أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بوش يَتْرُك -الراية البيضاء- لخليفته!














المزيد.....

بوش يَتْرُك -الراية البيضاء- لخليفته!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو لم يَزُرْ الرئيس بوش "العراق" لظلَّ محتفظا بقدرة أكبر على إقناع معارضي "استراتيجية زيادة عدد الجنود" من المواطنين، وفي الكونغرس، بأنَّ هذه الاستراتيجية قد أحرزت بعض النجاح، ويمكنها أن تحرز مزيدا منه حتى مغادرته البيت الأبيض، فالزيارة كانت في معانيها إضعافا لكثير من حججه ومنطقه.

لقد أرسل الرئيس بوش نحو 30 ألف جندي إلى بغداد لجعلها آمنة أو أكثر أمنا، ولتمكين حكومة المالكي، بالتالي، من أن تحقق أكثر بكثير من الـ "9" أهداف التي حققتها، على ما زُعِم، من أصل الـ "18" هدفا التي حدَّدها لها الكونغرس لقياس النجاح الذي أحرزته، وتحرزه، توصُّلا إلى تغيير البيئة الأمنية والسياسية في العراق، وفي عاصمته على وجه الخصوص، بما يسمح بتقليص حجم الوجود العسكري للولايات المتحدة هناك.

الرئيس بوش لم يَزُرْ بغداد، وكان ينبغي له زيارتها، وعلى نحو يُظْهِر ويؤكِّد لكل معارضي استراتيجيته الجديدة أنَّ الزيادة في عدد الجنود قد جعلت بغداد أمنة بما يكفي لقيامه بزيارته وعلى نحو يفي بالغرض الذي هو إظهار وتأكيد أن منسوب الأمن في العاصمة العراقية قد ارتفع ويرتفع.

لقد ذهب إلى محافظة الأنبار التي نجح تحالفه مع قبائلها وعشائرها السنية (العربية) في أن يُضْعِف نفوذ "القاعدة" فيها، وأن يؤسِّس، بالتالي، لأمنٍ من النمط وفي الحجم الذي يريد، والذي تعذَّر عليه أن يؤسِّس لمثله في بغداد، فجُلُّ ما أحرزته إدارة الرئيس بوش من نجاح، بعد "استراتيجيتها الجديدة"، وعلى ضآلة وزنه إذا ما قسناه بميزان الواقع الموضوعي، إنَّما أحرزته ميليشيا القبائل والعشائر في الأنبار، وكأنَّ زيادة عدد الجنود في بغداد لم تُعْطِ من النتائج ما يوافِق التوقُّع الذي زيَّن للرئيس بوش إعلان "استراتيجيته الجديدة". ثمَّ جاء اغتيال زعيم ميليشيا قبائل وعشائر الأنبار عبد الستار أبو ريشة، والذي صافحه الرئيس بوش وشدَّ على يديه، ليؤكِّد أنَّ أمن الأنبار يمكن أن يغدو كريشة في مهبِّ الريح. إضافة إلى ذلك ليس ثمَّة ما قد يمنع، مستقبلا، من أن يتمخَّض تسليح تلك القبائل والعشائر عن مزيد من الحرب أو الحروب الأهلية، فبَعْد هذا الذي تحقق، بالحديد والنار، من فرز طائفي (بين الشيعة والسنة من عرب العراق) على الصعيدين الجغرافي والديمغرافي، ليس ثمَّة ما يمنع من مزيد من الحرب أو الحروب الأهلية؛ ولكن بين دويلات.

الرئيس بوش، على ما أعتقد، كان يتوقَّع أيضا أن تفشل "استراتيجيته الجديدة" في أن تؤسِّس لبيئة أمنية ـ سياسية جديدة في العراق، بدءاً من بغداد، وفيها على وجه الخصوص، وأن يؤدِّي هذا الفشل (الذي هو الآن حقيقة واقعة لا ينكرها إلا كل من له مصلحة في سياسة تجانب الواقع وتجافيه) إلى زيادة ثِقَل المعارضة لاستمرار الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق، فأرسل الـ "30" ألف جندي إلى هناك حتى يُظْهِر إعادتهم التامة إلى الوطن، في تموز 2008، على أنَّها تلبية (واقعية) لمطلب المعارضة إنهاء هذا الوجود، الذي في استمراره ترجح أكثر كفَّة الهزيمة والفشل على كفَّة الانتصار والنجاح، ويَفْقِد العراق وشعبه مزيداً من الأمن والاستقرار، أو ممَّا بقي له من أمن واستقرار.

