أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - محاوله لتاويل التفاصيل !!















المزيد.....

محاوله لتاويل التفاصيل !!


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 11:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


في قطاع غزة و في الضفة الغربية أيضا، تقع منذ الرابع من حزيران 2007 أحداث، ووقائع، ويتدفق فيض من التفاصيل، بعضها عادي، ومكرر، وممل!!! وبعضها جديد، ومثير للقلق، ويستحق قراءة متأنية، وبحاجة أيضا الى قدر من التأويل حتى يمكن فهمه على وجه اقرب الى الدقة!!!

وذلك بسبب أن كثيرا من الجهد الذي ما زال يجري في الهوامش بعيدا عن لب المشكلة، وبعيدا عن مصدر الوجع !!! جهد في الهوامش تحاول فيه الأطراف أن تبرر ما لا يبرر، وان تشرعن ما هو غير شرعي!!! ويقودها سعيها هذا الى نوع من مجافاة الحقيقة في ابسط عناصرها، مثل ادعاء الأطراف جميعا أن كل طرف منها هو على حق تماما، حتى ليطرح السؤال نفسهن إذا كنتم على حق تماما مثلما تدعون، فلماذا النتائج على باطل الى هذا الحد؟؟؟ ولماذا الشعب موجوع الى هذا الحد، ولماذا القضية مخذولة الى هذا الحد؟؟؟ ولماذا يتقرر مصيرنا هناك وليس هنا؟؟؟ ولماذا أصبح الممكن الوحيد هو دمنا المسفوح بأيدينا؟؟؟ وهواننا على أنفسنا قبل هواننا على الناس؟؟؟

وأقول في البداية:

إن هذا الطوفان المتدفق من التفاصيل لا يمكن أن نستخلص منه خلا صات حقيقية شافية، إذا بقيت هذه التفاصيل موضوعة تحت سقف العناوين السياسية، إذا فلا بد لنا أن نطلق الضوء من كشافات أخرى، إذا أردنا أن نفكك الصورة ونعيد تركيبها، وان نلغي الزوايا الحادة التي تسكن فيها الشياطين، وان نخرج الأفاعي من جحورها حتى لا تظل تلدغ أطفالنا في فناء البيت، وان نهزم مناطق الظلال التي يستوطن فيها من يقفون مع الشيء ونقيضه في آن واحد!!! هذه الأضواء الكاشفة التي تتجاوز عناوين السياسة، ربما تتكون من هذا الخليط العجيب من الوحي الأدبي، والحاسة الثقافية، والإبداع الفني، وهذه القدرات الكامنة في التقاط المفارقات، وفي استيعاب الومضات والإشارات!!!
وإلا، سنظل نكرر كلاما محفظا عن ظهر قلب، جهزناه في علب الكلام، ربما كان يصلح في زمن مضى، لكنه الآن لا يداوي الوجع، ولا يصل ما انقطعن ولا يريح البال ولا يغير الأحوال، بل هو كلام مثل الذي تقوله " الندابات" المستأجرات في البكاء على ميت لا يعرفن عنه شيئا.

دققوا في هذه التفاصيل:
بينما كان عناصر القوة التنفيذية ينتشرون بأعداد غفيرة يوم الجمعة الماضي في السابع من هذا الشهر أيلول/ سبتمبر، لمنع الصلوات في الساحات، ولإظهار السطوة والهيمنة، ولاستعراض العضلات والبنادق والهراوات، كانت وحدات خاصة إسرائيلية تنتشر هي الأخرى في منطقة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ترتدي نفس ملابس القوة التنفيذية، وتضع نفس اللحى، وتستخدم سيارات مشابهة، انتشرت في المنطقة، وتوغلت في الشوارع والحارات والأزقة الضيقة، واختطفت اثنين من كوادر كتائب عز الدين القسام، أخذتهما أولا الى مطار غزة الدولي المعطل – كما ذكرت المصادر- ثم أخذتهما بعد ذلك الى مكان مجهول، وهما من الكوادر الذين نسبت إليهما سلطات الاحتلال الإسرائيلي القيام بأعمال عسكرية هامة ضد الجيش الإسرائيلي، مثل خطف الجندي " جلعاد شاليط"، وقتل اثنين من الجنود الإسرائيليين في العملية نفسها!!!

انه شيء يحدث في العادة، حتى بين أكثر الأعداء حذرا، ولكن الذي كان لا يجب أن يحدث، إن ما هو على الهامش فلسطينيا قد استمر على وتيرته، الانتشار، والعربدة، والبنادق، والهراوات، والتبريرات، والتبجحات، والادعاءات الفارغة بامتلاك الصواب المطلق !!! بينما استمر ما هو في الجوهر إسرائيليا، فحتى في ذروة انهماك الفلسطينيين في إيذاء بعضهم في مشاهد مروعة جرت يوم الجمعة، فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يتوقف عن عمله الجوهري، وهدفه الجوهري، وتخطيطه الاستراتيجي، وهو قتل الفلسطينيين، ومطاردتهم، وملاحقتهم، واختطافهم، ومداهمتهم، وترتيب كل التفاصيل التي تجعل اجتياحهم الشامل عملا رخيص الثمن عندما يحين الوقت!!!



