أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبدالله - المجتمع المدني مفهومه في الوعي الاحوازي















المزيد.....

المجتمع المدني مفهومه في الوعي الاحوازي


محمود عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 2047 - 2007 / 9 / 23 - 03:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(موانعه و سبل تجاوزها)
تم تحديد أكثرمن تعريف من جانب الباحثة عن "المجتمع المدني"، و قد إجمعت التعاريف ،أن المجتمع المدني،هو ما يمكن أن نطلق عليه مدن الأنتاج.

هذا المفهوم تبلوربعد ظهور شواهد الأنتاج في التجربة الاروبية،الذي أنطلق منها هذا المفهوم تاريخيا في القرنين السادس عشر و السابع عشرللميلاد.
والمجتمع المدني عندما ظهر على شكل أطروحة في أروبا كانت وراءه دوافع مثلما واجهته موانع،وقد عاشت تجربة المجتمع المدني الأروبي ظرفها الخاص بها.
بداية واجهته الكنيسة،أوكما عرفها المفكر العربي محمد أركون- " عقلها الارثوذكسي- المستقيم الذي يدعي أمتلاكه للحقيقية " ، وعندما ضعفت الكنيسة ، واجهته الدولة العسكرية و الملكية.
حتي أنتصرت "الحداثة السياسية" ،دولة النظم و المدن، التي قال عنها عبدالله العروي- " فيه السيادة لللأنتاج قبل الأستهلاك ،و... العلم نشاطاً جماعياً قبل أن يكون مجهوداً فردياً منعزلاً". هذا النظام الأنتاجي للمدنية مع نظام الديمقراطية ، ترسخا في ثقافات المجتمعات الاروبية .

أما تجربة المجتمع المدني في دول "عالم الثالث" ،له ظرفه الخاص به،ابتداءٍ من الحقبة السياسية و التاريخية إلتي طرح فيها،أي بدايات النصف الثاني من القرن العشرين،تحديداً بعد إنتهاء الحرب "العالمية الثانية"، عندما قسم العالم من جانب الدول المنتصرة في الحرب إلى صنفان : الدول المتقدمة ، والدول المتخلفة، وقد وضعت دول و مجتمعات العالم العربي والإسلامي في جزء العالم الثالث المتخلف ومنها إيران .
وحسب ظرف كل مجتمع ودولة،سواء كان ما يخص تخلفها الثقافي، أوسيطرة الاستعمار عليها ،إلى النظم السياسية التي حكمت هذه المجتمات بعد الأستقلال.

إجمالاً نقول: ثلاثة عوامل و هما- دورالأستعمار، الموروث الثقافي المتخلف، والنظم السياسية الأستبداية غير الديمقراطية التي حكمت هذه المجتمعات وقفت وراء فشل أطروحة المجتمع المدني في هذه الدول ، كما نجحت الأطروحة في دول أروبا .
أما في ما يخص مفهوم المجتمع المدني في الوعي الاحوازي نقول بشأنه : هو جديد الطرح و بداية متواضعة في فضاء الأنفتاح السياسي النسبي الذي شهدته حقبة التسعينات من القرن الماضي في إيران ،و لم يؤسس له في الوعي الاحوازي على المستوى النظري حتي يومنا هذا ، وذلك عائد لأسباب كثيرة نلخصها في ثلاثة نقاط -
اولا: الموروث الثقافي المتخلف الذي يسيطرعلى وعينا.
ثانيا: دورالدولة الإيرانية- بنظامها السياسي الأستبدادي ،و ثقافة الوصاية التي تفرضها.
ثالثا: غياب المثقف و المفكر الأحوازي الملتزم و الواعي في فهم القضايا و التنظّير لها بجدية، حيث ان كثير من المفاهيم و القضايا أثرهذا يغيب عنها تعريفها،وتعرّف بيننا بشكل سطحي و خاطئ، و منها تعريف مفهوم المجتمع المدني .

وأما بشأن ما حصل من (أختراق و مقاومة) من جانب من أنخرط في مؤسسات المجتمع المدني من الناشطين في المجتمع الاحوازي تجاه كل من الموروث الثقافي و الدولة الإيرانية ،وما قدم هولاء من أعمال جيده داخل الوطن، هذا الاختراق و المقاومة شكلت تجربة نأتي للتطرق لها في مقال أخر،نشرح تغيرالظروف السياسية التي أوقفت وعرقلت حركة أصحاب هذه التجربة المفيده.

