أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود الزهيري - عن صحة الرئيس يتسائلون !!















المزيد.....

عن صحة الرئيس يتسائلون !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 2030 - 2007 / 9 / 6 - 10:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مرض مبارك الأب كان لدي البعض مشكلة تبدت مظاهرها في الشارع المصري وما صاحبها من تداعيات خطيرة علي المسار السياسي المصري خاصة وأن البعض قد روج بأن مرض مبارك الأب ليس إلا مجرد شائعة روجت لها الأجهزة الأمنية لتتمكن من قراءة الشارع السياسي المصري وردود أفعاله تجاه هذه الشائعة التي تم إظهارها في صورة حقيقة واقعية يمكن إستخراج بعض الإستنتاجات السياسية والإجتماعية منها لمعرفة مدي ردود فعل الشارع السياسي المصري , ومعه القوي السياسية الغير ظاهرة للنظام في بعض الملامح الأمنية أثناء ممارساتها السياسية أو بمعني آخر الغير متعاملة مع النظام السياسي عبر وسائط أمنية وهي نادرة في الحياة السياسية المصرية التي تم تأميمها لصالح أسطورة الحزب الحاكم في مصر بقيادة مبارك الأب والإبن معاً ومن خلفهم , وكان مكن رأي البعض أن هذه الشائعة كانت بمثابة ترمومتر لقياس مدي مقدرة مبارك الإبن ورجاله للتدريب علي المفاجأة الكبري والتي من الممكن حدوثها وهي وفاة مبارك الأب حتي يكون مبارك الأبن علي درجة من تقبل الشارع السياسي المصري وما تتبدي منه من إرهاصات يكون قد تم التدريب عليها والتعرف علي كيفية التعامل معها بصورة أو بأخري , بل لقد جاوز البعض كل هذه التصورات وذهب إلي أن شائعة مرض مبارك الأب كان من ورائها أجهزة مخابراتية خارجية روجت لهذه الشائعة لتتعرف علي مدي تقبل الشعب المصري لنظام مبارك الأب وبالتالي نظام مبارك الإبن في المستقبل وتتعرف علي الإتجاهات النفسية والإجتماعية لدي المصريون تجاه حالة مرض مبارك الأب ومدي سعادتهم أو حزنهم لهذا الأمر , مما يعطي إنعكاسات في التصور والرؤي السياسية للقوي الخارجية ذات الإستثمارات الأجنبية في مصر , وكذا المصالح الإستراتيجية المتعلقة بالأمن والسلام الإجتماعي في مصر , ومدي إستقرار المسالة الأمنية مما يؤثر بالسلب أو بالإيجاب علي تلك المصالح , خاصة مع بزوغ نجم التيارات الأصولية الراديكالية الدينية في مصر والمنطقة العربية وخاصة الدول المجاورة .
بل وذهب آخرون إلي أن من وراء هذه الشائعة هم جماعة الإخوان المسلمون , محاولين إلصاق هذا الأمر بتلك الجماعة التي أهينت في الشهور القليلة الماضية بعد أن بزغ نجمهم السياسي بأسباب راجعة إلي السلطة المستبدة الحاكمة , في قتلها للحريات السياسية للأحزاب والقوي السياسية , من كافة الممارسات السياسية داخل الجامعات , وخارجها في حين أن الإخوان المسلمون يمارسون السياسة المختلطة بالدين داخل الجامعات طوال شهور العام الدراسي , ويمارسونها داخل الأندية والجمعيات , بل وفي لقاءاتهم المنتظمة داخل المساجد والزوايا , بخلاف الأنظمة الدعوية الأخري .
وكان أن تنصل مرشد الإخوان من هذه الشائعة وطلب لمبارك الأب الصحة والعافية وقرر بأنه لايتمني له أي سؤ , ويدعو له بدوام الصحة والعافية !!
