أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - قراءة في رواية الصبي والبحر للكاتب توفيق أبو شومر















المزيد.....

قراءة في رواية الصبي والبحر للكاتب توفيق أبو شومر


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2031 - 2007 / 9 / 7 - 04:28
المحور: الادب والفن
    


1- في أصل الجنون
في روايته الصبي والبحر, يقدم الكاتب توفيق أبو شومر الجزء الأول من ثلاثية جنون الجذور على لسان الحفيد بشير, الذي تسلسل من جد اتفقت قرية الرمل على جنونه واستبصر أبو محمد العارف بالله "انه سيخرج من صلبه من يكمل مشواره ومسيرته"
الراوي الحفيد يغوص في المعرفة للوقوف على جنون جده, فيقف في برزخ بين العقل والجنون, يقبض على الحقائق تارة فيصل إلى منتهى العقل ويبحر في التأويل تارة أخرى فيقف عند حافة الجنون, فهل الجنون طفرة عقلية, وهو ثورة على العقل المعتاد؟
يعقد مقارنة بين جده والمتنبي ورامبو وآخرين فتذهله حقيقة الابداع/ الاكتشاف الذي ربما يكون "حصيلة التلاقح بين العقل والجنون, وبذا يكون الجنون الحد الأقصى من العقل "
من يقرر حالة الجنون؟
المجنون بتصرفاته المفارقة للجماعة, أم الجماعة التي لا تستوعبه بين ظهرانيها, ففي حالة الجد أعلنت الجدة جنونه فتبعها الناس, وأصبح مجنون قرية الرمل, وأرجعت الجدة جنونه لامرأة ترغبه عملت له عملا, أما الابن فيرى أن من عمل العمل هو المختار, لأن الجد كان يرى أن "الحاجة لبناء مدرسة أفضل من الحاجة إلى الطعام, وأن الانجليز الذين غدروا بالشريف حسين لا يمكن أن يكونوا أصدقاء"
كان الجد يرتدي ملابس أبيه ويحمل غصن برتقال ناشف مشتعل ويصرخ في الناس:
" انتم كما النجيل والسعدة تقتاتون من غذاء الجذور فتهزلون قريتكم "
يكتشف الجد بالخبرة والشفافية أسوأ علاقة بين الكائنات, هي علاقة التطفل, يكون فيها طرف مستفيد "طفيل" يسبب الضرر للطرف الآخر "العائل" في علاقة غير انتاجية تقتل العائل والطفيل في نهاية الأمر, فهل كانت علاقة ناس قرية الرمل بأرضهم كذلك؟ ما جعل الجد يتمرد ويُتهم بالجنون مثل دون كيشوت الذي قاتل طواحين الهواء, وقتل قطيع الأغنام لأنه يثير الغبار, هل كان دون كيشوت يقاتل وهما أم كان يملك الحقيقة فاتهم بالجنون, ولكنه وجد من يصدقه, أما الجد فلم يجد في القرية من يفهمه فصرخ "لن تموتوا إلا حرقا أو غرقا في البحر" فهل كان يشبه الاسكندر الاكبر الذي حرق عاصمة الفرس بعد حفلة شواء وشراب, فالجد لم يشرب غير الماء ولم يحرق القرية..
