أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فاروق سلوم - سعدي يوسف ..عندما يصير الشاعر كونيا - كتاب جديد بالأنكليزية















المزيد.....

سعدي يوسف ..عندما يصير الشاعر كونيا - كتاب جديد بالأنكليزية


فاروق سلوم

الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 12:23
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في سيرته.. انه شهد حروبا .. وحروبا اهلية .. وعرف واقع الخطر..
كما عرف السجن .. وعرف النفي
وقصائد سعدي يوسف منشورات سرية ..
نبض حائر لكلمة مجنونة
طاقة مستيقضة.. تتسلق جدار السنوات
اشكالية تثير الأسئلة .. وتثير العداء .. وتطلق الحب !!
ولكلّ تجربته مع سعدي يوسف.... هي تجربة الشاعر وهو يحتل ملاذا في الوجدان ..
فلقد وصلتني ،وانا في اول العمر ، قصائد سعدي يوسف ، الغائب في المنفى يومذاك ، كمنشورات سرية خطرة ، فهو الشاعر، الماركسي ، الذي احببناه وهو في منفى مدن الساحل الجزائري ..واحببناه في غربته القسرية هاربا من جحيم المصير المجهول المهدد لكل بقاء ..
واحببنا ندرته مثلما احببنا شعره المستحيل..
يومذاك حيث كان الشرطي يتلفت من خلفك ومن قدامك .. ليقرأ كل حرف معرفي مهددّ !!
ثم سلمت اليّ مجموعته الشعرية – قصائد مرئية الصادرة في صيدا عام 1965 مثلما يسلم البيان الشيوعي .. بين ارغفة الخبز او في مخبأ متنقل .. وسط توصيات بالخوف والحذر من كل مخلوق خرافي مفترس قد يبتلعنا لو اكتشف ان هذه القصائد من بين قراءاتنا ..
وسلمت اليّ مطولته ( تحت جدارية فائق حس) مثل نص محرّم ، في اواسط السبعينات ... وقد اختار سعدي قصيدته هذه من الدلالة العميقة لتلك الجدارية الأنطوائية الجالسة على طرف ساحة الطيران قبالة الشمس... وسط بغداد .. حيث تجلس الشغيلة العراقية كل فجر .. وهم الآلاف من شغيلة عراقية فقيرة في ( مسطرهم ) - نسقهم - ا لجليل وهم على باب الرزق الصعب تحت ظل ظرف قاس تؤطره بضعة حمامات وموتيفات لفائق حسن منفذة بألأرابيسك تسجل مرحلة من مراحل النضال الطبقي والسياسي في العراق ..
وقد نفذها الفنان فائق حسن بعد ثورة تموز 1958 ضد الملكية .
كانت القصيدة صوتا ملحميا بكائيا متفرد ا.. وانتقائيا.. فيما تسترسل الشغيلة المتعبة في جلستها المنتظرة على باب الحياة كل يوم حيث يسعى كل شغيل الى لحظة رزق طائشة .. او بالغة الندرة يومذاك .
وسلّمت اليّ اخيرا نسخة سرية مصورة – فوتو كوبي – في شارع المتنبي 1994 من……. ( ايروتيكا ) بمنتهى السرية والخشوع.. وقشعريرة الشهوة المكبوته .. خشية الرقيب المبرمج الذي يطيح بكل جمال في لحظة شك ارعن .. اذ يكفي ان تكون كلمة – ايروتيكا – لوحدها .. تهمة الزندقة .. او تهمة للرجم او الحد .. او السجن او المصير المحتوم ..
من يدري مالذي يمكن ان يواجه المرء في تلك اللحظات البلهاء في قسوتها وهيجانها الكاسح !!
والساعة اتأمل سعدي يوسف.. الأنسان و الشاعر في فردوسه الكوني البعيد عن كل شبهة او سؤال ، بعد ان انجر مشروعا شعريا هائلا وبدأب ( نملي ) يومي دقيق .. و رسم شعره مكانة كونية في افق الثقافة العالمية ومشهدها الشعري .. وبين يدي كتاب ( شعر سعدي يوسف بين الوطن والمنفى ) بألأنكليزية ، لمؤلفه يير هوري ، الأستاذ المتخصص بثقافة الشرق الأوسط في جامعات عديدة ، وهو مؤلف وكاتب لعدد من الدراسات في الشأن الشعري العربي الحديث والنقد .. واللسانيات ..
