أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد البغدادي - غرفة حمراء: قصة قصيرة















المزيد.....

غرفة حمراء: قصة قصيرة


سعد البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2033 - 2007 / 9 / 9 - 10:41
المحور: الادب والفن
    



الان ساجعلك تعترف وتغرد كلبلبل سالني اتعرف البلبل كيف يغرد
قلت نعم
طلب مني اني اغرد, وحينما اقسمت له اني لااعرفُ شيئا ضربني بعصا كهربائية. افتح عينيك , طلب من الشرطي ان يرفع النظارة السوداء عن عيني ,لاول مرة اراه, رجلا ضخم الجثة كثيف الشوارب تمعنت بوجه جيدا كانت يداي موثقتان الى الخلف. جذبني الى الشرفة قال اتعرف انت في اي طابق؟ انظر الى اسفل سوف ارميك من هذه الشرفة واقول انه قفز وانتحر , منذ تسعة اشهر وانا لم ارى سيارة لكني رايتهن بحجم صغير جدا, نظرت الى الاسفل ترى ماذا يحدث لو اني قفزت الان, كان ممسكا بيدي.
تسعة اشهر مضت وانا في زنزانتي التي لم اعرف سوى انها حمراء كان كل شئ فيها احمر الماء الفراش الباب الحديدي الضخم حتى برازي كان لونه احمر, لم اعد احتمل هذا المنظر قلت للحرس اريد ان اعترف على كل شئ, لكنه ضحك ولماذا تريد ان تعترف ابقى هنا افضل لك, وحينما ياخذني الى غرفة المحقق اشعر بالارتياح اتخلص من اللون الاحمر على الرغم من وجود النظارة السوادء على عيني ,اشعر بان الحياة ممكن ان تستمر يسالني من هم اعضاء خليتك ,لااعلم وتبدء حفلة الضرب وبعد عدة ساعات يرجعوني محمولا على اكتافهم الى غرفتي القبيحة ,
سالني ماذا قلت ,
-على ماذا
- على التغريد
حسنا لم يعد في الامكان ان اصبر اكثر من هذا .سالته ماذا يريد ان يعرف
لماذا سافرت خارج العراق ولماذا عدت ماهو دورك؟و بمن التقيت؟, وضع امامي ورقة بيضاء وفتح وثاقي واعطاني قلما اكتب كل ما تعرفه واذكر الاسماء والاشخاص الذين التقيتهم ولاتنسى ان تكتب الجمعيات والمنظمات وحذرني من عدم ذكر الاموال التي حصلنا عليها ولاتنسى ان تكتب اسم الدول التي اتصلت بك واجهزة المخابرات ومتى انت تعمل لهم واذكر ايضا اسماء اقاربك الذين جندتهم للعمل معك واسماء اصدقائك في الدراسة الذين عملوا معك نريد كافة المعلومات , وقدم لي قدحا من الماء , سحرني لونه الابيض , كيف يمكن لطبيعة الاشياء ان تتغير, كنت قبل ان ادخل هذا المعتقل ارغب في الحياة واتشبث بها ,اشعر اني لم امتلئ منها حتى اني كنت اجادل في وجود الاشياء واصلها, لظني انه بالامكان استمرار هذه الحياة مع لذاتها الحسية والمادية, وكنت ارى الانتحار اعتداء على حقوق الاخرين , كيف يمكن للانسان ان يموت منتحرا تاركا هذه السعادة التي تعج بها الحياة, لم اكن اتصور يوما ان افكر في هذا الامر, لكني الان وانا على الشرفة احاول ان اقفز وانهي حياتي التي لم يعد لها معنى, كيف تغيرت طبيعة الاشياء,اذن سوف لن اكتب اي شئ ,ساقول له انتم خونة وسرقة الشعب وانتم لاتستحقون الحياة لانكم عصابة فاشية ومجرمي حرب, اه.. سوف اقول اكثر من هذا كي يعيدني الى الشرفة ساقول انكم ادخلتم البلد في حروب وقتلتم الاكراد وتسببتم بقتل الملايين, ونشرتم الرعب والسجون من المؤكد سوف اثير غضبه ويجرني الى الشرفة وقبل ان ينزع نظارتي ساقفز ,ساقفز انه درب الخلاص والنهاية التي لاتستحق ان نعيشها, هل يعقل ان يعيش الانسان من اجل هذا العذاب, كتبت في الورقة مايلي:

اسمي عبد الامير علوان عمري 33 عاما اعمل خبازا لااملك جواز سفر ولم اسافر الى اي بلد مع اني اسكن منذ خمسة عشرعاما في خان متواضع في ساحة الميدان اعمل خبازا في فرن يقع بالقرب من ساحة الرصافي ذكرت اسماء اصدقائي الذين يعملون معي في المخبز سالم محمد, وزكي مصطفى, وابو كريم, وصاحب المخبز ,ذكرت لهم اسمه, وذكرت لهم ايضا ان سلام حاتم صديقي الذي القيتم القبض عليه في المخبز جاء من الناصرية الى بغداد بحثا عن عمل , جائني لاتوسط له عند رب العمل, وفي اسفل الورقة
التوقيع
عبد الامير علوان

