أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - اجتهادات منطقية بعد الفتاوى السياسية الدينية















المزيد.....

اجتهادات منطقية بعد الفتاوى السياسية الدينية


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 10:33
المحور: القضية الفلسطينية
    



((مابين السطور))


من المفترض أن يكون الدين مرجعية السياسة, أن لم يكن بنصه فبروحه, وما نشاهده هو العكس تماما,فقد أصبحت السياسة هي مرجعية الأمور الدينية بروحها ونصها, وفي ذلك تجاوز لحدود العقل والمنطق, فعندما يتم مخاطبة العاطفة,فان مبطلات الخطاب تكون بمخاطبة العقل بالإقناع والاقتناع, بالحجة والبرهان, شرط أن تكون في الحجة كراس الحكم والحكمة مخافة وتقوى ورضا الرحمن, لا اللهث لنيل رضا الحزب والإنسان, وهنا يتم تفعيل هضم المحاججة بالعقل الذي وهبه الله للإنسان وميزه به عن الحيوان.

وبعد أن تم تسييس الفتاوى, وضرب عرض الحائط بفتوى مفتي فلسطين والديار المقدسة,وانقسام القوم والجماعة على نفسها,حول جواز صلاة العراء من عدمه, وتمسك كل طرف برأيه ورؤيته, فان الله غالب على أمره, سيذهب كل فريق,خلف مفتيه وإمامه, فستتوجه الجماعة بحشد جماهيري,للصلاة في العراء بناء على نداء القيادة السياسية م.ت.ف كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني, وكذلك بناء على فتوى مفتي فلسطين والديار المقدسة.

وستتوجه الجماعة الأخرى للصلاة كالمعتاد في المساجد ولا خلاف في هذا التوجه, فالخلاف في تعليمات القيادة السياسية المتمثلة في الحكومة المقالة والتي تمثلها حركة حماس, وكذلك فتوى رابطة علماء فلسطين التابعة لها, بمنع وعدم جواز صلاة العراء, وعدم قانونيتها,أي مخالفتها لأحكام الدين, ومخالفتها للقانون, وتسميتها بصلاة المناكفة, والضرار, وبالتالي يعقد العزم على الحيلولة دون حدوثها, حتى لو تطلب ذلك استخدام القوة, كما حدث بأحداث الجمعة السابقة مع فارق النية على قمع التجمع هذه المرة قبل الصلاة لابعدها.

لسان حال جمهور, جماعة صلاة العراء:

وهناك يسال سائل في العراء, لماذا جئتم؟ فيجيب مجيب, لنشكو إلى الله حالنا, ونفوضه أمرنا, ونبرأ إليه من شر الفتنة وتداعياتها, جئنا لأمر ديننا ودنيانا,ولم نستبدل ديننا بدنيتنا, جئنا لانخشى في لقاء الله لومة لائم , خرجنا عاقدين العزم والنية على صلاة الوداع,بتذكرة ذهاب للمثول بين يدي الرحمن,خرجنا من دار الباطل,لملاقاة الحق, فإما عودة لدار الباطل بتذكرة عودة للشقاء, وإما إكمال المسير إلى دار الحق بإرادة الله.

ويسال آخر, لماذا التوجه لغير بيوت الله؟ فيجيب مجيب, الزمان هو الله, والمكان لله, والأرض كلها طهور للعبادة, وكل من عليها عبيد لله, على شانه موجود في كل مكان وفي كل الأزمان, ومقومات الجمعة,هي الجماعة والإمامة والخطابة والنية, وحيثما توفرت الشروط جازت الجمعة والعبادة, لان مالا يمكن تجاوزه ويتم تكفيره, هو تغيير القبلة حاشى لله, تغيير الزمان ما عاذ الله, لكن تغيير المكان طالما اقتضت الحاجة فلا ضرر ولا ضرار, فارض الله كلها مكان جائز للعبادة طالما وجدت الجماعة, وتحديد المكان على أساس دنيوي ((جيوسياسي)) وبالقوة لا بالتوافق والوفاق, فهو أمر غير منطقي , لايجيزه عقل ولادين.
ويسال ثالث,لماذا تترك الجماعة بيوت العبادة التقليدية (المساجد) بعد طول التزام؟ فيجيب مجيب,لولا أن أجبرنا على تركها ماتركناها,فإذا كان الخطاب فيها((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)) فهي لذلك, وإذا كان الخطاب لغير ذلك فهو لذلك.