ويثير هذا الكتاب الى جانب العديد من الكتب الصادرة عن سعدي يوسف بألأنكليزية والأيطالية والفرنسية ، الكثير من لحظات السؤال.. المرهف ، والأسترسال الموحي ، والشكوك المريضة ايضا ، كل ذلك من اجل شاعر اشكالي متنوع خرج الى افق العالمية حيث صارت جامعات العالم والمنظمات الشعرية العالمية تختار شعره وتقرره ؛ مثلما يختار باحثون ، ومهتمون ، قراءة اعماله او ترجمتها بحرية واسعة حيث تكون .. كونية الشاعر مدخلا بحثيا وجماليا بالغ الخصوصية ، لهؤلاء المهتمين من جامعات العالم ومؤسساتها الثقافية مثلما تتيح تلك الدراسات قراءة سعدي يوسف .. قراءات معمّقة شتى ..وترجمته ..وتدريسه .
وقد عالج المؤلف تجربة سعدي يوسف الشعرية والحياتية في كّل واحد لاينفصم ؛ وقرأه قراءة وبحثا وتأصيلا في دأب متواصل لتحليل مائة قصيدة من شعر يوسف في شتى مراحل عمله الشعري .. مؤثرا منهجا معرفيا للوصول الى الأعماق النادرة في خصوصية الكلمة ، والنسق ، وبنى النص ايضا ، يقول المؤلف يير هوري : لقد عرف سعدي يوسف ، منذ وقت بعيد كشاعر حداثي بارز في واقع الشعر العربي ، وفي هذا الكتاب الأول من نوعه باللغة الأنكليزية ادرس دراسة معمقة المنجز الشعري لسعدي يوسف عبر تحليل الثيمات الأساسية لشعره والقراءة المقربة .. ( الحميمة ) لقصائده .. في محاولة لأستكناه هذه المكانة التي تحتلها تجربته الشعرية ونصوصه الأبداعية ، وبهذه الطريقة ، كما اظن ، تقوم الدراسة بوضع اطار مرسوم لفهم سعدي يوسف في تجربته الشعرية الخلاّقة لدينا وعند القارىء الغربي عموما .
ويعلق اس. سوميخ الأستاذ الفخري قائلا : ان سعدي يوسف الشاعر الأكثر تميزا اليوم في بلد قدم العديد من الأسماء الشعرية اللامعة في الماضي والحاضر .. حريّ بمثل هذه الدراسة الأكاديمية من قبل يير هوري المهتم بألأدب العربي .. وقد قدم يير هوري دراسته الأكاديمية العميقة هذه متناولا الخصوصية البالغة والعمق اللغوي وتركيبة التصوير بشكل يؤكد اهمية هذه الدراسة الفريدة المثيرة عبر مقتربات في النظرية الأدبية تجعل شعر يوسف اكثر قربا ووعيا عمليا من القارىء ..
ويضع المؤلف توطئة الدكتور شاكر النابلسي رئيس الجامعة العربية الأمريكية في كولورادو ، و صاحب دراسة شهيرة بألأنكليزية بعنوان ( قامات النخل : دراسة في شعر سعدي يوسف ) و يجتزيء المؤلف ، في كوتيشن نادر ماكتبه النابلسي حول هذا الكتاب الجديد ..بما يعزز وجهة نظره كباحث يهمه تزكية ابناء الثقافة العربية ، يقول شاكر النابلسي :
لقد ابتكر يير هوري كتابا متميزا في دراسة وتقديم شعر سعدي يوسف بألأنكليزية ، مقدما اياه الى القارىء الغربي في قراءة مدركة للمبتنى الشعري والأفق اللغوي والدلالي ليوسف ، وقد فعل المؤلف ذلك بوعي وعمق وخبرة حية . ان الكتاب فرصة للتعرف عن قرب الى دأب يوسف المتواصل في بحثه الجمالي الذي لايني ينحت هويته ومكانته في مبـتـنى الشعر العراقي والعربي في المنفى ايضا ..
اما وقد كتب درويش عبارته الخاصة ( منذ ان بدأت أقرا سعدي يوسف فقد استحوذ على مذاقي الشعري .. انه واحد من شعرائنا العظماء لقد قاده الشعر ، بل اجرؤ ان اقول انه قاد الشعر الى تغيير هائل في صيغته وبلغة متجاوزه للغة الشعرية السائدة الجامدة حتما الى لغة جديدة يمكن ان يميزها المرء بتلقائيتها وعمقها الذين يمثلان البحث عن الجوهر وبهذه الطريقة فأن الشعر في قصائده قد اصبح الحياة ذاتها بكلماتها وتلقائيتها ) .. وكتب اساتذه وباحثون موقفهم الفني ورؤيتهم في كلمات بليغة .. وخطاب لالبس فيه ..
اما وقد صدر هذا الكتاب الجديد بألأنكليزية في مكتبات العواصم
فأن يوسف الشاعر والأنسان في هذه المرحلة .. سيجد من يحتفل بهذا الأصدار.. ويثني على دأب شاعر يستيقظ كل فجر ليداعب قطط قصائده .. ذوات الفراء
كما سيكتب البعض من ذوي النمط اللغوي والفكري شيئا مختلفا من حوله ..
لكن سعدي في انتمائه العميق وعزلته الخلاّقة .. لن يلتفت الى الأنداد بغضب ..
انه يواصل الدفاع عن بلاده التي تحت الحراب بالكتابة الحية في رداء الفكر ..
و لغة الشعر