وحتى يُظْهِر هذا الإنهاء للوجود العسكري الإضافي على أنَّه مستوفٍ لـ "الواقعية"، التي يراها الرئيس بوش بعيون القادة العسكريين، تحدَّث عن "النجاح" الذي كان نجاحا فحسب في جعله "الحبَّة" في حجم "قُبَّة"، وكأنَّه أراد أن يقول إنَّ "استراتيجيته الجديدة" أثمرت من الأمن والاستقرار، ومن "نجاح" حكومة المالكي في اختبار الكونغرس لها، ما حَمَلَه على أن يقرِّر أن يعيد بالتدريج الجنود الإضافيين الذي أرسلهم إلى العراق، ملمِّحا إلى أن إحراز الولايات المتحدة لمزيد من النجاح الأمني (والسياسي) في العراق بعد تموز المقبل قد يفضي إلى إعادة مزيد من الجنود إلى عائلاتهم.

على أنَّ الرئيس بوش كان هذه المرَّة في منتهى الوضوح لجهة إظهاره العزم والتصميم على البقاء الدائم في العراق، فالولايات المتحدة، على ما قال، يجب أن تستمر في "التزامها العسكري والسياسي والاقتصادي" هناك إلى ما بعد انتهاء ولايته الرئاسية، أي أنَّ سيِّد البيت الأبيض المقبل ينبغي له، "ديمقراطيا" كان أم "جمهوريا"، أن يحتفظ للولايات المتحدة بوجود عسكري ـ استراتيجي دائم في العراق.

الرئيس بوش يَعْلَم أنَّ هذا "النجاح" الذي أحرزته "استراتيجيته الجديدة" في العراق، والذي ليس كمثله نجاح لجهة صعوبة واستعصاء تمييزه من الفشل، لن يكون كافيا لبقاء "الجمهوريين" في البيت الأبيض بعد مغادرته له. وعليه، يصعب القول إنَّ الرئيس بوش يمكن أن يغادر البيت الأبيض قبل أن يكتب باسمه "نصرا عسكريا" للولايات المتحدة ليس في العراق حيث أصبح انتصاره فيه والوهم صنوان وإنَّما في إيران التي هي حتى الآن الرابح الأكبر من غزو واحتلال الولايات المتحدة للعراق، وكأنَّ إدارة الرئيس بوش لم تَخُض الحرب في العراق إلا لتقطف ثمارها المرَّة، ولتتركَ قطف ثمارها الحلوة لإيران.

وأحسب أنَّ خير دليل على أنَّ ساعة ضرب إيران قد أزفت هو أن تُخْرِج الولايات المتحدة جيشها من "المصائد العراقية"؛ ولا شكَّ في أنَّها ستُصوِّر هذا العمل الذي لا بدَّ منه على أنَّه ثمرة نجاحها في نشر ما يكفي من الأمن والاستقرار في المناطق العراقية التي يمكن أن تحوِّلها إيران مع حلفائها العراقيين إلى مصائد لجنودها.

وهذا إنَّما يعني أنَّ الرئيس بوش عازم على جَعْل مَنْ يخلفه في الرئاسة في مواجهة واقع لا يسمح له إلا بالمفاضلة بين "هزيمة لا ريب فيها" وبين المضي قُدُما في الطريق التي سار فيها من قبله الرئيس بوش الذي سيظل حتى مغادرته البيت الأبيض مُحْجِما عن التسليم بما يقوله الواقع وهو أنَّ هزيمة الولايات المتحدة في العراق تكاد أن تصبح حقيقة واقعة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الديمقراطية- ليست مِنَ -الكُفْر-!
- 6 سنوات على -عالَم بوش بن لادن-!
- ليَنْطِقوا حتى نَخْرُج عن صمتنا!
- -حماس- تمخَّضت فولدت -فاشية سوداء-!
- الحاكم العربي في حقيقته العارية!
- -الغيبية- و-الغيبيون-!
- في الطريق إلى -اللقاء الدولي-!
- بوش يوشك أن يفتح -صندوق باندورا-!
- مناقشة ل -الرأي الآخر- في مقالة -التسيير والتخيير في فتوى شي ...
- العراق بين -التقسيم- و-التقاسم الإقليمي-!
- -التسيير والتخيير- في فتوى شيخين!
- هذا -التلبيس- في قضية -الربا-!
- المال.. إله الحياة الدنيا!
- غلاءٌ.. سَقْفُه السماء!
- توصُّلاً إلى الفصل بين الدين والسياسة
- التربية
- بين -أيلول بن لادن- و-أيلول بوش-!
- هناك مَنْ جَعَلَ الشفاء في الدواء!
- هي الآن -خريطة الطريق- إلى بغداد!
- الأخلاق والدين


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - بوش يَتْرُك -الراية البيضاء- لخليفته!