أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية المفتى - رحلتى الأولى إلى لندن















المزيد.....


رحلتى الأولى إلى لندن


نادية المفتى

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 06:27
المحور: الادب والفن
    


وجدت أن كل المقالات التى نشرت لى هى مقالات تتعلق بموضوعات غاية فى الجدية، إن لم تكن تصب من يقرأها بالتجهم، ففكرت أنه بما اننى قد عدت منذ حوالى الأسبوعين من أولى رحلاتى إلى لندن، و كانت بالمناسبة رحلة ممتعة، يكون من المناسب و المبهج أن أكتب عن تفاصيلها هنا باللغة العربية بعد أن كتبت عنها باللغة الإنجليزية فى موقع "وورلدإزراوند" على النت، و بما أننى لم أجد تصنيف هنا لمقالات الرحلات فكرت أن أضيف مقالى لتصنيف الأدب و لنعتبر هذا المقال مجازا من أدب الرحلات. أعلم أن الكثير من قارئى الجريدة قد يكونوا من المقيمين بلندن، فالربما تكون مقالتى مفيدة لمن يقيمون خارجها و يودون زيارتها
قمت برحلتى فى الفترة من 20 أغسطس إلى 26 من نفس الشهر من هذا العام 2007، ست ليال و سبع أيام. تم الحجز لى فى فندق يدعى "جريشام" بواسطة شركة السياحة، و هى شركة سياحة عالمية لها فروع بجميع أنحاء العالم و كانت هذه المرة الأولى التى أتعامل فيها مع فرعها فى مصر، للأسف منيت بموظفة يبدو أنها غير ذات خبرة على الإطلاق مما أدى إلى حدوث تعقيدات كثيرة قبل السفر، منها تحميلى مبلغ أربعمائة جنيه مصرى، ثمنمائة مناصفة مع الشركة و ذلك بعد مفاوضات و مصارعات معها و مع زملائها، غرامة إلغاء الحجز لى فى الفندق الذى تسرعت هى و قامت بالحجز فيه قبل وصول الفيزا، و لو لم أكن قد قمت بالدفع لقضيت اليوم كله فى مشاحنات معها و مع زملائها و لم أود أن أبدأ رحلتى و أنا فى "موود" قاتم. و كنت قد ̉أخبرت من قِبٓل شركة السياحة و مكتب الفيزا أننى سوف أتسلم الفيزا فى غضون يومان أو ثلاث، و لكنى تسلمتها بعد مرور عشرة أيام دون أسباب، و ذلك بعد مراسلات بينى و بين المكتب لم يكن لشركة السياحة أى دور فيها، و قد إنتهى الأمر بإعطائى الفيزا لمدة ستة اشهر تنتهى فى منتصف فبراير القادم. بدأت معاملاتى مع الشركة بعرض كله مميزات لحاملى بطاقة إئتمان معينة، وعلى فرض ذهابى مع جروب مثل ما حدث بالنسبة لى مع شركة أخرى فى رحلتى لباريس، ثم بمبررات واهية جدا تم سحب هذا العرض شيئا فشيئا بعد أن قمت فعلا بدفع مبلغ كبير من المال كعربون، حتى وصل الأمر إلى إنعدام حتى وسيلة مواصلات من قبل الشركة لتنقلنى من المطار إلى الفندق إلا بعد دفع مبلغ و قدره زيادة على المبلغ المعلن عنه، حجزوا لى فى الطائرة و الفندق ثم تركونى مثل "جين" زوجة طرزان وحدى تماما فى لندن. من المفيد إستخدام النت فى ترتيب رحلتك، فلما إكتشفت عدم توفر وسيلة مواصلات لتقلنى من المطار فتحت موقع مطار هيثرو، و كانت شقيقتى قد أخبرتنى عندما علمت بما حدث أنها كانت قد إستخدمت فى زيارتها للولايات المتحدة ما يدعى بال "إيربورت شتل"، فبحثت حتى وجدت ال "هوتيلينك"، و هو مينى باس يحمل العشر ركاب تقريبا و يوصلك من المطار و حتى باب فندقك ثم يأخذك منه فى رحلة العودة فى موعد متفق عليه شرط أن تنتظريه بالحقائب فى اللوبى، و يتكلف 34 £ ، و يمكن أن تحمل فيه حقيبة سفر و أخرى هاند باج بداخل المينى باس، و لكن فى الواقع وضع الركاب و من ضمنهم أنا الحقيبتين بداخل ال "ترنك"، و كان السائقان فى رحلة الذهاب و العودة على قدر عال من الكفاءة. كان العرض