و لأجل توضيح مفهوم المجتمع المدني جئنا بمجموعة نقاط من دراسة شرح كاتبها- كل من تعريف المجتمع المدني، ونقيضه المجتمع التقليدي كذلك شرح و رصد أهم أسباب وعوامل عدم موفقية المجتمع المدني في العالم الثالث ؛ و في هذه الدراسة يوجد تقارب لظروفنا الاحوازية ، السياسية والثقافية المجتمعية .
وأخيراً و ليس أخرا الفائدة من هذه الدراسة، تنشيط ذاكرة من ينخرط في العمل المدني ، في مجتمعنا الاحوازي ليقراء و يستوعب من خلال النقاط التي ننقلها كيف يتعامل مع موانع مجتمعنا، أم ليس لدينا موانع تقف أمام عملية المجتمع المدني في ثقافتنا و مجتمعنا ؟

يشرح المفكر العربي الكبير "الجابري" كاتب الدراسة إلتي عنوانها" المجتمع المدني بين البادية و المدنية" ،عدة نقاط ناتي على ثلاث منها-
النقطة الاولي: تعريف المجتمع المدني حيث يقول:
" المجتمع المدني هو، وقبل كل شئ، مجتمع المدن، وأن مؤسساته هي التي ينشئها الناس بينهم لتنظيم حياتهم الاجتماعية و الاقتصادية والسياسية و الثقافية. فهي إذن مؤسسات إرادية أو شبه إرادية يقيمها الناس و ينخرطون فيها او يحلّونها او ينسحبون منها؛و ذلك على نقيض تماما من مؤسسات المجتمع البدوي القروي التي تتميز بكونها مؤسسات طبيعية، يولد الفرد منتميا إليها مندمجا فيها،لا يستطيع الانسحاب منها، القبيلة والطائفة.".
وهذا تميز واضح لا لبس فيه، بين كل من "المجتمع المدني" و بين "المجتمع التقليدي" وفق أنتماء الفرد و أرتباطه بمؤسسات كل من هذين المجتمعين .
اما النقطة الثانية – أشارة عامة الى وضعية و تجربة كل بلد، وظروف و موقف ذلك البلد من المجتمع المدني حيث يشير بالقول:
" حضور أو غياب مؤسسات المجتمع المدني، في قطر من الاقطار ،لابد أن ينطلق من النظر في وضعية المدن في ذلك القطر- هل هي تهيمن على المجتمع باقتصادها و ثقافتها وسلوكياتها و مؤسساتها أم أن المجتمع البدوي القروي هو السائد- تقاليده وسلوكياته وقيمه وفكره؟....".

النقطة الثالثة:
يشرح تجربة الدول العربية مع أطروحة المجتمع المدني و كيف لم يتحقق فيها، ويبين جملة من الثغرات والأسباب، و تفيدنا هذه النقطة كثيراً للمقارنة،أن كان في جانبها الثقافي حضوركل من "القبيلة و الطائفة"،وكذلك الوضع السياسي الأستبدادي، مع ظروف ظهورالنخب.
"أن الانقسام العمودي لم يكن نتيجة صراعات داخلية أسفرت عن تجاوز المرحلة الأفقية بدو- حضر إلى المرحلة العمودية طبقة ضد طبقة، كما حدث في أروبا عندما امتصت الثورة الصناعية سكان الارياف وألحقتهم بالمدن.إن الذي حدث ..على العكس...تماما ،لقد غرس الاستعمار في الاقطار التي احتلها بنيات الدولة ...الحديثة، الاقتصادية و...، فعمل بذلك على فسح المجال لقيام نخب حديثة انبثق الجيل الاول منها من الارستقراطية للمدنية التقليدية ... إذا كانت اكثر... احتكاكا بالمستعمر ...و مع تطور وعيها الوطني ... برزت هذه النخبة لتشكل النقيض الذي أفرزه التحديث الاستعماري و الذي سيقود الوطني من أجل الاستقلال...فإنه لابد من الأخذ بعين الاعتبار الفرق بين مشروع هذه النخبة الجديدة وبين رد الفعل الشعبي الذي قادته النخبة التقليدية البدوية – أساسا- التي وقفت في وجه الغزو الاستعماري ... بدافع رد الغازي الاجنبي و الحفاظ على الوضع القائم كما هو – وضع تؤطره القبيلة و الطائفة... اما النخبة الحديثة ... فقد كانت تحمل مشروعا جديدا قوامه إضافه الطابع الوطني على المؤسسات و البنيات الحديثة التي حملها معها الاستعمار،ثم تنميتها و تأميمها لتؤطر فعاليات المجتمع بأسره" .



#محمود_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستبداد و الديمقراطية في إيران- قيمة الطاعة


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبدالله - المجتمع المدني مفهومه في الوعي الاحوازي