أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - في القشور والخديعة














المزيد.....

في القشور والخديعة


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 06:46
المحور: الادب والفن
    


في القشور والخديعة
قف بزاوية اعتزالك وانظرن ألعاب دهرك نظرة المتفرّجِ
عمر الخيّام

أكثر من النجوم...من أوراق الشجر...من حبات الرمل... الأكاذيب لا تقل عن هذه وتلك..وكونها صناعة بشرية فهي مثال أكثر بلاغة...
أما تجنب الاجتماعي وتغطيته بالطبيعي فهي مراوغة ..وفي نظر أصحابها حنكة..في النتيجة هي من قواعد اللعبة.. البنت الأكثر شبهاً بالأم ..فن متأصل الجذور في ثقافة التواطؤ..
الخصوم الذين يبدون أنهم الأشد عداوة..يتجاذبون الكذبة نفسها.
تكتمل الدائرة حين تتعانق البداية والنهاية.
كان الكذابون سابقا يعتمدون على ذاكرتهم القوية....
اليوم يعتمدون على ضعف ذاكرة الآخر بل على احتقارها واعتبارها غير موجودة...هكذا تدخل الوقاحة كعضو جديد ودائم في النادي الموصوف ...تؤسس لنفسها مكانا في الصدارة بناء على فرضية يتم التعامل معها كحقيقة مطلقة..
الأكاذيب كالبشر..لا تمشي عارية في الشوارع... لها حساباتها المادية وميزانياتها الخاصة والمدروسة..بعضها يفني العمر كله في جلباب قديم أكله العث وسلح فيه الزمان ...بعضها ينافج في أزياء مستعملة ومستوردة ورخيصة الثمن(بالة)..وثمة أشكال وألوان نادرة تقتصر على القبعات وربطات العنق أو المجوهرات والإكسسوارات ولاسيما الأقلام والقداحات وحقوق الإنسان وغيرها.
المخازن ممتلئة بشتى الماركات المسجلة وغير المسجلة.
بعض الأكاذيب واع وفاهم دوره وقصده ومآله...بعضها صدى أو منديل ورقي أو قشور ثمرة.
في جميع الأحوال لا تسير هذه العربة بلا وقود ..أولئك البسطاء والسذج ..أصواتهم في الانتخاب وعرقهم في الحقول والمصانع ودمهم في ساحات الوغى...
بدل أن يذهب الأطفال إلى المدارس يلقى بهم في الشوارع...بدل أن يحملوا الحقائب المدرسية يجمعون الحجارة أو يدحرجون الإطارات المشتعلة..بدل أن يمضي الشباب إلى الجامعات والمعامل والمزارع ومواعيد الغرام يتزنرون بالأحزمة الناسفة.
الهدف كل شيء غير ما يعلنه كبار اللاعبين..
لا قيمة لعقيدة لا تحترم الحياة..ولا لدين يفرق بين الناس ويبعثر الشباب في دروب العبث والانتحار..
لا أوطان تبنى بغير العلم وأدمغة وسواعد أبنائها إناثاً وذكوراً على قدم المساواة...ولا دولة حديثة مستقلة وذات سيادة تولد إلا من رحم مجتمعها.
حبل الكذب قصير ...لكنه مسلسل يومي ...يعمل طرفا الأكذوبة على عدم انقطاعه..أكثر المعارك ضراوة تفضح الهدف الحقيقي ..إنه تقاسم الجبنة أو المفاوضة على ما بعد دفن الجثث ومن ضمنها العقيدة والمبادئ.
ضمن هذه المأساة /المهزلة تجري الأكذوبة/ اللعبة/عبر ثنائيات أصبحت مفضوحة ومعروفة ....هنا وهناك وهنالك..
كل طرف في اللعبة يبدأ بتعليق عجزه وإخفاقه على الطرف الآخر وتبرئة نفسه....شيئاً فشيئا يصفو إلى درجة الكمال ويغدو الطرف الآخر شراً مطلقاً.. ثم يصدق اللاعب/ الكاذب أكاذيبه عبر التكرار..إنها ثقافة الخديعة .. خديعة النفس أولا وأخيراً.
يمكن لأتفه الأكاذيب أن تؤدي إلى حروب حقيقية.. ما ينفق على أصغرها وأضيقها في أي مجتمع كاف لتنمية مستدامة أو لإرساء قواعد راسخة لبناء ذلك المجتمع واستقراره..

الذين يقودون الزمان في الأرض والفضاء..علموا أولادهم الفيزياء والرياضيات والكومبيوتر والآداب والاقتصاد والفلسفة والحقوق والفنون...فعلوا الحرية في الحب والبحث والتأريخ..صنعوا للرأي أجنحة من نور ومخالب من فولاذ ..وقفوا أمام أنفسهم وتاريخهم برباطة جأش وعيون صاحية وفكر نقدي..أسسوا ومازالوا يبنون ثقافة احترام الذات والآخر..مازالوا يتعثرون هنا وهناك..مازال بعضهم يرتكب جرائم..أحيانا كبيرة..لكنهم سائرون في طرقهم بلا خوف ولا تردد بحكم ما أعدوا لأنفسهم من المناعة الاقتصادية والعلمية والوحدة القائمة على أساس المواطنة المنفتحة على الإنسانية والعصر..
لم نأخذ من تلك الثقافة سوى الأكاذيب و..بعض القشور.




#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متفائل جداً
- أمنية بل صلاة
- نرجسة نور مارقة
- كلمات
- أجندات الخير والشر
- الخوف...الخوف...الخوف.
- لن أهديكِ أقل
- الاستبداد والغزو وجهان لكارثة واحدة.
- نقطة بلا سطر
- غابة الطبع الأخضر
- تخذلني حنايا القلب
- بديهيات موقوتة
- تكاد أن تكون توائم
- الحد الأدنى.....!!
- النفشة المباغتة
- شمس الانتظار
- أهل القصر وأهل الكهف.
- ما لا تطول عصور
- حين يلامس صوتك.....
- حماقة الانتظار


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نور الدين بدران - في القشور والخديعة