أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم جاسم الشريفي - لماذا نتجاهل الحقيقة والتأريخ..















المزيد.....

لماذا نتجاهل الحقيقة والتأريخ..


كريم جاسم الشريفي

الحوار المتمدن-العدد: 2038 - 2007 / 9 / 14 - 08:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لماذا نتجاهل الحقّيقة والتأريخ .. الحرب الأهلية لها حضور، وإلا ماذا يعنّي....؟

ملامح رغبة حرب أهلية عند البعض واضحة بسلوك ، وطاغية بفكر،وراسخة بخيال، ومبررة بفعل. وعند البعض الآخر هي تلويح لردة فعل السلوك الأول . لكن عند البعض الثالث هي تجاهل لما يدور على الواقع الفعلي من حرب ومواجهة وتقاتل ، وهذا النوع من الناس ينطبق عليه وصف الروائي الفلسطيني( أميل حبيبي) بعنوان رواية له اسمها (المتشائل) أي لا هو متشائم ولا هو متفائل ، كذلك يوجد توصيف لهؤلاء ينطبق عليهم في علم النفس يسمون هذا النوع من الأشخاص(بالحالم) الذي يعي ويعيش مرارة الواقع وفي الوقت عينه يتجاهل هذا الواقع ويهرب منه في تبريرات(رومانسية) وتنظيرات (رومانتيكية) . والشريحة الأخيرة من تلك الشرائح هم المحاربون قولاً وفعلاً وممارسةً. نستطيع أن نستقرئ من خلال عدد الضّحايا المتناثرة على الطرقات ، والجثث التي نشاهدها يومياً على الأرصفة وفي الزوايا المهملة للفضلات ، وبراميل النفايات ، فضلاً عن المغدورين حتفاً ، وتم رميهم في الأنهر والجداول والشطوط . حتى لا يُفسر مقالنا على انه نكأ مقصود لهذا الموضوع الحساس . نريد أن نطمئن القراء على أهمية هذا الموضوع وحساسيته هي التي دفعتنا للكتابة عنه. نحن لسنا من مرويجي الحروب الأهلية ، ولا من دعاتها ، ولا من المؤمنين بها ، ولا المنظرين لها . لكن نسمع بأستمرار التصريحات النارية من قادة الكتل ورؤساء الأحزاب وأعضاء (برلمانيون) ومن مسؤولين في السلطة التنفيذية دعوات تقود للتثقيف بالحرب الأهلية ، وهنا بكل تأكيد الكارثة والتأكيد على ممارستها هو العمق لتك الكارثة. أن الكثير من تجار الحروب ومن قادة الأحزاب ، ومن دعاة الوطنية المزيفون ، ومن الرواة (الثقات) ولو لم تثبت مصداقيتهم لا بقول ولا بفعل رواياتهم يغّذون النزعات التي تؤدي الى فرقة المجتمع ويدعمون نزعة التصادم التي تقود الى الحرب الأهلية. هؤلاء خطر على استقرار وأمن المجتمع وينبغي التثقيف ضدّ رغباتهم المدمرة ونزعاتهم المهلكة ، وتحجيم أدوارهم جهد المستطاع. إن بيئة المجتمع العراقي في العقود الأخيرة لحقها تشويش وتظليل مدروس في بنيتها وتكوينها الاجتماعي أدى الى مسخ لروح المواطنة ، وتأكيد اللأمبالات لما يحدث بالواقع ، والأنزواء عن المسؤولية الأخلاقية عما يدور على المسرح اليومي في الوطن أي كان الحدث اجتماعياً، أو سياسياً، أو اقتصادياً. هذه التشويهات الأخلاق- اجتماعية ساهمت بل دفعت تجار الحروب ، واخطبوطات السياسية الى لعب دور سلبي لتحطيم القيم الهزيلة التي يتغنى بها البعض ، لاسيما أشباه المثقفين ، ودعاة ما يسمى بالحرية والحرية براء منهم لانهم اصبحوا منظرين وسياط في الوقت نفسه ، لأن الكثبر منهم خاوِ قيمياً، وفارغ فكرياً خصوصاً بارتهانهم بيد حفنة من حثالات تجار الحروب ، وخدم الطغاة ، ووعاظ السلاطين.
