أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - حماس تجبي الخاوة














المزيد.....

حماس تجبي الخاوة


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 2031 - 2007 / 9 / 7 - 10:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


مرّ بشكل عابر في الأيام الأخيرة "نبأ صغير" في وسائل الإعلام العربية وغيرها، مفاده أن ما يسمى بـ "القوة التنفيذية" التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، فرضت على كل "معتقل" من أبناء قطاع غزة لديها، "كفالة" مالية تعادل 240 دولارا، للافراج عنه.
ويجري الحديث عن حوالي 200 معتقل شاركوا في صلاة الجمعة في إحدى ساحات مدينة غزة، ثم انطلقوا بمظاهرة احتجاجية ضد الممارسات القمعية، التي تنتهجها سلطة حماس الانقلابية في قطاع غزة.
ونسمع ناطقا باسم "القوة التنفيذية" يحكي لنا عن "ضبط الأمن ووقف حالة الفوضى"، مؤكدا نبأ طلب دفع "الكفالة"، كشرط لإفراج عن كل معتقل، وبعد تعهده بأن لا يشارك في أي تظاهرة يعبر فيها عن موقفه ضد ممارسات انقلابيي حماس.
من الصعب تخيل ان الاستبداد الحمساوي في غزة يصل إلى هذا الحد من الصلافة والعربدة، فمن يعرف تفاصيل الحياة في قطاع غزة، والجوع الذي يضرب الغالبية الساحقة جدا من أهالي القطاع، يعرف أيضا، أن مبلغ 240 دولارا هو مبلغ فوق الخيال لدى العائلات الجوعى، التي لا تدين بالولاء لقادة حماس، ولا تحظى بنعمهم.
ومن المثير للدهشة أن نسمع مصطلحات مثل: "ضبط الأمن" و"منع الفوضى" و"فرض النظام العام"، من عناصر حركة حماس بالذات، التي منذ دخول قيادة منظمة التحرير الفلسطينية إلى قطاع غزة في صيف العام 1994، نقشت على رايتها نهج التمرد الدائم على كل ما تنادي به الآن.
لا يمكن الحديث عن فوضى السلاح في القطاع والضفة الغربية من دون العودة إلى بدايات هذه الفوضى، ودور حماس المركزي فيها، الذي وصل إلى درجة التحدي للسلطة الفلسطينية والنظام العام، ناهيك عما جبته هذه الفوضى من ثمن دموي باهظ من الفلسطينيين، مثل ضحايا العبث في استخدام وتخزين السلاح بين البيوت السكنية.
لقد انتهجت حركة حماس طيلة الوقت لغة التخوين ضد معارضي خطها وسياستها، وتنقلت بين مختلف المواقف المتناقضة، دون أي تفسير منطقي لروايتها المتقلبة، وفقط من أجل خدمة أجندتها، غير المنسجمة دائما مع البرنامج الوطني الفلسطيني.
فهل يمكن نسيان لغة التخوين الحمساوية ضد كل من شارك في السلطة الفلسطينية، وتخوين مسار أوسلو من أساسه؟، هل يمكن نسيان خطاب التخوين ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات؟، ثم التباكي عليه شهيدا.
إلا أن هذه الحركة وحين توقعت إمكانية الانقضاض على السلطة، شاركت في الانتخابات التشريعية التي لم تعترف بها من قبل، لأنها نتاج مسيرة أوسلو، وانقضت حماس على أغلبية مقاعد المجلس التشريعي، بفضل قانون انتخابي لا يعكس حقا موازين القوى في الشارع الفلسطيني، فحماس مثلا لم تحصل على أكثر من 40% من أصوات الشعب الفلسطيني.
وبعد هذا انتقلت حماس من لغة التخوين، إلى اسطوانة الفساد، وهو قائم ولا نقاش في هذا، ولكن لا يمكن حصر هذا الفساد بجهة واحدة، ارتكاب مجازر بذريعة محاربة الفساد.
إلا أن كل هدف حماس من الحديث عن الفساد هو دغدغة مشاعر الجماهير الواسعة من الشعب الفلسطيني، ووجدت حماس من يساندها من جوقات إعلامية في وسائل إعلام عربية مركزية، وكل هذا لم يكن سوى تبرير انقلابها الدموي، بهدف التستر على الهدف الحقيقي لهذا الانقلاب، وما يؤكد هذا هو ممارسات حماس الحالية في قطاع غزة.
وتعود حماس اليوم إلى خطاب التخوين، وهذه المرّة ليس ضد شخصيات قيادية فقط، وإنما أيضا ضد آلاف بأسرها، فكل من يقول لا لحماس أصبح في خانة الخيانة، فهل ننتظر مجازر جديدة، أشد من مجازر حزيران (يونيو)، خاصة على ضوء ما نسمع من فتاوى وقرارات يفصلها قادة حماس حسب مقاساتهم، بهدف كتم كل صوت يقول لهم كفى.
لا يمكن التحرر من انطباع أن ما يجري اليوم في قطاع غزة هو أسلوب عصابات، والغرامات المفروضة على الغزيين الذين مارسوا حقهم في الاحتجاج، ما هي إلا نوع من الفدية وحتى الخاوة (أتاوى) يطلبها الحمساويون من خصومهم السياسيين، وهذا بحد ذاته جريمة أخرى تسجل على حماس.
إن ما يجري في قطاع غزة، هو جريمة "من صنع محلي" بحق الشعب الفلسطيني، لا يمكن تبريرها بأي من الذرائع، لأن هدف مرتكبيها واضح جدا، وهو السيطرة بالقوة على السلطة، حتى بثمن الترهيب وسفك الدماء.
إن مطلب الساعة هو وقف الجريمة الحمساوية بحق قطاع غزة، من أجل توظيف كل الجهود لوقف الجريمة الأساسية: الاحتلال.
إن شعبا يناضل منذ عشرات السنين من أجل تحرره الوطني يستحق دولة، أبعد بكثير من معالم النظام الذي ترسمه حماس اليوم في غزة.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أولمرت والحسابات الداخلية
- بن غريون أول من بادر إلى استيطان القدس والخليل
- نتنياهو حضيض سياسي جديد
- دورة صيفية برلمانية اسرائيلية تنقل الأزمة إلى الدورة الشتوية
- باراك القديم الجديد
- مقايضة المستوطنين بالفلسطينيين
- عام على الحرب وإسرائيل تترقب
- معركة السبت في اسرائيل بين الديني والاقتصادي
- محمود في حيفاه وعلى كرمله
- أولمرت يدخل دائرة حسم مصيره
- الشريك الفلسطيني والسياسة الإسرائيلية
- إسرائيل: مجتمع مهاجرين متفكك
- عودة براك: حالة الترقب وتحلل المعسكرات التقليدية في -العمل-
- انقلاب حماس وحقيقة النوايا الإسرائيلية
- عودة براك.. عودة الجنرالات
- عمير بيرتس يخسر معركته في بيت العناكب
- المناورة الإسرائيلية في الملف السوري
- انتخابات -العمل- الإسرائيلي: أزمة قيادة وشلل سياسي
- إيلان بابي نصير فوق العادة لحق العودة
- قبضايات في غزة


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - حماس تجبي الخاوة