الجد لم يتعلم في مدرسة ولا أخذ العلم عن فقيه, سلاحه عقله الحاضر وطوريته وجهد بدنه وقدرته على اقتفاء شروش النجيل والسعدة وكل ما يمتص رحيق الاشجار ويحيل الارض إلى بوار, فهل وقف على العلة والمعلول " الغش لا يكون إلا في الشرش" واقترب من ارسطو الذي يرى أن " المعرفة هي معرفة العلل " فهل كان انشغاله بالعلل وراء تطوافه في البلاد عاملا زراعيا, خالط الناس من مختلف الطبقات والمشارب وأدرك أن " القرى التي لا تفتح ذراعيها للمدن تنتن " ورأى في المختار نذلا شرموطا أنانيا يلوذ بالجهل ويرفض إنشاء طريقا يصل القرية بالمجدل لأن الطريق يمر من أرضه, ولم يجد في القرية من يقف في وجهه" هل وُجد أهل الرمل عبثا.. فليحرقوا "
يئس الجد من أهل قريته فانطلق إلى المدن والقرى حتى وصل إلى غور الصافي, مكث بعض الوقت ورجع بزوجته الكديش التي قدمها أبوها له عطية وهي لا تحمل من صفات النساء غير القدرة على مشاكسته.. لم يحبها فعاشت مكلومة المشاعر تهرب إلى الحلم لتمارس رغباتها معه.. أى شرخ في وعي الجد جعله يقبل زوجة لا يرغبها وفاء لعلاقته مع أبيها فيعيش في النوم أكثرمن الصحو يردد " بداية الموت الحقيقي تبدأ من الجذور وكل من يعتدي عليها تشقه إلى نصفين" يحب شجرة الليمون ولا يؤمن بالغول وشياطين شجر الغيلانا ذات القرون الداكنة التي لحست عقله انتقاما كما يعتقد ابنه والد الراوية, فقد كان يولد شررا من قداحته ويشعل نارا يغذيها بحطب الليمون ويترنم "احرقوا كل شيء حتى تتمكن الجذور من النمو, العروق لا تموت, مصيركم جثث فوق الماء" ثم يمسك الجمر لمدة طويلة ويدندن "ليس مثل النار في الدار, النار تغسل العار.." ويوم وصل به الجنون مداه تقول الجدة أنه " هب من النوم وهو يقول رائحة الرصاص تقتل الجذور- هل كان يحذر من حرب قادمة – لا يطهر القرية سوى النار, وصلت المعسكرات حدود قرية الرمل – الاستيطان – وخرج صائحا محذرا: الجذور تناديكم, لم تبق قريتكم لكم, أنتم لا تستحقونها, شروش الزيتون والعنب في خطر – تحذير مبكر قبل الهجيج الكبير -
هذا الجد الهائج يرعى دجاجات الدار, ويوفر لها فتات الطعام ويتسلى بلضم المسابح المقطوعة, يرفض الرحيل وينام على فراشه, فيداهمه اليهود ويطلقوا عليه رصاصة واحدة تضع حدا لحياته ليكون الشهيد الوحيد في قرية الرمل , فهل أدرك اليهود أنه العاقل الوحيد في القرية؟
سؤال ترسب في وعي الحفيد أرقا مقيما, عززه أبوه الذي عاد إلى القرية وحفر ليدفنه وعندما وضعه في الحفرة تدحرجت من حضنه بيضة دجاجة صهباء, لمعت مثل الدرة لم ير مثلها في حياته وكان لون البيضة مثل حجر كريم ما جعل أبا محمد العارف بالله يتنبأ " سوف يولد من صلبه طفل كما جده" فهل كان الراوي هو ذلك الطفل الذي ورث الأرق, وعاش جدل الأسئلة بحثا عن علاقة العقل بالجنون, وبين الواقع والتمرد عليه, وبين العقل وتجاوزه بالجنون. يقف الجد الأمي أمام الحفيد قوة بدنية هائلة, وقوة روحية كبيرة, وقوة عقلية ظاهرة مع القدرة على الاستبصار فهل فيه شيء من د. زيفاجو لبوريس باسترناك الذي يقول " من يساعدني على الإمساك بجذر الأحدث حتى أتعلم" وفي رحلة البحث عن جذور الأشياء يقف الحفيد عند تشابهات بين جده وفاوست جوتة وجان دارك القديسة, فقد كان جده شديد القسوة إذا تعلق الأمر بالجذور ولكن قسوته الشديدة يعقبها حنان, كما أن شدة العقل تولد الجنون وشدة الجنون تولد العقل. وفي اعتقادي أن هذا ما توصل إليه توفيق أبو شومر في بحثه الفلسفي للجنون, ولعل ذلك ما دفعه إلى المقارنة بين الجد وإيفان الرهيب فكلاهما يكره الزوجة والابن, ولكن إيفان وحد روسيا رغم قسوته, فمن العاقل ومن المجنون إيفان أم بطرس الأكبر الذي تخلى عن منصبه وجال مع أتباعه في أرجاء روسيا يقبس من علومها فاتهم بالجنون, ولكنه في نهاية الأمر أنشأ القوانين والدساتير, وإذا كان إيفان وبطرس نتاج بيئات مختلفة فهل من تشابه بين الجد والحاكم بأمر الله الفاطمي الذي حير الجميع ولم يفكوا رموز.
