أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مجدي جورج - الجاني والمجني عليه في اغتيال النائب اللبناني أنطوان غانم















المزيد.....

الجاني والمجني عليه في اغتيال النائب اللبناني أنطوان غانم


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21 - 08:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


اختارت القوى المتربصة بلبنان وبمسيحيي لبنان اليوم الأربعاء 19 سبتمبر كي تمد يدها بالغدر والخيانة إلى النائب الكتائبى في مجلس النواب اللبناني أنطوان غانم وتغتاله في وضح النهار بوضع قنبلة على جانب الطريق في إثناء مروره بسيارته في حي سن الفيل ببيروت الشرقية. وقد أسفرت هذه العملية عن استشهاد ثمانية اخرين من مرافقيه ومن المارة بالإضافة الى استشهاد النائب أنطوان غانم ناهيك عن العدد الكبير من المصابين.
وهذه الجريمة الدنيئة ماهى إلا استمرار للمسلسل الدامي الذى بدأ يصيب لبنان ورموزه والذي تزايد بصورة واضحة وجلية منذ الانسحاب السوري من لبنان .
وكأي جريمة لها طرفين وهما المجني عليهم والجناة كذلك فان جريمة اغتيال أنطوان غانم لابد أن يكون بها أيضا مجني عليهم وجناة وهنا فالمجني عليهم ليسوا أنطوان غانم وصحبه الذين استشهدوا معه فقط بل المجني عليهم في هذه الجريمة كثر وكذلك فان الجناة ليسوا هم من خططوا ووضعوا القنبلة للرجل كي تنفجر لحظة مروره بل هم كثر أيضا لهم مصالح وأهداف مختلفة من تنفيذ هكذا جريمة وذلك كالاتى:
أولا الجناة ففي اى جريمة وقبل البحث عن الجناة لابد من البحث عن الدوافع للجريمة وكذلك عن المستفيد من الجريمة وفى جريمة الاغتيال هذه فان المستفيدين من عدم استقرار لبنان كثيرين ويهمهم جميعا ان يبقى لبنان ساحة لهم يستطيعوا من خلالها ملاعبة القوى الأخرى ومن هؤلاء المستفيدين:
1 سوريا لعل أصابع الاتهام أول ما ستوجه ستوجه إلى سوريا كما فعل النائب سعد الحريري رئيس تيار المستقبل فور وقوع الجريمة فسوريا فى نظر الكثيرين لها مصلحة مباشرة فى اغتيال الرجل حيث يعتبر الراحل من ضمن قوى المعارضة لسوريا التى أرغمتها على الخروج من لبنان والتي تعارض كل التوجهات السورية في لبنان .
وكذلك فان التخلص منه هو ضرب للأكثرية النيابية المعارضة لسوريا حتى لا تستطيع إملاء شروطها فى الاستحقاق الرئاسي اللبناني المقبل .
كذلك فأن سوريا كما يرى البعض لا تريد إن ترى لبنان مستقر ينعم بحياة سياسية واقتصادية مستقرة وتظل هي تعانى من حصار سياسي واقتصادي من الدول الكبرى فسوريا ترى انه إذا كان لابد من تحقيق الاستقرار في لبنان فلابد أن يكون هذا الاستقرار شامل وعام لكل منطقة الشرق الأوسط وان يكون هناك سلام شامل يتيح لها استرداد أراضيها المحتلة ويتيح لها الحصول على معونات دولية وحتى يحدث هذا فأن سوريا لن تتخلى بسهولة عن اللعب بالورقة اللبنانية من خلال حلفائها حتى تستجيب لها القوى الكبرى وتأخذ التطلعات السورية فى الحسبان.
2 إيران لعل إيران هي من أكثر المستفيدين من عدم الاستقرار في لبنان وكلما تناهى إلى أسماعها دق طبول الحرب التي تزمع القوى الكبرى شنها عليها كلما حاولت توتير الأوضاع فى كل أماكن نفوذها سواء في العراق او فى لبنان وهذا بالضبط ما حدث فمع حديث كوشنير وزير الخارجية الفرنسي عن ضرورة توقع الأسوأ وهو الحرب فى الأزمة الإيرانية قد تكون إيران قد ردت بالعمل على توتير المنطقة بهذه الجريمة وهذا ما تم من خلال حلفائها في لبنان.
3 جماعة فتح الإسلام وهذه الجماعة سبق وان اتهمتها بعض الجهات بالقيام ببعض الاغتيالات خدمة لسوريا أو للقاعدة بل قيل انه تم القبض على بعض أفرادها المتهمين باغتيال بيير الجميل فلماذا لاتكون قد قامت بهذه الجريمة ؟
وذلك ردا على وقوف حزب الكتائب وراء الدولة والجيش اللبناني فى مواجهتهم الأخيرة مع عناصر فتح الإسلام وكذلك قد تكون ردا على تصريح الشيخ امين الجميل بان مسيحيي لبنان لن يقفوا مكتوفي الايدى إذا تعرضوا للخطر لذا من الممكن ان تكون هناك بعض عناصر فتح الإسلام الذين تمكنوا من الهرب من مخيم نهر البارد قد تمكنوا من القيام بهذه الجريمة .
ثانيا المجني عليهم فى هذه الجريمة فان المجني عليهم كما فى كل جرائم الاغتيال الأخرى ليسوا هم من مستهم الجريمة واغتالتهم بصورة مباشرة فقط بل هم أيضا :
1 ان هذه الجريمة كمثل كل الجرائم التى أصابت لبنان فى الفترة الأخيرة كانت موجهة الى كل القوى المعارضة للسياسات والتوجهات السورية بلبنان سواء كانت هذه القوى والشخصيات شخصيات سياسية مثل رفيق الحريري رئيس الوزراء الراحل وجورج حاوى زعيم الحزب الشيوعي السابق وبيير الجميل وأنطوان غانم وغيرهم او شخصيات إعلامية مثل سمير قصير وجبران توينى ومحاولة اغتيال مي شدياق .
2 ان هذه الجريمة وغالبية الجرائم التى جرت بلبنان فى الفترة الأخيرة أيا كانت أهدافها فأنها قد أصابت رموز مسيحية لها وزنها وثقلها في الشارع اللبناني وهذا إن دل فإنما يدل على شئ هام إلا وهو إن المسيحيين في لبنان أصبحوا الطرف الأضعف فكل من يحاول خلط الأوراق أو تهديد لبنان بجريمة اغتيال او تأجيل استحقاق معين فانه يلجا إلى اغتيال رمز مسيحي اى رمز من رموز الطرف الأضعف الذين لا سند ولا ظهر لهم يحميهم.
فالمسيحيين هناك قد تم تجريدهم من كل وسائل القوة التي كانت تحميهم فهم جردوا من قوتهم السياسية بموجب اتفاق الطائف هذا الاتفاق الذي جرد رئيس الدولة المسيحي من معظم سلطاته لصالح رئيس مجلس الوزراء المسلم السني ليس هذا فقط بل ان الدوائر الانتخابية قد تم تقسيمها بشكل اضر كل الضرر بمسيحيي لبنان حيث أصبح معظم النواب المسيحيين يتم اختيارهم من ناخبين مسلمين (بحجة محاربة الطائفية) وهذا يجعل هؤلاء النواب أسرى لمن اختاروهم وليسوا ممثلين حقيقيين لمسيحيي لبنان .
واتفاق الطائف أيضا جرد المسيحيين من قوتهم العسكرية فهم كانوا من اول من وافق على حل مليشياته وتسليم أسلحته بينما ظل السلاح ولازال فى ايدى البعض يستقوى به على الدولة وعلى باقى المواطنين. والآن أصبح للسنة مال سعودي يقف مساعدا ومؤيدا لهم وأصبح للشيعة قوة ومليشيا وسلاح ايرانى يعضدهم وأصبح المسيحي اللبناني بلا سند ولا قوة تساعده فلماذا لايتم اغتياله فى وضح النهار ؟ .
3 ان هذه الجريمة كما جريمة اغتيال بيير الجميل قد أصابت حزب الكتائب والشيخ امين الجميل في مقتل وقد تكون عقاب للشيخ أمين الجميل على وقفته الحازمة مع الجيش اللبناني في أزمته الأخيرة او قد تكون ردا على تصريحاته القائلة بان مسيحيي لبنان لن يقفوا مكتوفى الايدى اذا امتدت يد الغدر والخيانة أليهم .وهذه الجريمة قد تكون سحب من رصيد الكتائب لصالح التيار الوطني الحر برئاسة الجنرال ميشيل عون الذي سيستميت من اجل اقتناص هذا المقعد الذي شغر باغتيال أنطوان غانم من فم الكتائبيين.
4 إن هذه الجريمة أصابت أول ما أصابت المبادرة التي أعلنها الرئيس نبيه برى رئيس مجلس النواب والتي تخلت فيها المعارضة عن شرطها بضرورة تكوين حكومة وحدة وطنية قبل الاستحقاق الرئاسي وقد جاءت هذه الجريمة في وقت نشطت فيه الاتصالات بين نبيه برى وسعد الحريري وكذلك قبل الزيارة المتوقعة لنبيه برى إلى بكركى للتباحث مع البطريرك الماروني في شان الاستحقاق الرئاسي.
أخيرا فان هذه الجريمة بصرف النظر عمن قام بها وبصرف النظر عن أغراضها ودوافعها حتى وان كان الغرض منها هو محاولة لخلط الأوراق وتعطيل الاستحقاق الرئاسي القادم او إبعاد شبح الحرب القادمة عن إيران إلا أنها تصب في النهاية في صالح تيار لأهدف ولا غرض له الا أضعاف وتخويف وإرهاب مسيحيي لبنان خاصة والشرق عامة لدفعهم الى الهجرة وترك أوطانهم.



