أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود عبدالله - القبلية مضخة التخلف الكبرى- دورها في التخلف الأحوازي الجزء الثاني الأخير.















المزيد.....

القبلية مضخة التخلف الكبرى- دورها في التخلف الأحوازي الجزء الثاني الأخير.


محمود عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2042 - 2007 / 9 / 18 - 07:09
المحور: المجتمع المدني
    


الجزء الثاني .
النقطة الأولي : القبيلة مصدر التخلف
شرحنا في الجزء الاول و من جوانب مختلفة مفهوم القبيلة،وأذا أردنا أن نخرج في خلاصة من ذلك الشرح- نقول:
القبيلة لا تنتمي إلي حضارة و ثقافة المدنية و العقلانية بأي شكل من الأشكال- بل هي نقيض المدنية ،أو "الحضارة" حسب تعبير "علي الوردي"، و بالتالي تكون القبيلة ثقافة لا تبث ولا تنتج سوى التخلف – في المجتمع المتجذرة فيه، وألانسان القبلي بطرق و سلوكيات مختلفة يُشرع للتخلف و يمثله بأمتياز،كونه هو اداة و وسيلة أنتشار، و ذلك عن طريق -
اولاً- الدفاع عنها و التمسك في محاورها : العرق ،القرابة ،الولاء، الدم ،العصبية،الثأرأو ما أسماه المفكر التونسي- هشام جعيط "مؤسسة الثار" – و ما ينتج الثأر من مأساة أجتماعية و عائلية
ثانياً- الخضوع إلي قانونها في تنفيذ أعرافها و تقاليدها- ومنها ما تسمي "الحلول العشائرية" – في النزعات و الأصطدامات إلتي تنشأ بين أطراف النزاع لأسباب شتى لا يكون للقانون فيها دوراً أن كان السبب عدم وجود " قانون" أو عدم الرغبة في اللجوء اليه، و تفضيل الحلول العشائرية عليه، منها إلتي تنتهي بالتراضي و قبول النتائج بين الأطراف وأن كانت غيرنافعة و ذلك خضوعاً للتقاليد .
أما إلتي تبقي ملفاتها عالقة لا تحل لسبب العصبية،أو أثر مفعولها العاطفي و المجتمعي تبقي كالنار تحت الرماد، و منها "القتل"- المتعمد والأخذ بدم المقتول مع ما يعرف أيضاً بغسل العارقتل المرأة .

وهما أجمالاً: التمسك في القبيلة و الخضوع لها بتنفيذ قانونها- يشكلان معيشة و حياة أنطواء و أنغلاق يصنعان- مجتمعاً متشرذماً و منقسماً بين بويتات خاضعة لسلط و نفوذ عشائرية أي مجتمعاً لا ينشأ فيه أنسجام ولا أنتاج؛وغياب كل من- (الأنتاج والأنسجام) يفشل تطور و تقدم المجتمع .
وهذا هو حال المجتمعات القبلية بشكل عام- منها إلتي تعيش تخلفها الخالص و الثابت كالمجتمعات العربية في العصر الحديث رغم تمتعها بأستقلالها السياسي ، لكن نرى الثقافة و التجمعات القبلية لم تنتهي بعد فيها- فعلى صعيد التجمعات و التشكلات ظهرت العائلة الممتده كما درسها المفكر الفلسطيني "هشام شرابي – الأبوية المستحدثة"- مع العوائل الصغيرة إلتي تعمل في مؤسسات الدولة و السوق في هذه المجتمعات بشكل عام ،وأما على صعيد الثقافة السلوك و التصرف لإزالت حاضرة حيث رصدها المفكر البحريني" جابر الأنصاري" في الدول الخليجية تحديداً، وبالتالي البداوة الثقافية تسيطرو تشكل بنية المجتمع التقليدي في العالم العربي ،لذا مدن العالم العربي أثر بقاء قيم القبلية لم تتحول بعد إلي مدن المؤسسات إلتي ينشأها الفرد و يحلها و ينتمي لها طوعاً و ينسحب منها طوعاً وفقاً لإرادته و لا تفرض عليه مسبقاً كمؤسسة القبيلة و الطائفة كما شرح ذلك المفكر المغربي "الجابري".