فى أوله يضم الإقامة بيد آند بريكفست فى فندق "ريجنتس بارك هوليداى إن" أربعة نجوم، و قد بدت غرفه على الإنترنت فسيحة و برحة مثل غرفتى فى باريس فى فندق "مونديال" فى منطقة السيتيه برجيه بجانب محطة المترو جراند بولفار، و كانت غرفة جميلة و نظيفة و فندق جميل و فى موقع ممتاز قريب من الشانزليزيه و دار الأوبرا و محلات شهيرة للملابس و كذلك من معالم سياحية كثيرة يمكن الذهاب إليها بسهولة بالمترو الذى يبعد عن الفندق بضع خطوات. و لكن تم إلغاء الحجز حتى إستقرت الموظفة أخيرا على فندق "جريشام" ثلاثة نجوم و بنفس السعر، و يقع فى منطقة تدعى "سسكس جاردنز" تحتوى على العديد من الفنادق الصغيرة مثله. على النت بدت الغرف صغيرة و ضيقة، و لكن عند رؤيتها على الطبيعة كانت أضيق! لم أحلم فى يوم أن توجد هناك غرفة بهذا الضيق فى مكان ما، كانت الغرفة بالإضافة للحمام الخاص لاتزيد مساحتهما عن ثلاثة أمتار طول و أقل من متران فى العرض! كان هناك عيب آخر كذلك، فقد كانت الغرفة تطل على الشارع و فى الدور الأول، و إبتليت أثناء إقامتى بفرقة من "الهوليجانز" لا يحلوا لهم الصياح إلا وقت الليل، ظل الحال هكذا كل ليلة حتى آخر ليلة عندما طلبت من موظف الإستقبال إسكاتهم حتى أستطيع اللحاق بطائرتى فى الصباح، و قد كان. فى الواقع بعد يوم أو إثنان من بداية الرحلة كنت أستمتع للغاية فلم آبه على الإطلاق بضيق الغرفة، بالعكس فقد أحببتها بالرغم من حقيبتى السفر التى لم يتسع لهما الدولاب الضيق فقبعت إحداهما على المكتب و الأخرى على أرض الغرفة. أما بالنسبة للحسنات فكانت كثيرة، فالمنطقة كانت راقية و قريبة جدا من الهايد بارك و قريبة كذلك لل "تيوب" كما يطلقون هناك على مترو الأنفاق، و كانت محطة مترو الأنفاق القريبة "إدجوير رود" بالقرب منها محل ل "ماركس آند سبنسر" إبتعت منه أشياء جميلة لى و للعائلة. و بالرغم من مقاطعتى تقريبا للبضائع الأمريكية أو الأجنبية على العموم التى يمكن إستبدالها بمنتجات مصرية أو عربية، مثل المأكولات و الملابس، إلا إننى لم أكن أستطع و لم أود فى الواقع الإلتزام بهذا الشرط فى زيارتى. فى ثانى يوم بعد وصولى كان لدى شىء أفعله فى منطقة تدعى "آنجل" فذهبت لقضاء مشوارى و فى طريقى للعودة كنت أشعر بالثقة فاخترت خط المترو بنفسى و استقليت العربة، و حدثت الكارثة، فلقد ذهبت بالفعل لمنطقة "إدجوير" و لكن "تاون" و ليس "رود" و هى فى الناحية العكسية تماما للأخرى، ففى "تاون" ̉أخبرت من قبل سيدة عربية لطيفة أنها منطقة يكثر فيها العرب، و هى التى أخبرتنى بعد بحث و سؤال إستغرق وقتا طويلا حتى بليت قدماى، حتى سائق الأوتوبيس لم يعلم أين تقع "سسكس جاردنز"، أخبرتنى السيدة بالفرق بين المنطقتان و أن هذه غير تلك، تركتها شاكرة و ذهبت لمحطة المترو فلحقت بى بعد دقائق حتى تنبهنى لخط المترو الذى سوف أستقله ثم إستودعتنى الله و تركتنى و إنصرفت، سيدة أخرى عربية لطيفة كانت تشترى حوائجها من السوبرماركت، و كلتاهما كانت ترتدى الحجاب، و هو كثير جدا هناك و كذلك رأيت بعض المنقبات، أما الباكستان و الهنود فحدثوا و لا حرج، هم فى كل مكان و كل الوظائف الصغيرة يشغلونها، حتى سائقوا ال "هوتيلينك" و موظفو الإستقبال فى الفندق كانوا كلهم من هذا العرق فيما عدا موظف إستقبال واحد كان أشقر الشعر أزرق العينين و أعتقد أنه لم حتى إنجليزيا، دعتنى السيدة لمنزلها عندما علمت أننى تائهة و لكنها لم تكن تعلم الإجابة على سؤالى