وإذا نادت الجماعة في العراء, بخطاب الفرقة, فقد تساوى الجمعان, وان نادوا بغير ذلك فهم لذلك, وأماكن العبادة غير مقيدة بجدران, فالله موجود في كل مكان, والمباني تسمى بما دار فيها, فان تم مزاولة خطاب الدعوة , للوحدة والرحمة والتراحم ونبذ الفرقة, وذكر الله والتسبيح بحمده, والدعوة للحرص على حياة الإنسان,الذي فضله الله على كل مخلوقاته ,حتى على الملائكة وأحبه,فيكون المبنى دار محبة وهداية وموعظة واعتصام بحبل الله, والتجمع على كلمة الحق سواء, وان كان المبنى بالخطاب والمزاولة كمنبر سياسي ولخطاب سياسي وحزبي فهو حكر على ذلك, ويفقد مسمى بيت العبادة إذا صدر عنه , حكم عام بالتكفير والتخوين, ودعوة عامة للقسوة والقمع,فمقام البيت بث روح المحبة والأخوة والتسامح ووحدة المصير, أمام عدو صهيوني واحد وحيد.

وهنا نتفكر ونتذكر ونذكر,قول الحق سبحانه, لرسول الهداية , ونبي الرحمة, خير الانآم, محمد ابن عبد الله أفضل الصلاة والسلام عليه ((لو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك)), ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)).

فعندما يختلف القوم, يتفرق الجمع, وتنقسم الجماعة, فسابقا كان لفتح مساجدها, ولحماس مساجدها, وللجهاد مساجده,لكن الجماعة كانت رغم الاختلافات الأيدلوجية السياسية تتراحم, وتتزاور, وتختلط, فأينما وجهت وجهتك تصلي دون الالتفاف, للجنسية أو الأيدلوجية والمسمى السياسي لهذا أو ذاك, ولا احد يحمل عليك بانتمائك السياسي , ليمنعك أو يلومك بسبب اختيار البيت والمكان, فكانت الرحمة والوحدة هي العنوان, وقد انقلبت الأمور, بفرقة الجمع والجماعة , بعد الانقلاب السياسي والعسكري, ليكون له تداعياته بالانقلاب من حيث مكان التعبد, ليصبح القوم قومان, والجمع جمعان, والجماعة جماعتان, والفَتْوةُ فَتْوَتان, والمكان مكانان, مسجد وعراء,لكننا لم نتجاوز حدود الله والعياذ بالله, فان جاز تعدد المكان وتنازع الحكم بالتشكيك, بين الجواز والحرمة, فان القبلة واحدة, والزمان واحد, والمعبود واحد, والتوحيد لله وحده لاشريك له هو العنوان, وما اختلاف المكان إلا نابعا من اختلاف الأحزاب السياسية, ومن المسيطر على بيوت الرحمن, فيدير الخطاب, ويسوء الجماعة الأخرى التي اختارت لقاء الرحمن في العراء, أن تسمع مالا تحب, وان تسمع غير صوت الوحدة عنوان, ولاغير العدو الصهيوني عدوان, فمهما اختلف الجمع, فالجميع يصلي على ارض واحدة بعضها بسقف بجدران, وبعضها بلا سقف أو جدران, فالسقف هو سماوات الواحد الأحد الديان, فالزمان ظهيرة الجمعة , والمكان هو ارض الرحمن الطاهرة الواسعة , فما يجمع المسلمين قاطبة على وجه البرية, هي الأرض, وليس السقف أو الجدران, لان الجمع حتى في نفس المنطقة لايجمعهم بيت واحدة ولا جدران واحدة, بل ارض طهور واحدة, ورب واحد.

