رمضان الذي لم يتفق عليه

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 10:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

سيصادف يوم الخميس او الجمعة اول ايام رمضان المبارك ، هذا الشهر الذي انزل فيه كتاب الله ، القران الكريم رحمة للعالمين ، وليمتحن الله عباده في هذا الشهر على قوة تحملهم على الصبر في العطش والجوع والعبادة ، ويدخل في قلوبهم المحبة والتسامح والغفران ويؤلف بينهما والرحمة .

وبما انه لم تثبت رؤية الهلال شرعاً يوم الثلاثاء فاضطرت دول اسلامية وعربية عديدة لتعتبر يوم الاربعاء مكملا للعدة ليكون يوم الخميس الثالث عشر من سبتمر اول ايام هذا الشهر الفضيل .

وكنت اراقب عن كثب من خلال شاشات الفضائيات التي اصبحت اعدادها في تزايد مستمر ، متى تصدر الحكومة العراقية من خلال فضائيتها ( العراقية ) الاعلان عن بدأ شهر رمضان ، الا انها لم تفعل والحق معها كونها منشغلة حتى هامة رأسها بتقارير باتريوس وكروكر عن الوضع العراقي المزري ومتاهته في نفق الارهاب المظلم وليست ثمة بصيص امل في اخر النفق !

وبدلا عن الحكومة العراقية سارعت مرجعيات الملل والنحل والطوائف والقوميات والميليشيات والعصابات والارهابيين والتكفيريين والحرامية وحتى السرسرية داخل العراق للاعلان عن اول ايام هذا الشهر الفضيل :

فقد اعلن رئيس الوقف السني يوم الثلاثاء ، ان يوم الخميس هو اول ايام شهر رمضان !

كما اعلنت وزارة الاوقاف والشؤون الدينية في اقليم كردستان ان يوم الاربعاء هو المكمل لشهر رمضان وان الخميس هو اول ايام رمضان !

فيما دعت هيئة علماء المسلمين في العراق ! لمراقبة هلال شهر رمضان مساء يوم الثلاثاء ، وقال بيان للهيئة ان قسم الفتوى فيها حث المسلمين على تحري رؤية هلال رمضان ، لكن لم تثبت الرؤيا ..

ولم يصدر اي تصريح للمرجعيات الدينية الشيعية التي تسيطر على اكثر من نصف الشعب العراقي بانتمائهم لهذه الطائفة ، وكما عودتنا هذه المرجعية ان تختلف عن الجميع في هذا الشهر !

اي بلد هذا الذي تتحكم به هذه الطوائف !

والمشكلة ان الحكومة العراقية تقول انها ماضية في مشروع المصالحة الوطنية والتي ستكون الكفيل الوحيد للحمة هذا الشعب العريق !!

في بلد مثل العراق اذا لم يتفق المسلمون على بداية احد شهورهم العربية المهمة جدا بالنسبة للمسلمين وهو شهر رمضان الذي انزل فيه القران ، فكيف سيتفقون على ابسط الامور التي من شأنها ان توقف العنف والموت المستمر داخل البلاد !!

الحق انها معادلة صعبة يراد منها تدمير العراق اكثر مما هو عليه !

#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات