أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كوردة أمين - هل نحن فعلا بحاجة الى هؤلاء الوحوش لحفظ الأمن في العراق وإعماره ؟















المزيد.....

هل نحن فعلا بحاجة الى هؤلاء الوحوش لحفظ الأمن في العراق وإعماره ؟


كوردة أمين

الحوار المتمدن-العدد: 624 - 2003 / 10 / 17 - 02:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


حقوقية وكاتبة - السويد

قبل أيام كتبت مقالة مطولة  بعنوان (( لامكان للقوات التركية في كوردستان وعلى أي جزء من أرض العراق )) شرحت فيها أسباب رفض العراقيين في غالبيتهم للتواجد التركي على أرض العراق .  وقلت أن جميع القوميات والطوائف والاديان في العراق لهم مسوغاتهم في هذا الرفض . ومع هذا نجد أن هناك البعض من العراقيين وللاسف الشديد يرحبون بدخول القوات التركية !
 والمرحبون بدخول القوات التركية من العراقيين هم على ثلاثة أنواع  :
 
 النوع الأول هم ( قلة ) من الإخوة التركمان الذين لايربطهم بالعراق شئ سوى الجنسية ,  ومن الذين لا يشعرون بأي ولاء أو انتماء اليه بل الى تركيا التي يعتبرونها هي الوطن الحقيقي والام الحنون لهم,   وهم  معروفون للجميع بارتباطاتهم باجهزة المخابرات التركية وتلقيهم الأوامر والمساعدات المادية والعسكرية من تركيا والميت التركي مباشرة . وهؤلاء ينتمون في غالبيتهم الى ما يسمى بالجبهة التركمانية التي لها دور كبير في إفتعال الفتن وزرع الاحقاد بين شرائح المجتمع العراقي بمختلف السبل والوسائل . ومن ذلك  الدور القذر التي لعبته في الاحداث الدامية التي وقعت في كركوك وطوزخورماتو مؤخرا بين التركمان الشيعة والكورد . والمؤامرة التي كانت تخطط لها في خلق  المشاكل والقلاقل في كركوك واغتيال محافظها لكونه كوردي . هذه المؤامرة التي أجهضت في الوقت المناسب والقي القبض على المشتركين فيها من قبل القوات الأمريكية وأدت الى حدوث أزمة سياسية بين الامريكان والاتراك لم تنته إلا بعد مباحثات ومفاوضات عاصفة بين الطرفين .
وهؤلاء هم أحفاد التركمان الذين وقفوا ضد ضم ولاية الموصل الى الدولة العراقية بعد تأسيسها عام 1921 وكانوا يرغبون بأن تبقى هذه الولاية ضمن الدولة التركية .
 وهذا ما ظهر جليا عام 1926 في نتيجة الاستفتاء الذي أجرته لجنة تقصي الحقائق التي أرسلتها عصبة الامم لتقييم الاوضاع في المنطقة وترسيم الحدود بين الدولتين التركية والعراقية . وقد ذكر السيد عزيز قادر الصمانجي ممثل الجبهة التركمانية في لندن هذه الحقائق في كتابه  ((التاريخ السياسي لتركمان العراق ))  . ففي الصفحة 79 منه وتحت عنوان موقف التركمان أثناء النزاع حول ولاية الموصل  جاء ما يلي :
(( كان من الطبيعي أن يكون موقف التركمان ورغباتهم اثناء النزاع حول الولاية , منسجما مع تطلعاتهم وامالهم النابعة عن العلاقات والروابط التاريخية والقومية والدينية , والتي كانت مع إبقاء الولاية ضمن الأراضي التركية , وقد أبدت الأكثرية الساحقة برأيها جهرا وعبرت عنه بمختلف الوسائل من القيام بالمظاهرات أو تقديم المضابط أو الإدلاء بإفاداتهم الى لجنة تقصي الحقائق التي أرسلها مجلس عصبة الأمم الى المنطقة لدراسة أبعاد المشكلة عن كثب , وقد شكل وجهاء التركمان جمعية في كركوك , بهدف القيام بتعبئة شعبية للمطالبة بابقاء ولاية الموصل ضمن تركيا .
ولم يكن من المتصور اتخاذ التركمان موقفا مغايرا أو مناقضا للإعتبارات التاريخية ومتطلبات الانتماء القومي والمصالح المشتركة ...)) .

