أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد الستار الأبيض - من العقل إلى بيت جحا وبالعكس يا قلب لا تحزن















المزيد.....

من العقل إلى بيت جحا وبالعكس يا قلب لا تحزن


محمد عبد الستار الأبيض

الحوار المتمدن-العدد: 2040 - 2007 / 9 / 16 - 01:09
المحور: حقوق الانسان
    


ولنا أن نسأل أخيرا بعد هذه المراوحة بين العقل وبيت جحا ذهابا وإيابا :
لماذا عجزت الأمم التحدة, كما عجزت قبلها شقيقتها المأسوف عليها, عصبة الأمم, عن أن تحقق مبدأي : السلام والتنمية و هما المبدأين الذين أنشئتا من أجلهما في أعقاب حربين بل حروب أهانت قيمة الإنسان بما هو إنسان, أرقى سكان كوكب الأرض من حيث تكوينه البيولوجي؟!
الإجابة ببساطة نجدها في الشعار الذي تعمل تحته مؤسسة اليونسكو, وهي المؤسسة الموكل إليها تحقيق هذين المبدأين, وهذا الشعار هو:
" تشجيع وترقية العلم, والتربية, والثقافة "
(يرد هذا الشعار في جميع رسائل اليونسكو الشهرية منذ نشأتها عام 1946 )
والمتأمل لهذا الشعار الذي لا زالت تعمل تحته وكالة اليونسكو الوكالة " المخ" للأمم المتحدة حتى الآن, سوف يكتشف سؤ عجزها بل وفشلها الذي يعاني مته " كوكب في خطر " كما تعترف به هي نفسها ( راحع رسالة اليونسكو العدد 178 مايو 1976 ), وفي عامنا هذا عام 2005 فإن هذا الخطر بات الآن يلمس أطراف أصابعنا, ويطمس عيوننا, ويحرق أبداننا.
يأتي هذا العجز بداية من منطوق هذا الشعار الذي تعمل به هذه المؤسسة.
يبدأ هذا الشعار بكلمة فضفاضة هي كلمة " تشجيع "
وليس أدعى ‘لى الدهشة والاستغراب, من أن يستخدم خبراء هذه المؤسسة في اللغات والعلوم والفنون, كلمات فضفاضة وحسب, ولكنها كلمات ذات غياب علمي بل ومرفوضة من أدبيات العلم الحديث.
نعم, دعونا نتساءل :هل تغيير العالم, والالنتقال به من مراحل الهمجية تلك التي لا زالت تراهن على أن القوة فوق القوانين التي تحمي الحياة وتضمن استمراريتها ؟! وهل هذا التغيير يتحقق بتشجيع الشعوب على أن تكون شجاعة ؟! ومن هو, أو ما هو,. ذلك العدو الذي يجب أن تتشجع الشعوب على مواجهته ؟! وهل هناك عدو, من أصله, يقف أو يحول دون حماية هذه الحياة, واستمرارها ؟! ثم كيف تكون هذه الشجاعة ؟ !
قد يقول قائل : نعم يوجد هذا العدو, إنه الجهل, ولكن أليس مما يدعو إلى السخرية والعجب أن نحول شبحا صنعناه بأنفسنا إلى كائن حقيقي نجسمه ونحشد له ثرواتنا, وجهودنا, لكي نحاربه ؟!
أليس الجهل هو الصناعة المفضلة لدى أصحاب السلطة, ومحترفي السياسة, ومن بيدهم مقاليد الأمور ؟!
إن الإنسان بما فطر عليه, كائن يحيا ويعيش بالمعرفة. إن المعرفة بالنسبة للأنسان كالماء والهواء والغذاء, وهي جميعا موجودة في صميم تكوينه البيولوجي, وليست فقط من أولى حقوقه .فالإنسان حيوان عارف بذاته ولا يستطيع أن يحيا أو يعيش بد ون معرفة. فالمعرفة هى التي تعطيه المعنى الذي يبحث عنه لحياته. إنه لا يكتفي بالمعلومات كأي جهاز كمبيوتر محشو بها, ولكنه لا يني يبحث عن المعنى الذي تفصح عنه هذه المعلومات. فعلى أي شيء تشجعه مؤسسة اليونسكو إذا ؟ ! هل تشجع الإنسان على أن يكون إنسانا ؟!
إن حرمانه الإنسان من المعرفة, وهو الأمر الذي ما فتئ يسجله تاريخ البشرية حتى الآن, إنما يعني حرمانه من الحياة ذاتها.
إن سكان هذا الكوكب من البشر ليسوا في حاجة إلى " التشجيع " على المعرفة, و لكنهم في حاجة إلى حماية حقهم في المعرفة.
على أنه ينبغي علينا قبل أن نترك الحد يث عن حكاية التشجيع هذه التي تهين إنسانيتنا, أن نؤكد أن حرية المعرفة ينبغي أن نكفلها تماما لأطفالنا, فور أن يخرجوا من بطون أمهاتهم.
ونحن نزعم أن هذه الحرية هي الحرية الأصل والأساس لكل الحريات الأخرى. وهي الكفيلة بحماية كافة هذه الحريات, دون أنه يضطر الناس إلى اللجوء إلى القضاء وحشد المظاهرات.
أما إذا انتقلنا إلى الكلمة الثانية التي يتضمنها شعار اليونسكو, " وهي كلمة ترقية "والتي يردفها بكلمة العلم, فإن الآمر يصبح هذه المرة داعيا لمزيد من الدهشة و التعجب. لقد أصبحت الترقية هذه المرة شريكا في مسألةى التشجيع. ولا أدري كيف تشارك الترقية في التشجيع. يقول الشعار ترقية العلم, ونحن نسأل: كيف يكون العلم راقيا, والعلم يرقى بذاته بما هو علم.
أما عن الكلمة الثالثة في هذا الشعار و هي تتحدث عن " ترقية التربية " فعن أية تربية تتحدث اليونسكو ؟! وها نحن نرى العالم يزخر الآن بأشكال وصنوف من التربية لا حصر لها, وكلها تدعي أنها التربية الصحيحة, وما عداها فهو " قلة تربية ". وما الحروب التي شهدها ويشهدها كوكبنا الآن إلا تلك الحروب التي تندلع بين ( ناس متربيين أحسن تربية ) ! وأزعم أني أتابع كل ماوقع في يدي من رسائل اليونسكو الشهرية, و ما تكتبه عن رؤاها التربوية, واجد أنها لاتعالج ما تسفر عنه هذه الرؤى من مضاعفات مدمرة, بقد ر ما تكرس لهذه المضاعفات, ومن ثم فهي لا تطرح رؤية عالمية/ كوكبية تحسم هذا التنافر التربوي بين البشر.
إن الأزمة المعرفية التي تطرح هذا السؤال: هل المعرفة سابقة على وجود الإنسان أم لاحقة لوجوده وموجودة بوجوده؟
إنها نفس الأزمة التي تعاني منها كل فلسفات التربية التي نعرفها حتى يومنا هذا: وهذه هي الأزمة الجدير باليونسكو بأن تعالجها..
ثم تأتي ثالثة الأثافي كما يقول العرب وهي تتناول هذه المرة موضوع "الثقافة"
وفي حدود علفمنا ومعلوماتنا نرى أنه إذا كان المقصود بالثقافة هو الأسلوب ونمط الحياة الذي يتعامل به الناس مع أدواتهم الحضارية, فإن الأمر حينئذ سيكون مرهونا بطريقة التفكير التي يفكر بها الإنسان في كل زمان ومكان يعيش فيه. وهناك طريقتان للتفكير الإنساني لا غير:( طريقة التفكير الطفولية العشوائية, و طريقة التفكير التي ينبغي أن يفكر بها البالفون الذين تكونوا معرفيا. ( سبق أن أشرنا إلى الفرق بين الطريقتين بشيء من التفصيل). و أمر الثقافة مرهون بأي من هاتين الطريقتين في التفكير, ما زال يسود تفكير البشر الآن على سطح كوكب الأرض.

