أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - - خربطيطة مروكية-!















المزيد.....

- خربطيطة مروكية-!


نايف أبو عيشه

الحوار المتمدن-العدد: 2049 - 2007 / 9 / 25 - 11:18
المحور: الادب والفن
    



ذهبت يوما لزيارة صديقي, زميل المعاناة وتجربة الاعتقال في سجون الاحتلال لسنوات عديدة . وبعد ان سال كل منا الاخر عن اخباره العائلية والشخصية والامور المعيشية والاجتماعية , سالته على الفور " كيف شايف لي هالاوضاع يا صديقي الاوضاع ؟" اجابني كانما يتوقع مني السؤال : " مثل الخربطيطة المروكية" . ضحكنا سويا من الاعماق وضحكت طفلته معنا ابنة السبع سنوات دون ان تفهم السبب, وسالت والدها " ايش هاي خربطيطة مروكية بابا انت دايما تحكيها "؟ تدخلت زوجته وهي تقول لها " هاي عمك ابو العبد بحكي لك اياها , لان بابا بسلامته هالكلمة على لسانه وما كان يحكي لنا قصتها " " قلت له ,:" نشرب القهوة اول شيء لاني بعد الافطار ما شربت شيء " . قال مخاطبا زوجته " ما تخاف هسه ام فداء تحضر لنا القهوة المهم انت احكي القصة بطريقتك لاني لا اتقنها مثلك " قلت والطفلة تصغي بانتباه:"خلال تجربة الاعتقال , عملنا في المطبخ لتجهيز الطعام لزملاءنا الاسرى.وكان السجان المسئول عنا " يهودي مغربي" قاطعتني الطفلة تسال " وكان معه بارودة ؟" تدخلت الام تنهرها " عيب يا ماما ما بصير تقاطعي عمو وهو يحكي " تابعت القول محاولا تقريبها لعقل الطفلة حتى تفهم مضمون القصة دون ان تقاطعني " كان يعطينا كل يوم برناج الطبيخ نلتزم به لوجبات الفطور والغداء والعشاء, نرسله لاقسام السجن الخمسة , على عربات مصممة خصيصا لهذا الغرض , كما في المستشفيات. قرر السجان يوما ان يصنع طعامه بنفسه عندنا لوجبة الغداء, بدلا من الذهاب لمطبخ السجانين . احضر حبة واحدة من كل انواع الخضار الموجودة وقطعها بالسكين قطعا متساوية كبيرة نسبيا, ثم اخذ قطعة كبيرة من اللحم المسلوق , وفعل بها نفس الشيء , والقى بالخضار واللحمة في تنجرة كبيرة , ورش عليها الملح والبهارات وكمية زيت مناسبة وغمرها بالماء , وبدا يغليها على نار هادئة , ويحركها بملعقة خشبية كبيرة , وعندما نضجت تماما بدا ياكلها قبل ان تبرد , ساله احدنا " ايش هاي الطبخة يا ديفيد "؟ رد وهو ينفخ على ملعقة الطعام قبل ان يبتلعها " هاي اسمها خربطيطة مروكية , ما بتعرفوها؟ "وعندما قال له " اصبر شوي حتى تبرد " قال وهو يلتهم المزيج بشراهة الجائع " حبيبي , تعودنا نوكلها سخنة من قاع الدست, لانها هيك ازكى كتير ". ضحكنا جميعا , وسالت الطفلة بنبرة فضولية عن الطبخة واذا كان السجان اكلها لوحده ومن وين الخضار واذا كانت ام العبد طبختها او لا ولماذا لا يطبخوها في بيتهم طالما ان ابوها يعرفها. سالني صديقي وهو يضحك " اكيد جربتها في البيت بعد خروجك من السجن "؟ قلت " يعني هيك مرات وقت تخطر ببالي اشتري كل اللوازم ووقت ارجع للبيت تكون جاهزة على الغداء رغم ان ام العبد ما توكل منها رغم انها تطلع تشهي " سال صديقي وهو يشعل سيجارته مع القهوة " هل توافق ان وضعنا صار مثل الخربطيطة المروكية "؟ انسحبت الزوجة وهي تقول " طالما بدا الحكي عن السياسة اروح اجهز لكم ابريق الشاي بالميرمية " لحقتها هسه ترجم لي , ليش وضعنا مثل الطبخة هاي "؟ قلت " اولا نوكل القطايف ونشرب القهوة لا تبرد بعدين احكي لك " ما ان انتهينا من شرب القهوة حتى قلت ": اسمع يا صاحبي . كنا في السجن يد واحدة مع بعضنا , رغم وجود خلافات سياسية وتنظيمية بيننا , لكن لان عدونا واحد , وسياسته لا تتغير تجاهنا , ولا يميز بين فتحاوي او جبهاوي او اسلامي او بعثي او غيره . نخوض الاضرابات والنضالات ونتحمل سويا المعانيات , وقسوة الحياة في السجن ,ارادتنا قوية وعزيمتنا لا تلين نؤمن بعدالة قضيتنا ونقدم حياتنا وارواحنا من اجلها ولا نبالي . خرجنا من السجن قبل الانتفاضة الاولى , وعاشناها بكل ما فيها من انجازات واخفاقات واخطاء , حيث سقط الشهداء والجرحى وتحملنا سياسة تكسير العظام والاسر في النقب الصحراوي والابعاد عن الوطن , ولم يترك الاحتلال وسيلة الا جربها ليهزم الانتفاضة ويفشل اهدافها فلم يقدر, لان الشعب والقوى الوطنية لم يستسلم ولم يعرف الياس وظل الامل يكبر يوما بعد يوم وخاصة بعد اعلان وثيقة الاستقلال في الجزائر , وقلنا بين يوم ليلة سنفتح اعيننا على قيام دولتنا المستقلة , لانها باتت على مرمى حجر. استشهد ابو جهاد وبعده ابو اياد قلنا فداء الوطن وقضية الشعب , لانه من الطبيعي ان يستشهد القادة لانهم يتقدمون الصفوف , وهتفنا معليش شو صار شعبنا شعلة نار !؟ بعدين اجت السلطة من هون وانقلبت المعايير والمفاهيم تغيرت والاعتبارات تبدلت , برجوع كثير من القادة والكوادر والعناصر والمبعدين وابطال معارك الليطاني وبيروت , من كل الفصائل . فرحنا وعمت الفرحة قلوبنا , وتنفسنا الصعداء , لان جيش الاحتلال انسحب خارج المدن , وقسم المناطق "ا ب ج", وصارت السلطة مسئولة تقريبا عن كل شيء ما عدا المعابر الحدودية . وبدا كل شاطر بشطارته, الملازم بده عقيد والعقيد بده عمي ركن والموظف بده مدير والمدير بده وكيل وزارة , واللي جاءوا مع السلطة مش عاجبهم اهل الداخل , واللي بالداخل مش قادرين يتفاهموا ولا عقولهم مطابقة لمن جاءوا مع السلطة , هذول يقولوا احنا ابطال الانتفاضة والسجون ولولا احنا ما اجيتوا , وهذول يقولوا احنا ابطال المعارك والتاريخ يشهد لنا. هذول يقولوا انتم راجعين تزاودوا علينا وتشبعونا بطولات ومراجل ولهفتوا كل المناصب والرتب العالية عينك عينك ما خليتوا لنا شيء" واللي بايده المغرفة ما بجوع ". وهذول يقولوا كمان انتم تزاودوا علينا بالسجن وكم مظاهرة على شوية حجار لا اكثر ولا اقل , والفصائل منها معارض للاتفاق ومنها مؤيد له بقوة , لكن الطرفين مالهم تاثير بقرارات السلطة , ومنظمة