أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مازن كم الماز - الإنسان و الإله...














المزيد.....

الإنسان و الإله...


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 10:06
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يمتدح النص المقدس مشاعر إنسانية خاصة يرى أنها مفتاح الوصول إلى الخلاص البشري..إنها مشاعر الخوف و التسليم و الخضوع..إن النص المقدس صريح تماما في ضرورة تكريس الإحساس بالعبودية تجاه السماء و يريد بعض من قرأ هذا النص أن يرى في هذا تحريرا للإنسان من عبودية القوى الأرضية..إن الحديث ينتقل إلى أن الإنسان بالفعل هو مجرد عبد للسماء و أن إقراره بهذه العبودية ليس إلا قبولا بالواقع الفعلي..هنا يصبح الهدف الحقيقي للإنسان البحث عن الغفران و الرضا الإلهي و تجنب كل نواهيه و التمسك بكل أوامره..لا يخفي النص و لا هؤلاء أنهم يريدون تحطيم الكبرياء الإنساني "غير المبرر" و أنهم يريدون أن يضعوا حدا لجموح العقل الإنساني الذي يبدو أنه عندما ينطلق بحرية و دون كابح فإنه يتحول إلى متمرد أعمى يضيع صاحبه بعيدا عن طريق النجاة..يقوم هذا الموقف من السماء على أساس الخوف و التخويف , الوعد و الوعيد , التهديد بدرجات استثنائية من العذاب الأبدي جزاءا على عصيانه أوامر السماء و بالمقابل الوعد بدرجات استثنائية من النعيم يترقى فيها الإنسان كلما بالغ في الالتزام بأوامر و نواهي المقدس..بل إن النص يقيم وعده بالنعيم على علاقة مادية نفعية صريحة حتى أنها حسابية أي يخصص لكل فعل جزاء محسوب عدديا بحيث أن مقابل عمل ما كالزكاة مثلا يحسب بعدة أضعاف و هكذا – ما عدا الصوم مثلا فإن ثوابه حسب النص غير محدود يعود فيه الجزاء لله مباشرة..سنرى ذروة هذا الدمج بين النفعي و بين المثالي في قضية الجنس و الأسرة و الزواج..فالنص يعتبر الزواج الأحادي كما قرره الشكل الوحيد "الإنساني" للعلاقة الجنسية..هذا طبيعي بالنسبة للموقف الطهري الديني التقليدي من الجنس الذي يرى فيه شر يحتاج للتنظيم أي الكبت..لكن كيف يجري هنا اختيار الشريك الجنسي و ما هو مبرر هذه العلاقة "الإنسانية" أي غير "البهيمية" وفق النص المقدس التي يناقض بها العلاقات الجنسية الأخرى "الحيوانية" ؟..إن النص يعتبر أن الرجل – وفق السائد اجتماعيا في المجتمعات الذكورية – هو المبادر بطلب الزواج و أنه يحدد لهذا الراغب في الزواج عدة ميزات في الأنثى ينصحه بأبرزها : أي التزامها أيضا بالمقدس..أما لماذا هذه العلاقة شرعية , فهي ببساطة كذلك لأن الذكر هنا يستحل فرج شريكته الجنسية بالنفقة التي يدفعها لها , هذا طبعا بعد أن يكون قد تزوجها علنا و خاصة بموافقة أبيها..تصبح القضية مقايضة صريحة تقوم على تخيير الإنسان بين مجموعة مكافآت يمكن أن تحسب بدقة نسبية يمكنه الحصول عليها فقط كلما بالغ في خنوعه و تسليمه بواقعه أي كلما تعامل بمازوخية أكثر مع وجوده و رغباته – فالذنوب ليست هي الأساس إنما هو طلب الغفران من السماء - و بين عذاب أقل ما يقال فيه أنه همجي سادي يتسبب به الإنسان لنفسه عند عصيانه أوامر السماء المكتوبة في النصوص المقدسة..




#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 11 أيلول : هيروشيما أمريكي
- على طريق الحرية
- نظرة في صراع القوى و أزمة النهوض
- المقاومة , الأنظمة , و البشر......
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا
- الأصولية , القومية و العسكريتاريا في تركيا تحليل لمجموعة 5 أ ...
- خارجون على السائد...
- بين حماة و نهر البارد.. العنف و العنف المضاد و الديمقراطية.. ...
- عن الجدل بين النظامين السوري و السعودي
- عن الحركات الإسلامية المعاصرة...
- من أجل يسار ديمقراطي...
- في مواجهة التدجين و ثقافة الخوف
- أبعد من مجرد ديمقراطية تمثيلية...
- عن أزمة البرجوازية اللبنانية و العربية
- الدين و السياسة أيضا
- حول الهوية الطبقية لليسار السوري
- القمع كمصدر لإعادة إنتاج الاستبداد
- مقتطفات من خطاب القسم -الثاني- ...
- كلام سياسي جدا
- صورة الآخر في الصراعات الراهنة و دلالة الديمقراطية السائدة


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مازن كم الماز - الإنسان و الإله...