أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - نحن صُنَاع الطغيان ومانحو الشرعية له...! لكنها دعوة الى اللاعنف.














المزيد.....

نحن صُنَاع الطغيان ومانحو الشرعية له...! لكنها دعوة الى اللاعنف.


هفال زاخويي

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 10:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أخطر الأمراض التي يصاب بها المجتمع هو انشقاقه على نفسه وبالتالي تَكًوُن الطبقات فيه فتظهر طبقة ضيقة جداً هي طبقة المستكبرين "الطغيان" ، وطبقة المستضعفين الواسعة العريضة "مصنع الطغيان" ، والشريحتان من نسيج واحد فتنشطر الضيقة عن الواسعة لتقتات على الأخيرة كالفيروس فتنهش جسدها وتمتص دماءها لتغدو بعد ذلك ورماً مستعصياً صعب الاستئصال ... إذن نحن صنَاع ماهرون في تخريج طبقة ماردة مستكبرة تطغى في الأرض ، ومن ثم لانملك الا خياراً يمر بمرحلتين ... والخيار هو ان نغير "والتغيير" سنة الحياة ... لكن في المرحلتين يكمن الخطر والذي هو الخطأ القاتل ...المرحلة الأولى هي اننا نشعر بالطغيان حال صعود اقطابها أبراجهم او بالأحرى رفعنا اياهم اليها فنقوم بممارسة الضجيج نسب ونشتم وننتقد بشكل جارح في مجالسنا الخاصة ونتحين الفرص –حسب ادعاءاتنا – لنقوم بالتغيير ونتوعد الطغاة سحلاً في الشوارع (كل هذا يحدث في الخفاء فما أن نرى أزلام الطغيان الا ونكون كالحملان الوديعة فنحن فقط نفرغ شحناتنا النفسية المتفجرة في مجالس لقضاء الوقت والحديث العقيم) ...أما المرحلة الثانية وهي عندما تأتي الفرصة لنغير او نشرع في التغيير ولكن بطريقة وحشية همجية فننتقم شر انتقام ونسحل ونذبح ونهدم وندمر ونمزق ونحرق ونهتف ونهلهل ونرقص على جثث الضحايا... نعم لانفكر بوسائل التغيير الا عن طريق العنف ، فماذا فعلنا ان غيرنا العنف بالعنف والطغيان بالطغيان واستبدلنا الانفلونزا بالسرطان...؟

هذه دعوة الى اللاعنف والى ثقافة اللاعنف ... لقد مرت مجتمعاتنا الشرق اسلامية وبخاصة بلدنا العزيز العراق في حلقة مفرغة من العنف الذي لم يجلب الا العنف فلم يحدث هناك تغيير سياسي وعلى مر تأريخ هذا البلد الجميل الا وفاضت الدماء في الشوارع وثكلت الامهات وتيتم الأطفال وترملت النساء ...فيأتي الحكام الجدد على أنقاض من سبقهم ليمارسوا نفس الطغيان وبوتيرة أشد وكل مظلوم صعد الى القمة غدا ظالماً فهو ينتمي للطبقة الجديدة بسرعة فائقة وهو أصلاً من نفس الطينة التي صنعت الطاغية التي قبله وهو حتى في مظلوميته يمتلك القوة الكامنة الخفية لممارسة الظلم في يوم من الأيام ... والقوة أصلاً طاغية والشعور بها مدمر والسلطة القاهرة غير المقننة تعني الفساد والطغيان ... فهل ضاعت كل مفاتيح التغيير ولم يبق في تاريخنا الامفتاح واحد وهو العنف ويكون كفيلاً بفتح بوابات سدود الدم الزكي ليسيل في الشوارع ، فأين تلك القيم السمحاء التي نتباهى بها وأين هي مخاضات حضارتنا التي نتفاخر بها وأين تلك المواعظ التي أتخم رجال الدين آذاننا بها ...؟! لم نصنع على مر تأريخنا ثقافة مميزة تميزنا عن غيرنا الا ثقافة القائد الأوحد والزعيم الأوحد المفدى بالروح بالدم والذي سرعان ما ننقلب عليه بعنف أشد من عنفه ان لم يوازيه ... وهكذا دواليك ...تصعد طبقة جديدة بين الفينة والأخرى من مستنقعنا الإجتماعي لنبقى في دائرة صراع مخيف مرعب لا نتيجة له الا المزيد من الدماء والافراط في القتل عبر شرعنة القتل من قبل كل فئة جديدة تمتلك مفاتيح السلطة والقوة خفية أو علناً.