تطاير الشرر من عينيه رايت شواربه الكثيفة وهي ترتجف الان فقط تيقنتُ انت لا تستحقَ الحياة واقسمَ بالقران انه سيقذفني من الشرفة
- لا ايها الوغد الحقير سوف افرغ المسدس في فمك قال لي هذا وهو يسحب المسدس من تحت حزامه ليضعه في فمي,انت ستموت الان
ركلني على مثانتي سقطت ارضا رايتهم يتجمعون حولي , ضاع صراخي في ضجيج المكان .
خذوه سمعته يقول خذوه الى الزنزانة, اه تلك الغرفة الحمراء, لو اني كتبت لو اني قلت لهم اني سافرتُ كل دول العالم والتقيت بكل شخصيات العالم ولدي اموال في كل مصارف العالم لو اني اعترفت على اصدقائي في المخبز وقلت لهم هولاء هم من تبحثون عنهم , هولاء هم من خطط وانا نفذت كل الجرائم لو قلت هذا لكنت الان خارج تلك الغرفة الحمراء , الان ساتحمل نوبات عنادي اني اتبول دما احمر تقيئت رايته احمر فتحت صنبور الماء لونه احمر حاولت ان اتماسك صرخت ولاول مرة ارى صراخي احمر, اغمضتُ عيني انبطحت على الارض واغمضت عيني ,لماذا لم اكتب لهم لماذا خانني القلم ولماذالم اقل لهم ان سلام حاتم هو مسؤولي وهو الذي جندني وان ابو كريم هو فيلسوف الجماعة ,اتراهم يصدقوني, وماذا لو اكتشفوا ان ابا كريم رجل لايقرء ولايكتب وانه قضى اربعين عاما في هذا المخبز ,اكيد انهم سوف يصدقوني ولكن كيف يصدقون اني سافرت وليس لدي جواز سفر, ساقول لهم ان سالم محمد وزكي مصطفى هم من يمول عملنا وان صاحب المحبز هو من وفر لنا الوكر ,لم يكن مخبزا كان وكرا سريا حتما سوف يصدقوني وسوف اتخلص من هذه الغرفة , ضربت بقوة على الباب صرخت بصوت عالي ايها الحرس اني املك معلومات خطيرة تمس امن الدولة ولا ابوح بها الا عند المحقق صاحب الشوارب الكثيفة,
هامش:

بعد سقوط النظام عام 2003عثر على مجموعة من الوثائق في الامن العامة الكائنة في منطقة البلديات وقد استولت عليها منظمة تهتم بشؤون السجناء السياسيين. هذ الوثيقة لم يطالب بها احد ولم يعرف من هم اصحاب القضية وهي كالاتي:
المحكمة الخاصة
العدد/بلا
التاريخ/بلا
باسم الشعب
نظرا لاعترافاتهم الخطية وثبوت الادلة القطعية بحق المجرمين التالية اسمائهم قررت المحكمة الخاصة المشكلة برئاسة العقيد فوزي التكريتي وبجضور المحامي زياد الاتروشي الذي عينته المحكمة . الحكم بالاعدام شنقا حتى الموت وفق احكام المادة 157 أ و158أ و159 من قانون العقوبات العراقي ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة للمجرمين والحكم غير قابل للتمييز

اسماء المجرمين
1- عبد الامير علوان
2- سلام حاتم
3- سالم محمد
4- زكي مصطفى
5- يوسف فرهاد الملقب ابو كريم
6- عناد احمد جاسر صاحب الوكر التوقيع:
العقيد فوزي التكريتي
رئيس المحكمة الخاصة



#سعد_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانسحاب من البصرة هزيمة ام انتصار
- مقاربة:.زيارة الرئيس الامريكي للعراق
- باتريوس وتقريره في مهب الريح
- دعوة لمناصرة انتفاضة المهجر.
- في الازمة الراهنة
- حكومة المصالح المشتركة
- غزوة سنجار
- حوار مع الناشط السياسي نوفل ابو رغيف
- الحل من الخارج
- كيف يفكر محمود عثمان.
- دهاء المالكي
- رئيس الوزراء.... ومنظومة الكهرباء
- الاثر الاقليمي في السياسة العراقية:
- رايس وجيتس في الشرق الاوسط
- نظام التعليم العربي بداية لعهود التخلف والرجعية:
- حول بيان الحكومة العراقية لجبهة التوافق
- الارهاب المقدس
- ثقافتنا بين وزير هارب ووكيل متسكع.
- فاطمة المرابط….
- الاسلاميون... يودعون الشارع...


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد البغدادي - غرفة حمراء: قصة قصيرة