بل والأدهي والأمر ماوصلني علي البريد الإليكتروني من رسائل كان من ضمنها هذه الرسالة : رئيس تحرير الجمهورية يشبه مبارك بالأنبياء والرسل !؟
في مقال بجريدة الجمهورية كتبه يوم الثلاثاء الماضي تحت عنوان "بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه"" شبه محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الصحيفة المفترض انها قومية الرئيس مبارك بالأنبياء والرسل فقال بالنص ما يلي " منذ فجر البشرية وأعداء الحق والفضائل يروجون الشائعات حول الأنبياء والرسل.. لم يحاربوهم فقط في رسالاتهم السماوية. ولكنهم شنوا حرباً ضروساً ضدهم هدفها التشكيك في أخلاقهم الكريمة وسلوكهم الحميد. الشائعة مذكورة في القرآن منذ خلق الله آدم وحتي الآن. بل إن الشيطان مرتبط في الأذهان في كل الديانات بالوسوسة أو الوسواس الخناس. لأنه يسعي إلي تغيير قناعة الناس وإلي تفرقتهم وتشتيتهم هنا وهناك ويزعزع إيمانهم ويبلبل أفكارهم بما يشيعه من أفكار هدامة. يقول الله تعالي "ولقد عهدنا إلي آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزماً. وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبي. فقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنة فتشقي. إن لك ألا تجوع فيها ولا تعري. وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحي. فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك علي شجرة الخلد وملك لا يبلي. فأكلا منها فبدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة. وعصي آدم ربه فغوي. ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدي".
ومضي الرجل قائلا وبالطبع هو يتحدث عن شائعة مرض مبارك
وإذا كان أعداء الحق والفضائل في كل زمان ومكان. قد نشروا الشائعات الكاذبة حول الأخيار الأطهار بأساليب خبيثة ومسالك خسيسة وبمكر سيئ متعمدين إلحاق الأذي والضرر بغيرهم.. فإن العقلاء والشرفاء ردوا علي هذه الشائعات بما يبطلها ويزيلها ويمحقها.
لقد قص علينا القرآن الكريم الآثار السيئة التي تترتب علي تصديق الشائعات الكاذبة ما فيه العبرة لمن يعتبر. وما فيه الذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد.. ويكفي للدلالة علي ذلك أن تصديق آدم لإبليس عندما حرضه علي الأكل من الشجرة التي نهاه الله عنها جعله يخرج من الفردوس.
إن الشائعة مهما كبرت أو صغرت تحمل في طياتها كذبها بوضوح. لكن كثيراً من الناس لجهلهم أو لسوء نياتهم لا يفطنون إلي هذا التكذيب أو يفطنون إليه ولكنهم يريدون نشرها لحاجة في نفوسهم.
إننا لا نريد للشائعات أن تحولنا إلي آلات صماء بلا عقل أو تمييز.. لا نريد أن يصبح الشك "عقيدتنا". فالشك في أصله "كفر".. والشك رفض لنعمة المولي ورفض لقضاء الله وقدره.. يقول الله تعالي في سورة الحجرات "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ. فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين".


ولكن الأهم في هذا الموضوع هو صحة الرئيس , ومدي جودتها أو إعتلالها , فكانت الأسئلة المشاعة بين المصريون عن صحة الرئيس ومرضه , بل ذهب الأمر إلي الإدعاء بوفاته والتكتم علي أمر الوفاة لتهيئة الظروف السياسية حتي يتمكن مبارك الإبن من الولوج إلي كرسي الحكم والسلطة حتي لو كان من سم الخياط أي من ثقب إبرة , فكان السؤال ماذا لدي الرئيس , ولم يتم التفكير في الردود علي هذه الأسئلة أن الرئيس لديه ثمانون عاماً , وأن العبء ثقيل وأن المسؤلية خطيرة لايمكن أن تتحملها صحة رجل في الثمانون من العمر , وأن مستقبل مصر مرهون بصحة الرئيس ومرضه , أو موته و حياته , ولم يتم التفكير فيما بعد وفاة مبارك الأب فجأة وذلك في حالة وجود جملة من التعديلات الدستورية المطعون عليها بعد الدستورية من أبواب قانونية دستورية , بخلاف ماشابها من تزوير مفضوح لم تخجل منه السلطة الحاكمة علي الإطلاق , وقد يؤدي تمرير صفقة تولية مبارك الإبن للحكم والسلطة من خلال سيناريو يعرفه القاصي والداني وكافة المهتمون بالشأن السياسي المصري داخلياً وخارجياً , إلي التكهن بحدوث بعض القلاقل السياسية التي تهدد ماتبقي من مستقبل مصر الضائع بسبب من إستئثار سلطة الحزب الحاكم لكافة المقدرات الوطنية للشعب المصري وتزاوج باطل بين أهل الموالاة بعضهم البعض من أهل السلطة وأهل الثروة في إضاعة لمستقبل الشعب المصري وتغيببه عن أسباب الحياة الكريمة في أبسط صورها , وهذا ماتبدي في جملة التظاهرات والإعتصامات والإضرابات التي شهدتها مصر في غضون أواخرالعام الماضي والعام الحالي , وما تبدي من قدر من الشجاعة والجرأة الكافية لخروج الناس من شرنقة الخوف من الأمن وزي رجال الشرطة وحدوث المواجهات بينهم وبين رجال الشرطة في حالة تحدي واضحة كان السبب ورائها عدد المظاهرات التي أشعلتها حركة كفاية قبل خفوت جزوتها المشتعلة , خاصة أنه ومن الممكن أن تحدث مشاجرة في أحد الميادين العامة في القاهرة يكون من آثارها إحتراق مصر بسبب الغليان الشعبي المكبوت في صدور المصريين الذي يعاني غالبيتهم من الفقر والجوع والمرض , مما إضطر البعض منهم لبيع أولاده في صورة رمزية للمعاناة الشديدة من سؤ الأحوال الإقتصادية وتردي الأوضاع الإجتماعية بل لقد وصل الأمر بالبعض أن يتصرف بالبيع في أعضائه البشرية ليسد رمق الجوع والفقر والمرض !!
