أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي جرادات - عودٌ على بدء















المزيد.....

عودٌ على بدء


علي جرادات

الحوار المتمدن-العدد: 2035 - 2007 / 9 / 11 - 10:50
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما اشبه اليوم بالأمس، وما اشبه بوش بكلينتون وأولمرت بباراك، وما اشبه الدعوة "للقاء الخريف" الغامض، الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي بوش، بدعوة الرئيس الأمريكي السابق كلينتون إلى مفاوضات كامب ديفيد عام 2000. فالدعوتان كلاهما مستعجلَتان، وقام بهما رئيسان أمريكيان في نهاية ولايتهما. ويستهدف "لقاء الخريف"، كما استهدفت مفاوضات كامب ديفيد 2000، التركيز على جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، القضية الفلسطينية، وعلى لبِّها، حق العودة، علاوة على قضايا القدس والحدود والمستوطنات والمياه.
ولكن هذا التشابه لا يلغي فوارق ظرفي الدعوتين، تتمثل في أن دعوة الرئيس بوش أكثر غموضاً، وتأتي في اطار أوضاعٍ دولية واقليمية أكثر تعقيداً ومجافاة للقضية الفلسطينية، وفي سياق أوضاعٍ رسمية عربية أكثر عجزا وتفككا، وفي ظلِّ حالة فلسطينية، هي الأكثر هشاشة منذ عقود؛ إذ على الأقل، فإن دعوة بوش "للقاء الخريف"، تأتي في ظلِّ وضعٍ عربي وفلسطيني، هو الأسوأ منذ ابتدأت مسيرة العملية السياسية في مؤتمر مدريد عام 1991، عندما جَرَّت واشنطن شامير، رغما عن إرادته، إلى عملية المفاوضات، ما حدا به للقول: "سأفاوض العرب عشرين عاما"، وأضمر تحويل المفاوضات إلى آلية لـ"إدارة الصراع"، وتكريس المزيد مِن حقائق الرؤية الإسرائيلية على الأرض. وشرعَ في ذلك إلى أن عاد حزب "العمل" للسلطة في إسرائيل بقيادة رابين، الذي تحدث عن "وديعة" حول الجولان، ووقَّع اتفاق "اعلان المباديء" (أوسلو) مع الفلسطينيين، ليبدأ ما لا يطاق مِن عمليات إعادة التفاوض على ما تم الاتفاق عليه، وإرجاء مقصود للمفاوضات حول "قضايا الوضع النهائي": حق العودة والقدس والحدود والمستوطنات والمياه.
بذلك دخلت العملية السياسية ومفاوضاتها المريرة دهليز "لا يوجد مواعيد مقدسة". وتلك عبارة شهيرة قالها رابين بعيد توقيع اتفاق اوسلو، وكانت ذات مغزى سياسي كبير، وظلت، وما زالت، تشكل حجر الأساس لطريقة التعامل الإسرائيلي مع مطلب الطرف الفلسطيني بضرورة "التنفيذ الأمين والدقيق" لما تم التوقيع عليه مِن اتفاقات، وخاصة "اتفاق اعلان المباديء" (اوسلو)، الذي جرى تقسيمه إلى شقين، "انتقالي" و"نهائي".
لم يكتفِ حزب "العمل" بالمماطلة والتسويف وعدم الإلتزام في تنفيذ "اتفاق اعلان المباديء"، حتى في شقه الانتقالي، وذلك عبر فلسفة "لا يوجد مواعيد مقدسة"، بل قام بتوظيف عامل الوقت وفترة الهدوء النسبي للصراع، التي وفرها توقيع اتفاق اوسلو، لصالح خلق المزيد مِن حقائق الأمر الواقع، خاصة لجهة استكمال مخطط سلخ القدس وتهويدها، والتهام المزيد مِن اراضي الضفة الغربية، والعمل على تقطيع أوصالها، وتمزيقها إلى "كانتونات" منفصلة، ناهيك عن الاستمرار في سياسة التجريف والاعتداء والحصار والقتل والاعتقال وهدم البيوت وحظر السفر والتنقل......مِن عمليات القمع والعقاب الجماعي.
