أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد العوض - ربع قرن على مجزرة صبرا وشاتيلا وليد ... من رحم المأساة














المزيد.....

ربع قرن على مجزرة صبرا وشاتيلا وليد ... من رحم المأساة


وليد العوض

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 12:39
المحور: القضية الفلسطينية
    


مشاهد من الموت والدم تتخللها صرخات استغاثة الأطفال والنساء الذين قتلتهم إسرائيلواعوانها في صبرا وشاتيلا قبل ربع قرن من الزمن.
وقع خطى الجنود المدجيين بالسلاح يقترب من المخيمين وهدير الدبابات والطائرات يدب الرعب في أرجائهما •• دبابات اسرائيلية تحاصر مداخل المخيم وطائرات في الجو تخترق حاجز الصوت ، وطلقات القناصة تصطاد كل شيء يتحرك قبل أن ينقض القتلة في جنح الظلام على الأطفال والنساء والشيوخ ليقطعوا رؤوسهم بالبلطات ، يبقروا بطون الحوامل، ويغتصبوا النساء.
مشاهد من الموت والدم تتخللها صرخات استغاثة الأطفال والنساء الذين لم يرحمهم القتلة الذين أغمدوا فيهم خناجر حقدهم لا لشيئ إلا لأنهم فلسطينيون.
وحوش بشرية •• قتلة •• سفاحون •• لم تثنهم صرخات الأطفال المتعلقين بجلابيب أمهاتهم ، ولا توسلات شيخ كهل ، ولا دموع وصرخات أم عن شهوة القتل.مشاهد من القتل والتنكيل تعجز بلاغة اللغة عن وصفها ، لأنها فوق الوصف ، ومرتكبوها ليسوا من البشر السويين ، بل هم حفنة من القتلة المجرمين •• كل هذه المشاهد يصورها أحد الناجين من المذبحة بكل انفعالاتها. وشباب آلوعلى انفسهم بذل كل جهد ممكن للدفاع عن الاهل فكتبت لهم الحياة من جديد ليرووا فصول مأساة تتجدد، من بين الركام والاشلاء المتنا ثرة تطل علينا ذكرى مرور ربع قرن على مجزرة صبرا وشاتيلا .
16-17-18 أيلول 1982 ايام و شهر و عام شهدا ولادتي الثانية ولادة لو خيرت بينها و بين الموت وأنا في ربيعي التاسع عشر لاخترت الموت لهول ما رأيت .. فقد كانت ولادة من رحم مجزرة بشعة هي بحق مأساة القرن ، إنها مجزرة صبرا و شاتيلا.
يمر على المجزرة اليوم أكثر من ربع قرن لكن أحداثها بأدق تفاصيلها مازالت محفورة في الذاكرة .. هدير الدبابات .. أزيز الطائرات و طلقات الرصاص ، حتى و قع خطى جنود الحقد و الكراهية مازالت تضج بالخاطر، و كيف ينقطع صدى ذلك الماضي اللعين و تلك المجزرة البشعة مازالت موصولة بالحاضر ؟
لم تكن المجزرة وليدة الصدفة أو جاءت كردة فعل لحدث معين و إنما جاءت ضمن مخطط مسبق مدروس بدقة ساهمت في إنجاحه الولايات المتحدة التي كانت ترعى المواثيق التي تتعلق بالقضية .فبعد أن عجزت إسرائيل عن صد هجومات المقاومة الفلسطينية الباسلة و استبد بها الوجع وزادت خسرائها تحت ضربات عملياتها النوعية لجأت إلى جميع الوسائل الردعية من قصف بالمدفعية و حصار و تجويع و قطع الماء و الكهرباء عن العاصمة اللبنانية بيروت والمخيمات الفلسطينية فيها ، في هذه الأثناء تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية على رأس المجموعة الدولية وعبر مبعوثها فيليب حبيب لترعى اتفاقا بين العدو الصهيوني و منظمة التحرير الفلسطينية يقضي بانسحاب قوات الثورة الفلسطينية بأسلحتها الخفيفة و تعويضه بقوات متعددة الجنسيات لحماية المخيمات ، فتم ذلك اوخر آب من سنة 1982 .
لكني و رغم كوني كنت عضوا بجيش التحرير التابع للمنظمة إلا أنني فضلت البقاء بالمخيمات مع مجموعة من الشباب ليكتب لمن نجا منا بعد ذلك ان يكون شاهد عيان على مجزرة القرن ويدرك حجم المؤامرة .. المؤامرة التي حيكت بدقة من طرف القوى الفاعلة في المجتمع الدولي لصالح إسرائيل المؤامرة التي ستبقى وصمة عار على جبين هذا العالم الذي يدعي التحضر و يرعى حقوق الإنسان ، و الذي استثنى الإنسان الفلسطيني من حقه في البقاء و العيش بسلام ولو تحت خيام الشتات أو حقه في العودة لوطنه .
فقد كانت مجزرة صببرا و شاتيلا مؤامرة حيكت بدقة و على أعلى المستويات التي انعدام فيها الضمير وغابت عنها الإنسانية .
فور انسحاب قوات الثورة أواخر آب 1982 حلت محلها القوات الدولية ، فانتشرت القوات الإيطالية في محيط مخيم برج البراجنة ، و القوات الفرنسية و الايطالية في مخيمي صابرا و شاتيلا بينما انتشرت القوات الأمريكية في محيط المطار ، لكن سرعان ما انسحبت هذه القوات بصورة مفاجئة بدعوى سيطرة الهدوء على المنطقة و استقرار الوضع . لكن هذا المبرر لم يجد له طريقا لقناعاتنا حيث استبد بنا الشك و القلق نظرا للفراغ الأمني الذي تركه انسحابها .وقداتضح فيما بعد بان هذا الانسحاب شكل بداية تنفيذ خطة القتل و الإبادة في حق شعبنا في المخيمات على الساحة اللبنانية حيث قتل ما يزيد عن 3500 شخص داخل المخيمات و عدد كبير آخر ممن سيقوا خارجها ليلقوا حتفهم بأبشع الطرق و يردموا داخل آبار جافة على يد قوات الكتائب تحت رعاية الجيش الصهيوني .
البداية تمثلت بمحاصرة المخيمين صبرا وشاتيلا ثم إغلاق جميع المنافذ حتى لا يستطيع احد أن يخرج منهما من جديد و ترك المنافذ مفتوحة للداخل الذي سيصير مفقودا ، ثم بدا القصف و إمطار اللاجئين برصاصات الغدر و قذف الرعب في قلوبهم ،و ما أن ترامت لمسامعنا أصوات الطلقات النارية حتى هببت وبعض رفاقي للذود عن المخيم و صد العدوان عنه ، لكن الهجوم الكاسح و تساقط الضحايا و استغاثات ألجرحي و المرعوبين حولنا إلى رجال إنقاذ ودفاع في آن ، إنقاذ ما يمكن إنقاذه و إخراج من كتبت لهم النجاة خارج المخيمين و إسعاف الجرحى . و التصدي للفا شست ومنع توغلهم اكثر بين ازقة المخيمين.بعد مرور يومين كاملين على بدء المجزرة كان السكون قد خيم ورهبة الفاجعة سيدة الموقف ، وامام ذلك بدأنا بعد ظهيرة يوم السبت18-9-1982 ننقل بأيدينا جثث أحبتنا و من كانوا جيراننا و أصدقائنا وهي مقتولة بأبشع الطرق و بوحشية لا مثيل لها : نساء حوامل بقرت بطونهن .. وأطفال هشمت رؤوسهم بالساطور و البلطات و الجاز ور و شيوخ وشباب قطعت أوصالهم .. أمام هذا المشهد الرهيب سكنت نفسي قناعة لا يمكن أن تزول من خاطري إلا بزوال الاحتلال و عودة أهلنا إلى ديارهم وإن لا رهان على أي ميثاق ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية و لا حياة لفلسطيني أينما كان دون سلاح يدافع به عن نفسه و أهم من هذا وذاك لا غنى لنا عن وحدتنا التي تعرضت للاسف هذه الايام للتمزق، لأننا كلنا أبناء تلك المأساة التي مازال جرحها مفتوحا في جسدنا المنهك و اتحادنا هو الوحيد الذي سيضمد جرحنا النازف .





