أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم سليمان - صوفية نجديه .. لكنها متوحشه














المزيد.....

صوفية نجديه .. لكنها متوحشه


ابراهيم سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 10:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال لي أن والده يكاد لا يفارق المسجد في رمضان فبعد صلاة الفجر يبقى في المسجد يصلي ويقرأ القرآن إلى طلوع الشمس .. وبالكاد ينام ثم يستيقظ ليذهب لعمله ويعود قبيل العصر , وبعد صلاة العصر يظل في المسجد إلى قريب المغرب يتعبد ويقرأ القرآن ..
قلت .. متى ينام إذا ..؟
قال : بعد صلاة التراويح يجلس معنا بالكثير ساعة وهو شبه نائم .. ثم يذهب لفراشه مثل الغريق ..
وأضاف انه في العشر الأواخر يستيقظ بعد منتصف الليل ليصلي التهجد .. فيقل نومه ويخف وزنه لان أكله قليل ويسود لون وجهه من التعب ..!
بعد هذا الحوار أصبحت صورة والده لا تفارقني أتأمل فيه وأفكر في هذا الإنسان العابد الزاهد .. وأنا اعلم انه ليس بدعا من الناس فهناك كثيرين يشبهونه وبنفس حالته وطريقته .. الحقيقة إنني حسدته على روحانيته وزهده وتصوفه , وعشقه ل الله وللعبادة , وتأمله الوجودي في كتاب الله , كنت أقول لنفسي ما أسعده .! كم هو جميل أن يكون في حياتنا مثل هؤلاء , يخففون من اللهاث على المال والمظاهر والأراضي و الأسهم .. أناس يحبون المثل العليا ويزهدون في وسخ الدنيا , وربما يشيعون بسلوكهم هذا قيم الزهد والطيبة واللين بدلا من التعصب والتزمت .
لكني بعد فترة من التأمل في ظاهرة العباد الزهاد في مجتمعنا اكتشفت أن هذا العابد الزاهد لا يحمل من التسامح عشر ما احمله أنا الذي لا أقارن به زهدا وعبادة وحبا للطعام والتلفزيون ..! تذكرت انه نفسه هذا الزاهد العابد لن يتردد في كراهية كل من يختلف معه في التفاصيل الدينية والفقهية , ولن يتردد في التبليغ للجهات المسئولة عن أي مخالفة شرعية يلاحظها مثل صورة في جريدة , أو صوت موسيقى ينبعث من محل , أو جار لا يؤدي الصلاة جماعة في المسجد , وانه سيردد من أعماق قلبه / الرقيق / أمين .. أمين .. أمين .. والدموع تكاد تفر من عينيه عندما يدعو الإمام في صلاة الجمعة على تسعين في المائة من البشرية بمن فيهم جيرانه و أقاربه الذين يعتبرهم ضالين مضيعين للدين , لمجرد أنهم يطالبون ببعض العدل والإنصاف والحريات , أليس أبطال الهيئات .. وأبطال القاعدة .. ينقطعون أيضا للعبادة والزهد .. الم يقل الرسول انه سيخرج قوم في أخر الزمان تحقرون صلاتكم عند صلاتهم وصيامكم عند صيامهم .. ثم قال عليه السلام .. إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية , إن هؤلاء الزهاد العباد في بلادي منبع // تصوفهم // ليس محبة الله ولا محبة الرسول .. ولكن المنبع هو الهستيريا التي صنعها تكرار سماع الأحاديث التي موضوعها العذاب وصوره .. إن منبع عبادتهم هو الأقرع والمرزبة والدابة والحيات والجلود التي تتبدل كلما احترقت .. لذا هم لم يستطيعوا أن ينشئوا قيما راقيه إنسانيه لأن زهدهم صنعته النار وخيالات جهنم وليس الجنة ونعيمها .. لذا لن يتردد واحدهم في الفرار من تلك الخيالات المرعبة بأن يقذف بغيره في جهنم الأخرى .. إن منبع عبادنا وزهادنا هو الفتاوى وكلام الوعاظ والمخوفين .. وليس التأمل في الخلق وليس كلام الصوفيين في حب الحياة والخالق ورسوله .. إنهم عباد وزهاد الأنانية بل إنهم مسامير وصواميل في ما كينة الإخوة الكبار مهما ترقرقت الدموع في العيون .. ومهما تهجد الصوت وهو يقرأ القران .. ففي الأعماق الوحش الذي ربته العقود الطويلة من التعصب والتزمت .بعد هذا التأمل تبدلت نظرتي و أصبحت ارثي لحال هؤلاء .. لم اعد أجد فيما يفعلون إلا كما يقول الحديث كم من صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش .. لأنهم بقوا عند القشرة و لم يقتربوا من جوهر الدين الذي اسر قلوب الملاين .





#ابراهيم_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا ننقل قبور الصحابة الى صحراء بنبان / شمال الرياض
- تأملات في العلاقة بين التشدد الديني والخوف من النار ومناخنا ...
- في السعودية : ظاهرة التوبة من الغناء والموسيقى
- في حملة حجب جديده .. حجب مدونتي في السعوديه ..!
- مدينة الصدر .. تلك القروسطيه الاسلاميه .. الجهل والفقر والقذ ...
- هل يعقل .. راتب البنغالي في بلدنا 250 ريال فقط .. اين هيئة ا ...
- الثوب والشماغ : هل هو لباس مدني أم يونفرم ديني
- كم مره تسير المواكب في العراق .. متى يرتاحون متى يعملون متى ...
- مخدر اسمه حسن الخاتمة .. بين الترهيب و القلق والحظ والصدفه
- أنا أحب البنغلادشيين أيها المغرورين
- نحن والمقابر .. القبور ليست مكان الاموات ابدا
- العقلية العقابية .. بين نصوص الدين ونصوص الدوله
- هل للمطوع ضمير
- رجل الهيئة والمسحراتي .. انقرض احدهما وبقي الأخر يحتضر
- لماذا تهيم الشعوب السعيدة في حب زعمائها السياسين والروحيين
- لأنهم تربوا على أن البشرة السوداء لا تكون جميلة
- التقدم سبب أزمة الفكر والمجتمع الديني
- ماذا عملنا لمواجهة وأشباع الغريزة الجنسية
- الثوب .. لباس خالع وبدائي ودليل تخلف وتعصب
- من يقبل بقيادة المرأة يعتبر علماني


المزيد.....




- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ابراهيم سليمان - صوفية نجديه .. لكنها متوحشه