التحرير تهمش دورها , وفصائل المعارضة لا قادرين يتفقوا بينهم على برنامج ولا عندهم بديل للموجود, والجماهير مبهورة بالسلطة والاجهزة والوزارات والسيارات الجديدة , ولا هي فاهمة المعادلة ولا كيف صارت هالشغلة . التجاوزات كثرت , والفساد يا لطيف , والعنتريات لا تسال , والمزايدات الله واكبر ,والاستعراض بالسيارات والمسدسات والمراتب والرتب والبلفونات اللهم احمينا . اما الوزراء ووكلاؤهم والموظفين الكبار واعضاء التشريعي والمدراء العامين والمستشارين ومساعديهم والمرافقين وسياراتهم ومصاريفها , بدك تقول ميزانية دولة تعجز عنها , والموظف الجديد راتبه ضعف راتب المعلم اللي ظل وضعه تحت الصفر , مع هالغلا وارتفاع مستوى المعيشه . والاكثر من هيك ناس قدموا وضحوا وما طالوا شيء ولا اخذوا استحقاقهم . يعني ناس لحقهم اجخاف وظلم , وناس اكلوها سخنة مثل طبخة صاحبنا من قاع الدست, وعلى راي المثل " اللي بيده المغرفة ما بجوع " . واللي معاه سيارة رقم احمر , يقف بمكان ممنوع مش مهم يتجاوز عن اليمين مش مشكلة , يخالف السير شيء عادي , يمشي باقصى سرعة شيء طبيعي ويا ويل امه اذ اذا واحد ما فتح له الطريق لانه بمهمة رسمية مستعجلة , كشرته طول شبرين , ونظاراته تغطي نص وجهه , ولسان حاله يقول يا ارض اهتزي ... وما تقدر تحكي معه كلمة , لانك من عامة الشعب وهو مسئول كبير بالسلطة , ولا تقدر تتنفس مع واحد تجاوز حدوده او تطاول عليك , لان ابوه عقيد , او عمه مقدم , او اخوه مدير عام , او ابن عمه عضو تشريعي , او ابن خاله وكيل وزارة , او ابن خالته مستشار سياسي او امني , او ابن عمته مدير دائرة , او ابن جيرانهم شرطي بشريطة وهيك صار وضعنا خربطيطة ! رددت الطفلة " خربطيطة طيطة طيطة طيطة " ضحكنا ثانية , و عندما احضرت زوجته ابريق الشاي قالت مازحة " هاي فداء حفظت القصة " . سالته بعد لحظات " هل سمعت عن الحوار بين السلطة والجبهتين ؟ بقول لك احتمال كبير ترجع قيادتهم للوطن اذا نجح الحوار وتم الاتفاق على الثوابت والقواسم المشتركة واعادة الوحدة بينهم " هز راسه وهو يشعل سيجارة اخرى وهو يقول " عظيم جدا هيك اكتملت الطبخة وجاء دور البهارات " قلت معاتبا " لا يا صديقي , يعني الحوار والوحدة طموجنا جميعنا , ورجوعهم للوطن شيء مهم كثير من الناحية السياسية والتنظيمية كمان , وانت تقول جاء دور البهارات "؟ رد ما زحا " انت سيد الفهمانين , بكرة يزيد عدد الوزراء ووكلاؤهم والمستشارين والمدراء العامين ومصاريفهم وسيارتهم ومرافقيهم ويزداد العجز في الموازنة المالية ويتم تاجيل مناقشة الكثير من القضايا والقوانين واعادة نقاش ما تم اقراره في مجلس الوزراء وتشكيل اللجان لمتابعة الامور والاشكلات باثر رجعي ويتم تقليص رواتب الشرطة والمعلمين وموظفي الصحة والبلديات وجنود الامن الوطني وباقي الاجهزة الامنية لان المالية لا تحتمل مصاريف جديدة ".