فشكرتها و إنصرفت، كان على العودة كل هذا الطريق حتى "كينجزتون" ثم تبديل المترو هناك. أخيرا وصلت للفندق، و منذ ذلك اليوم و طوال الرحلة لم أتخل عن سؤال إستعلامات التيوب الغاية فى الكفاءة فى كل مشوار لى. و لكن لم يكن توهانى كله سيئا، فقد وجدت "ماركس آند سبنسر" بجوار المحطة فى مول و إبتعت منه أشياء لطيفة، و أهمها فيلمى "بيفور سن رايز" و "بيفور سن ست" و هما فيلمى المفضلان و لم أكن قد رأيت الجزء الأخير بعد، و هو رائع و عميق للغاية و فى منتهى الرقة و الرقى، و قد إبتعت الجزئين دى فى دى فى باكج واحدة ب 10£ و هو أرخص كثيرا من السعر الذى تعلن عنه أحد المحلات العالمية المشهورة ذات الفروع المتعددة كما إستطلعت فى النت قبل السفر، فكانت صدفة و توهة مثمرة. ثانى يوم ذهبت لرؤية "لندن آى"، و هو مكان يتبع الخطوط الجوية البريطانية، و يقع فى منطقة "إمبانكمنت"، وهو عبارة عن شريط على النهر به العديد من صنوف التسلية، من عازفى الآلات الموسيقية المختلفة فى الهواء الطلق و مؤدييى فن البانتوميم فى أرديتهم المختلفة، و ألطفهم كانت فرقة "تريو" تعزف موسيقى الجاز، أفضل ألوان الموسيقى بالنسبة لى، أما ال "مين أتراكشين" فهو عبارة عن عجلة كبيرة مثلما يوجد بالملاهى، ولكن بدلا من المقاعد فيوجد بها العديد من الغرف الزجاجية الفسيحة المغلقة، كل غرفة تسع ما يقرب من العشرة أشخاص جالسين على بنش مستدير فى وسط الكومبارتمنت أو واقفين بإرتياح، و تدور تلك الغرف براكبيها من أسفل حتى تصل كل غرفة إلى أعلى نقطة فى العجلة فترى لندن بأكملها، كما ترى باريس بأكملها من أعلى قوس النصر، و لكن سلم قوس النصر قاتل. من اللندن آى ترى على الضفة الأخرى برج الساعة و الذى يطلق عليه خطأ بيج بن كما عرفت من موسوعة ويكيبديا، حيث بيج بن هو اسم الجرس الضخم الموجود بالبرج، و كذلك كوبرى و قصر ويستمنيستر، و هى فى رأيى المنظر اللطيف الوحيد من الكومبارتمنت، أما مصدر المتعة الحقيقى فأعتقد أنه هو ما يوجد بأسفل على الكورنيش من موسيقى و جو لطيف للغاية يضفى سعادة على الجميع و هو مجانى بدون أى تكلفة، تكلفت التذكرة لركوب الكومبارتمنت 25£ بدون إنتظار فى الصف الطويل جدا، و مع الإنتظار 14£ . أخذت لقطات عديدة لكل رحلتى بكاميرا الفيديو و الكاميرا و كاميرا الموبيل، كلها توجد بموقع "وورلدإزراوند". فى اليوم التالى قررت إستبدال ما خططته من قبل بركوب الأوتوبيس السياحى ذى السطح المكشوف و الذى يطوف فى مناطق لندن السياحية المعروفة، بالذهاب إلى قصر باكينجهام بالاس فقط، و إتضح لى فيما بعد أنه كان إختيارا صائبا، فقد تساقطت الأمطار فى ذلك اليوم بدلا من تساقط الندى فقط كما حدث فى الأيام السابقة و أثناء عودتى وجدت الأوتوبيس يسير بدون راكبة أو راكب واحد، و كذلك إكتشفت أننى دون أن أدرى طفت بمعظم الأماكن المعلن عنها أثناء تجوالى فى خلال أيام الرحلة، فوفرت بذلك 22£ صرفتها فى أوجه أفضل، و هو مبلغ ليس بالقليل بالجنيه المصرى، حيث أن جنيه إسترلينى يعادل أحد عشر من الجنيهات المصرية. ذهبت اولا إلى مكان تغيير الحرس، "هورس جاردز" و هو المكان الذى يغير فيه خيالة القصر وردياتهم، و كان يحفل بالسائحين مثلى، و قد كان به الخيالة بلباسهم الأحمر المعروف على خيولهم الداكنة الجميلة اللامعة فائقة النظافة، أخذت العديد من الصور ثم توجهت مع بقية السائحين بعد إنتهاء المراسم فى طريقنا للقصر الملكى، فى الطريق نمر بحديقة سينت جيمس و هى إحدى الحدائق