أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد محمد رحيم - -صورة عتيقة-: رواية شخصيات استثنائية















المزيد.....

-صورة عتيقة-: رواية شخصيات استثنائية


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 11:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تخترق إيزابيل الليندي عبر ثلاثيتها ( ابنة الحظ.. صورة عتيقة.. بيت الأرواح ) الغلاف الكثيف لتاريخ بلدها ( تشيلي ). راصدة حيوات أجيال عديدة متعاقبة، إذ يشتبك تاريخ الأفراد والعائلات بتاريخ الوطن السياسي وبالحراك الاجتماعي الطبقي وبالعمران الحضري. وما يتخلل، هذا كله، من تحديات وصراعات، من رفعة وانحطاط، من بناء وخراب، ومن صعود وهبوط.. والمساحة التي تتحرك عليها شخصياتها تتخطى الحدود القومية الجغرافية لتشيلي. فنحن في عصر التحولات الكبرى من ثورة صناعية واستعمار وقيام مدن وهجرات واسعة وتجارة تنمو عبر المحيطات وبين القارات.. تجارة بضائع وتجارة رقيق وتجارة أفكار وخبرات.. وبعبارة أدق تجارة أي شيء قابل للانتقال وتحقيق الربح.
تستأنف الليندي في رواية ( صورة عتيقة )* سرد مصائر شخصياتها في إطار تاريخي يتحدد بين عامي 1862 ـ 1910. تلك الشخصيات المنتمية لعائلات مختلفة تتداخل أقدارها ومصالحها أو تتصادم، والتي تعرّفنا على بعضها في رواية ( ابنة الحظ ). ولم نتعرف على بعضها الآخر لأنها لم تكن قد ولدت بعد، أو أنها لم تكن، ببساطة، قد ولجت مسرح الأحداث في الرواية السابقة.
اختارت الليندي أن تجعل من ( صورة عتيقة ) رواية بحث. فالراوية الوحيدة هنا هي أورورا دل بايي حفيدة ألزا سوميرز بطلة ( ابنة الحظ ). ونحن ( القراء ) لن نتعرف على أصوات الآخرين إلاّ من خلال صوت أورورا التي تتقصى في تاريخ عائلتها وتاريخ عائلات أخرى لها علاقة بعائلتها في مهمة استشفائية ذاتية للتخلص من عقدة نفسية قديمة تسببت في فقدان تفاصيل أحداث السنوات الخمس الأولى من حياتها والتي تحولت إلى كوابيس تلاحقها في صحوها ومنامها. ومن أجل هذا لا تبدأ أورورا السرد من لحظة ولادتها في العام 1880 وإنما تعود إلى ثماني عشرة سنة قبل ذلك. لكن أهم ما يحصل هنا هو تفتق جمال لين ( ابنة ألزا وتاو تشين ووالدة أورورا ) النادر.. الجمال الذي تحمله كلعنة وترغب في التخلص منه.. الجمال الذي سيفضي بها إلى علاقة مربكة مع وغد أرعن هو ( ماتياس دل بايي ) الذي سينكر بلؤم وجبن أنه من زرع في بطنها جنين أورورا ويهرب إلى أوربا.. تولد أورورا وتموت لين ويتفتح السرد على أفق آخر أرحب وأكثر تشويقاً.
تشرع أورورا سردها في العام 1910، أي حين تكون قد بلغت الثلاثين، مستعيدة الأحداث من الفترة ما قبل ولادتها. لكن الفاصلة المعتمة في ذاكرتها هي تلك التي عاشتها في بيت جدها لأمها الطبيب الصيني تاو تشين. فحين يموت الجد، تُسلّم إلى جدتها لأبيها باولينا دل بايي، تلك الداهية التي تستغل كل فرصة، كل أزمة وكل كارثة لتزيد من أرباحها "ما كان يهمها، بكل بساطة وصراحة، هو المال؛ وكان تحديها يتلخص في جمعه بمكر، ومراكمته بعناد، واستثماره بحكمة" ص41.
