أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - القرار 1511 إنتصار لأمريكا وإنقاذ لماء وجه معارضيها














المزيد.....

القرار 1511 إنتصار لأمريكا وإنقاذ لماء وجه معارضيها


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 626 - 2003 / 10 / 19 - 06:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لعلي لست الوحيد الذي يعتقد أن قرار مجلس الأمن المرقم 1511 الصادر يوم 16 من الشهر الجاري هو انتصار لأمريكا لأنه نسخة مقاربة من القرار السابق المرقم 1838 والذي تم التصويت عليه بالإجماع بما فيهم سورية، الدولة العربية الوحيدة في المجلس. وكما هو معروف فإن القرار الجديد قد قدم للمجلس عدة مرات وواجه اعتراضات من معارضي أمريكا في المجلس، فرنسا وألمانيا وروسيا، وبناء على هذه الإعتراضات أجريت عليه تعديلات خمس مرات إلى أن كسب رضا الجميع وصار قراراً.

ولو قارنا  القرار الجديد 1511 مع القرار الذي سبقه 1438 الذي شرعن احتلال قوات التحالف للعراق، لما وجدنا اختلافاً كبيراً بينهما إلا قليلاً. لا بل نرى أكثر بنود القرار الجديد يذكر ببنود القرار الذي سبقه ويشدد على الأخذ به حتى يبدو وكأن القرار الجديد هو نسخة من القرار القديم وتأكيد عليه ما عدا ذكر بعض الجمل مثل: ( مطالبة مجلس الحكم في العراق بوضع جدول زمني بحلول 15 ديسمبر (كانون الاول) المقبل لصياغة دستور واجراء انتخابات...الخ) إلا إنه لم يحدد أي جدول زمني لإنجاز هذه المهمة أو تحديد موعد لمغادرة قوات التحالف وسيطرتها. كذلك يؤكد القرار قيادة أمريكا لقوات متعددة الجنسيات وحصر دور الأمم المتحدة في تقديم المساعدة الإنسانية ومساعدة مجلس الحكم والإدارة المدنية في إنجاز المهمات اللاحقة وصولاً إلى إقامة حكومة عراقية منتخبة.

 

إذاً، لماذا هذا القرار الجديد؟ ولماذا يعتبر انتصاراً للديبلوماسية الأمريكية بالذات؟

 

نتذكر موقف الدول الثلاث قبل الحرب، فرنسا والمانيا وروسيا، أصدقاء صدام حسين المخلوع، حيث وقفت بحماس وقفة رجل واحد في مناهضة الحرب ضد النظام الصدامي والعمل على بقائه دون الإهتمام بمعاناة الشعب العراقي. كما وهددت فرنسا بإستخدام حق النقض (فيتو) إذا ما طرحت أمريكا قراراً على مجلس الأمن لشرعة الحرب على صدام، الأمر الذي دفع أمريكا إلى شن الحرب وإسقاط النظام الفاشي في العراق بدون قرار دولي. ولما سقط النظام بهذه السرعة والسهولة، خلافاً للتوقعات على أن النظام قد يقاوم لمدة ستة أشهر على الأقل، أصيب حلفاء صدام حسين بخيبة أمل مريرة واحتمال حرمانهم من حصتهم من كعكعة إعادة إعمار العراق ووجدوا أنفسهم في موقف حرج أمام شعوبهم والعالم.

 

إلا إن أمريكا هي الأخرى وجدت نفسها في وضع لا يمكن أن تتخلى عن أصدقائها الأوربيين وفق مقتضيات السياسة، فصدر قرار 1438 الذي وافقت عليه هذه الدول على مضض وحصلت أمريكا على الشرعية الدولية للإحتلال والقبول بمصطلح (إحتلال) بدلاً من (التحرير) وذلك لمقتضيات قانونية ليس غير وهي من أجل أن تتحمل أمريكا المسؤولية الكاملة. أما في واقع الأمر، وخاصة فيما يخصنا نحن العراقيين، فإسقاط النظام الفاشي هو تحرير الشعب العراقي من نظام المقابر الجماعية الذي هو في حقيقته إحتلال فاشي داخلي معادي للشعب. ونصر على أن ما قامت به قوات التحالف هو تحرير حتى ولو استخدت أمريكا نفسها مصطلح الإحتلال لمقتضيات قانونية معروفة كما أسلفنا. ومما يؤكد هذه الحقيقة هو آخر استطلاع رأي قامت به مؤسسة (غالوب Gallup) كشف أن 71% من العراقيين يرغبون في بقاء القوات الأمريكية والأغلبية الساحة مستبشرة يرحيل النظام الفاشي ويتقبلون الصعوبات التي يواجهونها الآن كثمن يستحق الدفع مقابل إسقاط الفاشية.

 

ونعود إلى السؤال: إذاً، لماذا هذا القرار الجديد؟ ولماذا يعتبر انتصاراً للديبلوماسية الأمريكية بالذات؟

الجواب هو: أن أمريكاً حققت ما تريده من إسقاط الفاشية، والآن تريد مساهمات دول العالم وخاصة الدول الثلاث، فرنسا والمانيا وروسيا في المشاركة في التخفيف عن كاهل أمريكا عسكرياً ومالياً وكسبها إلى جانبها كحلفاء ستراتجيين. وهذه الدول ترغب في المساهمة ولكن إذا شاركت وفق القرارات السابقة، تكون قد فقدت ماء الوجه وظهرت بمظهر الهزيمة أما أمريكا. لذلك تبنت الديبملوماسية الأمريكية هذا القرار لإيجاد مخرج لهذه الدول من مأزقها ومن أجل جرها إلى المساهمة مع حفاظ هذه الدول على ماء الوجه قدر الإمكان وإبقاء القيادة وقول الفصل لأمريكا وحدها وعدم فرض جدول زمني عليها لمغادرة العراق حتى قيام حكومة ديمقراطية منتخبة قوية تستطيع إدارة البلاد وتضمن البقاء وعدم احتمال عودة الفاشية من جديد. وهذا ما حققه القرار الجديد.

18/10/2003

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سجال حول إعادة حكم الإعدام في العراق
- أخطر رجل على العراق الجديد
- قراءة في كتاب الدكتور جواد هاشم: مذكرات وزير عراقي مع البكر ...
- عودة إلى مسودة قانون الجنسية العراقية الجديد
- المساعي الفرنسية المحمومة في إجهاض دمقرطة العراق
- ملاحظات حول صياغة قانون الجنسية العراقي الجديد
- إستشهاد الحكيم دليل آخر على خسة ما يسمى ب-المقاومة
- الزلزال العراقي والمثقفون العرب
- لماذا الإصرار على حكومة عراقية منتخبة الآن؟
- الاحتلال تحرير ومقاومته جريمة
- خطاب مفتوح إلى مجلس الحكم الإنتقالي
- 14 تموز 1958.. ثورة أم إنقلاب؟
- الخراب البشري في العراق...أوضاع أغرب من الخيال
- اضواء - امرأة سومرية
- المذابح في العراق بدأها النظام الملكي
- نوال السعداوي و-التشادور- العراقي
- فوضى تغيير أسماء الشوارع.. لصوصية تحت واجهة دينية
- رفع الحصار إنتصار آخر للشعب العراقي
- هل هؤلاء رجال دين أم بلطجية؟
- سقطت الفاشية ولم تسقط بغداد..!!


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - القرار 1511 إنتصار لأمريكا وإنقاذ لماء وجه معارضيها