الملكية، و أحببت الطبيعة بها و بحيرتها و بطها و حمامها الذى يحفل به لندن و يطعمه الجميع و أطعمته أنا كذلك و يعيش فى أمان دون خوف من الناس أو حتى كثرتهم و كذلك سنجاب جميل لطيف إلتقطت له العديد من الصور، و كان السنجاب الذى رأيته قبل ذلك على الطبيعة و ليس فى الأفلام كان فى الحديقة المحيطة بشقة خالتى التى تقطن فى جنيف، حيث أن جدتى لأمى سويسرية و خالتى تلك هى الوحيدة التى لم تبرح سويسرا تقريبا و تزوجت من سويسرى و تقيم هناك مع عائلتها، و قد إستضافتنى بعد تخرجى مباشرة كما كانت قد إستضافت أخى الطبيب أثناء دراسته، و قضيت شهرا أتجول فى ربوع سويسرا كلها فزرت جنيف و زيورخ و لوزان حيث كان يقطن هناك إبن خال والدتى رحمه الله، و برن و لوسرن و شتاين آم راين و إنترلاكن و جريندلفالد، و فى كل تلك الأماكن كنت أقيم ببيوت الشباب التى كانت تماثل الفنادق فى نظافتها و جمال موقعها، و خصوصا جريندلفالد حيث كان يقع الهوستيل على هضبة "قطعت أنفاسى" و أنا أصعدها حاملة ال "باك باك" الخاصة بإبن خالتى، و كذلك حضرت مهرجان الجاز بمونترو الحافلة بالطبيعة الساحرة. عودة إلى لندن، خرجت من حديقة سينت جيمس إلى الميدان الذى يقع به القصر الملكى و به ال "فيكتوريا ميموريال" و هو تمثال الجزء الأسفل منه من الرخام كما أعتقد و هو الذى يمثل الملكة و بيدها الصولجان و الجزء العلوى من المعدن المطلى بالذهب، و لمعرفة كل التفاصيل يمكن الإطلاع على أى موضوع فى موسوعة ويكيبديا، و هى موسوعة ممتازة على النت، وجدت الصف طويل جدا فلم أرغب فى شراء تذكرة لدخول القصر رغم رغبتى فى ذلك، كانت قدماى قد بدأت تؤلمنى من كثرة المشى كل يوم مع إنى كنت أرتدى حذاء من القماش و لكن يبدو أنها كانت تضغط على أصابعى دون أن أدرك ذلك، و لازال ظفر صباعى الكبير فى قدمى اليمنى أزرق اللون تماما من أثر الرحلة. شاهدت الفرقة النحاسية تعزف الموسيقى معلنة إنتهاء مراسم تغيير الحرس فواصلت السير فى طريقى فى شارع "مال" العريض الذى يصل ما بين ميدان القصر و ميدان الترافالجار، كل هذا و أنا أحمل مظلتى السوداء التى إشتريتها من باريس، وصلت إلى الميدان و كان المطر يهطل غزيرا فالتقطت بضعة صور و غادرت على الفور و لم اشغل نفسى حتى بزيارة الناشيونال جاليرى الذى يقع فى نفس الميدان، و لما أفعل و يمكننى رؤية كل اللوحات التى أريد رؤيتها و القراءة عنها فى النت و أنا أجلس على مكتبى فى منزلى، و لكنى لن أشعر بالهواء النقى و أتنفسه و أستمتع بالطبيعة و رؤية الحيوانات الصغيرة الجميلة و أنا فى منزلى، و قد بنى هذا الميموريال فى الميدان لتخليد الإنتصار فى معركة ترافالجار البحرية، و كان إختيارى صائبا فى المغادرة للفندق و عدم مبارحته فى ذلك اليوم و ذلك لحسن حظى، فقد سمعت فى التليفزيون فى نهاية اليوم أنه قد حدث إضراب مؤقت فى التيوب و تعطل الناس لمدة ساعتين فى المحطات فسعدت كثيرا لعودتى، و قد بدأت الرحلة من محطة بيكاديللى. و من بيكاديللى كذلك ذهبت فى يوم آخر إلى سوهو، الحى المشهور، و كان ذهابى لسببين، السبب الأول لشراء كتابين لهنرى ميللر زوج مارلين مونرو و هما "تروبيك أوف كانسر" و "تروبيك أوف كابريكورن" و هما كتابين من كتابات هنرى ميللر المليئة بالتفاصيل و الألفاظ المكشوفة كما قرأت فى بعض صفحات، و كنت قد علمت بهما من النت، فإذا ما اشتراهما أحد و أرادت أو أراد قرائتهما بين الناس فليعملوا على مدارة الغلاف حيث أن الغلافين يمكن إعتبارهما