كشفت عملية التسويف والمماطلة في تنفيذ الاتفاقات عن أن سائد السياسة الإسرائيلية، على اختلاف تلاوينها الحزبية، ما زال دون الاستعداد للإقرار بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره بنفسه، ودون الاستعداد للإقرار ولو بالحد الأدنى مِن حقوقه الوطنية المشروعة، كما أقرتها قرارات الشرعية الدولية.
غاب رابين، وعاد الليكود للسلطة بقيادة نتنياهو، الذي، وإن لم يلغِ "اتفاق إعلان المباديء"، إلا أنه إختبأ خلف معزوفة "التبادلية"، ومارس قناعته العنصرية: "بالمزيد مِن الضغط يرضخ العرب"، وتوقف عن تنفيذ بنود المرحلة الانتقالية، خلا اتفاق جزئي حول مدينة الخليل، مزقها لقسمين.
ظل الحال على هذا النحو، حتى عاد حزب "العمل" للسلطة بقيادة باراك، الذي أعلن عن نوايا "سلمية"، وعبَّر عن استعداده للانتقال إلى التفاوض حول "قضايا الوضع النهائي". ولكن الشهيد أبو عمار، وفي ضوء مرارات السابق مِن المفاوضات وحقائقها؛ وبالنظر إلى انتهاء العمر الزمني لاتفاق "اعلان المباديء" دون استكمال تنفيذ الإسرائيليين لشقه الإنتقالي، أدرك صعوبة زحزحة الصلف الإسرائيلي، خاصة في ظل عجز الموقف الرسمي العربي وتفككه، فضلا عن الدعم الأمريكي المطلق للموقف الإسرائيلي. وأيقن ابو عمار أن خلاف "العمل" مع "الليكود" تكتيكي، ويجسره الاتفاق على رؤية تتردد عن إخلاء الجولان، وترفض الإعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير المصير المستقل والسيادي، إضافة إلى اتفاقهما على رفض التنازل عن القدس، ورفض حق اللاجئين في العودة وفقا للقرار الدولي 194. وهذا ما دعا المرحوم أبو عمار إلى المطالبة بتأجيل الدعوة إلى مفاوضات كامب ديفيد، ومحاولة التملص مِن هذا الاستحقاق، غير أن كلينتون وباراك أصرا على عقد تلك المفاوضات، على أمل إنتزاع توقيع فلسطيني على تصفية القضية الفلسطينية، عبر "رشوة" التوسيع الكمي لما تم تنفيذه من الشق الإنتقالي(الحكم الذاتي) لاتفاق أوسلو، مقابل التخلي الفلسطيني الرسمي عن قضايا اللاجئين والقدس والحدود والمياه واخلاء التجمعات الأساسية للمستوطنات في الضفة الغربية.
في ضوء فشل مفاوضات كامب ديفيد 2000 الكاشفة والمفصلية، التقط ابو عمار الرسالة، وأدرك أن القيادة الإسرائيلية بدعم مِن واشنطن، تعد العدة لجولة مِن الصراع الدموي، بهدف رد الصاع عشرة على لطمة الرفض الفلسطيني لعرض باراك كلينتون.
يومها حاول أبو عمار تفادي تصعيد إسرائيلي قادم، إتضح بالوقائع صعوبة تفاديه، لأنه مخطط، ويرمي للإبتزار السياسي. وباقي القصة معروفة، فقد أدت زيارة شارون للأقصى، وما تلاها مِن جرائم حرب دموية للجيش الإسرائيلي، وعلى مدار شهر ونيف ضد المسيرات والتظاهرات الفلسطينية السلمية، إلى اشعال فتيل نار انتفاضة الأقصى التي بدأت سلمية مدنية، لكن دموية الجيش الإسرائيلي المشحون بقرارات تصعيدية مِن المستوى السياسي، قادت إلى تعذر، بل استحالة مواصلة الطابع السلمي لرد الفعل الشعبي الفلسطيني.