النقطة الثانية:الثابت و المتغيرفي القبليةالاحوازية

أما مجتمعنا الأحوازي الوضع فيه مختلف ليس فقط عن مجتمعات العالم العربي بل عن "المجتمع الإيراني" أيضاً- حيث هنا التخلف تتقاسمه ثلاث- مرجعيات "الدولة الإيرانية"، "الفكر الشيعي"،
و"القبلية"،إلتي لم تصدر بشأنها في مجتمعنا أي دراسات و بحوث،ولم تُعرف بشكل صحيح و موضوعي حتي بين النخب- حيث لاتزال الحيرة أذا ما قلنا "الجهل" هي المتحكمة في أقوال- النخب تجاه القبيلة، و هذه الأقوال التي تصدر حولها من طرف النخب أجمالاً- لا تنطلق من دراسات و بحوث لذلك هي موزعة على شكل تخمينات مرة تكون: القبيلة هوية لنا تحمينا و تحافظ علينا حتي لا ننمسخ و نذوب، و مرة: نجد فيها أيجابيات يجب الحفاظ عليها و أصلاح السلبيات منها، و مرة: هنالك من يوظفها لأغراض سياسية و يدافع عنها، و يضع تميز بأن القبيلة تختلف عن القبلية.
و هي أجمالاً - أقوال و أستنتاجات خاطئة لأنها لم تكون وفق دراسة القبيلة بل جاءت لمجرد الدفاع عنها ، و هو دفاع بالنهاية لا يعتمد عليه لأنه غير موضوعي و ينتمي إلي أقوال غير مسؤولة .
وهذا أحد الأسباب الكثيرة وراء تقديم هذه الدراسة عن القبيلة، وفي هذا الأسلوب تحديداً حيث فضلنا أن نقدم عنها شروح و تعريف من مفكرين تناول كل منهم "القبيلة"، من زواية – قاصدين من هذا إن يتعرف "القارئ" على القبيلة كما هي، حتي لا يحصل عنده خلط بينها و بين الثقافات الأخرى
ثم رأينا بأن هذا وحده لا يكفي حسب وجهة نظرنا، أي تعريف القبيلة المجرد لأنه لا يوضح واقعنا الأحوازي ،وأن كان وضعها أي القبلية في المجتمع العربي و الأحوازي من جانب الثابت"العصبية" لا يختلف كثيراً- لكن ظروفنا تختلف أي هي ليس ظروف العالم العربي لذلك لم يكون من الموضوعية في شئ درس القبيلة في المجتمع الاحوازي دون الأنتباه إلي (الثابت و المتغيرفيها)-أي دون درس "الدولة الإيرانية"- و دورها أن كان في بقاء و ترسيخ "الثابت" أو الأشتغال على "المتغيير"، و الذي يمثله شيخ العشيرة و صلاحياته و سلطته إلتي أيضاً تتغير وفق تعامل السلطة معه كما نبين هذا.
حيث القبيلة "وضعها" في مرحلة ما قبل حضور "الدولة الإيرانية"، في واقعنا أمر مختلف مثلما كان وضعها مختلف في عهد الأمير"خزعل" الذي أبقاء الثابث العصبية كما هو، ولم يلجا إلي (المتغير)-أي منح أمتياز إلي رؤساء العشائر بل عمل إلي أضعاف دور رؤساء العشائر و شكل مفهوم الاحلاف – حلف المحيسن الذي ضم مجموعة من العشائر.
أما وضع القبيلة في العهد البهلوي حصل فيه( تغيير)- على عكس ما كان في عهد الامير" خزعل" حيث أصبح في العهد البهلوي- لشيخ العشيرة أمتيازين-
الأول: ما تمنحه له العشيرة نفسها – كثرة الرجال و التفافهم من حوله-
الثاني: ما منح له من جانب النظام من قوة و شرعية حسب حجم ولاءه للسلطة، و ما يترتب على هذا من أمتيازات ممنحوه له شخصياً، و لعشيرته أو رجاله لتقوية دورها بين باقي العشائر، و قد ساعدت الأنظمة شيوخ بعض العشائر على تقوية نفوذها أن كان في السيطرة على ما يسمي (الرعية- الفلاحين) أو نصرتها و دعمها في حسم الصراعات والنزعات لصالحها، وهذا أنتج تنافس نحو تعزيز الولاء للسلطة القصد منه تقوية المكانة و فرض السيطرة .
و الأمر يقال أيضاً في عهد "النظام الثاني"- الحالي حيث سحب من معظم شيوخ العشائر أمتياز تأئيد السلطة لهم و بقي أمتياز العشيرة وحده أمتياز معنوي و عصبي يقوى و يضعف حسب الظروف مع وسعة الارض و الثروة الموروث الذي يملكه شيخ العشيرة، بعد أن تقلصت في النظام الحالي سيطرة روساء العشائر على الاراضي قياساً لما كان ممنوح لهم في العهد البهلوي، و هذا ما اطلق عليه - "المتغير" في القبلية الاحوازية حيث لحظة "خزعل" كان وضع القبيلة غير لحظة "الدولة الإيرانية" – ذلك كان المتغير.
أما"الثابت" أي النزعات العشائرية قد بقيت تطحن المجتمع و تستهلك طاقاته المادية و تنتج التوترات المستمرة دون أن تضع "الدولة الإيرانية"، و في كلا النظامين البهلوي و الحالي حلول لها لردعها أوتضعيفها بل قد تُركت على حالها أي معظم أذا ما قلنا كل النزعات تحل وفق التقاليد العشائرية، و هذا ما جعلها قانون يلجا له أبناء العشائر، و من جهة ثانية ابقاء الثقافة القبلية مرجعية و هوية معاً و هذا هو "الثابت" فيها إلذي لم يتزحزح، و بالتالي عندما نأكد بأن الدولة الإيرانية تمثل قسم من التخلف في واقعنا و نموذجه القبلية و التعامل معها في هذا الأسلوب فأن هو تاكيد و شاهد أن الدولة الإيرانية تعمل على بث التخلف .