الجد يقف في وجه المختار, وكان مطلعا على أعمال اليهود فقد عمل في الكيبوتسات ورأى كم هم منظمون ويتعاملون مع المستقبل مقابل العرب الذين فشلوا في التعامل مع الجذور, وتعزز لدية الاعتقاد بعد أن عمل في مزارع آل توما المشغولين بالسياسة والاقتصاد, وتعرف من خلال ما سمع من أحاديت على الأحزاب الفلسطينية القائمة وبرامجها والقائمين عليها, فأدرك كم هم بعيدون عن جذور الأشياء, وكم هم عاجزون عن القبض على الحاضر واستشراف المستقبل والوصول إلى العلاج, حتى داهمت الحرب الناس فخرجت قرية الرمل ما عداه.. وخرج الحفيد ابن تسعة أشهر في خرج الحمار فنطق قبل الأوان وصرخ " بدي طيارة.. بدي حمار " ولم يحتمل المهاجرون صراخه واتهموه بالجنون مثل جده, فهل كان جنونه مثل جنون نابليون الذي يريد الحصول على كنوز الأهرامات؟!
الطفل توقف عن الصراخ عندما حط المهاجرون بجوار البحر فهل استبدل الطائرة والحمار بالبحر؟ ولماذا يستدعي الراوية قصة اليهودي التائه ليوجين ينسكو فمن التائه اليهودي أم الفلسطيني في الشتات؟؟ وهل هذا يستدعي الفارس البدوي عودة التايه نصير وصديق الأمير فيصل الذي حطم طقم أسنانه الذي أهداه إياه جمال باشا التركي إحتجاجا على موقف الأتراك من العرب اضطربت معدته وساءت صحته فأهداه السير ريجنالد طقم أسنان جديد وكأن عودة استبدل الأسنان التركية بأسنان انجليزية, فماذا بقي من عودة الفارس العربي الأصيل؟
2 -أهل البر يتحولون إلى أهل البحر
ماذا يفعل الناس وقد هجروا مطارحهم وتجمعوا عند البحر الذي بات شريكا وعدوا, فالبحر عدو الأب والأم والجدة, ومثار تأمل عند الحفيد بشير الذي وعي على الدنيا لاجئا, كل ميراثة جنون جدة, تؤرقه الأسئلة, ويؤرقه ذعر الناس من غدر البحر, وأحاديث أبو محمد العارف بالله عن الجن الساكن فيه, وحكايات الصياد فرهود الذي اصطاد سمكة تشيه الحصان, وكاد أن يصطاد جنية البحر, لكن البحر أخذها كما أخذ جثتين ظهرت واحدة واختفت الأخرى, فقرر العارف أن صاحب الجثة عاش فاسقا غارقا في المعاصي.. لكن البحر ينتصر ماديا بما يجود به من أسماك, ويتنصر شرعيا لأن ماءه يخلص الناس من نجس الجنابة والشهوة, ومع ذلك يصر الأب على أن " من ينقع جسده في البحر يتسرب إليه غدر البحر" ما يجعل الراوي يتوقف عند قصة العجوز والبحر لإرنست همنجواي يبحث عن المنتصر والمهزوم هل هو البحر أم الصياد العجوز؟
يلوذ الراوي بالقزويني الذي أخذ عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي " أن الله خلق ألف أمة, ستمائة في البحر وأربعمائة في البر" فهل وحدت وكالة الغوث ناس المخيم, وشذب البحر عاداتهم ومشاربهم فأصبحوا من أمم البحر, فابتكروا القوارب البدائية من ألواح الزينكو واصطادوا الأسماك بالقنابل اليدوية, ومارسوا العري طقسا متفق عليه, يغطس الرجال في الماء عراة للتخلص من النجس والجنابة, وتدير النساء أعجازهن للأطفال على البر, ويتساهل أبو محمد العارف, "الذي يواجه بيته البحر" مع عري فرهود عندما يطرح شبكته على مرأى من نسائه وبناته, ولكنه يقف له بالمرصاد عندما يفسر هيجان البحر بسبب المارك الناشبة بين الحيتان.
