أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم سالم - في جوهر العملية القيادية















المزيد.....


في جوهر العملية القيادية


اكرم سالم
(Akram Salim Hasan Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 2032 - 2007 / 9 / 8 - 06:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجري من خلال عملية القيادة توجيه الافراد نحو تحقيق عمل مشترك يظهر اهمية التعاون والاعتماد المتبادل بين الناس في العلاقات الاجتماعية وفي السلوك الجماعي الهادف . وقد عرف الانسان القيادة والفها وتعامل معها منذ ظهور التجمعات البشرية الاولى ، كما ادرك من خلال تجربته ان القيادة تلعب دورا حيويا في تنظيم حياته وتطوره . ويكمن جوهر العملية القيادية في قدرات الفرد الذاتية التي يكون من خلالها تأثيرا في سلوك ومشاعر مجموعة من الافراد الآخرين اذ يمتلك الاثر القيادي وامكانية التأثير في الاخرين من خلال دوره كقائد .
المفهوم :
لا يعد الدور القيادي حكرا على الطابع الرسمي بل قد يكون الاطار الرسمي للفرد غير محقق للتأثير المطلوب بدرجة عالية بالمقارنة مع التأثير الذي يحققه في اطار التفاعلات غير الرسمية للافراد ، فالقيادة حركة متفاعلة من الاثار الاجتماعية تتسم بالاستقرار والاستمرار ، فالقائد يرتبط مع الجماعة بعلاقات تفاعلية متبادلة متكررة تتميز بالاستقرار والاستمرارية والنمو وفاعلية التأثير .
وليس هناك اتفاق عام بين الباحثين على تحديد تعريف موحد للقيادة ، بل هنالك العديد من المفاهيم المتعلقة بالقيادة يتناول كل منها بعض جوانبها ، فقد عرفت على " انها ذلك الجهد او العمل الذي يؤثر في الافراد ويجعلهم يتعاونون لتحقيق هدف يجدونه صالحا لهم جميعا ، ويرغبون في تحقيقه وهم مرتبطون معا في جماعة واحدة متعاونة " . كما عرفها البعض على انها " انعكاسات لقوى الشخصية التي يتمتع بها فرد دون غيره في توجيه ورقابة الاخرين وتحقيق امكانية توافقهم مع توجيهاته لتحقيق الهدف ". ويمكن تعريفها ايضا بأنها " امكانات يتمتع بها فرد معين في ادارة جماعية من الافراد لغرض تحقيق اهداف المنظمة " .
Ivancevich & Matteson , 2002, P: 425
القيادة والادارة :
القيادة اوسع من حيث النطاق والشمول من الادارة التي تنحصر ممارستها واهتمامها داخل نطاق المنظمات فقط ، لذا فليس من الضروري ان تحدث القيادة من خلال الهيكل الهرمي الرسمي للمنظمة ، في حين ان الادارة تعتمد اساسا على هذا التنظيم الهرمي للسلطة . الا ان الواقع ان الادارة كمضمون او محتوى اوسع من القيادة فالادارة من حيث الوظائف تشمل مدى اوسع من الوظائف والمهام المتعلقة بالتخطيط والتنظيم والتنسيق والرقابة والادارة المالية وادارة الموارد وادارة الافراد وغير ذلك ، كما ان الادارة اوسع من حيث عدد المتغيرات الداخلة فيها فالادارة تتعامل مع الموارد البشرية والمادية في حين تركز القيادة جل اهتمامها على الموارد والمتغيرات البشرية .
Shermerhorn , 1999, P:262, 263
وفي القيادة فأن الفرد يستمد سلطته من خلال الجماعة التي يرأسها وغالبا ما يتم اختياره عن طريق الانتخاب من قبل الجماعة التي يقودها ، وهكذا فان القائد الحقيقي هو الذي يسعى مع الجماعة لتحقيق اهداف المنظمة ويرجع قبول المرؤوسين الى اقتناعهم بقدراته على تحقيق اهدافهم ، وقد يتحول القائد الى رئيس رسمي حينما تؤطر قدرته القيادية بتنظيم رسمي يستمد منه امكانية ممارسة وظائف المدير حسب الصيغ الرسمية للمنظمة . لذا فان القائد يتميز بان مرؤوسيه يندفعون للعمل معه باحترام وطواعية وتعاون جاد ، وقد لجأت المنظمات الرسمية وبشكل خاص في المجالات الصناعية الى التقريب بين المفهومين بحيث يصبح الرئيس قائدا للجماعة بكل ما تحمله هذه المعاني من مفاهيم قادرة على تعزيز امكانية الفرد والمنظمة في تحقيق الاهداف المطلوبة بشكل اكثر عطاء وتفاعلا .