تغرم أورورا بالتصوير، وتصطحب كاميرتها معها أينما حلت أو رحلت. تلتقط الصور للبشر والأشياء، ولاسيما للبشر.. للشوارع والأزقة والأشجار والحيوانات، وقبل ذلك للفقراء المعدمين، للنساء والأطفال، للهنود الحمر، لجدتها باولينا، وأسرة زوجها في الريف،.. فبضغط من جدتها باولينا تتزوج من غير حب من ابن أرستقراطي ريفي، تأتلف مع الأسرة لا الزوج، الأسرة التي ترتكز أساساً، وكما تتبجح، على مبادئ حب المسيح واتحاد الأخوة، واحترام الأبوين، والعمل القاسي. ثم تكتشف خيانة زوجها لها فتتركه وتعود إلى جدتها الهرمة في سانتياغو.
تدخلنا الراوية (أورورا ) إلى قلب التحولات الجارية على السطح وفي العمق، في سان فرانسيسكو أولاً ومن ثم في تشيلي بعد أن تأتي بها جدتها لتتعرف على أرض أسلافها، وهناك ترصد المتغيرات الاجتماعية والسياسية والحضرية: كيف تنمو الطبقة الوسطى بتأثير التجارة المزدهرة ودخول التقنيات الجديدة وتقدم التعليم، في مقابل تململ العمال وانتشار الجماعات الراديكالية وأعمال العنف والإضرابات ومداهمات الشرطة الخيالة وقسوتها.
ترتبط كوابيس أورورا بمقتل جدها في الحي الصيني على يد عصابة يرتدي أفرادها اللون الأسود. وحين تتسلمها جدتها لأبيها باولينا دل بايي تعمل على حجب السنوات الخمس السابقة من عمرها، ولفها بالغموض، وقذفها إلى بحر النسيان؛ ( حياتها مع جديها لأمها، معرفتها للغة الصينية، اسمها الصيني لاي مينغ ).. وفي كل مرة يعاودها الكابوس عينه: هي مع أحدهم يمسك يدها وهي لا تميز ملامحه، ثم يأتي أولاد ببيجامات سود يرقصون حولها وهي مرعوبة، يفلت رفيقها يدها ويسقط على الأرض، وهناك بقعة على الأرض تتسع، وليس ثمة من ينجدها. ولن تفسر حلمها ذاك إلاّ وهي في الثلاثين محاولة الإمساك بالخيوط السائبة والتحرر من عبء الماضي بوساطة الكتابة والتصوير. "إن كوابيسي هي رحلة في العماء، نحو الكهوف المظلمة التي تغفو فيها أقدم ذكرياتي، محاصرة بأعمق طبقات الوعي، التصوير والكتابة هما محاولة للإمساك باللحظات قبل أن تتلاشى، من أجل تثبيت الذكريات ومنح مغزى لحياتي" ص303. تصير جدتها باولينا حاميتها التي تطرد شياطين الكوابيس بمكنستها، هكذا تتخيل الأمر. وحين تموت الجدة أخيراً تصاب بالكآبة ذاتها التي شعرت بها يوم انفصلت عن بيت جدها تاو تشين.
