أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سمير عادل - مرحلة جديدة..وفرصة تأريخية لليسار















المزيد.....

مرحلة جديدة..وفرصة تأريخية لليسار


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 2036 - 2007 / 9 / 12 - 11:11
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


انه المقال الخامس الذي اكتبه منذ شهر تشرين الاول من عام 2005 بعد هزيمة القاعدة في معركة تلعفر وارتداء ابراهيم الجعفري الذي شغل رئيسا للوزراء انذاك الزي العسكري الامريكي والقيام بزيارة تلعفر وعلى اثرها اطلقت الفتوي الشهيرة للزرقاوي "بابادة دم الشيعة" التي بسببها حدثت انقسامات حادة في مجموعات المقاومة المسلحة. وكنت في كل مقال الذي ابتدء "جماعات المقاومة المسلحة وازمة الهوية-جزئين، استراتيجية الفوضى، طرد الاحتلال وانهاء الحرب الطائفية مهمتنا نحن" ابين مسار التحولات السياسية التي تطرأ على القوى التي رفعت راية المقاومة ضد الاحتلال ومدى تقدم مسار القوى اليسارية في خضم تلك التحولات وافاق تطورها المستقبلية. وفي هذا المقال سأبين ان التيار اليساري المتمثل بالحركة العمالية والنسوية والشباب والعلمانية والتحررية له فرصة تأريخية في قلب موازين القوى لصالحه ولصالح الانسانية في العراق رغم جميع الصعاب الذي يعتري طريق تحوله الى قوة عظيمة، اذا فقط امتلكت الجرأة في التصميم على التغيير.
آخر الاوراق:
تناقلت التقارير الواردة الى مؤتمر حرية العراق بأن البعثيين جناح عزت الدوري اوقفوا العمليات المسلحة بشكل مؤقت ضد قوات الاحتلال. وحسب اللقاء الذي بثته "العربية" قبل يومين مع اياد علاوي الذي لعب دور الوسيط، في مفاوضات بين الادارة الامريكية وجناح عزت الدوري فأنه يؤكد صحة تلك التقارير. وليس مهما ما تناقلته الاخبار والدعايات ومصادر شبه رسمية بأن عزت الدوري وقع في اسر قوات الاحتلال وعلى اثره ساوم وقدم التنازلات ووافق بدخول المفاوضات معها.المهم هناك مرحلة اخرى بدأت تدشن نفسها في الاوضاع السياسية في العراق. ويضاف الى ملامح هذه المرحلة توجيه جبهة الحوار الوطني التي يرئسها صالح المطلك الذي هو واجهة سياسية للبعثيين في العملية السياسية، رسالة موقعة من قبل 100 شخصية كما زعمت الى الادارة الامريكية وتطالب فيها تنحية رئيس الوزراء نوري المالكي وتنصيب اياد علاوي.
واذا اردنا توضيح الملامح بشكل اكثر للمرحلة التي نتحدث عنها، هي زيارة بوش الى محافظة الانبار ولقاء عبد الستار ابو ريشة رئيس مجلس انقاذ انبار بشكل منفرد كلقاء البطل الاوحد واختياره دون زعماء الكتل السياسية التي دخلت العملية السياسية وساهمت بشكل فعال في السيناريو الحرب والاحتلال. في حين رفض لقاء نوري المالكي رئيس الوزراء بشكل منفرد. طبع نحن وضحنا في التصريح الصحفي الذي صدر عن مؤتمر حرية العراق حول الزيارة المذكورة، بأن هناك اهداف سياسية عديدة من ورائها، منها بأن الولايات المتحدة الامريكية بقيادة بوش سجلت انتصارا مهما على القاعدة في حربها على الارهاب لتثبت مصداقية احتلالها للعراق التي لم يبق منها اي شيء يذكر. وما لا يقل اهمية عن ذلك ايضا بأن بوش اراد ان يقول ان المعادلة السياسية لن تبقى على حالها بل هناك تغييرات جديدة بدأت تحدث وهي انها على استعداد لدعم ما يسمى"عرب السنة" اذا وقفت الى جانب حرب الولايات المتحدة ضد القاعدة والنفوذ الايراني. وانها ليست على استعداد من تقديم دعم مفتوح لقوى الاسلام السياسي الشيعي المتمثل بحكومة نوري المالكي مادامت لا تستطيع ان تكون ولائها الا للمشروع الايراني على حساب المشروع الامريكي.
ان ادارة بوش نجحت في قلب اجواء الفشل التي خيمت على الهيئة الحاكمة من مجلس الشيوخ والنواب والبنتاغون والبيت الابيض عشية تقرير كروكر-بتراويس الى الكونغرس الامريكي من خلال الزيارة التي قام بها الى محافظة الانبار وذر الرماد في العيون بأن استراتيجيته بدات تحقق نجاحا في حربه في العراق.