القيادة والقائد :
ان عملية القيادة لا تشتمل على ادوار ومهام القائد لوحده فالقيادة كعملية ومفهوم اوسع من القائد لانها تتضمن اطرافا اخرى هم التابعون او المرؤوسون ، وكذلك الموقف الذي يمارس في ظله السلوك القيادي وذلك على الرغم من مركزية الدور الذي يقوم به القائد في عملية القيادة . ويعتمد تأثير اي قائد على نوع ومصدر القوة التي يمارس من خلالها القيادة على الاخرين ، وهناكك تصنيفات عديدة اقترحها الباحثون لمصادر قوة القائد ، ومنها :
• قوة الأكراه : امتلاك القوة على المعاقبة .
• قوة المكافأة
• قوة الشرعية
• قوة الخبرة
• قوة القدوة : مدى اعجاب التابعين بقائدهم واقتدائهم به .
• قوة المعلومات .
Shermerhorn , 1999, P: 264

انواع القيادة الادارية :
يعكس الواقع العملي للاجهزة الادارية انواعا واساليب متعددة للقيادة الادارية حيث يتميز كل منها بتأثير خاص على درجة فاعلية القرارات المتخذة ودرجة فاعلية النشاطات التنظيمية والتنسيقية ، وكما يأتي :
• القيادة الديمقراطية والقيادة الاوتوقراطية (السلطوية ) : تبعا لدرجة علاقتها مع بقية العاملين في الجهاز الاداري وكذلك الجمهور المعني خارج الجهاز الاداري ، ويبرز ذلك من خلال درجة التجاوب والتفاعل الايجابي مع كل منهما .
• القيادة الجماعية والقيادة الفردية : فالقيادة الجماعية تتجسم في كونها ممثلة بعدد من الافراد على شكل مجالس ادارة يتطلب اجماعها او اتفاق غالبيتهم لاتخاذ وتحديد المواقف ، بينما في القيادة الفردية تتركز السلطة القيادية بيد شخص واحد .
• القيادة الذاتية : وهو نمط كان متجسما في نظم التسيير الذاتي في كثير من القطاعات الزراعية والصناعية الاشتراكية حيث تقوم القيادةالذاتية على اساس ان افراد الجماعية يقودون انفسهم بأنفسهم بشكل ذاتي للعمل والتعاون والتنسيق مع بعضهم لضمان تحقيق الهدف المشترك ، وذلك يتطلب وعيا عاليا وايمانا كبيرا بالعمل الجماعي .
• القيادة المنتخبة والقيادة المعينة : ان انتخاب القيادة لايضمن بالضرورة اتسامها بالديمقراطية عند التطبيق ، كما ان كون القيادة معينة لايؤدي بالضرورة الى ميل هذه القيادة الى اللاديمقراطية .
• القيادة الرسمية والقيادة غير الرسمية : القيادة الرسمية هي القيادة المقرة في النظام الرسمي للجهاز الاداري ، وبالتالي فان تأثيراتها على عمليات اتخاذ القرارات ورسم السياسات العامة في ذلك الجهاز تستند على ما يخولها المركز الرسمي الذي تحتله .. ان بروز جوانب ضعف او قصور في القيادة الرسمية بنظر العاملينفي الجهاز الاداري من شأنه فسح المجال لظهور ما يسمى بالقيادة غير الرسمية او القيادة الفعلية الواقعية . اضافة الى ان وجود بعض الافراد في الجهاز الاداري ممن يتمتعون بتأثيرات معينة بين اقرانهم العاملين قد يجعل منهم قادة غير رسميين في الاجهزة ذاتها الى جانب القادة الرسميين ، بدرجة تجعلهم قادرين على التأثير في عمليات اتخاذ القرار ورسم السياسات العامة بشكل يفوق ما تخوله لهم مراكزهم الرسمية . ان وجود القيادات غير الرسمية الى جانب الرسمية قد يؤدي الى بروز حالات من المنافسة والصراع بين هذه النمطين من القيادة وقد يجر ذلك الى تأثيرات سلبية على مجمل عملية اتخاذ القرارات وعملية رسم السياسات العامة في الجهاز الأداري المعني .