كيف غابت صورة العدو، والتوجس من العدو، والحذر من العدو، والوقاية من العدو، وحلت بدلا منها الصورة البشعة الرهيبة، المخزية المخجلة، التي تجعل الأخ الشقيق يحضر في صورة العدو أكثر من العدو نفسه؟؟؟

وحين نطرح السؤال على هذا النحو، تتسارع أمامنا التفاصيل كأنها شريط سينما يدور أمامنا بسرعة خارقة، عن تداخل المفردات، عن تماهي الفعال، عن حدة الخطاب الإعلامي، عن جنون الاتهامات التي لم تبق لعدونا الإسرائيلي شيئا نتهمه به!!! عن شهوة القتل لبعضنا، وهذه الموجات من التحريض الجهنمي الذي يقف وراءه المرض والاختلال النفسي أو السقوط والاختلال الوطني، عملاء أو مجانين هؤلاء الذين ينثرون رماد الاتهام ليوسخوا به وجوه بعضهم، ولا يتركون ذرة رماد واحدة يلطخون بها وجوه أعدائهم الذين ينكرون على الفلسطينيين حتى أنهم بشر يتألمون؟؟؟

في مدة اقل من ثلاثة شهور منذ وقع انقلاب حماس في قطاع غزة، سمعنا على امتداد هذا الوطن الصغير – الضفة والقطاع و القدس الشرقية- الذي كنا نعتقد انه متاح لنا، سمعنا كل مفردات الحرب الباردة، وكل تحريمات الزمن الطالباني، وكل شطحات وتهويمات أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وفشخرات حرب البسوس وعنتريات شعراء الجاهلية في معلقاتهم التي كانوا يتنافسون فيها حتى الإهانة الجارحة على قربة ماء!!! يا إلهي، هل هذا ما يفعله الحصار؟؟؟ وهل هذا هو المعادل الموضوعي للإحباط؟؟؟

كان رمزي حلس، الفتى الوسيم، على بعد أمتار من بيته، يتصيد العصافير، بعيدان من الصمغ يثبتها فوق شجرة فتلتصق بها قدما العصفور!!! أو بفخ صغير تتحرك في "كرزمه" دودة كسلى يأتي العصفور ليلتقطها فيقع في الفخ!!! على بعد أمتار كان الجنود الإسرائيليون يعتلون ظهور دباباتهم، يضغط السأم على أعصابهم، يمارسون أنواعا شاذة من التسلية، بمناظيرهم يحدقون في نوافذ البيوت القريبة علهم يرون منظرا مسليا، أو يعبثون ببنادقهم، يصوبونها نحو أرنب بري، أو احد فئران الحقول، أو طفل فلسطيني!!! لم لا ... قبل أن يقع العصفور الملون في الفخ، لكي يأخذه رمزي حلس ويضعه في قفص أو يطيره ثانية، كان الجنود قد اصطادوه، طلقة واحدة، لم يكن اصطياده يحتاج الى أكثر من طلقة واحدة، كانت أمه تصرخ وقد انفجر قلبها، انه ابنها الوحيد، ابنها حبة قلبها الوحيد، أما الجنود فقالوا مستغربين الأمر:
- نعم .. كنا نطلق النار، ولكننا كنا نطلق النار في الهواء!!!
رنات أجهزة التلفون النقال صدحت لتعلن الخبر، عن اصطياد رمزي حلس من قبل جنود الاحتلال، ثم صدحت مئات المرات بعد ذلك عن عمليات اختطاف، وقتل، وتعذيب، وتهديد، وبهدلة، وإضرابات، وصلوات، وطلقات، وتهديدات، وهراوات، وجعجعات!!! ألم أقل لكم من البداية، هذه محاولة ليس إلا لتأويل التفاصيل، ما رأيكم أن تتسلوا بهذه اللعبة في شهر رمضان المبارك، لتساعدكم على تحمل صيامكم في نهارات طويلة قائظة، أن تحاولوا تأويل التفاصيل لعلكم تفهمون ما يجري؟؟؟


ورمضان كريم .. وكل عام وانتم بخير



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأةالفلسطينية حضور بالمنفى ومشاركه في الوطن
- استلاب النخب مخطط متعمد ام تحصيل حاصل
- هو حبيبي فلتبتعد كل النساء
- الامل وليس الجراح
- ساحاول ان الملم اشلائي
- الجريمه المستوطنة ارتفاع في المعدلات وتطرف في الارتكاب
- في وصف الحبيبه
- هل غزة تحتمل الانتظار ؟
- المراة الفلسطينيه انكسار في قلب المحنه
- اعلنت عليكم الرده
- السلام والخريف
- ما اعمق الجراح ؟
- الياس والامل
- ضخامه الاوهام والحقائق المره
- الفلسطينيون مشتاقون للفرح
- سان كلو على الطريق الفلسطينيه
- لا تكسروا رايه الحلم
- عوده الروح
- لا وقت للبكاء؟؟
- ضحايا في دور الجلادين


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فاطمه قاسم - محاوله لتاويل التفاصيل !!