من جهة ثانية؛ ( صورة عتيقة ) هي رواية نساء باسلات يواجهن أقدارهن بقوة وتصميم وعناد من غير أن يكترثن لمواضعات المجتمع وتقاليده، فهذه نيفيا دل بايي ذات الأفكار الليبرالية المتحررة في وسط عائلة محافظة ومتزمتة مذ كانت شابة صغيرة:
"في بيت دون أوغسطين دل بايي، وقع انفجار رعب؛ متى ستشارك النساء والفقراء في التصويت في هذه البلاد؟. سألت نيفيا بغتة، دون أن تتذكر بأنه يتوجب على الأطفال ألا يفتحوا أفواههم بحضور الكبار. خبط البطريرك العجوز دل بايي الطاولة بقبضته جاعلاً الكؤوس تطير، وأمرها بالذهاب للاعتراف فوراً" ص34ـ 35. وحين تكتب أورورا روايتها هذه، بعد زمن طويل من هذه الحادثة، تطلب منها نيفيا أن تكتب بصراحة وصدق لأن الآخرين سيكرهونها في الأحوال كلها وكيفما كانت كتابتها عنهم. تنجب نيفيا أكثر من دزينة من البنين والبنات وتشارك مع زوجها سيفيرو دل بايي في الثورة على النظام الاستبدادي، وبعد عدة سنوات من دخولها سن اليأس تنجب بمعجزة تلك الطفلة العجيبة المتبصرة كارلا التي سنتعرف عليها كبطلة لرواية ( بيت الأرواح ).
أما معلمة أورورا التشيلية الآنسة ماتيلدي بينيدا فهي ثورية متمردة، ستعلّم تلميذتها كل شيء باستثناء احترام الحس لعام لأنها هي نفسها كانت تفتقر إليه. وماتيلدي هذه كانت اشتراكية ولا أدرية، ونصيرة لاقتراع النساء.. تطبع المنشورات التحريضية وتوزعها مع زوجها المثقف صاحب المكتبة قبل أن تلقي الشرطة القبض عليه. وهي أسباب تجعل المؤسسات التربوية ترفض توظيفها.
ويبدو أن مناخ الأزمات السياسية يتشابه في ما يسمى بدول العالم الثالث، فها هي تشيلي تشهد مشاكل حادة ووقائع دامية، تصورها الرواية التي نحن الآن بصددها، سنخبِرها، كلها أو بعضها، أيضاً في العراق.. الأحداث تقع في عشرينيات القرن المنصرم.. تتصدى السلطة الديكتاتورية لمجموعة من الشباب الحالمين بالثورة وتفتك بهم بقسوة من غير أن يكونوا قد فعلوا شيئاً على الأرض.. تقول نيفيا تعليقاً على هذه الحادثة "عرفنا خمس حروب خلال ما مضى من القرن، وإننا نحن التشيليين نبدو مسالمين، لنا سمعة الهيابين... ولكننا نتحول إلى آكلة لحم بشري عندما تلوح أول فرصة" ص195. وعلى إثر هذه الحادثة تتفجر الثورة ويتغير النظام.. فيدخل الثوار العاصمة وسط هتافات الجمهور نفسه الذي كان يصفق ويهتف، فيما مضى، للقوات الحكومية، كما تخبرنا الراوية. تصدر السلطات الجديدة نداء للتعاون من أجل فرض النظام "وفسّرته جموع الرعاع على هواها. تشكلت عصابات يرأس كل واحدة منها زعيم، تجوب المدينة ولديها قوائم بالبيوت التي ستُنهب" ص 197. وحين يقدم الدكتاتور السابق على الانتحار يتحول إلى شهيد، وفي السنوات التالية إلى رمز للحرية والديمقراطية "فتشيلي، مثلما قالت جدتي، بلاد ضعيفة الذاكرة. لقد قتل من التشيليين خلال الشهور القليلة التي دامتها الثورة أكثر مما قتل خلال سنوات حرب الباسفيك الأربع" ص 197 ـ 198.
