أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند البراك - نصف عام على انهيار الدكتاتورية !














المزيد.....

نصف عام على انهيار الدكتاتورية !


مهند البراك

الحوار المتمدن-العدد: 625 - 2003 / 10 / 18 - 04:31
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 رغم التركة الثقيلة التي خلّفتها الدكتاتورية بعد سقوطها، واحساس الناس ببدء عهد جديد، ناضلوا وقدّموا اغلى التضحيات وصبروا بما لايطاق من اجله، الاّ ان المعاناة المؤلمة تستمر في التنوع، تاركة استمرار حالات الذهول واللامبالاة اضافة للترقب والتخوف من مستقبل يزداد غموضاً حتى الآن.
وتتركزالمشاكل في ضمان الأمن في كل اصعدته ومستوياته، الذي يعتبر الأساس الأول في الحياة والنشاط والأستثمار، والذي لايمكن تحقيقه بالأجراءات العسكرية لوحدها وانما هوعملية سياسية اجتماعية اقتصادية وعسكرية، تتطلب اكثر واعمق مما تحقق .
 وتعقّد الأمر اكثر محاولات استقدام الجيش التركي، التي لاتلاقي الترحيب وتصطدم بالأرادة الوطنية الواسعة، والتي عبّر عنها مجلس الحكم بضرورة اشراك العراقيين بحفظ الأمن على طريق التهيؤ لتسليمهم مقاليد بلدهم بدل اشراك جيوش الدول الأقليمية، الأمر الذي سيزيد الوضع التهاباً وتعقيداً، ويشكّل ضربة قاسية لاتحمد عقباها لنضال الشعب العراقي في سبيل البديل الديمقراطي الفدرالي الموحد . 
وفي الوقت الذي يعتبر الدكتاتور، مسؤولاً اولاً عن حل الوحدات الضاربة للمؤسسة العسكرية، التي نفذت اوامره بنزع السلاح والملابس العسكرية والذهاب الى البيت، فأن حل الجيش والشرطة، ومؤسسات الدولة ثم غيابها، لم يكن موفقاً، خاصة وان قوات التحالف لم تكن بعيدة عن تفاصيل ماهية ومواقع اتباع الدكتاتور فيها كما عبّر بعدئذ عدد من قادة التحالف ذاتهم .
في الوقت نفسه تجري اعادة تأهيل عدد من كبار رجال مخابرات الدكتاتورية ومؤسسيها، حيث يدور الحديث عن اعادة تأهيل سعدون شاكر، احد ابرز مؤسسي جهاز المخابرات سئ الصيت، وعدد من ذلك الفريق بلا اعلان عن محاسبتهم او تقييم اوضاعهم وموازنة ما اقترفوا وما يريدون التكفير به عن جرائمهم على الأقل، الأمر الذي يثير مشاعر القلق بين المواطنين، من امور لاتعرف خفاياها تجري في الظلام .
ورغم نشاط الأحزاب الوطنية المشهود لنضالها وتضحياتها ضد الدكتاتورية، اضافة لعدد غير قليل من التجمعات الحديثة التشكّل، علناً . الاّ انها لاتزال غير مجازة بقانون ولا يجري العمل حتى على ايجاد آلية اولية لممارسة دورها تتناسب مع الوضع اللاطبيعي القائم لحد الآن، الأمر الذي يضعف حتى قدرة تشكيلة مجلس الحكم  على لعب الدور المنتظر منها . في الوقت الذي لازالت فيه  قوانين الدكتاتورية سارية، مالم تستحدث قوانين جديدة تلغيها قانوناً بقانون، على حد توضيحات السيد بول بريمر .
ولا تلمس الناس اجراءات لأشراك العراقيين والعراقيات في التغييرات التي تجري وتقرر في مكاتب عليا مغلقة بعيدة عن معاناة وحرمانات الملايين، ولااجراءات ملموسة على الصعيد الشعبي للتهيئة والتمهيد لأجراء انتخابات لاحقة لحكومة منتخبة، الأمر الذي يحتاج الى عملية دؤوبة طويلة ان اريد تجنّب تجربة الأنتخابات الجزائرية ونتائجها الدموية. في الوقت الذي يصرّح فيه متنفذون في مجلس الحكم، ان الأنتخابات امر لايمكن التحقيق في العراق، لكونه من بلدان العالم الثالث !
كل ذلك وسط  قرارات واجراءات الخصخصة وبيع القطاع الحكومي بطريقة لاتختلف كثيراً عن بيع مؤسساته ايام الدكتاتورية وحروبها البشعة، التي يربح من ورائها الأثرياء الجدد من قطط وضباع السوق السوداء والمضاربات ومنظمي النهب والسرقات الكبيرة من ارامل صدام، ولصالح هيمنة الشركات الأميركية العملاقة والمقربين، واستبعاد رجال الأعمال العراقيين عن المناقصات والمؤتمرات الخاصة بها وغلق الباب امام عودة الكفاءات العراقية والمالية والأدارية من الخارج، التي ترى اوساط عراقية واسعة فيها امتداداً لحالة الحصار بادوات ووسائل جديدة  .
الأمر الذي يؤدي الى دوام البطالة التي وصلت الى مستويات قياسية نادرة في العالم، بل وتعميقها وتفاقمها وبالتالي الى سير اوساط متزايدة من المعدمين الى تيارات ونشاطات تزيد من تعميق الأزمة وتعقّدها اكثر . وفي الوقت الذي حسّنت فيه الحلول المؤقتة من مخصصات وسلّم حسابها وخففت من كاهل قسم من العاطلين، الاّ ان ارتفاع الأسعار عاد مجدداً لأنعدام الرقابة، وبدأ يستنفذها . 
ان شبح الفقر والحرمان يلوح طاغياً في وقت لايشفع لنا فيه نفطنا الذي تجري عملية خصخصته بهدوء وعلى نار وحشية هادئة. ان الخصخصة بالطريقة الجارية بها بعيداً عن الشفافية والرقابة الشعبية واحزابها وقواها وشخصياتها، بانواع الحجج (القانونية)
و(الديمقراطية العولمية) تثير مشاعر القلق المشروع من الفقر وليس كما يذهب البعض من اننا دولة نفطية وان نفطنا شفيع لنا ؟ ان واقع الفقر المدمر وبيوت واحياء الصفيح واحكام الشريعة لأنعدام القانون لشاهد صارخ على مايجري في نيجيريا وفنزويلا واندونيسيا والمكسيك وغيرها من بلدان النفط العملاقة، بسبب تلك السياسات لاغيرها .
 وفي الوقت الذي يصبح فيه بلدنا نقطة صراع كاسر لمصالح وتناقضات ومشاريع متصارعة عالمية واقليمية، لايزال الغموض مسيطراً، وترى اوساطا كثيرة ان هناك عدم جدية لحل الأزمات لعوامل تعود الى ارادة المحتل باطالة امد الأحتلال وتسويغه، لعوامل تتعلق بترتيب اوضاعه بالمنطقة وبترتيب مصالحه النفطية، وانتخابات الأدارة الأميركية وتجنباً لتبلور حركة وفكر نحو تصحيح العلاقة مع الولايات المتحدة  ديمقراطيا، وبالتالي دفعها تعويضات للعراق كدولة ضحية حرب وفق لوائح الأمم المتحدة، بعيداً عن ايجاد حلول لمشاكل ومعاناة العراقيين وخاصة فئاتهم الكادحة  .
   
