أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - السيد محافظ اللاذقية














المزيد.....

السيد محافظ اللاذقية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2033 - 2007 / 9 / 9 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السيد محافظ اللاذقية: تحية جافة جداً، وعفواً منكم، بسبب الانقطاع المزمن للمياه، وفاقد الشيء لا يعطيه.
طفشنا، و"هجيـّنا"، وتشردنا، مع العائلة والأطفال، عند الأهل والأصدقاء والأحباب، ويوم هنا ويوم هناك، بكل ما في ذلك من إراقة للكرامة، وإهدار لـ"ماء" الوجه، وكل ذلك بسبب "خدماتكم" الراقية والجليلة التي تغدق علينا من كل حدب وصوب. نعم فررنا من بيوتنا التي لم تعد تعرف الهناءة والسرور وراحة البال، وصارت أيامنا وليالينا وساعاتنا دهراً مريراً وكوابيساً دائمة ومؤرقة لنا ولأطفالنا الذين غابت البسمة عن وجوههم وعزت عليهم الضحكات الأفراح. فررنا، تماماً، كما يفعل اللاجئون الذين شردتهم الحروب، والكوارث الطبيعية، والأعاصير والفيضانات، بسبب ندرة المياه، وعلنا نجد قطرة ماء تشفي غليلنا في هذا الصيف اللاهب الحار، ونحن نعيش في واحدة من أخصب مناطق العالم، قاطبة، بهذه النعمة الطبيعية، وليس في البوادي والصحراء.

وحين قررنا العودة القسرية والاضطرارية بسبب بدء الموسم الدراسي إلى عش الزوجية، الذي تحول بفضل انجازاتكم الوطنية العظيمة إلى عش للدبابير والنكد والنقار والأجواء المكهربة بشكل دائم، رغم تذبذب التيار الكهربائي المعروف، وجدنا أن موظفيكم الميامين الأشاوس البواسل، في مركز مياه الشاطئ، وأصحاب الأرقام القياسية في فنون التشليح والتنظيف المنظم لجيوب الرعايا، والإبادة الجماعية لأحلام الفقراء، (وهم، بالمناسبة، من نفس طينة موظفيكم الميامين، ما غيرهم، الذين أظهروا بطولاتهم الخارقة والمدهشة في اللصوصية ونهبوا قرابة المليار ليرة سورية، من مؤسسة السكر والرز باللاذقية وأجهزتكم الغراء المتخصصة فقط بمناكفة الرعايا المساكين عنهم غافلة، ويا سبحان الله، كيف غفلتم عن المليار المسروقة وأيقظت رجولتكم ونخوتكم وحميتكم الوطنية فاتورة ماء لأحد الرعية المعثـّر الغلبان!!؟؟)، نقول لقد قام هؤلاء، وبلا أدنى حس بالمسؤولية والأخلاق، بعملية بطولية كللت بالنصر المؤزر، وبفضل وحمد من الله، وذلك بالسطو على عدادات المياه وسحبها من سكن هؤلاء الرعايا السوريين ومن دون سابق إنذار، كما يجب أن تكون عليه الحال وكما تفعل معظم دول العالم حتى مع "رعاياها" واللاجئين إليها، وبحجة وجود فواتير مستحقة على هؤلاء المشتركين، ودون أي احترام لقيم المواطنة وقدسيتها ولخصوصية المنازل وحرمتها، وكأنهم في غزوة مقدسة و"كبسة" للاقتصاص من عتاة المجرمين والخارجين عن القانون والمطلوبين للعدالة. وكأن الاقتصاد الوطني على وشك الانهيار جراء عدم دفع تلك الفواتير، وكأنه لا يوجد أية آلية حضارية أخرى لدفع الفواتير بدل ذاك السلوك الهمجي والوحشي الأرعن المنحط الفج والوقح والبعيد عن أبسط معايير الشرف والسلوك السوي والأخلاق، ورغم أن وجود هذه العدادات وعدمه هو نفس الشيء بسبب الانقطاع المستمر للمياه. وهاهم أولئك الرعايا الآن في حيص بيص بسبب تضاعف الأزمة، حيث لا ماء، ولا تمديدات، ولا حتى نقود، وعذراً منكم، لدفع تلك الاستحقاقات.

ولدى اتصالهم بسمو ومعالي مولانا رئيس مركز المياه السيد المغوار الموقر (م.د) حفظه الله من كل كرب ومكروه لكي تدوم سجاياه وعطاياه على العباد، أجاب بما معناه "روحوا بلطوا البحر"، وليس لدينا سوى هذا الإجراء، ولا نعرف يا سيادة المحافظ كيف سيبلط هؤلاء الرعايا البحر وليس لديهم لا إسمنت ولا مواد بناء ولا حتى قطرة ماء، وهذا أشد ما يقض مضاجعهم ويؤلمهم في هذا الجواب، كما صرح أحد الرعايا العطشانين اللهثانين الذي أصبح مستباحاً. وأحسوا مع هذا الجواب واللامبالاة بعدم أهميتهم المطلقة، وتصوروا معاليكم، كبشر آدميين رمتهم الأقدار اللعينة في هذه البلاد، ومدى الاحتقار والإذلال الذي يقوم به موظفوكم البواسل حيال هؤلاء الناس. ولعلمكم سيدي المحافظ فإن هذه العدادات، التي دفع الرعايا من دم قلبهم وكد عرقهم ثمنا لها أصبحت فيما بعد، وهكذا وبكل استهتار، نهباً لمزاجية بعض الانكشاريين الذين لا يرعوون ولا يحترمون أحداً على الإطلاق. كما وتعتبر هذه العدادات، وفي البلدان التي تحترم رعاياها، بحكم الملكية الخاصة التي لا يجوز، ويحظر الاقتراب والعبث بها، إلا بقرار قضائي مبرم، ومن هنا تجب محاسبة أولئك المتطاولين على حقوق الناس والمنتهكين لحرماتهم وخصوصياتهم، وأنصب من نفسي مدعياً بحق كل من تجرأ وانتهك حرمة هذه البيوت والممتلكات الشخصية وتقديمه فوراً للمحاكمة إذا كنتم تضعون تطبيق القوانين واحترام الدستور نصب أعينكم، فلا يجوز، البتة، وطبقاً للقانون والدستور، الاقتراب من بيوت الناس وانتهاك خصوصياتهم وهم غائبون عنها، وبدون إذن قضائي وبعد سلسلة من الإجراءات القانونية الطويلة المعقدة. وبالمناسبة، كما أنكم تتلكؤون، وتئنون، وتعنون، في خدماتكم الجليلة، ولا تقدمونها إلا بالقطارة وطلوع الروح وشق الأنفس والإذلال، فمن غير الجائز واللائق أبداً أن تحاسبوا رعاياكم على أي تلكؤ أو تقصير في الدفع، وعلى مبدأ أخلاقي وقانوني بسيط وهو المعاملة بالمثل. وقديماً قالت العرب البائدة العين بالعين، والسن بالسن والبادئ أظلم.

تتسابق دول العالم ومسئولوها بتقديم الخدمات الراقية لمواطنيها، ومع ذلك فلا يريد هؤلاء الرعايا منكم لا كافيار، ولا حتى سمك التونا والسردين، كلا وحاشا لله سيدي المحافظ (و"فشروا" وبعيدة عن بوزهم)، ولا ويسكي ريغال شيفاز والعياذ بالله، ولا حتى باصات نقل داخلي محترمة بدل تلك الطنابر التي تتبختر، وتئن في شوارعكم، وتتباهون وتتسابقون في التنكيل وتلويع هؤلاء العباد وقهرهم، وكل ما يريدونه قليلاً من الماء، والاحترام والمعاملة الإنسانية التي تليق برعايا لا حول لهم ولا قوة، ولا نصير لهم في ظل هذا الاستفشار والقهر والعذاب والاستهتار بالقيم والأخلاق، وعليهم وحدهم تقف نهضة وتقدم البلاد وعزها ونصرها وسؤددها. معاملة تشعر الإنسان بالانتماء لبلد ووطن، والالتصاق به، بدل التفكير المستمر، والرغبة الدائمة والملحة بالهجرة والهروب والفرار من هذا الجحيم اليومي المستمر الذي يطارد العباد وأصبح، فعلاً، لا يطاق، ولا يعاش.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثلية الجنسية ومنع الاختلاط
- هل المثلية الجنسية عيب وعار؟
- خطر الفكر الديني
- الاتجاه المعاكس والأمن الإعلامي العربي
- هل تشفع لنا النذور؟
- بيان من أمير الجماعة الفنية
- إمارة -فنّستان- السورية
- بيان ثوري
- من قصص ولاية خازوقستان
- العصاب السوري
- فرمان من سالف الزمان
- رسالة تهنئة إلى وزير الاتصالات السوري
- الحركات الجهادية والشرق أوسطية
- وزارة قطع الكهرباء
- هل تصبح أوروبا مسلمة؟
- المتنبي وأمراء الجهاد الإسلامي
- أطباء بحدود
- حوار نضال نعيسة مع جريدة العرب اليوم الأردنية
- مافيات المعارضة السورية -2
- مافيات المعارضة السورية


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نضال نعيسة - السيد محافظ اللاذقية