تعرض لنا إيزابيل الليندي في روايتها هذه ، كما هي دأبها في رواياتها كلها، شخصيات استثنائية، فاعلة، ذات إرادة وتصميم، ومميزة لا تنسى. ففضلاً عن الشخصيات النسائية، لا تبخل الروائية في تقديم شخصيات رجالية مدهشة، فها هو سيفيرا دل بايي يتبنى أورورا بعد إنكار أبيها الحقيقي لها ويتزوج أمها لين وهي في ذروة محنتها حتى من غير أن يهتم فيما إذا كانت تحبه: "لا أطلب منك أن تحبيني يا لين، فالحب الذي أكنه لك يكفي لنا نحن الاثنين" ص90. وهناك القهرمان الإنكليزي ( فريدريك ويليامز ) الذي يعمل رئيس خدم في قصر باولينا في سان فرانسيسكو لربع قرن، ويتزوج باولينا بعد وفاة زوجها من غير أن يفكر بالمال: "طالما لا يمكنني الذهاب معك إلى تشيلي كقهرمان، يخطر لي بأنه ربما لن تكون سيئة تماماً فكرة الذهاب كزوج لك". وبقي وليامز مخلصاً للأسرة، وسيلعب دوراً هاماً في تقرير حياة ومصير أورورا فيما بعد. أما الشخصية الأخرى المؤثرة في حياة أورورا فهو دون خوان ريبيرو مصور الطبقات الراقية المفضل ومصور صفحات المجتمع والذي ملأ جدران الأستوديو الخاص به بصور هنود وعمال مناجم وصيادين وغسالات وأطفال فقراء وشيوخ ونساء كثيرات.. وريبيرو هذا سيعلّم أورورا فن التصوير مؤكداً أنها بفهمها لمن تصورهم إنما تستطيع أن تُظهر حقيقة روحها.. وأخيراً وهو في أرذل العمر يُصاب بالعمى فيوقن أن السماء عاقبته، هو المصور، في أشد المواضع إيلاما؛ الرؤية!.
تترك أورورا زوجها، وتفقد جدتها/ حاميتها تلك الأرستقراطية التي عاشت، على حد تعبير الراوية باستهتار إمبراطورة، وتستحق أن يُحتفى بها في نور أيلول. وهي غير الملتزمة دينياً ستهب جزءاً من ثروتها للكنيسة. لكن أورورا ستعرف حباً جديداً، وستعود إليها جدتها لأمها ألزا سوميرز، وستنكب على التصوير والكتابة: "أكتب لأجلو الأسرار القديمة في طفولتي، ولتحديد هويتي، ولأخلق أسطورتي الخاصة... إنني أعيش ما بين تدرجات ألوان مختلطة، وأسرار مغبّشة، وارتياب؛ اللون المناسب لرواية حياتي يتفق أكثر مع لون صورة عتيقة باهتة" ص327.
نجح المترجم الأستاذ صالح علماني في نقل أجواء وروح الرواية بلغة متماسكة متدفقة، مثلما فعل في ترجماته السابقة واللاحقة، مثرياً المكتبة العربية بنماذج باهرة من أدب السرد العالمي.
* (صورة عتيقة ) رواية؛ إيزابيل الليندي.. ترجمة؛ صالح علماني.. دار المدى للثقافة والنشر..دمشق.. ط1/2001.





#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم الضمير
- مأزق المثقفين: رؤية في الحالة العراقية
- في ( بذور سحرية ): نايبول يكمل مسار ( نصف حياة )
- منتخبنا الوطني، لا الطائفي
- العدالة أولاً
- سحر السرد
- حدود العراقي
- في مديح الشعراء الموتى: أديب أبو نوار.. وداعاً
- المثقف الآن
- أبيض وأسود
- البانتوميم نصاً أدبياً: محاولات صباح الأنباري
- ابنة الحظ لإيزابيل الليندي؛ رواية حب ونهوض مدينة
- تحوّل الاهتمامات
- أنا وحماري لخوان رامون خيمينث: بلاتيرو في العالم
- من لا يتغير؟
- مصالح
- الاستشراق والإسلام قراءة أخرى لشؤون الشرق
- -تقنية شهرزاد في -حكايات إيفا لونا
- مروية عنوانها؛ طه حسين
- -حياة ساكنة- لقتيبة الجنابي


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد محمد رحيم - -صورة عتيقة-: رواية شخصيات استثنائية