أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - مخاطر احتكار الإعلام














المزيد.....

مخاطر احتكار الإعلام


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2034 - 2007 / 9 / 10 - 07:13
المحور: الصحافة والاعلام
    


ظلّ كثيرون يرددون المقولة السالفة المشهورة في القرن العشرين المنصرم [ الإعلام هو السلطة الرابعة ] وهم يقصدون أنه يأتي بعد السلطة التشريعية والقضائية والتنفيذية ، وظل دارسو الإعلام يحفظونها كمقطوعة شعرية مقررة على طلاب المدارس ، بدون أن يراجعوها .
كان حريا بأساتذة الإعلام أن يصححوا المقولة السابقة في الألفية الثالثة ، لتصبح : [ أصبح الإعلام هو السلطة الأولى بلا منازع ].
نجح الإعلام في ألفيتنا الثالثة في جعل البشر كلهم خاضعين لوسائط الإعلام منقادين له منفذين أوامره ونواهيه .
قد يعتقد كثيرون بأن هذه السطوة الإعلامية ميزة من مميزات الألفية الثالثة ، لأنها توصل المعلومات إلى الجميع في اللحظة نفسها ، فقد تغير التعريف الرئيس للخبر من [ الحدث الذي وقع ] ، فأصبح [ الحدث الذي أشاهده وهو يقع ]!
وفي خضم (متعة) مشاهدة ما يحدث من أحداث جارية تسجلها الكاميرات ، نسي كثيرون الأثار الجانبية والخطيرة المصاحبة لذلك !
فمن المعروف أن ظهور عدد لا يزيد عن أربعة كاميرات وأربعة سيارات بث تلفزيوني مع طاقم من المصورين والمذيعين والمذيعات في مدينة من المدن يثير كوامن النفوس ويشعل الحماسة ويجلب الإثارة وفد يسبب في إشتعال أزمة قد تعصف بأساس تلك الدولة .
كما أن تركيز أربع قنوات بث تلفزيونية في نشرة مسائية يوما أو يومين فقط على (هشاشة) اقتصاد دولة من الدول سيُطيحَ بعملتها وبورصاتها وكل أركانها الاقتصادية بسرعة البرق .
وبالمثل فإن تركيز فضائيتين على تهمة جنسية لا يمكن إثباتها لرئيس دولة من الدول ، يمكنه أيضا أن يطيح به ويحطم تاريخه الطويل .
الإعلام إذن هو السلطة الأولى في عالم اليوم شاء من شاء وأبى من أبى . ومن الأدلة الساطعة على أنه كذلك ، أنه يوشك أن يتوحد ويصبح في يد إمبراطور واحد ، هو مالك المال وصاحب البنوك الكبرى وأمهات البورصات ز
فقد كان عددُ المؤسسات الإعلامية الكبيرة في القرن العشرين الفائت أربعا وخمسين شركة ومؤسسة إعلامية عالمية ، ثم تقلص العدد في نهاية القرن العشرين إلى ثلاث وعشرين مؤسسة إعلامية كبرى ، أما في بداية الألفية الثالثة فقد أصبحت الشركات الإعلامية الكبرى خمس شركات فقط وهي : تايم وورنر - والت ديزني – فياكوم – برتلزمان – مردوخ !
وللعلم فقط فهذه المؤسسات في طور التقلص ، وأتوقع أنها ستصبح بعد فترة وجيزة شركة واحدة فقط ، إذ أن لتايم وورر ووالت ديزني وفياكوم خمس إدارات مشتركة!
إن هذا التوحُّد سوف يجعل كل كاميرات الفضائيات ووسائل الإعلام تخضع لعينٍ واحدة فقط ، وإن تعددتْ أنواع الكاميرات وأشكالها وقدراتها التصويرية ، حينئذٍ يصبح عالمنا كله ملكا لرؤية واحدة ، تحركه كيف شاءت .
