أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موفق مجيد - البار ...قصة قصيرة














المزيد.....

البار ...قصة قصيرة


موفق مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 07:13
المحور: الادب والفن
    


ردد وهو متكئ على إحدى مصاطب البار.. هل هذا كل ما في الحياة.. تبدأ منذ الولادة مع النهد لتنتهي حتى الممات مع النهد أيضاً.. امرأة تقذف احقادها واخرى تموء كالقطة تحت مخالب ليث.. واخرى تعتزل مع عذريتها بعد التأبين وتنال قسطا وافرا من الصمت دون ان تبالي ضجيج الناس وتعليقاتهم اللاذعة.. الناس مخلوقات كئيبة تراها مرة تنعم بالود ومرة اخرى بالحقد تسكن تارة وتثرثر تارة اخرى.. وما اتعس لو قضيت عمرك بالتمرد الغبي ضد هذه الثنائية الازلية.. صور كثيرة تتجمع وانت تخلد مع قنينة خمر طويلة عريضة للراحة .. النفس بحاجة الى الاستحمام يوميا كالجسد واعظم مطهر ومعقم ومنظف هو هذا العرق.. صوت يعلعل داخل البار.. كنت اود اسكاته ولكن لا حيله لي سوى الرد.. فقلت له بسخرية
- انه الربع الثالث لربما.
لم يجبني صوته .. انما انساق مع غناء رواد البار الجماعي .. ثم سكت الجميع اما صاحب الصوت فاستمر يغني لوحده.. ثم سرعان ما توقف عن غناءه.. و انتصب واقفا كالمجنون ينظر في وجوه رواد البار بانكسار.. رفع يده كما لو اراد ان يخطب وسبابة كفه مرتفعه هي الاخرى.. اراد ان يتحدث.. فتح فمه قليلا ثم أطبق شفته.. وعاد بعدها يردد بخيبة وهو يلتقط كأسه بيده الاخرى.
- لنشرب نخب الحرية
- نخب الضياع.. قال ثان
- نخب التحدي رد ثالث
- نخب النشوه ردد رابع
- تقصد الهروب الى النزوه. رد الخامس
- النشوه يا غبي .. رد هو بمراره .
ثم صمت الكل وما هي الا دقائق حتى دوى الغناء من جديد وعاد الرجل ليقف من جديد ويبحلق في الوجوه رفع يده اراد ان يتحدث ظل واقفا وهو مفغر الفاه كانت شفتاه ترتعشان قليلا ويداه توثب بقوة على القدح ولا يمكن لهما ان تتوحدا معاً .. كف يرتفع مع سبابته وكف معقوفه منزوية على وركه..
لم يلازمني وهني، كنت اولد مع ارتعاشة شفتيه، ظل هو واقفا ثم تحركت شفتاه ببطء كما لو انه يتهامس مع نفسه وبسرعة البرق..ردد قائلا .
- لنشرب كأس الحرية التي انعقفت مع كفي.. وهو يشير ليده المعقوفة.. ثم عاد ليجلس بوله وراحه وليكمل مع بقية الرواد اغانيهم السكرى.. أثارني شكله اذ كانت قسمات وجهه تشبهني عيناه واسعتان انفه طويل وكف معقوف ثم انني لم ازاول ممارسة الضرب بدفوف الروح السكرى فلذا تركت مشروبي وعدت لاتفحص وجهه الحنطي.. عصرت ذاكرتي الخائبة حاولت.. حاولت.. ثم انهكت مشروبي بعد رأسي رددت اخيرا ربما هو انا وربما انا هو..
وقف من جديد يبدو اكثر مما اعرفه كرر حركته مع زيادة ملحوظة برعشة يديه ورأسه..
كان منكسر الراس لا يقوى على رفعه لئلا يثور بركان معدته فبقى هكذا مع ترقب حذر في حركة عينيه اللتان ترتفع معها بؤبؤتا عينيه كلما انتصب هذا المجنون.
اليوم يبدو انه لم ولن يمر بخير.. ردد صاحبه
عاد لينهض من جديد ويكرر حركته بينما دارت عيناه حول الصالة متفحص شيئا ما عينا سكران غائب رفع يده اليسرى هذه المره حيث بدى واضحا عوق كفه وتشوهه ثم اردف وبفيض وعصبية فائضه قائلاً:
- ليسقط.. ليسقط..
وقبل ان يكمل ندت صيحه قويه من احد الاشخاص صيحة حذره خائفه..
- رعد .. رعد
صمت هو ثم نكس رأسه وظهره معا.... ثم وهو يرفع كأسه نحو شفتيه عاد ليقول بحزن بدى واضحا على ملامح وجهه وبهدوء وسخرية مره.
- ليسقط .... ليسقط الخمر
ردد احد الجالسين
- لتسقط انت يا خنزير
عاد اخر وعقب بسخرية
- الموت للخونة.. خونة نقيع التمر والجاجيك والليمون..
ثم صمتوا جميعا لم تعد أغانيهم تشدو مع انفاسهم اللاهثة كما كانت، صمت اخرى لم يحتويه أي بار في العالم.. ومع هذا الصمت كانت حركة النادل تثير في اكثر من سؤال فهو يتحرك بسرعة غريبة نحو رعد وصاحبه ثم يهمس في اذني صاحبه بقلق واضح ثم يذهب مسرعا لا ادري بالضبط الى اين.
صرخت بوجهه كانت الصرخات تعلو وتنخفض مع زفراتي الرتيبة. كنت وانا اتكلم ارفع يدي واخفضها غليان يبدأ من معدتي وينتهي حتى حركة سبابة يدي وانا اشير اليه.. كان لا ينظر اللي وانما اخذ يتكلم بصوت قلق مع صديقه.. لم اعرف لماذا.. هل كان صوتي منخفضا الى هذه الدرجة. ثم لماذا كل هذه الضجة حولي؟



#موفق_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة
- رغبة
- وشم
- حلم
- توقف


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - موفق مجيد - البار ...قصة قصيرة