أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عاطف سلامة - الإعلام الفلسطيني وخطاب الردح على الشاشات















المزيد.....

الإعلام الفلسطيني وخطاب الردح على الشاشات


عاطف سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 2031 - 2007 / 9 / 7 - 10:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


شهد الخطاب الإعلامي الفلسطيني تغييرات في مضمونه وأولوياته منذ فترة ،خاصة قبل الانتخابات الثانية (يناير 2006)،و بعد تسلم حركة حماس السلطة ، حيث غابت نهائيا القضية الوطنية الفلسطينية ، ولم تعد تطرح قضايا الصراع كالقدس والدولة المستقلة وحق عودة اللاجئين والحدود والاستيطان إلا لحفظ ماء الوجه ، وكأن "المتلقي" الفلسطيني أبله
فقد كان لكل من حركتي (فتح وحماس) خطابا موجها إلى الجماهير بأحقيته بالسلطة ، فكان خطابا تحريضيا ،بعيدا عن الوطنية وهمها والانشغال بالقضايا الحركية المحضة ،مما ساهم في تعزيز انقسام الشعب الفلسطيني إلى (فلقتين) وفي الوقت الذي كانت تطرح فيه القضايا الوطنية (وهي قليلة) كانت تطرح على استحياء ، فالخطاب الإعلامي فقد بوصلته من القضايا الوطنية إلى القضايا الحزبية الضيقة ، مما أسس لمرحلة الانفصال بين الضفة وغزة ، التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم ، عدا عن أن الأطراف الخارجية لعبت دورا مهما في توجيه هذا الخطاب نحو الحزبية وتكريس العنصرية.
فالخطاب الإعلامي أساء إلى الشعب الفلسطيني وقضيته ، وما كانت الحركة الوطنية الفلسطينية تعتبره انجازات خلال عقود مضت ،خسرتها خلال فترة وجيزة مضت ،ولم يستطع الفلسطينيون أن يتوصلوا لخطاب إعلامي موحد ،ولكنهم وقعوا في فخ الأطراف الخارجية وخاصة إسرائيل التي كانت تخطط لذلك منذ اتخذ (شارون) قرار الانسحاب من مستوطنات قطاع غزة.
وفترة الحكومة العاشرة افتقد الخطاب الإعلامي الفلسطيني إلى الواقعية ، ما يمكن تسميته بـ(خطاب الاستعجال أو الخطاب المستفز) فقد أرادت حماس آنذاك أن تنقل صورة سيئة جدا عن الأطراف الأخرى ،خاصة حركة فتح ، ونجح خطابها الديني في التأثير على فئات كبيرة من الشعب الفلسطيني ،هذا من جهة ,ومن جهة أخرى كان الخطاب الحمساوي دائما يدافع باستماته عن وجوده في السلطة(هذا اتضح من كثرة تكرار تنكرها للكراسي) ، وحاول دائما أن يصبغ نفسه بالصبغة (الإلهية) من منطلقات قرآنية، وكان خطاب حركة حماس دوما يصور أن هناك مؤامرة أو تحالفات عربية فلسطينية ضدها ،عدا عن التحالفات الغربية الإسرائيلية ..الخ
فكان خطابا إعلاميا اعتمد على المناكفات ، وركز على الصراعات الداخلية ،ولم يحمل رؤية فلسطينية للمستقبل ، ولم يستطع مخاطبة العالم ، ومن جهة أخرى العمل على التنكر و نفي تاريخ الشعب الفلسطيني عن طريق عدم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ،ووصف المجلس الوطني والمركزي بالعجزة والغير قادرين.
أذن فهو خطاب تحريضي أشتد بعد الفوز بالانتخابات ،ما جعلهم ينظرون للآخرين نظرة دونية .
أما الخطاب الإعلامي الذي كانت تتحدث به حماس فترة حكومة الوحدة الوطنية ،للأسف لم يكن صادقا ،وما يثبت ذلك ؛الاستعدادات التي كانت تجهزها للمعركة الكبرى ،وهي الحسم العسكري في قطاع غزة ، وحينها أصبح الخطاب الحمساوي أكثر تشددا وشراسة تجاه الوضع الداخلي الفلسطيني وخاصة حركة فتح.