نظريات القيادة :
هنالك اربعة مداخل نظرية رئيسية تتناول نظريات القيادة وهي : مدخل السمات ( او الرجل العظيم ) والمدخل السلوكي ، والمدخل الظرفي او الموقفي ، والمدخل الحديث .
مدخل السمات ( الرجل العظيم ) : Trait Theories
وهو اقدم المداخل النظرية في دراسة القيادة ، ويقوم على افتراض اساسي هو ان القادة يولدون ولا يصنعون . فبعض الاشخاص قادة بالفطرة لما حباهم الله من سمات ذاتية مميزة هذه السمات يمكن تصنيفها الى سمات جسمية وسمات شخصية كالشجاعة والثيقة بالنفس وقدرات عقلية كالابداع والذكاء العام .. وقد انتقل اهتمام باحثو السمات الى اكتشاف السمات الخاصة بالمهارات الادارية والفنية المطلوبة للقيادة وذلك نتيجة لتزايد الاهتمام بموضوع مالادارة عموما . وقد كشفت كثير من البحوث عن ارتباطها بفاعلية القائد . وعلى الرغم من اقتراح كثير من الباحثين لقائمة معينة من السمات التي ينبغي توفرها في القائد الناجح ، الا ان باحثين آخرين مثلا شككوا في صحة هذا الادعاء وذكروا ان هناك عددا من الدراسات اثبتت عدم وجود نمط معين وثابت من السمات التي ترتبط بالقائد الناجح ، وعللوا ذلك الى:
• عدم كفاءة مقاييس سمات الشخصية
• الاختلافات الكبيرة بين الجماعات التي اجريت البحوث عنها .
• اهمال العوامل المنطقية التي قد تفوق في اهميتها العوامل الشخصية .
• ان القيادة ظاهرة معقدة وهي غالبا لاتأخذ شكلا ثابتا وادوارا وظيفية محددة .
فضلا عن ان الاهمية النسبية لتلك الخصائص والسمات تعتمد الى درجة كبيرة على طبيعة الظرف والموقف التي تمارس فيه عملية القيادة . http://www.leadership-studies.com
المدخل السلوكي :
نظرا للانتقادات الكثيرة التي وجهت الى مدخل السمات فقد عد هذا المدخل غير كاف للتنبؤ بالسلوك القيادي الناجح . في ذات الوقت فان افكار مدرسة العلاقات الانسانية والمدرسة السلوكية في التنظيم والادارة جذبت اهتمام الكثير من باحثي وطلاب القيادة ، لذلك انتقل الاهتمام الى التحري عن سلوك القائد ، من جهة اخرى انتقد مدخل السمات لتركيزه على القائد وحده في حين ان عملية القيادة تشمل على طرف مهم آخر هو التابعين . وعلى هذا الاساس حلل السلوكيون سلوك القائد اعتمادا على بعدين اساسيين :
• اهتمام القائد بتحقيق او بلوغ الاهداف الخاصة بعمل ما
• واهتمام القائد بالعاملين وبمشاعر اعضاء الجماعة التي يقودها .
واشهر النظريات السلوكية في القيادة دراسة جامعة اوهايو او ما يسمى بالشبكة الادارية
نظرية الشبكة الادارية Managerial Grid :
وتعتمد هذه النظرية على بعدين اساسيين في سلوك اي قائد هما بعد الاهتمام بالعاملين او ما يسمى بالعلاقات او الاعتبار ، و البعد الاخر هيكل المبادرة او المهمة .