سالته معاتبا " يعني انت غير متفائل بالحوار والوحدة الوطنية "؟ رد بنبرة مقهورة " لك دخيل ربك ما حدا يكره الحوار والوحدة الوطنية وتمتين العلاقات وتقوية الصف واعادة تفعيل مؤسسات المنظمة وانتخابات ديمقراطية في جميع مؤسساتها وتطبيق مبدا التمثيل النسبي , وتجميع كل القوى الوطنية والاسلامية حتى نقدر نواجه عدونا ومخططاته الجهنمية لتهويد الارض وفرض الحلول علينا وفق مصلحته واعتباراته الامنية , ويطالبنا بتنازلات مجانية كل يوم . لكن يا خوفي هالحوار والشعارات عن الوحدة تخفي وراها مطبات جديدة " قلت بدهشة " انت ذهبت لبعيد بتحليلاتك , فالامور تبشر بالخير " تدخلت زوجته قائلة " ان شالله يرجعوا ويتوحدوا مثل ايام الانتفاضة " سالني فجاة " كيف التعليم معاك اكيد مبسوط بالمهنة رغم الراتب .."؟ سالته بدوري " الا تعرف اني تركت التعليم "؟ صاح فجاة " لا غير معقول كيف عملتها ؟ على حساب تركت وظائف راتبها اكبر بكثير وقلت ما بدي غيرها ودايما تحكي لي عن التجربة وقصصك مع التلاميذ والمدرسين , شو صار ما صار يا صاحبي ؟" اجبته وانا ارتشف ما تبقى بفنجان الشاي " حصلت على وظيفة بدرجة مدير " قال مازحا " خرب بيتك يا ابو فداء , ورحنا بداهية "قلت معاتبا " ولو يا صاحبي انت بتفكرني مثل بعض الناس يتغيروا بين لحظة والثانية "؟قال " اعتبر كلامي مجرد هذيان من واحد مجنون وانا اسحبه كما تسحب الشعرة من العجين " سالت زوجته " يعني راتبك يوصل الف دينار "؟ علق زوجها " ولك صار مدير كبير ومسئول مش مثل جوزك ظل متعوس "قالت زوجته " هيك صار لازم تتوسط لصاحبك ابو فداء وتسعى له بوظيفة مثلك " هز صديقي راسه متعجبا وهو يشعل سيجارة اخرى , قلت له " لا تبعد كثيرا بتفكيرك صدقني بعد شوية وقت راح احكي مع المسئول ويرفع كتاب لاحدى الوزارات وتحصل على وظيفة مثل ما ترغب وزيادة "سالت زوجته " يعني يصير ضابط في الشرطة "؟ هتف زوجها امرا " ايش رايك تقومي تحضري لنا قهوة سادة بدون سكر لان اعصابي ما عادت تحتمل كلمة واحدة " عندما غابت داخل البيت قال بنبرة مقهورة " الناس بمصيبة وانا بعشرة " قلت وانا اودعه " متى ستزورنا انت والعيال "؟ رد قائلا " في اقرب فرصة كي اشبع من الخربطيطة والشرط اوكلها بمعلقة خشب من قاع الدست وهي سخنة " ارتشفت القهوة بسرعة وانا اودعه عند الباب وطفلته الصغيرة الى جانبه تقول " عمو قصة الخربطيطة حلوة كتير والمرة الجاية تحكي لنا قصة جديدة " غادرت البيت وانا اسمعها تردد " خربطيطة طيطة طيطة "!!!

نايف أبو عيشه
18/9/2007
ملاحظة : هذه القصة كتبت في
18/9 /1999



#نايف_أبو_عيشه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليق في سماء الحرية !
- صبرا وشاتيلا,جرح نازف !
- لماذا تاخر هنية في دعوته !
- السيارة والسياسة وما بينهما !
- تهنئة للتفوق ، واخرى للطموح !!


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نايف أبو عيشه - - خربطيطة مروكية-!