إننا نكتفي الآن, بعد هذا التحليل لذلك الشعار الغامض و الذي نرجو أن تكون منظمة اليونسكو قد أعادت النظر فيه بعد 60 عاما من تبنيه, دون أن يحقق سلاما أو تنمية
ونود فقط أن ندعو هذه المؤسسة إلى تبني مشروعا كوكبيا إنسانيا يحقق التكوين المعرفي للإنسان المعاصر. أي ذلك المشروع الذي يحول دون كبح هذه المعرفة وإخصائها عالميا ومن ثم يحقق السلام والتنمية لينطلق أخيرا فيبدع أساليبا متطورة في حماية الحياة واستمراريتها.
بيد أننا رغم كل ملاحظاتنا السابقة, نتفق كل الاتفاق مع منظمة اليونسكو في مطلبها الأساس, وهو نزع السلاح في كوكب الأرض, وإخلاء المعمورة من كل أدوات التخويف التي شهدها القرن العشرين على نحو لم تشهده القرون السابقة ومن هنا يكون مشروع اليونسكو مشروعا علميا يبد أ بالتكوين المعرقي للإنسان المعاصر.

إعداد



#محمد_عبد_الستار_الأبيض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالات السلوك الإنساني .
- نظرية إنسانية
- النشاط الصفي و اللا صفى أهدافه ومعوقات التطبيق


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يوضح لـCNN سبب الغارة على مخيم المغازي للاج ...
- نتنياهو يخشى إصدار مذكرات اعتقال بحقه ويطلب المساعدة من بريط ...
- قناة عبرية: نتنياهو يخشى إصدار مذكرات اعتقال بحقه ويطلب المس ...
- فيتو أميركي محتمل يواجه منح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم ال ...
- مخاوف إسرائيلية من أوامر اعتقال دولية لنتنياهو
- مندوب روسيا: أقل ما يجب علينا القيام به، قبول عضوية فلسطين ب ...
- هذه مطالبهم.. عائلات الأسرى الإسرائيليين ومتضامنون معها يقوم ...
- مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: تضغط في كل الاتجاهات م ...
- إنفوجراف | أحكام الإعدام في مصر خلال شهر فبراير لعام 2024
- الصفدي: قبول فلسطين بعضوية كاملة في الأمم المتحدة انتصار للح ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد الستار الأبيض - من العقل إلى بيت جحا وبالعكس يا قلب لا تحزن