ويركز بعد الاهتمام على الاهتمام بأعضاء المجموعة من قبل القائد ويشمل سلوكيات مثل السماح للعاملين بالمشاركة في اتخاذ القرار وتشجيعهم على تبادل الاتصال مع القائد والاهتمام بمشاعرهم واحاسيسهم وحاجاتهم . في حين يركز هيكل المبادرة على سعي القائد المستمر نحو تحقيق اهداف المنظمة او الجماعة ، من خلال تحديد ادوار العاملين وتوزيع المهام عليهم ووضع الخطط والاجراءات والاساليب اللازمة لانجاز الاهداف . http://www.nwlink.com
وقد وجدت بعض البحوث ان هنالك انفصالا واستقلالا في كل بعد من بعدي سلوك القائد اعلاه ، وهذا يعني ان تفاعلهما قد ينجم عنه كثير من السلوكيات القيادية المتباينة الابعاد ، فعندما لايجري الأهتمام بأي من البعدين تسمى الادارة المتساهلة ، وحينما يكون التركيز على بعد المبادرة مع اهمال العلاقات او الافراد تسمى ادارة سلطوية ، او العكس في التركيز على بعد الاهتمام او العلاقات مع اهمال المبادرة فتسمى ادارة النادي ، او ان يمسك القائد العصا من المنتصف فيهتم بالمبادرة تارة ويهمل العلاقات فتسمى الادارة المعتدلة او الوسطية ، او قد ينصب اهتمام القائد على البعدين بقدر متوازن وهو الأمر المفضل للقيادة الناجحة و تسمى ادارة الفريق . مع ذلك فشلت بعض الدراسات في التوصل الى وجود علاقة واضحة او ايجابية دائما بين سلوك القيادة وبين اداء الجماعة .
لقد كان من اهم الانتقادات لهذه النظرية ، هو اهمال المدخل السلوكي في القيادة لدور وتأثير عوامل الموقف على السلوك القيادي . وظهرت فيما بعد بعض الدراسات القيادية السلوكية التي اكدت ان السلوك القيادي ببعديه الاهتمام والمبادرة يعتمد الىحد كبير على العوامل الموقفية فاستخدام مزيد من الاهتمام او المبادرة يعتمد على ظروف الموقف التي يمر بها القائد http://www.leadership-studies.com
المدخل الموقفي او الظرفي :
عالج السلوكيون علاقة القائد بتابعيه بشكل منفصل عن البيئة التي تمارس فيها عملية القيادة واهملوا تماما البعد البيئي في هذه العملية ، وهو ما فعله اصحاب مدخل السمات او الرجل العظيم ، وقاد هذا النقص باحثي القيادة الى اتجاه جديد ، اذ لاحظوا ان على اي قائد ان يمارس ادوارا ووظائف قيادية مختلفة ضمن مواقف وظروف بيئية مختلفة ايضا ، فالقائد العسكري مثلا يحتاج لان يمارس القيادة بشكل مختلف في السلم عما يمارسه في الحرب .
لقد اضاف منظرو المدخل الظرفي بعدا ثالثا لعملية القيادة بعد ان كانت قاصرة على بعد واحد فقط في مدخل السمات ( دور القائد ) ، وبعدين فقط لدى المدخل السلوكي ( القائد والتابعين ) فاستقرت عملية القيادة على اركان ثلاث هي القائد والتابعين والموقف او الظرف الذي تمارس في ظله القيادة ، لذلك عدت القيادة الفاعلة تلك القيادة التي يتفاعل من خلالها القائد مع تابعيه في ظل ظروف معينة بشكل صحيح ، لذا اكدت نظريات المدخل الموقفي على اهمية المرونة في سلوك القائد تبعا للموقف او الظرف السائد ، فالقائد الناجح هو من يمارس سلوكيات مختلفة تتناسب مع الموقف الذي يمر به . ومن اشهر النظريات الموقفية الظرفية نظرية فيدلر ثم نظرية المسار- الهدف للباحث روبرت هاوس ، ونظرية نضج التابعين او ما يسمى بالانموذج الموقفي للباحثين هيرسي وبلانجارد .

نظرية نضج التابعين الموقفية – للباحثين هيرسي وبلانجارد :
اقترح هذان الباحثان انموذجا قياديا نظريا اسمياه القيادة الموقفية ، ويسمى احيانا بنظرية نضج التابعين او استعداد التابعين وذلك لانها تعتمد على مدى استعداد او نضج التابعين كمتغير موقفي رئيس جرت معالجته ، وقد انطلق هذا الانموذج النظري من افتراض اساسي هو انه لاتوجد طريقة واحدة افضل في القيادة . ان هذه النظرية اعتمدت على تفاعل ثلاثة عوامل رئيسة هي :
1. مقدار التوجيه او ما يسمى بسلوك المهمة الذي يمارسه القائد .