هنا، وبعد صعوده إلى رأس الهرم السياسي الإسرائيلي؛ واستثماراً لـ"غزوة" بن لادن في 11 أيلول 2001، "إنتخى" شارون المشهود له بـ"خبطاته" الإستراتيجية، التي تجبر الآخرين، خصوما وأعداء، على اللعب في ملعبه، واعاد الاحتلال الواقعي لمناطق "أ" في الضفة، وفكّ الإرتباط مع غزة، و"سَجَنَها" مِن طرف واحد، وشرع في بناء جدار الفصل المُتفق عليه بين "العمل" و"الليكود".
ولكن شارون، وقبل استكمال مخططه، عبر خطة "الانطواء" أحاديا في الضفة، غطس في غيبوبته. فجاء أولمرت، وأعلن سير حكومته الائتلافية مع "العمل" على ذات المنوال، لكنه اصطدم، وتعرقل بالفشل العسكري في العدوان على لبنان، وما خلقه مِن أزمة إسرائيلية داخلية، ترنح عليها أولمرت، واعلن أن خطة "الانطواء" "لم تعد أولوية، غير أنه لم يقل: إنها لم تعد قائمة كخطة سياسية.
بناء على كل ما تقدم؛ وبالنظر إلى غموض دعوة بوش "للقاء الخريف"؛ واستناداً إلى ما اعلنه أولمرت مِن تخفيض لسقف التوقعات حول "لقاء الخريف"، ينتصب سؤال: ترى هل في جعبة القيادة الإسرائيلية، وفي جعبة أولمرت تحديداً، أكثر مِن خطة "الانطواء"، ومحاولة "تبليعها" للفلسطينيين بالتفاوض، بعد أن تعثر فرضها أحاديا ومِن طرف واحد؟!!!
مِن زاويتي، لا اعتقد ذلك، واضيف أن انتقال الموقف الإسرائيلي مِن خشونة "لا يوجد شريك فلسطيني"، إلى نعومة تقسيم الفلسطينيين بين "معتدل" و"متطرف"، يهدف فيما يهدف إلى تعميق الشرخ الفلسطيني الداخلي، واطالة أمده، ويرمي إلى ضرب طرفي الصراع الفلسطيني، بل ربما يهدف إلى ضرب الطرف "المعتدل" أكثر مِن الطرف "المتطرف"، فضلاً عن محاولة جرجرة أطراف عربية، وخاصة الخليجية، إلى مهاوي "التطبيع أولاً"؛ وإلا ما معنى ما تتناقله وسائل الإعلام عن مصادر خليجية مطلعة تقول: إن الإدارة الأمريكية طلبت مِن دول مجلس التعاون الخليجي تقديم ما تصفه ببادرة لبناء الثقة، فحواها إقامة علاقات مع إسرائيل، تكون أقل مِن سياسية وأكثر بقليل مِن تجارية؟!!!



#علي_جرادات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبهة الجولان إلى أين؟!!!
- -إذا عُرِفَ السبب بَطَلَ العجب-
- مَن يتحمل مسؤولية -ظلمة- غزة؟!!!
- إلى متى؟!!!
- واغتربت تضحيات الحرية الفلسطينية
- عطس ثلاثين عاما
- عطش ثلاثين عاماً
- بين -التطبيع- و-التتبيع-
- تسوية...تصفية أم تسلية؟!!!
- 55 عاما على ثورة 23 يوليو
- أول الغيث قطرة بريطانية
- إلى الباقين سلام
- حضور خطة وغياب بصيرة
- الماء والسراب
- معبر رفح والخطاب الفلسطيني المشوه
- وعي المظهر وانكار الواقع
- قطع الحوار انتحار ولكن
- صراع على السلطة أم قلبٌ لمعناها؟!!!
- حلقة الخلاص الوطني المركزية
- ًكي يبقى النهر لمجراه أمينا


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - علي جرادات - عودٌ على بدء