ولا يجوز عند هذا بحكم العقل والمنطق, والحرص على محاصرة الفتنة, وصون الدماء المسلمة كحد من حدود الله,أن يسقط على عتبات الخلافات الدينية المسيسة حول المكان, لا يجوز بأي حال من الأحوال إجبار الجماعة, بقوة السلاح, وإراقة الدماء,على عبادة الله في مكان يحدده الحاكم, مخالفا أحكام الحكم العدل الرحيم, فالعبيد هم نحن جميعا, ولسنا عبيد إلا لسلطان الله وحده, لانعبد من دونه أحدا, هو الله لا الاه إلا هو الحي القيوم, والإجبار يعني الاستعباد, والقمع, والاستبداد, والاضطهاد, ولا يحق لأحد غير الله تحديد المكان والقبلة والزمان, وقد حددها المعمورة كلها صالحة للعبادة, والزمان محدد لايختلف عليه اثنان من المسلمين, بفارق توقيت الشروق والغياب في مناطق التواجد على سطح الكوكب الأرضي, وخطوط الطول والعرض, وتحديد قبلة واحدة للخلق وللعباد أينما كانوا, فليولوا وجوههم شطر المسجد الحرام(الكعبة), بعدما كان المسجد الأقصى أولى القبلتين, وبتعليمات رب الكون وخالق الإنسان وصاحب كلمة الحق والسلطان, تغيرت القبلة, وأما تحديد المكان فليترك للمسلمين وللجماعة على طول وعرض الكرة الأرضية, وهذه الخارطة الإلهية الثابتة, ليست مادة سياسية للحاكم بالحق أو الباطل سيان, فلا حكم إلا حكمه, ولا سلطان إلا سلطانه, ومن خالف الحكم الإلهي, فقد انقلب على أمر الله والعياذ بالله.فقد أُمر الإنسان أن يعمُر الأرض, ويعمُر بيوت الرحمن, وما الرجوع من الخاص إلى العام إلا نتيجة خلافات دنيوية لادينية, وصلاة الاستسقاء, والخوف, والأعياد تصلى في العراء, وما شرطها بتبعية المسجد إلا لوجود الإمام.
وفي المحصلة فان القضية رغم الإفتاء مسيسة من طرفان, من سلطة شرعية ورأس شرعيتها- الرئيس أبو مازن ومرجعيتها السياسية, منظمة التحرير الفلسطينية, والتي تظم جميع الفصائل الفلسطينية والأطياف السياسية, على اختلاف أيدلوجياتها, باستثناء حركتي حماس والجهاد الإسلامي, فما زالتا لا تنضوي تحت سقف م.ت.ف , ويقابله في التسييس حكومة مقالة وحزبها حركة حماس بحكم الأغلبية في المجلس التشريعي , لكن مهما تم تسييس القضية فتحديد المكان للعبادة في المساجد أو في العراء وتعدد الفتاوى,دينية بمرجعيات سياسية, أو سياسية بمرجعيات دينية, فان القبلة واحدة , والمعبود واحد, مع تفرق القوم والجمع,على تعدد القبلات السياسية, والخطاب السياسي.

ولا نملك ونحن على عتبات الشهر الكريم, ونترقب هلول هلال الرحمة,شهر رمضان الكريم, إلا أن ندعو إلى نبذ الفرقة والفتنة اللعينة ماظهر منها وما بطن, وان ندعو إلى وحدة الكلمة, والى صون الدم الفلسطيني المنتهك,فدم المسلم على المسلم حرام, دم المسلم على المسلم حرام, دم المسلم على المسلم حرام, وندعو إلى عودة الظالم عن ظلمه,والى تغليب صوت العقل والحكمة, على هستيريا جنون القمع والاضطهاد,فالرب واحد, والعدو واحد,هذا حدود التفكير والمنطق العقلي والاجتهاد,انطلاقا من محاججة منطقية, مرتكزة على مرجعية الاقتناعات الدينية,وهنا لا نفتي دينيا, بل نناقش منطقيا, والفتوى بغير ما انزل الله ظلم وافتراء, وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون, وما ربك بظلام للعبيد.

والله من وراء القصد, والله اعلم



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصراع الجديد في العراق والخيار النووي الخليجي
- حماس تحرق كل سفنها
- تهدئة حركة حماس وتسوية الرئيس عباس
- تهدئه حركة حماس وتسويه الرئيس عباس
- 194 حق العودة إلى أين ؟؟؟!!!
- جبريل الرجوب وتوافق التناقض..إلى أين؟؟؟
- فلسطين في رحاب المدرسة الساداتية
- الدولة الفلسطينية الموقوتة والمناخات السياسية المحيطة
- عاشت الثورة,,عاشت م.ت.ف ,,عاشت الذكرى
- الانقلاب الشامل والهروب الجماعي
- كفاكم عبثا وتسييس لمعاناة العالقين
- ضربة وشيكة لإيران على ثلاث جبهات
- السلام المحموم في الزمن المأزوم
- غزة في مهب رياح صناعية ؟؟!!
- قصتي مع الضيف آلن جونستون
- الخيار الدولي ذر للرماد في العيون
- هاني الحسن في ذمة الجزيرة
- لا أهلا ولا سهلا بالمجرم توني بلير
- قمة شرم الشيخ بين التقليدية والاختراق
- ** سؤال حماس لدعوى اغتيال عباس **


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - اجتهادات منطقية بعد الفتاوى السياسية الدينية