فماذا ينتظر مبارك الإبن من هذا الشعب المثقل بتركة الفقر والجوع والمرض , بخلاف تركة إرهاب الشرطة وأمن الدولة وما تعرض له من أهوال القتل والتعذيب وذوقه الأمرين من عذابات الإهانات داخل أقسام الشرطة ومراكز البوليس علي أقل تقدير , بل ومصيبة مايحدث داخل السجون والمعتقلات التي لاتصلح كزرائب أو حظائر لمعيشة الحيوانات , وما يلاقيه أبناء السجناء والمعتقلين وأزواجهم وأهليهم وأسرهم من غيابهم , بل ومن زياراتهم والتعرف علي أحوالهم المريرة في حالة سكوت مخزي من النيابة العامة التي تنوب عن الشعب المصري , بل وكأنه توجد حالة من حالات التحالف بين الشرطة والنيابة العامة , خاصة وأن مبارك الأب هو الذي يجمع بين رئاسة المجلس الأعلي للهيئات القضائية , والمجلس الأعلي للشرطة , وخاصة وأن وزيري العدل والداخلية اللذين يصدران الأوامر لوزارتيهما بالأمر المباشر , حال كونهما يحملان حقيبتان وزاريتان من حقائب حكومة الحزب الحاكم رئاسة مبارك الأب , والذي يرأس مبارك الإبن لجنة سياساته !!
فماذا يصلح لمصر ؟:
هل الديمقراطية كخيارإستراتيجي هام ومستقبلي تصلح لمصر , خاصة وأن القوي الخارجية بدأت تتخوف من مصطلح الديمقراطية وتطبيقاته في مصر والدول العربية المعباة بالخيار الديني بسبب الغياب الطويل لمستوي المعيشة اللائق بأبسط حقوق الإنسان من مسكن وفرصة عمل , وطعام وشراب آدمي , وحق التداوي والعلاج , والتعليم , وتوفير وسيلة المواصلات , ناهيك عن الأمور الأخري الغائبة عن حقوق الإنسان واللصيقة بشخصيته كحرية الرأي والتعبير , والنشر , وغير ذلك من الحقوق .
إذ أن الديمقراطية لايمكن بأي حال أن تقبل بها بعض أنظمة الدول الخارجية مثالاً لذلك الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومعظم الدول الأوروبية وذلك لأن الديمقراطية سوف تنتج حكومات دينية , أو علي أبسط التقديرات تهدد مصالح تلك الدول وتكون علي غير رغبتها في التحاور والتلاقي في العديد من النقاط الجوهرية في السياسات الداخلية والخارجية , وذلك في حالة غياب دائم للآليات التي تساعد علي نجاح التجارب الديمقراطية وتداول الحكم والسلطة بموجب ضمانات الديمقراطية ذاتها والتي تعتبر هي الوجه الآخر للعلمانية , ومن ثم في حالة التردي السياسي والثقافي علي خلفيات الصورة الجاهزة للفقر والجوع والمرض بل والعطش أيضاً , تؤدي بالمجتمع المأزوم بالإلتجاء للحلول الدينية الرافع رايتها تيار الإسلام السياسي في مصر والمتمثل في جماعة الإخوان المسلمين , ومن ثم تصبح الديمقراطية أمل يتمني تيار الإسلام السياسي تحقيقه وبزوغ فجره لتسقط الثمرة في حجر ذلك التيار بسهولة ويسر بعد نضوجها علي هرمونات الفقر والجوع والمرض والعطش كذلك في مجتمع مأزوم إقتصادياً وإجتماعياً يبحث دائماً عن فكرة الخلاص الديني !!