أما خطاب حركة فتح فقد كان يجيء دائما كردات فعل ،وكمواجهة لخطاب حماس ، في حين لم يكن لدي حركة فتح خطابا واضحا ، وبالمحصلة الحركتان نسيتا القضية الوطنية ، وأهتمتا بالمناكفات وتوجيه الاتهامات إما بالتكفير أو بالعمالة وبتحقير الآخر ووصفه بصفات مشينة ..الخ
وهنا نشير إلى أن حماس كان لديها رؤية واضحة للمرحلة القادمة, مخطط لها ،وبالتالي كان خطابها هجوميا تحريضيا واضحا يعرف إلى أين تسير الأمور وإلام ستنتهي ،لذلك كان الإعداد جيدا للخطاب الإعلامي ، وكانت الحركة كذلك تمتلك زمام المعركة الإعلامية التي انعكست لمعركة على الأرض فيما بعد.
أما حركة فتح فلم تمتلك رؤية للمرحلة التي تلتها وكان ملاحظا انتقال خطابها نحو الفئوية والحزبية الضيقة (والتهويل بقدرات الحركة بأن المرحلة القادمة ستكون لفتح ) وابتعاده عن الهم الوطني وقضايا الناس اليومية ، ولم يكن باستطاعته مواجهة خطاب حماس (الرباني) ،إضافة إلى إشكاليات الحركة الداخلية ومرجعيات كل فرد فيها.
كلا الخطابين لحركتي فتح وحماس أوغلا في التطرف، كل تجاه الآخر ، إلى درجة وصلت حد وصف حماس لمجموعة من الفتحاويين بالعملاء و(الصهيو- أمريكيين) ، ووصفت فتح ، حركة حماس بأنها حركة ظلامية شيعية تابعة لإيران ..ومن المستفيد ؟!!
الطرفان صعدا من هجمتهما الإعلامية تجاه بعضهما ،فابتعدا عن الموضوعية والصدق والأمانة الإعلامية في نقل المعلومات ، والأهم أنهما ابتعدا عن الخطاب الوحدوي الوطني ،واهتما بالخطاب الفئوي الحزبي الضيق الأفق ،والذي شرخ الشعب الفلسطيني إلى شطرين عن طريق الرسالة التالية ( الذي لا يقف معي ..فهو ضدي !! )
النتيجة أن الخطابين الإعلاميين (الفتحاوي والحمساوي) شحذا أسلحتهما الإعلامية في المعركة ،تحضيرا للمعركة القادمة.
فكان لهما أكبر الأثر في تأجيج مشاعر الناس ، وتعميق الكره بين أبناء الشعب الواحد، فالتحريض الإعلامي الذي كانتا الحركتان تقترفاه لم ولن يغفره الشعب الفلسطيني في المستقبل ، بعد أن وصلت النتيجة إلى القتل والحرق والتدمير والتخريب ،حتى أن التحريض الإعلامي وصل إلى البيت الواحد ، وإلى حد الطلاق بين الرجل وزوجته ، والمشاكل بين الأخ وأخيه ،وضرب النسيج الاجتماعي ،والأهم من كل ما ذكر فإن الخطاب الإعلامي لدى الحركتين زرع الحقد في عقل الجيل الصغير الصاعد والمراهقين من أبناء شعبنا .
إضافة إلى أن إعلام الحركتين ابتعد كل البعد عن الهم الوطني ، ولم يؤثر فقط على الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ،بل أثر على صورة القضية الفلسطينية ككل أمام العالم .
كل ما ذكر يجعل معالجة الأمر أكثر تعقيدا ،فالشعب الفلسطيني سيحتاج إلى وقت طويل للتخلص من آثار التحريض الإعلامي الذي استخدمته الحركتان فتح وحماس
أما الخطاب الإعلامي الفلسطيني ما بعد الحسم العسكري في قطاع غزة فيمكن وصفه بأنه فعلا انتقل من حالة التحريض إلى حالة التشهير، خطاب كرس حالة الانفصال بين غزة والضفة ، وزاد من حالة التشرذم والحقد والضغينة والكره لدى أبناء الشعب الواحد ، وأبناء العائلة الواحدة. ما يمكن تسميته بخطاب (الردح على الشاشات ) ما أصاب المتلقين الفلسطينيين بشكل خاص بالغثيان والقرف ، فهو خطاب خال من أي مضامين وطنية ، ويهدف إلى التشهير فقط ،.