والجانب الاخر هو التغيير الذي طرأ على مطالب وسياسات القوى السياسية التي كانت تعرف نفسها بمعاداتها للاحتلال واعتبرت نفسها القوى الوحيدة التي تمثل الشعب العراقي ولها الحق في الحوار والمفاوضات مع اي طرف. هذه القوى هي البعثيين قبل اعدام صدام حسين ثم البعثيين جناح الدوري بعد اعدام صدام ومن يمثلهم في العملية السياسية. ويعتبر هذا التيار بأن العدو"الفارسي" كما يطلقونه في ادبياتهم هم اشد خطرا من الاحتلال الامريكي. ويضيفون ايضا ان الاحتلال الامريكي سيرحل اما الاحتلال الفارسي فهو عازم على البقاء والهيمنة. وهنا لا يمكن تفسير لماذا هذا التغيير الذي بدء يطرأ في موقف هذا التيار الذي بدأ يخاطب بوش من خلال صالح المطلك بتغيير نوري المالكي الذي يعتبر اعتراف سافر بأن العراق اصبح احدى ولايات الادارة الامريكية؟ هل هو الاعياء الذي اصاب هذا التيار نتيجة اعمال التنكيل والقمع التي قامت بها الماكنة العسكرية الامريكية بقوى المقاومة المسلحة؟ ام هو التتكيك السياسي الجديد، التحالف مع قوات الاحتلال وضرب النفوذ الايراني؟ ام هو بسبب مساومة عزت الدوري مع الاحتلال لاطلاق سراحه؟ واي كانت تلك الاسباب، فأنها تعتبر طوي صفحة هذا التيار بعد ان حارب طوال اكثر من اربع سنوات تحت لواء الاسلام السياسي وعقد عدة تحالفات شبه رسمية ورسمية مع القاعدة، وغض النظر اذا لم نقل وافق لفترة طويلة على جميع الاعمال التي قامت بها القاعدة ضد الانسانية في العراق ما دامت اتت لتحارب الاحتلال. من جهة اخرى يكون جناح عزت الدوري الذي يمثل التيار القومي العروبي اليوم في صفوف قوى المقاومة المسلحة بعد هذا التكتيك الجديد بمثابة أنتهاء المزايدة على زعامته بأنه من يقاوم الاحتلال وانه الممثل الشرعي.
وقد صدق توماس فريدمان احد الاقلام المأجورة المعروفة والقريبة من البيت الابيض عندما قال في احد مقالاته : على الادارة الامريكية ان تظهر بأن انسحاب جيوشها من العراق ستسلط نيران الجمهورية الاسلامية على "عرب السنة" وعلى الاخيرة ان تتعظ وترى فوائد وجود القوات الامريكية.
ان اللعبة التي تحاول ان يلعبها التيار القومي العروبي بعد الانقسامات التي حدثت في صفوفه، وانظمام قسم منه تحت راية الاسلام السياسي، يحاول اليوم الارتماء في احضان مشاريع الاحتلال كي ينتقم لكرامته التي داستها اقدام الجمهورية الاسلامية حسب ادعاءات رموزها. فأي اختيار احمق هذا.
اصبحت اللوحة واضحة اليوم، اكثر من ذي قبل. والسياسة التي تسير بها الادارة الامريكية لتحقيق استراتيجيتها هي نفس سياسة التقسيم الطائفي والعرقي للمجتمع العراقي. وهذه المرة كما بينا تحاول ترجيح كفة الميزان الى جانب "عرب السنة". ومنذ الضغط على حكومة المالكي لتنفيذ مشروع "المصالحة الوطنية" من خلال الغاء قانون اجتثاث البعث، وتصاعد الصراع بين المشروعين الامريكي والايراني في العراق، بدء معهما تغيير اتجاه فوهة بنادق المليشيات الشيعية، ليقول القادة العسكريين الامريكيين بأنه في شهر حزيران وصلت الهجمات على قواتهم من قبل المليشيات المذكورة الى 73% من عدد الهجمات. والى جانب ذلك تصاعد معها وخلال الشهرين الاخيرين جرائم القتل على الهوية.
انظر الى المعادلة الاتية لقتل مئات الابرياء يوميا واغراق المجتمع العراقي بمزيد من الفوضى ودوامة العنف: مع ضرب معاقل القوات الامريكية للمليشيات الشيعية وملاحقة قادتهم خفت جرائم القتل على الهوية، لكن في المقابل نشطت مجموعات المليشيات السنية وتصاعد معدل العمليات الانتحارية والتفجير بالسيارات المفخخة في الاسواق واماكن سكن ومعيشة الناس. وهذا ما يمكن ملاحظته بين شهري اذار وتموز من هذا العام وأكدتها وزارتي الداخلية والدفاع التي قالت بأن معدل تصاعد العنف ازداد 10% ومعدل قتل المدنيين ازداد 30% وخاصة في مدن بغداد وكركوك والموصل وصلاح الدين والحلة. وعندما بدأت القوات الامريكية بتشديد الهجمات على القاعدة في محافظتي الانبار وديالى وصلاح الدين لاحتواء نشاطاتها، نشطت هذه المرة بالتوازي المليشيات الشيعية وتصاعدت معدلات جرائم القتل على الهوية والاغتيالات خلال الشهرين الاخيرين في البصرة والديواية والنجف اضافة الى مدينة بغداد التي تتصدر جميع المدن العراقية وعلى صعيد جميع الاستراتيجيات. وبعد اعلان خطة فرض القانون اجتاح العنف والفوضى الامنية الى مدن اخرى في العراق بعد ان كانت محصورة في ثلاثة مدن.
اما في اعلى الهرم هناك صراع سياسي محتدم بين القوى السياسية الطائفية والعرقية التي تقتل مليشياتها الابرياء. ان سياسة بوش ماضية في نفس الاتجاه وان اية حكومة تتشكل لا يمكن لها تجاوز الاطار الذي رسمتها ادارة الاحتلال للعراق. ان العملية السياسية برمتها تحتاج الى نسف من اساسها لان امراء الحرب والعصابات الطائفية التي ممثليها السياسيين في اعلى الهرم لا يمكن لها التنازل عن الثروات التي تجنيها من دماء العراقيين. وفقط من سياسة التقسيم التي انتجتها ادارة الاحتلال تستطيع اعادة انتاج نفسها.