فعل فاضح فى الطريق العام، كنت أقرأ فى أحدهما فى لوبى الفندق بينما أنتظر ال "هوتيلينك" فى رحلة العودة فتركته للحظه، و ما أن رأى الرجل الجالس بجانبى الغلاف، و كان لا يتحدث كلمة واحدة من اللغة الإنجليزية، حتى بدأ الحديث معى، أعلم طباع الغرب فأتحدث ببساطة و أوجه الحديث إلى حيث أريد، كنت لا أعلم من لغته سوى كلمتين، دقائق و حضر السائق فودع كل منا الآخر و إنصرفت، إشتريت الكتابان من مكتبة كبيرة تدعى "بلاكويل" و أجمل ما بها كنب من الجلد الأسود المريح يستطيع من يريد، طالما وجدت أو وجد مكانا، أن يجلسا عليه ليريحا أقدامهما كما فعلت و يقرءا أيا من الكتب المجانية التى وضعتها المكتبة للقراءة، إبتعت الكتابين ب 15£ و هو كذلك سعر أرخص كثيرا من سعر سلسلة المتاجر المشهورة، و كنت قد حددت للكتابين و الفيلمين خمسمائة جنيه مصرى حسب أسعار السلسلة المشهورة على الإنترنت فابتعتهم بمئتين و خمسون جنيها مصريا فقط مما أسعدنى، كذلك إبتعت بعض الكتب المسلية المستعملة منهم قصة غلافها مهترىء لستيفن كينج و كتاب نافع عن المنزل و قصص للأطفال و قصص ساى فاى فى حالة جيدة جدا من متجر بجوار إم آند إس فى إدجوير رود يدعى إيدج، حوالى العشرة كتب ب 2£ فقط. كذلك جلست فى سوهو فى كافيتريا ظريفة تدعى "أماتو"، تضم القائمة الباستا و أشياء أخرى، تناولت الآبل باى و كان طعمها ظريف و فندان لطيف جدا صنعوه على أشكال الحيوانات و الأسماك و الزهور، نادمة على أنى لم ألتقط صورة للفندان، كان فى غاية الجمال بأشكاله المختلفة و ألوانه الزاهية، مكثت زهاء ربع الساعة و دفعت 8£ ثم توجهت لبلاكويل. السبب الآخر لذهابى لسوهو هو رؤية حى الجنس المشهور، كنت أعتقد أننى سوف أرى آسكورتس على جانبى الطريق مثلا، و لكنى لم أر شيئا، ربما لأننى ذهبت و إنصرفت فى ساعة مبكرة نوعا فعندما إنصرفت لم تكن الشمس قد غربت بعد، و لكن كان يوجد مساج بارلورز على جانبى الطريق لا أدرى ما كان يدور بداخلها. رأيت بدلا من ذلك بعضا من المطاعم الصينية على الشكل الصينى التقليدى، و هناك ملحوظة لاحظتها فى باريس، فعندما كنت فى بيرلاشيز إبتعت علبة السفن أب بيورو واحد من متجر صينى بينما فى سيتيه بيرجيه وسط المدينة كانت بيورو و خمس و عشرون سنتيم، فاعتقد أن شراء الأطعمة يكون أرخص من المتاجر الصينية، أو على الأقل كلما إبتعدنا عن وسط المدينة. فى اليوم الذى سبق ذلك ذهبت إلى شارع أوكسفورد، و هو مزدحم أكثر من وسط البلد عندنا فى مصر، التى أصبح النزول و ركن السيارة بها مستحيلا فاستغنينا عنها منذ عقدين تقريبا بمحلات المهندسين المتعددة و الأقرب لمنطقتنا السكنية، ذهبت لشارع أكسفورد لشراء موبيل بدلا من موبيلى الإريكسون التى 20إس الذى ظل معى سبع سنوات يعمل بكفاءة متناهية و كنت أعشقه للونيه البلو سييل و الأبيض الغاية فى الأناقة، فكان و مازال ملك جمال الموبيلات السوداء الكئيبة التى كان يمتلكها جميع من حولى، و لكن أصبح موديله قديم فلم تعد شركته تنتج له بطاريات، فقبع كما يقبع أمامى الآن على المكتب و خبا ضوئه الأزرق اللطيف، كان بدون كاميرا و لطالما ظننت أن كاميرا الموبيل ليس لها أى داع حيث أننى لا أنسى أى وجه أراه، و لدينا كاميرا الفيديو و الكاميرا العادية، و لكن عندما إستعرت موبيل شقيقتى فى الرحلة وجدت أن الكاميرا شىء لطيف فعلا، فقررت شراء الموبيل الجديد بكاميرا، فإبتعت نوكيا 6300 بجراب جلد موتورولا بلوسييل فى غاية الأناقة، و قد إكتشفت