15 / 10 / 2003



#مهند_البراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيدة رمزية جدوع (ام ايار) وكفاح الطلبة ضد الدكتاتورية !
- العراق : اعادة البناء والخصخصة - الجزء الثاني
- العراق ؛ اعادة البناء و الخصخصة
- استشهادالحكيم يقرع الناقوس عاليا لوحدة العراقيين !
- هل يستطيع نفط العراق تحقيقَ تفاهم جديد بين الكبار ؟
- لاديمقراطية دون حل عادل لقضية المرأة !
- الخبز والأمان اساس الأستقرار - أين اموال العراق ؟!
- حول الحكم والمعارضة في العراق - حلقة رابعة - تحطيم وتشويه رك ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق (حلقة ثانية) - من اصول التطرّف
- عن الحكم والمعارضة في العراق)) (حلقة ثالثة) (( ثورة 14 تموز، ...
- عن الحكم والمعارضة في العراق- (حلقة اولى) - دولة خَنَقت المج ...
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/حلقة رابعة ادعاءالعروبة والأ ...
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته/ حلقة ثالثة
- المخاطر اللاحقة لصدام وعصاباته!
- الحرب ضدّ صدام . . وأوضاع العربية السعودية و"اوبك


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند البراك - نصف عام على انهيار الدكتاتورية !