الكتاب : شعر سعدي يوسف في الوطن والمنفى
تأليف: يير هوري
اصدار : مطبعة اكاديمية سوسكس 2007
عدد الصفحات :368




#فاروق_سلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فؤاد التكرلي : الأفندي الأنيق ابن المحلّة البغدادية في الثما ...
- العربي الجيد ..هو العربي الميت
- تارا مكّلفي .. تواجه الأسئلة عن كتابها( وحشية ).. الأكثر انت ...
- بأنتظار صحوة النخب .. ومحنة خدر العوام !!
- الخبير الدولي .. الفنزويلي فرناندو باييز : رأيت بعيني وسجلت ...
- رؤية معمارية للفضاءات السبع لجسر الصرافية !!
- الفيلاّ الخضراء :استعادات في مخبأ غريتا غاربو السري !!
- جارلس سيميك .. جائزة الأكاديمية الأمريكية للشعر
- عمارة الكلام ..وعمارة المكان ..بين شارع الأميرات ..وشارع جبر ...
- كانت الذات الأنسانية ميالة الى الجريمة دائما !
- مهرّب الخيول النرويجي بير باتيرسون ينال جائزة أمباك للرواية
- خالد السلطاني :معرفة العمارة وتأويلها
- تقشير الفستق :فوتوغرافيا الغروب الأخير على شفق بغداد
- وداعا انغمار بيرغمان شاعر السينما العالمية
- آخرة الحكمة : مندايا الرحيل .. مندايا الأياب
- اعادة لمقولة الغياب
- مندايا سفر الخروج
- عيون عميه ....
- مندايا ..ملكا نورا
- مندايا


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فاروق سلوم - سعدي يوسف ..عندما يصير الشاعر كونيا - كتاب جديد بالأنكليزية