العري والبحر أطلقا العنان لاختبار الرغبات والشهوات, وأباحا لأبي العبد الملقب بالحية نثر نكاته الجنسية الفاحشة التي تلتف على خشونة الحياة الزوجية في المخيم وتدفع البعض إلى مسعودة التي تبيع اللذة في طرف المخيم.. وفي هذا المناخ يكتشف الصبي الراوي المرأة بعد أن رأى جارته الصبية عارية في الطشت تستحم, فالتهم تضاريسها, وتوقف عند ثدييها النافرين اللذين يختلفان عن ضروع المرضعات المتدلية مثل قرب فارغة..
لم يقف جهد الوكالة عند توحيد الغذاء والكساء والمدارس وشرب الحليب مع زيت السمك وتعقيم الناس والبيوت بالد.د.ت من القمل والسيبان والبق, ولكنها انتبهت للترفيه بعرض الأفلام في ساحات المخيم, وفتحت عوالم أخرى أمام الناس, وبات عرض الفيلم مناسبة ينتظرها المخيم على شوق, ثم يتداولها, ما يثيره التداول من أسئلة حول الرغبة في الحياة لتجاوز واقع المخيم, السينما تغذي العشق بين فتحي وليلى اليافاوية, الذي اصطدم بشروط أهلها بضرورة توفير طقم نوم وسرير وملاعق و.. وتبتسم الجارة ليوسف فيهرب منها خوفا من بطش أبيه, وتضع جارة أخرى الوردة في دفتر بشير الراوي, ويطرح الأزهري نصر رأيه في اللذة, "أجمل ثلاثة أشياء هي أكل اللحم , والنوم على اللحم, ووضع اللحم في اللحم.."
تتشكل الحياة في المخيم بفعل وكالة الغوث والبحر, وينصهر الناس في جبلة عجيبة ذات طبيعة مراوغة تستكين أمام الواقع, وتثور على أبجديات متعارف عليها, فالصبيان يخرجون في مظاهرة احتجاجا على زواج المعلم القبيح ابن الخامسة والثلاثين من صبية في الخامسة عشر من العمر, يدخل بها فيدميها وينقلها على الكارة إلى عيادة المخيم, فهل تظاهر الصبيان احتجاجا على عدم التكافؤ, أم احتجاجا على تواطؤ أهل المخيم على الحالة, وكذلك فرجة الأطفال على الذيب 55 سنة عندما دخل بطفلة في الثالثة عشرة وخلعهم لشباك غرفته, فهل فتحوا الأبواب مشرعة على الجريمة/ الفضيحة.
المخيم يعاني الفقر حتى الموت, ويعاني الغربة حتى الضياع, وينشغل بتبرير التجاوز, ويؤول الباطل لدرجة يتجرأ معها أبو محمد العارف ويطلب من جميل أن يسجل أبويه المتوفيين في بطاقة الإعاشة حتى يزيد من حصته في التموين, وعندما يرفض جميل يصب عليه جام غضبه, ويقوم بنتشه في خطبه الدينية, وعندما تموت أخت الراوي بالحمى الشوكيه تتهم الأم العارف بأنه حضر عملا للقضاء على الطفلة نكاية في زوجها, وتقف مذعورة من فكرة الذهاب إلى الفتاح صدقي الذي يطلب من كل زبونة تزوره أن تفك الدكة..
