أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزه الجناحي - عندما تبكي الرجال














المزيد.....

عندما تبكي الرجال


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2048 - 2007 / 9 / 24 - 09:25
المحور: الادب والفن
    



احب الوضع الجديد حد العشق ؛كان يردد دائما انها الحريه ، جاد في عمله ليس لديه اعداء ، لم ينتمي الى أي جهة سياسيه، محب للناس ، يحب عمله ،يذهب له يوميا بنشاط وكأنه اليوم الاول. حصل على شهادة الهندسه بأمتياز رغم فقر عائلته, كان متميزا في كل شيْ حتى في اختيار ملابسه ..انه صديقي سالم .وجار لي ، عشنا سوية منذ طفولتنا، كبرناعلى نهج واحد هو حب الناس والوطن ، ليس لديه اسرار كل اسراره عندي معلومه،بعد تخرجنا عملنا في اعمال كثيره حتى حصل كل واحد منا عاى وظيفه جيده بعد سقوط النظام الصدامي.لديه ولد وبنت عاتكه خمس سنوات ومحمد ثلاث سنوات، احب زوجته سلمى بخجل وحبه لها حب جاهلي .نجتمع يوميا بعد سقوط النظام وكان متفائلا جدا يردد دائما( يرادلها صبر).عندما يحتدم نقاشنا وأراه متفائلا حد الأفراط ويراني في حالة نفرزه بسبب هدوئه الزائد يقول لي، دعهم انها الحريه غدا سوف تصفي ويصبح العراق روضه من رياض الجنه.
كل صباح تاتي سيارة الدائره الساعه السابعه والربع لتقلنا الى العمل دائرته اقرب من دائرتي ينزل قبلي ويوصلني السائق بعد ذلك ، وفي العوده نعود سوية .عند خروجنا صباحا تخرج خلفه سلمى وهي حاملة على عاتقها ابنها محمد وبيدها اناء فيه ماء وبجوارها عاتكه تدلق الماء خلفه ليعود سالما (عاده عراقيه قديمه).
كل يوم هذا هو ديدننا وديدن سلمى،في ذلك اليوم انتظرت سيارة الدائره ولم تأتي ،عرفت انه في مهمه ،لم اتصل به وقررت العوده بسيارات الاجره،وصلت البيت وبمجرد ان وقفت السياره امام بيتي خرجت سلمى واولادها ضانة ان سالم معي ، وقفت مبهورا.
الم يصل ابو محمد بعد؟ اجابتني
انا اسال عنه.. لم تاتيني سيارة الدائره ،لعله في مهمة عمل ،اوربما في طريقه الان .كم الساعه الان؟انها الرابعه عصرا .انا خائفه عليه ليس من عادته التأخير واذا تأخر يتصل بي ،، الم تتصلي به؟ اتصلت مرات ولم يرد .اتصلت به عن طريق الموبايل ولم يجبني احد..بدأ الخوف والقلق يعتريني ونحن في ظروف لانحسد عليها ،انفجارات ،قتل،خطف انه العراق الجديد..
نظرت الى سلمى وجدتها تبكي ،لماذا البكاء،،انا خائفه اتدري اليوم لم ادلق الماء خلفه،
بدات اهديء من روعها ...تجمع الجيران لانتظار سالم
فجأةَ رن الموبايل انه تلفون سالم ...وبدون شعور ،،اهلا سالم اين انت قلقنا عليك،
كان الصوت مختلف ..يا سالم ..يا ...صوت غريب ، عفوا من حضرتك
رد عليٌ بزجر اسمع،،هات دفترين وتعال لتأخذ جثة كلبكم.......
سقط من يدي الموبايل ..سرحت بعيدا ببصري الكل ينظر لي والجميع يسأل اين سالم؟
ساقتني قدماي نحو ابنه محمد حملته وخرجت من معمعةالاسئله والناس ،،توقفت،،سرت خطوات توقفت ثانية انظر الى محمد تارة وتارة اخرى انظر للاشيء،،سقطت دموعي احسست بغزارتها .
وانا دائما اسأل هل يبكي الرجال؟ اهووقت بكاء الرجال ؟