2. مقدار الدعم الاجتماعي او ما يسمى بسلوك العلاقات الذي يوفره القائد للمرؤوسين .
3. مستوى الاستعداد او النضج الذي يظهره التابعون عند ادائهم لمهمة معينة او انجازهم لهدف ما .
ان التابعين يلعبون دورا حاسما في اي موقف قيادي ليس لانهم قد يقبلون او يرفضون القائد بل لانهم ايضا كمجموعة يحددون فعلا مقدار القوة الشخصية التي يتمتع بها القائد في وسطهم . ان الاساليب الاربعة التي يتبعها القائد على وفق درجة استعداد التابعين هي الاخبار ، والترويج ، والمشاركة ، والتفويض . وقد عرف استعداد التابعين بمدى استعداد الشخص لانجاز واجب او مهمة ما . ان المكونين الاساسيين لهذا الاستعداد هما القدرة التي تتمثل في مدى معرفة الفرد او الجماعة وخبرتهم ومهارتهم وغير ذلك ، والرغبة التي يمثلها مدى دافعية الفرد او الجماعة والتزامهم بالمهمة وثقتهم بانجازها . ان اسلوب القيادة هنا ينبغي ان يتغير على وفق درجة استعداد التابعين ، وان ما هو مناسب لمرحلة معينة قد لايكون كذلك لمرحلة اخرى .
نظرية المسار- الهدف وانماطها Path- Goal Theory :
وهذه هي النظرية الموقفية الثالثة في القيادة ، ولم تكتف بالتبويب التقليدي للنمط القيادي الى موجه للمهمة وموجه للعلاقات ، وذكر هاوس في نظريته ان القائد الفاعل هو الذي يوضح المسار او المسارات التي يسلكها التابعون لانجاز مهامهم واهدافهم الخاصة ايضا . ان القائد الجيد هو من يساعد العاملين على التقدم خلال تلك المسارات ، مزيلا اية عقبات مقدما مكافآت ملائمة لدى انجاز المهام . وقد ميز هاوس بين اربعة انماط قيادية تتفرع من نظريته :
• القيادة الموجهة : التي تحدد للتابعين كيفية الانجاز .
• القيادة المساندة : التي تظهر اهتمامها بحاجات المرؤوسين وتحيطهم بمناخات ودية .
• القيادة المشاركة : التي تستشير المرؤوسين وتأخذ مقترحاتهم بنظر الاعتبار عند اتخاذ القرار .
• القيادة المتوجهة للانجاز : التي تؤكد على التميز في الاداء وتثق بتحمل المرؤوسين المسؤولية وتحقيقهم الاهداف ومواجهتهم للتحديات .
لذا فأن هذه النظرية تتميز على النظريات الموقفية في امكانية انتهاج القائد لاكثر من نمط سلوكي واحد ، على عكس النموذج الموقفي الاخر الذي يؤكد على وجود نمطين سلوكيين فقط ( المهمات ، والعلاقات ) ، كما انها تحاول الحصر الشامل لكل المتغيرات التي تؤثر في الموقف القيادي .
وقد وجهت انتقادات لهذا المدخل ايضا اهمها مبالغته في تقدير اهمية المتغيرات الظرفية وجعل السلوك القيادي تابعا لها ، لذا فهو مدخل قسري لايؤمن بقدرة الانسان على الفعل والاختيار ، لذلك اهمل السمات الفردية للقادة وتأثيرها في انماط قيادتهم بينما حدثنا التاريخ عن كثير من القادة الذين استطاعوا بما يمتلكون من سمات شخصية ومواهب ومهارات ذاتية من تحييد اقسى الظروف وجعلها تعمل في صالحه لاضدهم .
