:46
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ان ما يتعرض له الازيديون من ابادة بشرية وهضم للحقوق الانسانية، في هذا الوقت بالذات، لا يمكن ادراجه تحت اي مفهوم فكري او مبدأ انساني عرفته البشرية، ان مايتعرضون له، ليس معركة ثأر بين قبيلتين او نزاع حدودي بين دولتين يمكن ترضية احداها على حساب الطرف الآخر بوساطات دولية او ما شابه، بل انه نزاع عقائدي ديني ضارب في القدم، يضطلع المعتدي فيه بتسفيه وتكفير الديانة الأيزيدية، ولم يثن له عزما في الصاق الخرافات والحط من هذه الديانة، وسرد القصص العارية عن الصحة معتمدا مادة تاريخية أحادية الثقافة خالية من الموضوعية.
ان المتشددين الاسلامويون الذين عكفوا على قراءة هذا التاريخ ذي النظرة الفردية عن الإيزدية وما يحملوه من الغاء الآخر وتسفيه معتقداته وتكفيره، اتخذوا من التفخيخ والقتل والابادة وسيلة لتبرير غاياتهم تلك، والخشية كل الخشية ان يروق هذا الفكر لمجتمعات اسلامية أخرى في العالم العربي او الاسلامي تجاه الديانة الإيزدية والديانات الأخرى، فتكون هي الكارثة البشرية بعينها. ففعل الابادة القصدي ضد الطائفة الإزيدية، له مبرراته عند هؤلاء، وما يبعث على تصور كهذا، هو ما تعرض له الازيديون على مر التاريخ من حروب ابادة وتشريد. وما يتعرض له اليوم من تفجيرات ومفخخات في المناطق ذات الأغلبية الازيدية كـ (شنكال ومناطق اخرى في الموصل)، التي راح ضحيتها اكثر من 1500 شهيد ومئات الجرحى، ولازالت الأعمال الاجرامية متواصلة.
لو سألنا ما هو سبب العداء الحقيقي للإزيدية؟ هل هي صراعات قبلية ام عشائرية ام دينية ام قومية؟ أو..؟ او..؟ الى مالا نهاية من التساؤلات. اسئلة كثيرة يمكن طرحها حول هذا الموضوع، والأجوبة ستختلف من واحد الى آخر، كل حسب مشربه وفكره وثقافته. والاجابة الحقة تكمن في تحكيم العقل والمنطق ومقاربة الأحداث التاريخية، فما تعرض له الإزيديون من حروب قرابة ألف وخمسمئة سنة، يدعو الى الدهشة والحيرة، فهؤلاء ليس لهم من ذنب سوى تمسكهم بديانتهم، وأغلب اسباب الحروب ضدهم ترجع الى نزاعات ذات دوافع دينية عقائدية بحتة من قبل طرف معين دونهم. واذا تساءلنا، لماذا دونهم؟ اعتقد ان الاجابة ستكون اكثر جلاءا لو أخذنا بنظر الاعتبار والأهمية معرفة ان الديانات الرئيسية المتواجدة في المنطقة التي يسكنها الازيديون، كاليهودية والمسيحية والاسلامية خاصة هي أديان تبشيرية، تدعو الناس الى دينها بالسلم او بالفتوحات، (واتحفظ ان اقول بالقوة كما يتحدث لنا التاريخ)، بينما الديانة الإزيدية عكس ذلك، فهي ليست دينا تبشيريا، وتكاثر اتباع هذه الديانة تأتي عن طريق التوالد فقط، اي انهم لا يدعون احدا بالاكراه او القوة لأجل نشر ديانتهم وما شابه. وهنا ينكشف الدافع الحقيقي لصراع الفكر الديني ومن ثم الاقتتال والنزاع على خلافات في المفاهيم الدينية، ككيفية عبادة الخالق وماهية فلسفة الخلق والتكوين.. الخ. وبمراجعة تاريخية بسيطة سنلاحظ ان الديانات التبشيرية بطبيعة الحال هي التي تبادر بالاقتتال والنزاع (الفتوحات) مع الديانات غير التبشيرية (البوذية والإيزيدية). من هنا نستطيع قراءة تطور النزاعات والخلافات بين الديانة الإزيدية والأغلبية المسلمة او المسيحية، فما يؤمن به المجتمع الايزدي يعتبر شاذا وفاسدا لدى المجتمعات المحيطة بهم من مسلمين ومسيحيين، وبالتالي لا مفر من نزاع ديني، وقد يكون المسيحيون اخذوا الجانب السلمي من النزاع وتوقفوا عند مبدأ حرية الأديان وحرية الانسان في اختيار عقيدته واكتفوا بتصنيف النزاع على انه اختلاف أديان فحسب، ولكن المتشددين الاسلامويون لم يكتفوا بذلك، فذهبوا بعيدا لنصرة دينهم الحق، بادعاء الكفر وفساد الفكر على بعض الأديان، ومنها الإيزدية التي وصموها بعبادة الشيطان والاشراك، فحق لهم بذلك ان ينكلوا بأتباعها والعمل على ابادتهم على مدى حقب تاريخية طويلة، كي يتمكنوا من احقاق شرائع الله على الارض، وتأدية الرسالة التي اوكلها الله لهم -وكأنهم شعب الله المختار- في إبادة ما خلق الله، وكأن لسان حالهم -معاذ الله- يقول: (الازيديون خلقوا بالخطأ فوجب قتلهم !!!!!!!!)، فهل هذا هو منطق التسامح والانسانية في الأديان، وهذا هو العمل بالآية القرآنية الكريمة (لكم دينكم ولي دين) ؟؟؟ !