ثقافة التكفير ونبذ الآخر والغائه تماماً ان كانت السلطة للدين او للمذهب...ثقافة التخوين والعمالة والتهم الجاهزة ان كانت السلطة للقيادات القومية ...ثقافة نعت الآخرين بالرجعية والتخلف ان كانت السلطة ذات مسحة يسارية ، والمعارضات في الخندق الآخر تمارس نفس الطقوس من خلال نفس المنظومة الثقافية ...اذن هل بقي بيننا من ليس كافراً وليس خائناً وعميلاً وليس رجعياً ... انها حلقة مفرغة مضحكة مبكية في آن واحد وهي التي تنغلق على نفسها لتمتليء غيضاً فلا تولد الا المزيد من العنف ، والعنف أصلاً هو منطق العاطفة الطائشة وليس منطق العقل الحكيم .

نعم ستكون السلطة قاهرة وطاغية وستكون الطبقة الجديدة منتعشة مرفهة مقابل ملايين مسحوقة من البشر ، فماذا ننتظر من برلمانات معطلة لاتحل ولا تربط وماذا ننتظر من تعددية للديكور ومؤمنة بالعنف والغاء الآخر في كوامنها وتتحين الفرص لتمارس عنفاً أشد ...وماذا ننتظر من أجهزة اعلام وصحافة سلطوية وحزبية لاتنشر الا لفكر القائد وانجازات القائد وهبات القائد ونعمه وتخون كل من تتعارض أفكاره أو احلامه مع أحلام القائد... نعم هكذا ستكون حال أي مجتمع يقدس الذوات ولا يحترم الا القوة المفرطة المدمرة ولايؤمن الا بالعنف وسيلة للتغيير...جنون ليس بعده جنون وشبابنا يتذابحون تحت مسميات طائفية ومذهبية وتطحنهم القوة المفرطة فما ان يمارس طرف العنف ويسحق طرفاً الا و نظم الطرف الآخر نفسه لاستعادة قوته ونشاطه لممارسة عنف أشد بأسم المظلومية ... كلنا في هذه الدوامة المميتة ظالمون ومظلومون ، سلطويون وثوريون لكن وجهان لعملة واحدة.

انها الأرضية الملائمة لبروز "الطبقة الجديدة" فهي أصلاً لاتبرز الا في مجتمعات متوترة وبؤر ساخنة وساحات ملتهبة وبيئات متخمة بالأمراض الإجتماعية .

لاحل أمامنا الا سبيل اللاعنف وانتهاج مبدأ الحوارالبناء... والتعددية في بلدنا نعمة ان هي انفتحت على بعضها وإن تبنينا ثقافة اللاعنف وتقبل الآخر ونبذ ثقافة العضلات المفتولة وثقافة تفوق دين او مذهب اوعرق دون آخر ... ويقينا لن ننجح ونحن في مواجهة طبقة جديدة من المتنفذين عن طريق العنف وتخيل إزاحتهم بالدم ، وعلينا أن لانكون سذجاً فنتوهم بأن مبدأ اللاعنف هو تخاذل وانهزام وجبن ، بل بالعكس تماماً هو انتصار وحياة ... وهذه دعوة أيضاً لتقبل الطبقة الجديدة أيضاً لكن أن تكون طبقة خادمة لامخدومة ،طبقة عادلة لاظالمة، طبقة نزيهة لا فاسدة، طبقة ايجابية لاسلبية ، وعلينا اشعارها بأنها تولدت من رحم معاناتنا وتضحياتنا ...ونعم لكل تغيير لكن ليس بالعنف وازهاق الأرواح وتدمير الممتلكات ... بل بورقة لا تحمل الا "نعم" او"لا" او "امتنع عن التصويت" يليه تصافح وتعانق المختلفين في الرأي والفائزين والخاسرين





#هفال_زاخويي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدتك حباً فيك ، لا خوفاً من نارك ، ولا طمعاً في جنتك -
- المصالحة الوطنية ... أم تقاسم المصالح والإمتيازات...؟!
- -الطبقة الجديدة- مدفنة المباديء ... والشعارات سيد الموقف
- لكي نؤسس لصحافة رائدة ،علينا ان نقول : لا لوعاظ السلاطين
- المجالس الثقافية وثقافة المجالس خواتم ذهبية في ايدي الساسة.. ...
- - الطبقة الجديدة - ومستقبل البلد
- ثقافة التهم الجاهزة
- سيادة رئيس اقليم كردستان شكراً لكم ... لكن مواطنيك يتطلعون ل ...
- العراق الجديد : دولة ب -78 - وزيراً


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال زاخويي - نحن صُنَاع الطغيان ومانحو الشرعية له...! لكنها دعوة الى اللاعنف.