ومن ناحية أخري يصبح اللعب بورقة الحزب الحاكم خاصة بعد إشاعة مرض مبارك الأب , أو وفاته درباً من دروب المجازفة بالمصالح الأمريكية والغربية في مصر بعد أن نشرت المصري اليوم خبراًفي العدد 1178 هذا نصه : قدم النائب المستقل مصطفي بكري سؤالين برلمانيين إلي وزير الخارجية : الأول حول تصريح للسفير الأمريكي في القاهرة فرانسيس ريتشاردوني إلي عدد من الصحفيين الأمريكيين ، قال فيه إن آخر مقابلة مع مبارك تركت لديه انطباعاً بأن الرئيس ليس بصحة جيدة .
وقال بكري إن هذا التصريح الكاذب أثار حالة من القلق الشديد لدي جميع الدوائر المالية والاقتصادية والسياسية في مصر وخارجها ، وتسبب في سريان شائعة تدهور صحة الرئيس ، رغم ظهوره أكثر من مرة علي شاشة التليفزيون ، من خلال زيارة القرية الذكية ، واتصالاته مع عدد من قادة الدول . وأضاف بكري : « مع ذلك لم يراجع السفير نفسه ويعتذر عن تصريحه الكاذب » .
واعتبر بكري سلوك ريتشاردوني خارجاً علي جميع الأعراف الدبلوماسية، وقال إنه « يمثل تدخلاً سافراً ومغرضاً في الشؤون الداخلية المصرية » ، وطالب وزير الخارجية بتوضيح موقف وزارته ، ولماذا لم يستدع السفير ويحتج علي سلوكه ، ويطالب حكومة الولايات المتحدة بسحبه ، باعتباره شخصاً غير مرغوب فيه ؟ .
ولن أعلق علي ماصرح به مصطفي بكري سواء كان كلامه ينفي الشائعة أو يؤكدها , أو سواء الجزء الخاص بالسفير الأمريكي الذي يريد أن ينتقيه ويصنعه علي عينه وكأن الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة المعونة الأمريكية لمصر والقوة العظمي في العالم ستخضع لإرادات مصطفي بكري والسلطة الحاكمة في مصر متناسية مصالحها الإستراتيجية في مصر والمنطقة , مما يجعله يجعل الحكومة المصرية في حرج شديد لاتقوي بأي حال علي الإستجابة لتحقيقه ولو صدق كلام مصطفي بكري عن ريتشاردوني , أو حتي لو قرر ريتشاردوني أنه يقصد ذلك بالفعل , وإلا ماذا تعني المنطقة الحرام علي الشعب المصري والكائن بها مقر السفارة الأمريكية في مصر !!؟؟
فماذا عن إبراهيم عيسي ؟!!
أظن أن إبراهيم عيسي تريد من السلطة الحاكمة في مصر أن تجعل منه ورقة التوت التي تريد بها أن تواري سؤاتها , ملتفتة عن تصريح السفير الأمريكي الذي أدلي به وكان له صدي واسع في الأوساط السياسية والإجتماعية , ثم يتم صناعة حبكة من نوع الحبكات الجنائية التي يحبكها النظام الحاكم للمغضوب عليهم في السياسة , ويتم توجيه الرأي العام إلي إبراهيم عيسي حتي يتناسي أمر السفير الأمريكي , ويتم الضغط علي بقية المعارضين المغضوب عليهم من أمثال إبراهيم عيسي صاحب اللسان الطويل الزالف المتزلف للشعب علي حساب سلطات الفساد العام , وكان من الأجدر بمؤسسة الرئاسة ان تصدر بيان عن صحة الرئيس وبيان ماوصلت إلي من تردي أو تحسن , أو كان الأجدر بالرئيس أن يلقي بياناً للشعب المصري يطمئنه فيه علي صحته ويرد علي الفرحين والمبتهجين لمرضه ويجعل كيدهم في نحورهم , ويسعد محبيه وأتباعه في الحزب والسلطة بنبأ صحته السليمة , ولكن لا نعلم ماهو الغرض من هذا اللبس والإلتباس في موضوع صحة الرئيس أو مرضه , أو حياته , أو مماته !!