لقد تعرض الأرمن في فترة من فترات الدولة العثمانية الى الإبادة الجماعية، وانتهت هذه الكارثة واعطي حقها الانساني للعيش كدولة مستقلة ولغة مستقلة بالشعب الأرمني، وكذلك نفس الشيء بالنسبة للشعب اليهودي الذي تعرض الى الابادة والمحارق في المانيا. ولكن بتكاتف المجتمع الدولي والعالم استطاع الشعبان ان يجدا لهم كيانا ودولة ليعيشا فيها، وتعويضهم عما تعرضوا له في الابادة والهولوكوست. وبمقارنة بسيطة بين قضية الشعبين الارمني واليهودي مع الإزيديين، سنلاحظ ان ما تعرض له الأرمن واليهود من ابادة كان لمرة واحدة او اكثر بقليل، وانتهت بتلك المرات فحسب. ولكن الإزيديين تعرضوا للإبادة على مر التاريخ بشكل مستمر ولازالوا، والسبب الرئيسي في ابادتهم لم يتغير ولا أظنه سيتغير، وهو الذنب الوحيد الذي اقترفوه، وهو أنهم يدينون بديانة تختلف عن الديانات المحيطة بهم.
ألا يعلم هؤلاء ان الديانة الإزيدية ديانة توحيدية موغلة في القدم وترجع جذورها الى الألف الرابع قبل الميلاد وان قدم فلسفتها في التكوين والخليقة قدم الفكر الديني القديم لبلاد ما بين النهرين، بل ان ارث الأديان التي جاءت بعدها يكاد يكون مشابها لإرثها الديني، فهي ديانة تدعو الى الصلة الروحية بين الخالق والمخلوق و تدعو الى نكران الذات، واحترام الطبيعة والأحياء من بشر وحيوان ونبات، الإزيديون يعملون بمبادئ الكلمة الطيبة والنية الحسنة والعمل الصالح ويأخذون بالمبادئ الإنسانية جميعها، ولعل الإيزدي هو المؤمن الوحيد الذي يدعو لخير وصلاح البشرية قبل ان يدعو لمحيطه ونفسه.
ألا يحق لنا ان نتساءل كيف يمكن لهذه الديانة ان تؤذي احدا وهي تدعو للتسامح مع الآخرين واحترام الطبيعة والانسان والحيوان ؟
فلنرفع اصواتنا للعالم والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والانسانية، وندعوها لحماية حقوق الازيديين والديانة الإزيدية، وتوفير الأمان والاستقرار لهم في مناطقهم، ومساعدة المهجرين والمغلوبين على أمرهم، والوقوف بوجه الظلاميين المتشددين من الارهابيين قادة معسكرات ابادة البشر. وندعو كل الأديان السمحاء والدول على العمل على عدم تكرار مثل هذه المجازر التي تعرض لها الإزيديون في الآونة الأخيرة وحماية هذا الشعب العريق من الابادة.



#ادهم_ميران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائرك المجنون
- قراءة موجزة في واقع التيارات الاسلامية والقومية
- الكاريكاتير السيئ وردود الفعل الأسوأ


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ادهم ميران - هولوكوست الإيزيدية هل له من نهاية؟