المدخل الحديث في القيادة :
شهدت السنوات العشر الاخيرة من القرن الماضي نماذج جديدة في القيادة لمواكبة المتغيرات السريعة التي شهدتها بيئة العمل لمختلف المنظمات ، فقد فرضت عوامل مثل التطور الثقافي الكبير والمنافسة الشديدة والتقلبات الاقتصادية المفاجئة وشحة الموارد والعولمة وشروطها ، محددات جديدة غير مألوفة لقادة المنظمات المعاصرة ، لذلك اكدت نماذج هذا المدخل على القيادة غير التقليدية ، وعلى الخصائص الكارزماتية التي تعد ذات اهمية خاصة في تغيير وتحويل المنظمات والافراد لمواكبة المتغيرات البيئية اعلاه .
Ivancevich & Matteson , 2002, P : 434 – 441
القيادة الكارزماتية :
اعتمد الباحث هاوس في هذا الانموذج المزج بين مدخل السمات والمدخل السلوكي ، مستخدما مصطلح الكارزما للاشارة الى نوع السلطة التي تقترن بشخص القائد وما يمتلكه من سمات شخصية ومواهب ذاتية ملهمة للاخرين ، وليست السلطة النابعة من الموقع الوظيفي للقائد . ان هذه السمات المحددة للقائد تتفاعل مع الظروف البيئية الموقفية فتؤثر في اداء التابعين وهو ما يسميه بعض الباحثين بالمدخل التفاعلي في القيادة لانه يركز على التفاعل بين ادوار القائد والتابعين والموقف واثر ذلك في بروز الكارزما . لذلك لوحظ ان القادة الكارزماتيين غالبا ما يبرزون اثناء المواقف الازموية بل وجد ان بعض القادة الكارزماتيين قد يلجأ الى خلق ازمات معينة واستخدامها لتكييف وتعديل المواقف البيئية بحيث يعملان لصالحه لاضده .
على الرغم من شيوع افكار القيادةالكارزماتية في ادبيات القيادة الحديثة الا انه لم تجر سوى دراسات قليلة لاختبار معنى وتأثير القيادة الكارزماتية بشكل محدد . كما اثيرت عدد من الانتقادات الخاصة بأمكانية اساءة استخدام القائد الكارزماتي لقيادته .

القيادة التحويلية Transactional leadership Transformational &:
هذا النمط القيادي الحديث طرح مؤخرا ويقوم على اساس تصنيفها الى نمطين هما المعاملات والتحويل . فالقائد المعاملاتي هو الذي يحفز التابعين من خلال مبادلة ادائهم بالمكافآت التي يقدمها لهم . اما القائد التحويلي فيتميز بقدرته على اسهام التابعين وجعلهم ينغمسون في رسالة المنظمة واهدافها ويستشرف الصورة امامهم او الحلم المستقبلي للمنظمة والذي يختلف كثيرا عن الواقع الذي يعيشونه .. وهناك دلائل تشير الى ان القائد يستطيع الجمع بين النمطين في آن واحد ويميل الى تغليب احدهما على الاخر بما يخلق عمليات ومستويات اداء متقدمة عن السابق . http://www.choo.fis.utoronto.ca




المصادر :

1 - Ivancevich , Matteson, "Organizational Behavior and Management " ,McGraw-Hill ,New York, 2002
2 - Shermerhorn, " Management " John Wiley & Sons, New York, 1999
3 - http://www.leadership-studies.com
4 - http://www.nwlink.com
5 - http://www.choo.fis.utoronto.ca




#اكرم_سالم (هاشتاغ)       Akram_Salim_Hasan_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيئة المنظمة والخيارات الستراتيجية
- نظرة سريعة في تكنولوجيا المعلومات وادارة المعرفة
- الموازنة العامة للدولة وعملية الدمج الاقتصادي الاجتماعي
- اهمية التآزرية في المدخل النظمي
- تحولات البلدان الصناعية في بدايات القرن الماضي ونشأة المدرسة ...
- عملية اتخاذ القرار بين سيمون ولندبلوم
- النظرية البيروقراطية بين الجذور الكلاسيكية ورؤى المعدلين
- فلسفة التحول الى ادارة الموارد البشرية
- دورة حياة المنظمة والمعايير البيروقراطية
- الموارد البشرية وادوارها الستراتيجية
- ادارة الازمات وسبل التعامل معها و مواجهتها


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم سالم - في جوهر العملية القيادية