#وليد_العوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابا مروان انت من يستحق التكريم
- فلوس الغلابة لادارة غزة
- ارفعوا ايديكم عن الصحفيين
- رغم جراح انقلاب حماس الصراع مع الاحتلال هوالاسلس
- حرية التعبير بين خطبة هنية وهراوات التنفيذية
- رغم جراح انقلاب حماس الصراع مع الاحتلال هوالاساس
- غزة تغرق في الظلام وحلين لا ثالث لهما
- غزة الجريحة بين مطرقة الانقلاب وسنديان حكومة تسيير الاعمال
- ردا على مقال ياما جاب ايرز لغزة
- نعم للحوار ولكن ليس تحت سياط الامر الواقع
- في ذكرى النكبة كل الجهود للتصدي لمخاطر نكبة أخرى تلوح في الأ ...
- حزب الشعب الفلسطيني والكتلة العمالية التقدمية خلال مسيرة بمن ...
- ليكن الأول من أيار يوما للنضال من اجل الوحدة والتحرر والعدال ...
- في الذكرى(58) للنكبة والله وراجعلك يا دار
- على مائدة الحوار الوطني الفلسطيني
- لا للاستقطاب الثنائي على الساحة الفلسطينية، لالسلطة المليشيا ...
- حوار وطني فلسطيني على الهواء
- لا للفتنة العمياء نعم للحوار الوطني المسئول
- لماذا التخلي عن قرارات الشرعية الدوليةوالقرار 194
- لجنة اللاجئين في المجلس التشريعي خطوة للوراء


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وليد العوض - ربع قرن على مجزرة صبرا وشاتيلا وليد ... من رحم المأساة