أن محل ال "كار فون شوب" حيث إبتعت الموبيل هو أفضل محل من حيث الأسعار، فقد إبتعت الموبيل ب 100£ تتضمن 20£ مكالمات مع سيم كارد و رقم موبيل، و عند شراء خط من عندهم يعطونكم العدة التى ترغبون فيها بثمن زهيد، و قد سألت على سعر نفس الموديل فى ماربل آرش ستريت فوجدته 140£، و قد إكتشفت وجود فرع لل "فون شوب" بجوار الأوتيل بعد أن ذهبت لأوكسفورد. فى اليوم قبل الأخير من الرحلة فجأة تغير الجو من ضبابى ممطر إلى صيفى مشمس بدون مقدمات، و الله قلت الناس دول ربنا بيحبهم لأنه كان يوم سبت أول يوم ف الويك إند، بأى حال قررت أن هذا اليوم هو يوم مثالى للذهاب للحديقة، فارتديت البنتاكور الأبيض الجديد الذى إبتعته من ماركس آند سبنسر و بلوزة و صندل صيفى و ذهبت للهايد بارك على أقدامى التى تحررت أصابعها أخيرا من حبسة الحذاء، كانت مسيرة عشر دقائق ليس أكثر، كان هناك الكثير من المقاعد بداخل الحديقة يجلس عليها الناس يستمتعون بالشمس، و خلع الكثير من الرجال قمصانهم و رقدوا يتشمسون على الأرض، أما السيدات فكان بعضهن بالتوب و الشورت، جلست على مقعد من المقاعد، كان يتكلف 1,5£ فى الساعتين، تمددت حتى إشتدت حرارة الشمس فحركت مقعدى نحو الظل ثم عدت للشمس مرة أخرى حتى إنقضت الساعتين، فذهبت إلى جزء من الحديقة حيث كانوا يقيمون مهرجان للموسيقى الكاريبيان، تمددت تماما على العشب بالبنتاكور الأبيض الذى لم يتسخ بمعجزة حيث سافرت به اليوم التالى، كيف؟ لا أدرى للآن! إستمعت لمدة ساعة أو ساعتين للموسيقى ثم إنصرفت عائدة للأوتيل كى أحضر حقائبى للسفر. و كان هذا هو آخر يوم لى هناك، كنت أود لو قمت بأشياء أخرى كثيرة و لكن لم يسعفنى الوقت، المرة الجاية.
الآن بعض النصائح المفيدة
1- لمن يريدون التوفير فى ميزانية الطعام قليلا يمكنهم الإستعانة ببعض علب التونة و السردين أو الشرائح المغلفة و علبة جبنة مثلثات و مكعبات ماجى لو كانوا من مدمنى الشوربة مثلى و كان لديهم سخان مياه فى الغرفة مثل غرفتى، و أظن أن هذا تقليد متبع فى كل الفنادق البريطانية، و ذلك لو أرادوا، و وضعها فى أكياس فى الحقائب الكبيرة التى ستدخل فى أمتعة الطائرة، فلن يكتشفها أحد و ستكون مفيدة للغاية هناك
2- لو كنتم من خارج أوروبا فإحترسوا من قاعدة الحقيبة الواحدة، فعندما غادرت من مصر كنت أحمل فى يدى كاميرا الفيديو و حقيبة يدى و حقيبة البارفانات و النظارات الشمسية و التوك، و أثناء عودتى كنت أحمل نفس الحقائب بالإضافة إلى حقيبة التذكارات لى و لأهلى، فوجئت بعدم قدرتى على المرور من الجمرك بهذه الحقائب متفرقة، لابد أن تضمها جميعا حقيبة واحدة، فإضررت لشراء حقيبة هاند باج "أى كلام" لا أحتاجها على الإطلاق ب 40£ كى أستطيع السفر و إلا كنت قد إضطررت لترك معظم تلك الأشياء، و لو كنت أعلم بهذه القاعدة لأبتعت كيس نايلون كبير، كيس قمامة حتى بعدة بنيز، حتى أجمع فيه كل حاجياتى و لم يكن أحدا ليعترض فى المطار، المهم بعد تلك الغرامة غير المتوقعة بسبب السربعة تأخرت الطيارة أربع ساعات
3- لو كنتم من خارج أوروبا إنتبهوا إلى أن مخارج الكهرباء لديهم مختلفة عن مخارج الكهرباء عندنا، و لقد ظللت دون موبيل و كاميرا فيديو يومان حتى إبتعت قطعة "سوكيت" بثلاث مخارج من لدى متجر "جون لويس" بشارع أكسفورد.
4- للتيوب من الأفضل شراء بطاقة "أويستر" ب 15£، 12 للتذاكر و 3 لإصدار البطاقة، فهى توفر الكثير من مصاريف الإنتقالات و يمكن إضافة نقود للرصيد كلما نفذ