ومن قد يستغرب من حديثي عليه أن يتابع القنوات الفضائية العالمية ويرى الأخبار مثلا ، فإن معظم النشرات الإخبارية ليست متشابهة في أوقات البث ، بل إنها متماثلة في المضمون وكيفية الإعداد وحتى في طريقة الإخراج ، وليس مسموحا لتلك القنوات أن تشذّ عن القاعدة إلا بنسبة ضئيلة لا تتجاوز خمسة بالمائة من مساحة البث !
والغريب أيضا أن هناك اتفاقا غير منظور بين معظم الفضائيات على الضيوف والمعلقين والمتحدثين وأصحاب البرامج ، ولم نعد نُدهش عندما نرى صورة (فلان) في قناة فضائية ، ثم ينتقل فلان نفسه إلى فضائية ثانية وثالثة .
وتمكنت فضائيات كثيرة من تدريب بعض (المحللين) وقادة الفكر على كيفية إثارة الرأي العام ، وعلى كيفية استخدام منطق أرسطو وسقراط وأبيقور في الدفاع عن وجهة نظرٍ مضلَّلةٍ .
وتخصصتْ فضائيات أخرى في فن [ صراع الديكة الإعلامية ] وجعلت من هذا الفن بضاعة تجارية مربحة لتسويق الأجبان والسيارات والكريمات والعطور !
وأصبحت معظم الفضائيات [ تقتات] على أذواقنا وتجعلنا نُدمنُ منتجات الشركات متعدية الجنسيات ، ويبدو أن تلك الغاية هي الغاية الأسمى !
وفي محاولة مني للعثور على قناة مختلفة ، تلبس لباس الثقافة فُجعتُ وأنا أتابع قناة تدعي أنها مختلفة وشاذة عن ركب الفضائيات ، فلم أجد فيها من الثقافة سوى اسمها فقط ، أما المضمون فقد كان ثرثرة مقاهٍ لا تنتمي إلى الثقافة بصلة نسب .
نعم اليوم يجري توحيدنا وتطويعنا وتدجيننا وتهجيننا في مدرسة الإعلام العولمي لنغدو في النهاية أتباعا منفذين وخدما طائعين لمشيئة الإعلام .
فما أزال أذكر أول تدريبٍ مارسه الإعلام علينا بالذخيرة الحية قبل سنوات قليلة عندما فرض علينا حظر التجول في عز النهار بادعاء أننا سنعمى إذا نظرنا إلى كسوف الشمس !
وانصاع لهذا الأمر أكثر من تسعين في المائة من الناس بلا شرطة أو رجال أمن !
أليس هذا دليلا كافيا على أن السلطة الأولى في عالم اليوم هي للإعلام ، أو بعبارة أخرى لملكي الإعلام !



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إقصاء الشاعر معين بسيسو عن غزة !
- اللغز!!
- اللغز !
- من طرائف أمة العرب
- التنوير عند أحمد أمين !
- تفخيخ العقول بمتفجرات الجهالات !
- هل يمكن تنفيذ برنامج الكاميرا الخفية في فلسطين ؟
- الحرب (المائية) الثالثة !
- الحرب (المائية) الثالثة !!
- كتيبة المليارديرات في إسرائيل
- اغترب تصبح ثريا أو عبقريا
- اغترب تصبح ثريَّا أو عبقريا
- عصر الانتداب التجاري
- هل معظم الأحزاب العربية أحزاب ( نكاية) ؟
- من إنسان ( متفجر) إلى إنسان متحرر.
- من الإنسان المتفجر إلى الإنسان المتحرر
- إسرائيل أكبر مهدد للديموقراطية في الشرق الأوسط !
- إسرائيل أكبر مهددة للديموقراطية في الشرق الأوسط
- أوهام السلام الإسرائيلي
- انتهاك الديموقراطية في فلسطين


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - مخاطر احتكار الإعلام