الفرصة التاريخية لليسار:
خلال سنوات الاحتلال كشفت جميع القوى السياسية عن نفسها. فيما يخص القوى التي رفعت راية مقاومة الاحتلال، فأن الاسلام السياسي بشقيه الشيعي والسني الذي كان احد تلك الرايات سقطت في المستنقع الطائفي. اما التيار القومي العروبي هو الاخر ضيع بوصلته ولقد تطرقنا في مقال "جماعات المقاومة المسلحة وازمة الهوية" الى اسباب نكوص رايته.
ان المجتمع العراقي مهيئ لانعطاف نحو اليسار، اذ جرب كل القوى من قومية واسلامية سواء الذين ايدوا مشاريع الاحتلال او الذين وقفوا في صفوف المقاومة المسلحة.
ان هذا اليسار له اطاره اليوم واستطاع ان يمتلك اليات التغيير وهو الذي يقف في مقدمة التصدي لمسودة قانون النفط احد مشاريع الاحتلال الجهنمية وهو الوحيد الذي بأمكانه توحيد صفوف جماهير العراق "لا شيعية ..لا سنية.. الاحتلال عدو الانسانية".
ان دفع المجتمع لرفع راية التحرر والانسانية، تحتاج الى جسارة ثورية لها قادة تصمم على تغيير المجتمع تجاه اليسار رغم الظروف الصعبة. ان الايام المقبلة ستشهد هل بأمكان احداث تلك الانعطافة؟





#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة تقدير وشكر الى الذين بعثوا برسائل التعازي والبرقيات ال ...
- ما الذي على اليسار أن يفعله؟
- لن تثني ممارسات واعمال القوات الامريكية المجرمة من عزيمة ومو ...
- لنتصدى لقانون النفط والغاز ولنعمل من اجل إحباط تمريره على جم ...
- مقابلة مع سمير عادل رئيس مؤتمر حرية العراق حول وثيقة كركوك ا ...
- المؤتمر الفاشل في بغداد
- طرد الاحتلال وإنهاء خطر العصابات الطائفية مهمتنا نحن
- المافيا تنفذ حكم الإعدام على صدام حسين
- ساندوا إضراب عمال النفط من اجل امن ورفاه الجماهير وحرية العر ...
- اطلاق حملة مليون دولار من اجل مؤتمر حرية العراق
- جلال الطالباني يتشدق بالديمقراطية في العراق ونوشيروان مصطفى ...
- رسالة إلى قادة نقابات عمال نفط الجنوب بمناسبة انضمامهم إلى م ...
- إستراتيجية الفوضى في العراق.. ومهامنا لمواجهتها
- جماعات المقاومة المسلحة وأزمة الهوية-الجزء الثاني والاخير
- حول إستراتيجية مؤتمر حرية العراق في طرد الاحتلال وملأ فراغ ا ...
- جماعات المقاومة المسلحة وأزمة الهوية -الجزء الاول
- حول تحالف قوى اليسار.. بعض الملاحظات في الرد على مقال رزكار ...
- نص كلمة سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي ا ...
- رسالة مفتوحة الى السيد جلال الطلباني رئيس العراق الجديد حول ...
- التحالف القومي الكردي ـ الإسلام السياسي الشيعي غير المقدس


المزيد.....




- نيويورك.. الناجون من حصار لينينغراد يدينون توجه واشنطن لإحيا ...
- محتجون في كينيا يدعون لاتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ
- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سمير عادل - مرحلة جديدة..وفرصة تأريخية لليسار