والنوع الثاني هم نفرمن العنصريين الفاشيست المحسوبين على القوميين العرب ممن يملأ الحقد والكره  قلوبهم لكل ما هو غير عربي . وهؤلاء هم السبب في كل الكوارث التي حلت بالعراق عامة وبالكورد خاصة من مجازر وتصفيات عرقية جماعية على مدى عقود ,  وقد كتب أحدهم مؤخرا عدة مقالات على صحيفة العار العربي ( القدس العربي ) لصاحبها عبد الباري عطوان ,  وأطلق من خلالها تصريحاته المقززة ,  التي إدعى فيها بأن المكان الطبيعي للقوات التركية هو شمال العراق , لأنه يرفض أن تتمركز هذه القوات في المنطقة التي يريدها الأمريكان لها , وهي ما تسمى بمنطقة المثلث السني , والتي ينحدر منها هذا الكاتب العروبي القومجي .
 هذا الكاتب برر ترحيبه بالقوات التركية في المنطقة الكوردية بطريقة لامنطقية وساذجة ومن منطلق عنصري صرف .  وهو يرى إن  وجود  هذه القوات في منطقته هو من المحرمات ولكنه لا يجد ضيرا من انتشارها في المنطقة الكوردية بل هو يهلل لهذه الفكرة وكأنما هذه المنطقة ليست جزءا من العراق ! ( وقد كتبت ردا على دعوته في مقالتي المذكورة أعلاه ) .

وهناك نوع ثالث من العراقيين وغالبيتهم من الأميين والمصابين بأمراض نفسية واجتماعية خطيرة ويحملون في قلوبهم بغضا شديدا تجاه كل ما هو كوردي والذين نقرأ لهم بين الحين والاخر كتابات مسمومة كلها شتائم وكلمات سوقية وغير أخلاقية ولا إنسانية بحق شعبنا الكوردي , ويلعنون صدام لا لأنه ارتكب المجازر والأنفالات بحق الكورد واستخدم الاسلحة الكيمياوية ضدهم ,  بل لأنه - وحسب معاييرهم المتخلفة - كان رحيما جدا بالكورد ولم يقض على اخر فرد منهم  أثناء فترة حكمه !. وهؤلاء أعلنوها صراحة بانهم يرغبون بدخول القوات التركية ليس حبا بها .. بل نكاية بالكورد !!.
وحتى إن أحدهم من المعروفين بعدائهم الشديد للكورد  ( والمصابين بالمرض النفسي الخطير المعروف طبيا باسم كوردفوبيا !! )  لم يحاول أن يخفي سروره لقدوم القوات التركية , فأخذ يرقص طربا ,  ونسى شرفه العراقي الذي يتشدق به كل يوم  ,  وفضل أن يتنازل عن هذا الشرف ويقدم شماله الحبيب - كما يدعي - على طبق من الماس الى القوات التركية المحتلة التي يعتقد بانها كفيلة بانجاز مهمة السفاح المقبور صدام في الفتك بالكورد ! فهو يقول في إحدى خرابيشه المنشورة على موقع كتابات :
(( نعم انا اهنئ الشعب العراقي- خاصة القومية التركمانية والاشورية- واهلنا العرب بهذا النصر العظيم في ترصين كيان العراق ورصّ صفه الوطني , وانا حقيقة اشكر البرلمان التركي والحكومة التركية لهذا العمل الجبار الذي لاشكّ انّه سيخدم الامة العراقية والتركية في القريب العاجل  انشاء الله )).
إن الشعب العراقي الأصيل ليس وحده من يعارض دخول هذه القوات التركية التي هي في حقيقتها ليست سوى مجموعة من الذئاب البشرية في بزات وبساطيل عسكرية ,  بل حتى غالبية الشعب التركي يعارض إرسال هذه القوات لانهم ليسوا مستعدين للتضحية بابنائهم في سبيل الأمريكان وللموت دفاعا عنهم  , ولكونهم لا يرغبون أن يكونوا ضمن قوات الاحتلال والعمل تحت رايتها . لهذا نرى ونسمع عن اندلاع المظاهرات في المدن الرئيسية التركية والتي تقابل بالقمع الشديد من قبل أجهزة الأمن التركية . وكذلك قام البعض من المعارضين  الاتراك بتفجير مقرات حزب العدالة التركي الحاكم في كل من أنقرة وأسطنبول وأزمير .
إضافة الى كل ذلك فقد رفض مجلس الحكم العراقي وبشدة هذا المشروع ,  وقد جاء ذلك على لسان معظم أعضائه مثل السيد أحمد الجلبي , السيد أياد علاوي والسيد عبد العزيز الحكيم بالاضافة الىالقادة الكورد ,  كالسيد مسعود البارزاني والسيد مام جلال الطالباني اللذين قاما بزيارات لعدة دول عربية لإيصال وجهة نظر العراقيين والكورد بهذ الخصوص . وصرح  الدكتور محمود عثمان  أكثر من مرة  عن رفضه وتحذيره من مغبة دخول هذه القوات . وكذلك جاء الرفض من قبل وزير الخارجية العراقي السيد هوشيار زيباري .  وهذا الإجماع العراقي برفض دخول القوات التركية وجد له صدى في أروقة جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي اللتين اعلنتا معارضتهما لإرسال القوات التركية  الى العراق .
وحتى مقتدى الصدر الذي راهن عليه بعض التركمان في التأييد لدخول القوات التركية والذي أرسل قبل مدة أحد أتباعه الى مدينة كركوك ليقوم بخلق المشاكل هناك وتأليب التركمان والعرب ضد الكورد وإطلاق التصريحات النارية ضدهم بضرورة طردهم من المدينة ,  أقول فقد خيب هذا المقتدى امالهم وصرح قبل أيام بأنه واتباعه سيعاملون الاتراك معاملة المحتلين . 
هذه المواقف الرافضة لدخول القوات التركية جعلت تركيا تخفف من لهجتها التهديدية المتشددة التي استخدمتها من قبل ,  حيث صرح أحد كبار العسكريين الاتراك بأنهم سيردون بكل قوة على أية محاولة من الكورد للتعرض للقوات التركية عند مرورها من الاراضي الكوردية . ثم بعد ذلك بأيام نشرت جريدة ينى شفق التركية والناطقة باسم حزب العدالة الحاكم بان تركيا لن ترسل قواتها للعراق في حالة فشل  الولايات المتحدة الأمريكية باقناع مجلس الحكم الانتقالي العراقي والاطراف العراقية الاخرى  بالقبول بدخول هذه القوات .
واخيرا ... أهدي بعض الصور لكل من رحب وهلل ورقص طربا لقرار ارسال القوات التركية الى العراق ,  ولكل من تساءل بحسن نية أو بخبث عن سبب رفض العراقيين لهذا القرار ,  ليطلع الجميع على حقيقة الذئاب البشرية التي من المقرر ان تدخل العراق بحجة كونها قوات عسكرية لدولة جارة ومسلمة تشارك في مهمة حفظ الأمن في العراق وتساهم في إعماره .

