أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - سويسرا في القلب-3-














المزيد.....

سويسرا في القلب-3-


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 06:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن حزب الشعب السويسري في حملته الانتخابية هذه يمعن في كسب وتأجيج رأي عام مناهض للاجانب عموما, وهذا ليس محمولا فقط على فضاء العداء للاجانب السائد في الغرب عموما ولدى احزاب اليمين الاوروبي, بل هو نتاج ايضا لاصرار حزب الشعب على موقف عدائي من التوجهات نحو الاتحاد الاوروبي والوحدة الاوروبية, وينسحب ذلك على الامم المتحدة التي انضمت اليها سويسرا مؤخرا بفضل الاشتراكيين والاحزاب الاخرى. ان الملصق الذي تحدثنا عنه في القسم الاول المنشور في هذه الصحيفة, عاد الان ليثير ضجة من جديد بعد وصول رسالة احتجاج من الامم المتحدة ممثلة بالمقررين الخاصين للامم المتحدة حول العنصرية, دودو ديين, وحول الحقوق الانسانية للمهاجرين, جورج بوستامانت, هذه الرسالة التي تعامل معها حزب الشعب بلا مبالاة وسلبية وسخرية احيانا حيث صرح احد مسؤوليه بان هذه الرسالة لاقيمة لها. وان مقرر الامم المتحدة حول العنصرية هو شخص مثير للشغب, ويحدد حزب الشعب اسبابه في هذا العداء بازدياد العنف على حد تعبيره من قبل ابناء الجاليات الاجنبية, ثم التلاعب الذي يقوم به الاجانب في الاستفادة من نظام الضمانات الاجتماعية السويسري. والذي بالفعل هو من ارقى انظمة الضمانات في العالم, ولكن لم يناقش حزب الشعب موضوعة الاندماج ولم يولها في برنامجه اية قيمة تذكر خارج يافطات تخدم شعاره الاساس والذي هو: طرد الخروف الاسود المطلق- بمعنى انه لا يميز بين خروف اسود واخر وهنا نعتقد عنصرية الملصق لان الصورة تكثيف لدلالات حسية ورمزية مطلقة. ونسال هل فعلا سويسرا لم تعد تحتاج الى خراف سود? ثم ان سياسة حزب الشعب على المستوى الخارجي سياسة تميل الى خفض المنسوب الفعال لمعيار حقوق الانسان الذي كان يرافق حيثيات التعاطي السويسري مع شعوب العالم, حزب الشعب يسعى من خلال تخفيض هذا المنسوب الى التعاطي مع النظم السياسية في العالم الاسود لكي لا يصدر له خرافا سودا, ويسهلوا للسيد بلوخر عقد اتفاقيات اعادة الخراف السود الى موطنها الاصلي, ولكنه حتى هذه اللحظة لم يجد الاستجابة الكافية لقيام مثل هذه الاتفاقيات لا خارجيا ولا سويسرا. ونحن نعتقد ان الخطورة ليست في شعار حزب الشعب السويسري بل في ما يريد تطبيقه من سياسات على الارض. والوصول الى اتفاقيات مع نظم سياسية مشبوهة في تعاطيها مع قضايا حقوق الانسان, هذا من جهة ومن جهة اخرى ان حزب الشعب لم يقدم فعلا برنامجا للاندماج, لانه لايريد هذا الاندماج, والقانون السويسري الذي لم يضعه حزب الشعب هو الذي يحمي الجاليات الاجنبية, وهذا ما يسعى حزب الشعب لتغييره, وهنا تكمن خطورة هذه السياسات. فاذا كنا نعلم ان سويسرا تحتاج دوما لخراف سود فان حزب الشعب السويسري يريدها فعلا خرافا وتبقى مهددة بالطرد طوال حياتها هي واطفالها. ومع ذلك الخروف الاسود من الصعب ان يتقاضى ما يتقاضاه الخروف الابيض. وهذا التفاوت يريد حزب الشعب تاكيده بمواجهة سياساته الانتي اوروبية اولا, باعتبار ان احد ركائزه هي تخويف السويسري من ان الانخراط بالاتحاد الاوروبي سيخفض من دخله كثيرا, وسيجعل من سويسرا مرتعا للعمالة القادمة من شرق اوروبا وهذا ايضا يخفض من عائدات نظام الضمان على المواطن السويسري, كل الانتقادات التي يمكن ان توجه لرموز حزب الشعب الانتخابية صحيحة نسبيا ولكن بالمقابل ما يقول به حزب الشعب عن الكثير من الخراف السود صحيحا. ولكن الحل ليس بالتعامل معهم كخراف يراد ارسالها للذبح في الدول التي اتت منها سواء لاسباب سياسية او لاسباب انسانية. والحل هو بتخصيص مؤسسات حقيقية لتطبيق سياسات اندماجية فعلية, وهذه تتطلب وقتا اما لجهة العنف فان مسؤولي الشرطة صرحوا اكثر من مرة ان حزب الشعب يبالغ كثيرا في هذه القضية. رغم كل ماقلناه لم يصل الامر بنا لنقتنع بان من( ترك داره قل مقداره) لانك حتى لو كنت خروف اسود تستطيع مقاضاة حزب الشعب وقادته, وهذا ربما ما نطمح اليه في بلداننا نحن الخراف السود. فليأتنا بلوخر او ليأتنا لوبان او احد ساسة الاسلام هو الحل هذه ديمقراطية, ولكن علينا ان نمتلك الحق في مقاضاته في اي وقت تمس فيها حقوقنا كبشر وليس كخراف سود. ولدينا الحق في العمل من اجل اسقاطه ديمقراطيا. ولنكن اكثر صراحة في ان في سويسرا ظاهرة العداء للاجانب الخوف منها كل الخوف ان تتحول الى سلطة قيم, رغم ان هذا الامر قد يلمسه المرء في اكثر من مكان واكثر من موقع ولكنها لم تتحول الى سلطة شمولية قيمية بالمعنى المجازي للمفردة, فما زالت سويسرا وستبقى رغم كل شعبويات حزب الشعب دولة حقوق الانسان الراسخة التي تتجاوز كل سلطات تريد الحد من سلطة حقوق الانسان.




#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سويسرا في القلب-2-
- سويسرا في القلب-1-
- آخر مشاكل الحكم العراقي- رغد صدام حسين
- إعلان دمشق وجبهة الخلاص والمطلب الديمقراطي السوري.
- اليزيديون والمسيحيون يدفعون الثمن وسنة السلطات وشيعتها يتحار ...
- ضد ودفاعا عن الاخوان المسلمين في سورية
- مؤتمر السلام المرتقب...مصداقية السياسة الأميركية
- منى واصف سوريانا سيدة الحب والانتقام والتاريخ
- الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة تنويعات 2
- الديمقراطية بين عنف الثقافة وعنف السلطة
- الإرهاب الإسلامي في العالم آخر معاقل السلطات الهجينة 3
- الإرهاب الإسلامي في العالم غزوات لندن الجزء الثاني
- الإسلام السياسي في العالم آخر معاقل السلطة الهجينة غزوات لند ...
- المعارضة السورية بين مشروع السلطة ومشروع الدولة
- زيارة كوسران إلى دمشق نصر إسرائيلي وأزمة 14آذار
- مشكلتنا مع مافيا النظام وليس مع الديمقراطية
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 5
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 4
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 3
- الدولة الوطنية من سايكس بيكو إلى المحكمة الدولية 2


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - سويسرا في القلب-3-