أما الخطاب الإعلامي المستقل أو المحايد والموضوعي فلا توجد قوى سياسية بحجم وقوة حركتي فتح وحماس ،حتى تستطيع أن تحمله وتوصل رسالتها الإعلامية وخطابها المحايد ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى لا يوجد لديها أدوات ،فالأدوات كانت في يدي الحركتين الكبيرتين المتصارعتين (المساجد ووسائل أخرى بيد حركة حماس ووسائل الإعلام التي امتلكتها السلطة كانت بيد حركة فتح)، فكيف لها بدون أدوات أن توصل صوتها .
إضافة إلى أنه لا يوجد إعلام مستقل على الساحة الفلسطينية ،فالإعلام جميعه مسّيس، ولكن يبقى إعلام مؤسسات حقوق الإنسان ،وهو إعلام غير معني بتوجيه أصبع الاتهام لأحد .
إضافة إلى حالة الاستقطاب الثنائي بين حركتي فتح وحماس التي شدت الجماهير الفلسطينية بأن تتابع إعلام الحركتين وعدم الاهتمام بأي خطاب مستقل، فالجماهير انشدّت إلى لقمة العيش التي تتحكم فيها الحركتين الكبيرتين فقط ، ومن جهة أخرى لم يستطع الإنسان الفلسطيني أن يكون محايدا ،فالسياسيات الخارجية من حصار وتجويع ومعونات وكوبونات ورواتب ..الخ ،جعلت الكل الفلسطيني يبحث عن ذاته ،وبالتالي أصبح طرفا دون أن يختار هو ذلك . مما يجعله الآن أن يعرف أنه جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل ما لم يحدد موقفا صارما من الطرفين ويقول كلمته بكل شجاعة "كفي محاربتنا بلقمة العيش !"
ولكن إذا ما تساءلنا كيف يمكن إعادة إنتاج خطاب إعلامي غير فئوي وغير تحريضي ،لا يغيب أو يهمش البعد الوطني كما هو حاصل الآن ؟ ،نقول أن هذا يحتاج إلى موقف سياسي أولا من كلا الطرفين، ولكنه يحتاج إلى وقت،كي يتسنى للإعلاميين والصحفيين تغيير رسم الصورة من جديد ، وذلك عن طريق التزام الصحفي الفلسطيني بالصدق والأمانة والموضوعية في نقل الحدث والمعلومة من جهة والتوقف الفوري من كلا الطرفين عن التحريض والتشهير، وثانيا ضرورة العودة إلى الخطاب الإعلامي ذات البعد الوطني ، وتوجيه الجماهير وفئات الشعب المختلفة تجاه العدو الإسرائيلي ،وكشف مؤامراته وتمجيد شهدائنا وأسرانا وتاريخنا ، وبث ثقافة التسامح والمحبة والعفو .
إضافة إلى إمكانية إنتاج خطاب إعلامي غير فئوي وغير تحريضي يعمل على مسح ما خزنته ذاكرة الإنسان الفلسطيني من حقد وكراهية وثالثا : منح حرية الكلمة وحرية التعبير هامشا أكبر وعدم تكميم الأفواه ، ومحاسبة الإعلاميين والصحفيين الذين يحاولون تأجيج المشاعر من جديد ، إضافة إلى ضرورة مقاطعة الساسة والناطقين الإعلاميين الذين يوترون الأجواء بالقذف والتشهير وغرس الحقد بين أبناء شعبنا، وضرورة الاستماع إلى الأصوات الأكثر عقلانية على الساحة الفلسطينية ، وإبداء حسن النوايا لدي الحركتين وذلك بإعادة بث تلفزيون فلسطين في القطاع وتلفزيون الأقصى بالضفة ، وكذلك صحيفتي الرسالة وفلسطين لتوزع في الضفة ،وإعادة بث الإذاعات المحلية في غزة كالشعب والشباب والحرية ..
وإلى أن نصل إلى هذا الفهم يرحمنا ويرحمكم الله



#عاطف_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكري العشرين لرحيل ناجي العلي ..الكاريكاتير السياسي ..أ ...
- سيناريوهات محتملة بعد انقلاب غزة
- رسالة عاجلة إلى أعضاء المجلس المركزي ل م.ت.ف
- موقف الأغلبية الصامتة من أحداث غزة
- قوات بدر .. ملف يفتح من جديد
- الاعلام وتحديات الفلتان الأمني
- النكتة السياسية..نقد مباشر وصريح
- بعد اتفاق مكة.. نحو السلم الأهلي ونبذ ثقافة الموت


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - عاطف سلامة - الإعلام الفلسطيني وخطاب الردح على الشاشات