فضلت توضيح أسعاربعض الأماكن و الأشياء لإن هذا يعطى فكرة عن الأسعار لكل من يريدون تقدير ميزانية رحلتهم.
هذه بعض المواقع المفيدة التى إستعنت بها فى التخطيط لرحلتى و ياريت تكون مقالتى مفيدة و لطيفة على القلوب


Wikipedia Free Encyclopedia
http://en.wikipedia.org/wiki/Main_Page

Transport from the airport
http://www.hotelink.co.uk/

London tube
http://www.tfl.gov.uk/modalpages/2625.aspx

Planning your trip on the tube
http://www.tfl.gov.uk/gettingaround/default.aspx

London zoo
http://www.zsl.org/zsl-london-zoo/


Royal mail
http://sg.royalmail.com/portal/rm/PriceFinderResults?pageId=pc_sltc_rm_results&keyname=rmPriceFinderResults&catId=23500532

Royal mail, post office branch locator
http://www.postoffice.co.uk/portal/po/finder;jsessionid=EHIFMMLS4NAX0FB2IGFUNZQUHRAYUQ2K?searchType=postOffice&resultsType=postOfficeSearch&catId=20700386&_requestid=106529

London flea markets
http://www.frommers.com/destinations/london/0055026556.html

London department stores
http://www.talkingcities.co.uk/london_pages/shopping_department_stores.htm

London shopping
http://www.londonvisions.com/main_shopping.htm
The big bus company tour
http://www.bigbus.co.uk/

Youth hostels in Europe
http://www.europeanhostels.com/fall/

Eurail railways in Europe
http://www.eurail.com/

Portraits by grand artists
http://www.allposters.com/gallery.asp?CID=3B5C8B6DA7554D1FACEA4155EA513678



#نادية_المفتى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أطفالنا الشهداء
- التربية و التعليم
- الختان
- صك العبودية
- هارب
- يوم العامل، و لكن أين هى الصناعة
- المرأة فى الإسلام


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية المفتى - رحلتى الأولى إلى لندن