اصبحت ساقاي هي عقلي تسير بي حيثما تشاء كمن فقد عقله.
التفت خلفي وجدت زوجته وابنته خلفي تسير...عدت بأدراجي...الف سؤال .. الف صوت لاأفهم شئْ
شاهدت نفسي وسالم بلمحات كأنها الحلم ،الطفوله، والشباب ،ولهونا ،وشجارنا،كل ذالك مرُعليُ بلمحه كأنه شريط مصور.
هزني اخي بقوه من كتفيً..لماذا تبكي ؟
لاأستطيع ان الفضها ،،ماذا اقول،،الكلمات لاتخرج من فمي ..لعلي في غيبوبه اليقضه أو الموت الحي..كان كل كياني مع سالم تصورته في كل حالاته مقتول ،مذبوح بلا رأس،،مغطى بدمه،يتوسل ، يلفظ الشهادتين
انتبهت على صوت الانين والعويل والصياح .. الكل يبكي
مات المهندس (كان يحب ان ينادوه بالمهندس)قتلوا ابو محمد النساء الأطفال الشباب كهول المحله انه متميزا في كل شيْ حتى في موته..قتله الوضع الجديد قتلته الحريه .
مرت على الحادثه خمسة أيام كل شيء حزين
خرجت عصرا للتسوق ما أن وطئت قدماي الشارع حتى شاهدت محمد وعاتكه عند عتبه دارهم كأنهم ينتظرون احد .عيونهم قلقه يتلفتون يمينا وشمالا ،تذكرت هذا موعدهم مع والدهم للذهاب ال (السوبرماركت)القريب ليشتري لهم،حاولت العوده للدار لكن اقدامي ابت العوده اقتربت من محمد قبلته وحملته وسايرت عاتكه وذهبنا( للسوبر ماركت)قلت لهم ماذا نشتري وانا اداعبهم واربت على اكتافهم وألاطفهم ,ماذا نشتري ؟ماذا تريدون ؟ من هذه ؟ ام من هذه؟ام من تلك؟ كانت نظراتهم قاسيه وغير طفوليه وهم ليس في المكان الذي نحن فيه .الوجوم هو المسيطر على تلك البراءه.
ضننتهم مسرورين ،،خانتني دموعي ثانية شاهدت وجوههم الغضة النضره ممتلئه بالدموع كأنها حبيبات من الفضه ...سحبتني عاتكه بقوه من يدي واخرجتني من الدكان ودون ان أشتري أي شيْ لهم ...لعنت الوضع الجديد ..لعنت القتله رفعت نظري الى السماء ،حسبي الله ونعم الوكيل ..ايتموكم..ماالهدف من هذا اليتم ؟لماذا رًملوا سلمى؟
اسئلة جالت في خاطري .وصلت دار سالم وجدت زوجته واقفه على الباب وبيدها انا ء كبير يخرج منه دخان ممزوج برائحة البخور العطره .
بادرتني بالكلام اتعلم؟ اليوم هو الخميس وسالم يحب البخور في ايام الخميس رائحتها تطرد الأرواح الشريره من البيوت، تتحدث ودموعها تفضحها كل شيْ فيها حزين .
بعد تلك الحادثه المشؤومه اختفت أمسياتنا ونقاشاتنا عن العراق الجديد.
اخرج كل صباح لعملي وفي نفس الوقت الساعه السابعه والربع وحيدا ..
كل يوم وفي ذات الوقت صباحا اشاهد زوجة سالم تدلق الماء من نفس الاناء.
كل خميس نشم رائحة عطره منبعثه من بيت سالم .
لم ارى محمد وعاتكه مع اطفال المحله كثيرا...

حمزه الجناحي
العراق –بابل
[email protected]



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعمار...اعمار...خطة انفجار
- هدايامع سبق الاصرار والترصد
- صندوق النقد الدولي ومن استطاع اليه سبيلا
- الى اشعار اخر
- من المسؤول عن هدر هذه الملايين من الدولارات؟{ 2}
- سجل في الوفيات قبل بيان ولادته
- من المسؤول عن هدر هذه الملايين من الدولارات؟


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمزه الجناحي - عندما تبكي الرجال