أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمزه الجناحي - الى اشعار اخر















المزيد.....

الى اشعار اخر


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2041 - 2007 / 9 / 17 - 05:34
المحور: حقوق الانسان
    


كعادته يستيقظ مبكرا يوميا ليهيئ نفسه الى يوم عمل جديد ربما يكون فيه من المشاق والتعب أقل من سابقه، بتجربته يعرف ان الأيام تتراكم فيها المتاعب والمشقة ، وفيها الكثير من المفاجآت الغير سارة. أخذ يردد كلماته بالقول: أن الله منّ علي بحدسِ لايخطئ ! يستعد صلاح لكي يهيئ عربته التي يجرها حمار (عزيز على نفسه) بالحقيقة لم يشتريه لضيق ذات اليد ، بل أُهداه إليه أحد خواله الساكنين في ريف مدينة بغداد. كان سبب الهدية بعد أن ضاقت به السُبل في أسواق بغداد وشوارعها ،حيث جرب كل المهن ولم يفلح ولو بواحدة منها . عمل حدادا وفشل بٍسبب ضعف بُنيته . ثم عمل نجارا وفشل لاته لايجيد مسالك الغش في المهنة وهي كثيرة . اشترى(ﭽمبر) وفشل بسبب المنافسة من أصحاب المهنة المتناثرين بكثرة على الأرصفة والجسور. باع الماء على قوارع الطرق وهو لم يقتنع بهذه المهنة اطلاقا ولم يتوفق فيها . خرج يبيع جهده على رصيف ساحة الطيران كعامل بناء ولكن رجع لعائلته بخفيّ حنين ، لان الذين يسألون عن عمال البناء يجب أن تتوفر فيهم صفات خاصة كأن يكونوا من أصحاب العضلات ومفتوليّ البنية حتى يتحملون حرارة الجو وبرودته وهم يحملون الآجر أو أوعية الكونكريت الى أعالي السطوح. أخيرا استقر على شراء عربة يجرها حمار حصل على الحمار وبقت العربة متعذرا علية تدبير مبلغها، يمشي ويردد دائما لازمته (( حضّرن المعلف قبل الحصان)). بعد جهدِ جهيد استطاع لملمّة نصف مبلغ العربة كقرض من أصحاب البّر التي كلفته مبلغ خمسمائة الف دينار ، والنصف الآخر من المبلغ تدبره ببيع أعزّ شيئ لديهم وهذا الشئ قرروا يوم الزواج بأن يعتزوا به الى الأبد ولايفرطوا به أبدا . لكن قساوة العوز دفعتهم بيع خاتم الخطوبة لزوجته ، تصرفوا به لان لديهم أربعة أفواه وأمَ فاقدة البصر وهو وزوجته. لابّد أن يعيش يخرج صباحا مع الضياء الأول وهو يردد (يافتاح يارزاق مع قراءة الفاتحة الى أم البنين) وكذلك يقرأ دعاء الرزق ، أما زوجته تسكب الماء عند مغادرته على أمل العودة الى البيت بسلام – يافتاح يارزاق- يتوضء ويقرأ آيات قرآنية . خرج صلاح في هذا الصباح وهو فرح حيث لم يشاهد من أصحاب المهنة ذاتها بمشي في الطريق ، ينظر الى الأبواب لعل أحدها يصدر جلبة وينفتح مناديا له حاملا قنينة غاز ، أو ذاهبا لجلب الحصة التموينية ،أو ناقلا لعفش أحد الزبائن . الغريب أنه صاحب العربة الوحيد الذي يسير في هذا الشارع الطويل مع علمه ان أصحاب العربات المجرورة والمسحوبة كثيرين . بدأ يفكر مليا لاأحد من الزملاء في هذا الصباح . يمشي السيّد الحمار الهوينا في الشارع الذي اعتاد الٍسير فية يوميا ، حتي وصل الى سيطرة الحرس الوطني الواقعة في منتصف الشارع. يمر عليها يوميا واعتقد كاالمعتاد لم يعترضه أحدُ. لكن في هذا الصباح المشؤوم أوقفه جنديان من هذه السيطرة: الى أين أنت ذاهب؟ ومن سمح لك بالخروج؟استدار يمينأ وشمالا برأسه لعلهم يحدثون أحدا غيره ، السيارات تمرق بجانبه لا يوقفها أحد . تحدث مع الجندي بتعجب موجها كلامه الى الجندي قائلا هل تعنيني؟ نعم أنت (العربنجي) أجابه بتهكم ماذا تريد مني؟ رد عليه العسكري ممنوع التجوال هذا اليوم! ضحك صلاح ملئ شدقيه (ها عمي شنهوا جذبت نيسان، مو هاي الناس رايحة رادة . اشعندك ويّاي اليوم تعال فتشني شنهوا حضر التجوال ) رد عليه العسكري بحدة لم يألفها صاحبنا ، تيقن بأن هناك أمرا ما... عفوا لا أعرف ماذا تقصد ! أجابه العسكري أخي أرجع بعربانتك .. اليوم حظر التجوال على- العرباين- المجرورة والمسحوبة . عمي كول غيرها شنهوا هاي إمنيلك هذا الحجي إمن الحكومة قابل! نعم خطة فرض القانون فرضت منع التجوال على العربات فقط . ترجل صلاح من عربته وبسهولة لأن رجليه تخطُ بالأرض . وتمشى نحو الجندي الآخر . قبل أن يصل الى العسكري الآخر أومأ إليه برأسه بأن صاحبه جادُ بكلامه . واليوم لا عمل لكم استدار بعربته وقفل راجعا الى البيت ،في الطريق تلمس جيبه الفارغ إلا من هويتين اخرجهما من جيبه أحدهنّ هويته الشخصية وكارت آخر .. ثقبهنّ بأحد مسامير العربة وأدخل خيط في كل ثقب وعلق كل واحدة على أحدى أُذني الحمار ، ورجع الى السيطرة هذه المرة كان منفعلا ويعتقد لديه جواز المرور . صاح به أحد الحارسين لماذا عدت؟ أجابه صلاح عمي أنا عندي هويتين ( شوفوهن ايجوز اتخلوني أفوت) رد عليه العسكري بابا يا هوية ولك منع التجوال . لا لا لازم اتشوفوهن. سمع ضابط السيطرة الذي كان جالسا في سيارته العسكرية واقترب من صلاح وكان قد شاهده في المرة الأولى وراقبة حتى عاد ثانية . تعال أخي اشعندك مو كالولك الولد اليوم منع التجوال . إي كالولي .. عمي ياقانون يمنع العرباين التي تجرها المطايا ! سامع ابحياتك هيج خرط ) . هنا أنتبة الضابط الى أُذني الحمار تعال أخي ما هذه الهويات المعلقة على أُذني الحمار ؟ عمي هاي جنسيتي والثانية مالت النقابة . رد عليه الضابط بسخرية نقابة العربنجية .. لا والله بعدني مامطلعها لانهم يريدون افلوس عليها! لعد يا نقابة .. عمي نقابة المهندسين اشبيك أنت ! شنهوا أنت مهندس أجابه بأستغراب .. إيه ولله مهندس مكرم السامع! تسمر كلُ من في السيطرة مهندس وصاحب عربة وممنوع التجوال .. عمي لا تستغرب هواي من أصحاب الشهادات يعملون نفس العمل .. ليش عيب!! ماذا أقول أجابه الضابط متعاطفا.. اذا سمحت لك بالذهاب. السيطرة الثانية لن تسمح لك بالمرور .. لك الخيار أنا من جانبي أسمح لك بالمرور على مسؤوليتي . ضحك صلاح بصوت مرتفع .. عمي شنهوا مسؤوليتك . احترموا القانون ولا تتعاطفوا مع العربنجية لانه اليوم راحوا إيشبعون نوم وياجر وعكبة والى اشعار آخر .. اقول لك أيها الضابط شكرا لصا حب هذه الفكرة ممنوع تجوال العربات .. لقد فوتم الفرصة على الأرهابيين اليوم . ماكو تفجيرات اليوم انشالله .. يٍستاهل الوطن انموت جوع !! قفل عائدا الى أهله وهو يلعن الساعة التي أوصلته الى هذه المهنة. فجأة وإذا انفجار يهز المنطقة هزا . ثانية ضحك صلاح وتكلم مع حماره الوديع الذي ارعبه صوت الأنفجار .. قائلا له يمعود ابسرعة لا يلبٍسوها ابروسنا .. امشينة وناكل حو..................



#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول عن هدر هذه الملايين من الدولارات؟{ 2}
- سجل في الوفيات قبل بيان ولادته
- من المسؤول عن هدر هذه الملايين من الدولارات؟


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حمزه الجناحي - الى اشعار اخر