 



#كوردة_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مكان للقوات التركية في كوردستان ولا على أي جزء من أرض الع ...
- هل أنصف الاعلام العربي القضية الكوردية ؟
- رسالة مفتوحة
- اليوم ذكرى أم الجرائم - بمناسبة مرور خمسة عشر عاما على جريمة ...
- حقائق تتحدث
- القضية الكوردية والفيدرالية في قرارات مؤتمر لندن للمعارضة ال ...
- تهنئة بمناسبة مرور عام على اصدار موقع الحوار المتمدن
- كركوك رحلة في ذاكرة التاريخ
- ليست الجبال وحدها اصدقاء للكورد
- سياسة التعريب ضد الكورد جريمة دولية لايمكن السكوت عليها
- توضيح الى الرأي العام العراقي
- القضية الكوردية وتأثيراتها على مستقبل العراق
- المشاريع العدوانية لتركيا الطورانية
- العراق ومشكلاته ...تداعيات الواقع وافاق المستقبل
- هل من المفروض ان نصفق الان....؟
- تطهير عرقي على الورق
- و ماذا بعد المؤتمر العسكري ... !
- مشاهد من قانون دراكون وتطبيقاته …على ارض الحضارات ! المشهد ا ...
- الاناء ينضح بما فيه ..رد على السيد علاء اللامي
- مشاهد من قانون دراكون* وتطبيقاته … على ارض الحضارات !


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كوردة أمين - هل نحن فعلا بحاجة الى هؤلاء الوحوش لحفظ الأمن في العراق وإعماره ؟