إذا كان هذا هو الوضع الفعلي والحقيقي المرئي علي مسرح المجتمع المصري والذي يعتلي خشبته الحزب الحاكم وتيار الإسلام السياسي وبعض القوي السياسية ذات التأثير المحدود والتي لم تقدر علي أن تستجمع قواها السياسية بعد بسبب من تنامي تيار الإسلام السياسي , في مواجهة تيار الفساد المحتمي بالسلطة , وكذا في مواجهة تلك القوي السياسية ذات التأثير المحدود , وكذا التيار المسيحي الذي من الممكن أن يشكل قوة سياسية هائلة يكون لها مدي واسع في التأثير في صناعة القرار السياسي ,و تلك القوة المغيبة بسبب من الفسادات السياسية لسلطة الحكم وتمالؤها مع تيار الإسلام السياسي في بعض الأحيان وإبرام الصفقات السياسية فيما بينهم لصناعة أنواع معينة من المصالح والتي تصنع في مطبخ سلطة الفساد وكل له نيته التي ينتويها سواء من باب المصلحة السياسية , أو من أبواب المصالح الدينية , في إهمال متعمد للقوة التصويتية المسيحية داخل الدولة المصرية , والتي إن تم توجيهها التوجيه السليم لكانت كل القوي السياسية تتودد إليها خاطبة ودها ورضاها في تحقيق التوازن السياسي داخل إطار دولة المواطنة المفقودة , والتي تضطر معه الكنيسة المصرية للإرتماء في رمضاء سلطة الفساد والتي هي أرحم لها من إحتضان نار تيار الإسلام السياسي , والذي مازال خطابه مبنياً علي المنح والعطايا للمسيحيين الأقباط , مثل مقولة سوف نسمح , ولفظة سوف يكون لهم الحق , أو سنوفر لهم , أو أنهم في ظل الدولة الإسلامية سينعمون بكذا , وهذا الخطاب الإقصائي المرعب والذي يتعامل مع المسيحيين من باب الدولة الدينية , وليس من باب المواطنة .
ومن ثم تصبح لعبة الديمقراطية لعبة خطرة القوي السياسية بكاملها والغير متواجدة علي المسرح السياسي بما فيها الأحزاب السياسية والنقابات وجمعيات ومؤسسات وهيئات المجتمع المدني , وخطراً كذلك علي المسيحيين الأقباط و علي المصالح الأمريكية والغربية , ومن ثم يكون البديل الموريتاني شاخصاً في الأفق من خلال المؤسسة العسكرية التي من الممكن التحدث معها في هذا الشأن , والتي ستفرض الأحكام العرفية وتتولي الحكم لمرحلة إنتقالية تتحدد خلالها ملامح الدولة المدنية ويتم تعديل الدستور وتفعيل مبدأ الفصل بين السلطات علي خلفية ديمقراطية محمية بآلياتها وفعالياتها التي تحمي المجتمع من جريمة ديمقراطية المرة الواحدة وصولاً إلي دولة المواطنة المبنية علي أسس ديقراطية حقيقية يتم فيها تبادل وتداول الحكم والسلطة , حتي لايتم إحتكار الدين و معه إحتكار الوطن , ومن ثم لايكون مرض الرئيس أو موته مؤثراً علي مستقبل وطن بكامله , أو أن صحة الرئيس ومستقبل أسرته تساوي صحة وطن ومستقبل شعب .
محمود الزهيري



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤشر خطر : أسرة للبيع !!
- من أنت ؟ : مواطن عربي !!
- محمد حجازي , وأمل نسيم : بيشوي , وأحمد : أين قارب النجاة ؟!!
- والقادم أسوأ
- من جديد : والعقول مازالت متأزمة
- في مصر : هل يحيا العدل ؟
- يوليو
- أزمة التراث وعلماء التجهيل : من أباح اللواطة الصغري ؟!!
- قراءة في بيان علماء السعودية : عن الأزمة الفلسطينية
- بترول العراق : الطمع الأمريكي والخيانات العربية
- عن الإقتتال الفلسطيني : من منكم ليس معاوية , ومن منكم ليس يز ...
- عن المراجعات الفقهية : من سيقوم بدور الإرهابي أمراء الأمن , ...
- 8 , 4 / 4, 8 : الفارق بين أمن الرئيس وصحة الشعب
- مأساة وطن
- فتح الإسلام والتنظيمات الدينية : الإتحاد في النوع والإختلاف ...
- حقائق الدين : بين البول المقدس والنخامة ورضاع الكبير
- صور الرؤساء العرب : ترفع في مواجهة من ؟!
- تشريفة مسؤل : أين الخجل من الواقع , والحياء من الذات ؟ !!
- فتش عن العقيدة : الأزمة ماتزال قائمة !!
- معاداة العقل : لمصلحة من ؟


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود الزهيري - عن صحة الرئيس يتسائلون !!