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إشاعة وفاة الرئيس مبارك والتوريث ومنير زخارى وأسماء أخرى
- القبض على خلية إرهابية بألمانيا
- الإفراج عن الرهائن الكوريين مجموعة من الدروس والملاحظات
- عن النصب والاحتيال والطمع أحكى وأتكلم
- نعم محمد حجازي حطم كل التابوهات ولكن...
- مسكوا القط مفتاح الكرار
- انتحار أيهاب مصطفى وأسرته تكشف عورات هذا النظام
- الإفراج عن الممرضات البلغاريات
- هل يعيد التاريخ نفسه؟
- القضاء يحكم لموسى مصطفى موسى رئيسا لحزب الغد بديلا لأيمن نور
- إلغاء إجازة الجمعة العظيمة بلبنان تهميش اضافى لمسيحيي لبنان
- محمد عمارة بئر الأكاذيب والافتراءات الذي لا ينضب(2
- محمد عمارة بئر الأكاذيب والافتراءات الذي لا ينضب
- جمهورية غازاستان على حدود مصر الشرقية فماذا نحن فاعلون ؟
- صفقة اليمامة واللي اختشوا ماتوا
- حرية العقيدة من مصر إلى الجزائر
- السكوت ممنوع-لا تخف بل تكلم ولا تسكت -
- يا أقباط العالم انتفضوا
- تصرفات الأمن و إحكام القضاء من العديسات إلى بمها
- أبونا عبد المسيح البسيط ودور الكنيسة وأشياء أخرى


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مجدي جورج - الجاني والمجني عليه في اغتيال النائب اللبناني أنطوان غانم