وبعيدا عن البيت وعلى مقاعد الدراسة يتعرف الراوي على يوسف الصعلوك, العدواني المشاغب الذي يثقب أذن زميله بسن الفرجار في لحظة عبث, وقد أُطلق على يوسف لقب الصعلوك لأنه دائما يفوز في مسابقة الجري, ويوسف هذا دائم الهروب إلى البحر من عنف أبيه يرفع الزفزف نظير قرش لحمل كارة, وبعد تعرفه على الأستاذ أبو السعيد صار يهرب إلى البحر ينشد النقاء والتطهر واختبار قدرته على العشق, واكتشاف قدراته الذاتية, فأبو السعيد أزاح الغبش عن البذرة الطيبة فيه, وعلمه كيف يستعيد ذاته, ويجدد طموحه, حدثه عن البطل مصطفى حافظ واغتياله على يد الصهاينة, وعن العدوان الثلاثي وانتصار جمال عبد الناصر, أبو السعيد قومي عربي يؤمن بالوحدة العربية طريقا لتحرير فلسطين, ويزود بشير ويوسف بالكتب فيفتح أمامهما مجالا أوسع من مناهج المدرسة, يستدرج الوعي لديهما ويطرح أمامهما أسئلة اخرى بالإضافة إلى أسئلة الوكالة والبحر, فينشغل بشير بالقطار وقوته العجيبة وقدرته على نقل الناس من بر إلى بر, وينشغل يوسف بالبحر الصائم على أسراره, وينشغل الاثنان بالسينما وما تقدمه عن حياة بشر مختلفين في بيئات مختلفة, حتى كان يوما ذهب بشير إلى غزة بعد أن ادخر أربعة قروش, وشاهد فيلم السينما, وعندما رجع إلى البيت كان أبوه بانتظاره يستشيط غضبا, ضربه واتهمه بالجنون مثل جده.
فالجد جننته العروق والشروش, والحفيد جننه القطار والسينما
يطرده من الدار فيهيم على وجهه ويلوذ بحضن جدته لأمه يفكر في حاله, لم يكن يومها يدري أنه سيتجه شمالا في محاولة العثور على الشرق, وأن صديقه يوسف سيتجه جنوبا للعثور على الشرق أيضا
حدث ذلك عندما كان الراوي يغذ الخطى نحو أبواب الجامعة في مصر
***
أما بعد:
فنحن مع رواية شائكة مشوقة, محمولة على قدرة حكاء متمكن, ومثقف متعدد القراءات والاهتمامات, نثر أمامنا العديد من الأحداث والحكايات والخلاصات في التاريخ وعلم النفس والاجتماع والسياسة والفلسفة والاقتصاد والمعتقدات والموروث, وكأني به يلوح بالسؤال حول صلاحية الرواية كوعاء معرفي, أو أنها يجب أن تكون كذلك.
يظهر ذلك جليا من خلال بحثه في العلاقة بين العقل والجنون ليصل إلى أن "شدة العقل تولد الجنون وشدة الجنون تولد العقل على اعتبار أن الجنون تجاوزا للعقل المعتاد" فهل نشتبك معه؟ وكذلك في البحث عن العوامل والمؤثرات التي شكلت وعي مجتمع المخيم حيث يتجاور الناس من مشارب متباينة في جغرافيا ضيقة فقيرة الموارد, يشكل البحر/الطبيعة الشريك الأقوى, وتشكل وكالة الغوث المورد الأهم في الحفاظ على الحياة, فلا يملك الناس غير الانتظار عند بوابات الوكالة, والتعري أمام البحر الصائم على أسراره, يعيشون فريسة للمادي الشحيح والغيبي المفتوح على الذهول, ما يدفع المؤرقين منهم إلى الأسئلة الأولى حول العلل لتفسير النتائج, والإجابة على السؤال الأهم:
أين نحن من الوطن؟
هذا ما ننتظره في الجزء الثاني من الثلاثية والذي سيشتبك مع نكسة حزيران وما تلاها كما يشير سياق الرواية.



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - قراءة في رواية الصبي والبحر للكاتب توفيق أبو شومر