النقطة الثالثة: هوية القبلية في الثقافة الأحوازية .

لدينا في مجتمعنا الأحوازي كثيرمن المحاورالأساسية إلتي شكلت هوية القبلية على الصعيد الجغرافي و الثقافي نأخذ منهما نموذجين -
اولأ: على الصعيد الجغرافي مجتمعنا منقسم تبعاً للموروث القبلي إلى ماتسمى الأحلاف-( حلف المحيسن المحمرة و عبادان،كعب – الفلاحية والمناطق المجاورة لها، حلف الباوية- قسم كبير من مدينة الأحواز،شط بني طرف وما يرتبط في هذا الحلف؛ أضافة إلي التقسيمات الأخرى الكثيرة و المبعثرة مابين عشائر أخر وبويتات) .
ثانياً: على الصعيد الثقافي تتشكل هوية الفرد عندنا في المجتمع الأحوازي وفق ذلك السؤال سئ الصيت في مجتمعنا ( أنت من يا عمام؟)، السؤال الذي شكل هوية عشائرية بامتياز مضادة و معرقلة لتبلور و بناء هوية وطنية حيث التعارف المنتشر بين أبناء شعبنا لا يتم من خلال الوعاء أو المرجعية الوطنية بل من وعاء و مرجعية الانتماء و أنتسابه للعشيرة.
و هذا الأنتساب و الأنتماء للعشيرة هو الأنتماء المحوري، والأنتماءات الاخرى للوطن و للقومية هي أنتماءات ثانوية ضعيفة غير منتشرة، حيث العلاقات و الروابط الاجتماعية في مختلف انواعها في مجتمعنا تتشكل وفق هذا الانتماء الأنا و الأخر – أن كان في حال النزاعات العشائرية مثال ما حدث في مجتمعنا عام 2004 من نزاع ما بين عشيرة (الحميد و الزركان)- الذي لم ينتهي حتي بعد دفن الاموات ضحايا ذلك النزاع المرير، والذي أهتز له مجتمعنا أثر ما جلب معه من أحداث مريرة جداً للمجتمع.
والأمر أيضاً يحصل في حال علاقة التواصل و الارتباط الإنساني، وأذا أخذنا شاهد الزواج أذا حصل بين طرفين من عشرتين يقال بشأنه بصيغة سؤال أو أستفهام- تزوج من أعمامه أو غريبه .
ليبقي العرق القبلي هو صيغة التعارف بين أبناء مجتمعنا فيما تبقي علاقة الوطن و رابطة الشعب الواحد منحصرة بين عدد قليل وسط الأغلبية، و حتي هذا العدد القليل يعيش الحيرة بين الدفاع عن
مفاهيمه الحديثة و بين التمسك في ثقافة القبيلة إلتي قد اصبحت التزامات و قيم مجتمعية راسخة .

النقطة الرابعة: الخروج من القبلية يحتاج إرادة مجتمع في ظل غياب الدولة

وأذا أردنا أن ندفع مجتمعنا نحو الخروج من القبلية، وتشكيل هوية مدنية أو بث الوعي المدني فأن الأمر يطلب بداية أن نميز و في موضوعية ما بين كل من "ثقافة القبيلة"، و "ثقافة المجتمع الحديث" ، ثم نكافح القبلية و ندعو إلي التخلص منها- من خلال تشكيل مؤسسات ننتمي اليها على أساس الولاء للمجتمع الواحد بأنتماء طوعاً مثلما الخروج من القبيلة يكون طوعاً .
و التخلص يحتاج إرادة مجتمع خصوصاً و نحن نفتقد إرادة الدولة إلتي في مثل هذه القضايا لها الدور المهم في تكسير بني القبيلة و تجاوز تقاليدها بما لها من مؤسسات و اليآت تفرض بهما قانونها و تطبق خططها- و هذه إلارادة في (وضعنا الخاص؟) نحن أن كان في تصلب القبيلة نفسها أو عدم أمتلاكنا اليآت أضعافها – تبقي عملية مكافحة القبيلة من أهم أولويات النخب الواعية و الملتزمة في رؤية مشروع التغييرالذي تقف أمامه ليس فقط القبلية بل ايضاً "الدولة الإيرانية"- إلتي درسنا القادم سيكون مخصص لها .



#محمود_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني مفهومه في الوعي الاحوازي
- الأستبداد و الديمقراطية في إيران- قيمة الطاعة


المزيد.....




- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان
- أستراليا - طَعنُ أسقف آشوري أثناء قداس واعتقال المشتبه به


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمود عبدالله - القبلية مضخة التخلف الكبرى- دورها في التخلف الأحوازي الجزء الثاني الأخير.