علينا أن لانخد ع أنفسنا أكثر ونتستر بروح انهزامية عن واقع التأريخ والجغرافيا والعلوم ، وعلينا مواجهة الحقائق كما هي بالواقع وتسميتها مثلما هي بالمشاهد ، ونقول أن فصول من الحرب الأهلية لها حضور في حياة وتاريخ مجتمعنا وبأبشع الصور . منها التهجير القسري على الهوية ، والتصفية الجسدية على المعتقد ، والاغتيال المتعمد على الوظيفة ،وحالات الرعب المتراكم عند الكثير وهم في بيوتهم وأثناء خروجهم الى الشارع ، أو العمل . أن ظاهرة الخوف من المجهول الذي يتجلى به الموت هو رعب دائم . كل هذه المشاهد تنذر بشؤم الوضع . أن المشاهد لعشرات الجثث لضحايا الأرهاب بكل أشكاله وبشتى صوره هي مشاهد طاغية ..ألا يعني هذا الجحيم بعينه والحرب ببؤسها، ألم تدلل هذه المشاهد على عدم شرط استمرارية العيش بسلام ؟ ألا تدلل هذه الصور البشعة على عدم معافاتنا من المسخ والتدهور المجتمعي؟ أليس تلك الأفعال تدلل على عدم تعايش أغلب شرائح المجتمع بروح التفاهم وقبول الآخر ،وهي مقدمات لدرء الحرب عن المجتمع الواحد ، وبالتالي إضعاف روح الانتماء والاستخفاف بقيم الإنسان الأخلاقية . أليس التمسك بالمذهب ، والقومية ، والدين ، والحزب ، والجماعة وجعلها فوق المجتمع يُضعف قيم الناس والمجتمع معاًُ ويدعوا الى التخلف الحضاري ، ويعيق التغيير نحو الأفضل . للأسف نرى الكثير من السلبيات تتجذر وتتعمق في الذهن والذاكرة والسلوك عند الكثير من بارونات القتل بما يحملونه من صفات فاقعة وفارغة مرةً يحملون صفات رؤساء أحزاب ، أو بطانات إمام ، أو قادة ميليشيات ، أو نخب من أيتام الطغاة . نفهم بل نتّفهم جذور الصراع وقوانينه والأطراف المتصارعة به ، من شخصيات متضادة المنافع ، أو أحزاب تختلف توجهاتها عن الآخرين كلاً بحكم عقليته الفكرية أو برامجه المختلفة لكن نعرف أيظاً بأن هذة الأختلافات تُجيّر للضّرر بالآخرين والتنكيل بهم أو تصفيتهم وهذا أمر مرفوض ومستهجن . أن الأختلافات الفكرية والعقائدية والرؤى المتباينة بالبرامج ينبغي أن تكون عاملاً مساعداً ، بل عنصراً ايجابياً في البناء وتبادل الخبرات والتأثير بالأخر. أن الاختلافات في الرؤى عامل يساعد على روح التفاهم من أجل البناء الصحيح والديمقراطي ، وبالتالي يشكل جسراً لروح التفاهم والنهوض الاجتماعي . اعتماد الحوار والتحليل كميزة وعي مكملة لرفعة الأنسان وبناء الوطن . هذه الجوانب المشرقة من الأختلافات ضروري أن تسود عند النخب ، وقيادات الأحزاب بدلاً من التناحر السلبي . للأسف الحاصل هو خلاف ذلك برمته لأن صوت الأنتقام وغريزة الحقد تتجلى عند الكثير من كرادلة،وحاخامات ، وقساوسة، وأئمة، ورجال دين ، وقادة عصابات ، وتجار مافيات، ورجال حروب، لغرض الكسب اللاشريف حيث كلاً يغني على ليلاه . والأدهى ان الذي عززّ سلبية هؤلاء بل أغلبهم وسائل الأعلام المرئية على كثرتها ، أما المقرؤة والحمدلله وهي قليلة لأن الأمية الخلدونية في تصاعد مستمر في مجتمعنا. بعض الناس يئس من ما هو مكتوب ،فضلاً عما هو مسموع بالصورة. نتمنى أن يفهم الفرقاء السياسيين أنهم يتحملون وزراً عظيماً إذا ما غيروا سياساتهم نحو الأفضل ، ومن أجل خدمة المواطن الذي خدعوه بانتخابهم بالتظليل والتزوير مستغلين بساطته وسذاجته التاريخ لايرحم المزورين له.



#كريم_جاسم_الشريفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روايات في أدب السجون السياسية
- الحاجة الى مرشدّين ومصلحين اجتمّاعيين اليوم أكثر إلحاحاً من ...
- مجتمع مدنّي أم مجتّمع عشائري!


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم جاسم الشريفي - لماذا نتجاهل الحقيقة والتأريخ..