أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - منير العبيدي - هل أن السيد حسقيل قوجمان هو الستاليني الوحيد ؟















المزيد.....

هل أن السيد حسقيل قوجمان هو الستاليني الوحيد ؟


منير العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2030 - 2007 / 9 / 6 - 10:32
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


هناك أمور كان على السيد حسقيل قوجمان الإجابة عليها إذا ما كان لا ينفي عن نفسه الوصف بأنه ستاليني ، و خصوصا المقارنة بين اللينينية و الستالينية ، أو بصياغة ملموسة الفرق في السلوك السياسي بين لينين و ستالين .
بالرغم من قادة ثورة اكتوبر قاموا بالإجهاز على عائلة رومانوف الحاكمة بما في ذلك النساء و بدون محاكمة ، الا أن لينين لم يلجأ أبدا الى تصفية الخصوم السياسيين من حزبه تصفية جسدية . فقد إتهم لينين مثلا في فورة غاضبة زينوفيف و كامنيف بالخيانة عشية الثورة حين قاما بإفشاء سر الثورة للصحافة قبل إنطلاق شرارتها بأيام . و كان لينين على خلاف مع تروتسكي حول طيف واسع من القضايا ليس أقلها امكانية انتصار الثورة في بلد واحد ، و أصرار تروتسكي على ضرورة الثورة العالمية . و كان تروتسكي المعارض المزمن للتكتيكات و الاستراتيجية اللينينية و لطالما اتهمه لينين بالانتهازية السياسية . و يعرف القارئ كما يعرف السيد قوجمان خلاف لينين و انتقاده ايضا للعديد من قيادات الحزب و بضمنهم بوخارين ، بل أن لينين كان ناقدا لشخصية ستالين و قد اتهمه بالفضاضة و القسوة ما يجعله من وجهة نظر لينين غير مؤهل لشغل مركز السكرتير الأول للجنة المركزية للحزب .
كل هذه الخلافات بما في ذلك اتهام زينوفيف و كامنيف بالخيانة لم تجعل من لينين يلجأ الى تصفية خصومة أو أن يقوم باغتيالهم أو أن يحكمهم بالاعدام ، بل إن لينين لم يلجأ تأسيسا على خلافاته مع تروتسكي و الاخرين حتى إلى تنحيتهم من قيادة الحزب ، بل عمل مع كل هؤلاء جنبا الى جنب و يدا بيد و لكنه بقي محافظا على النقد و الفضح للتوجهات الفكرية التي كان يرى فيها خروجا عن السياسة الضرورية و متطلبات العمل السياسي و إدراك طبيعة المرحلة .
فماذا فعل ستالين فيما بعد بهؤلاء جميعا و ماذا فعل بخصومه السياسيين ؟
السيد قوجمان و القراء يعرفون الجواب ، لقد قام ستالين بتنفيذ حكم الاعدام بكامنيف و زينوفيف و بوخارين و العشرات و المئات من كوادر الحزب الشيوعي ، هذا إذا لم نذكر الآلاف من الناس ، بل إنه لاحق تروتسكي الى منفاه و قتله هناك .
إن من الخطأ الكبير علميا اعتبار الستالينية استمرارا للينينية ، بل إن من الصائب إنها نقيضها . و لم يكن استعمال ستالين لاسم لينين في الكثير من الاستشهادات و المقولات النظرية و السلوكية الا بسبب الصورة التي كان عليها لينين و المكانة التي حققها بين كادر الحزب و الشعب السوفييتي ، اما في الجوهر فقد كان ستالين العدو اللدود للينينية .
لقد ناضل لينين بصبر و قوة احتمال ضد خصومه الفكريين فكريا فقط ، و لكنه كان يحمل دائما في قلبه المودة لهم ، و كان يغلب حقيقة أن هؤلاء مهما اختلف معهم فانهم رفاق السلاح . و قد كانت حياة لينين صراعا فكريا كبيرا و يوميا مع الافكار التي لم تستوعب المتغيرات السياسية في مطلع القرن العشرين و الذي اعتبر عصر الامبريالية ، تلك الافكار التي لاقى فيها معارضة شرسة من العقائديين ليس اقلها المعارضة الشديدة التي واجهها اثناء الدعوة الى عقد صلح بريست ـ ليتوفسك ، و سياسة النيب الاقتصادية الشهيرة التي مثلت تراجعا تكتيكيا مهما . و كانت حياة الحزب في زمنه مثالا رائعا لتعددية المنابر ، ولم يكن لينين يخفي شيئا عن الجماهير ، بل إن النقاشات كان تجري بين لينين و الخصوم الفكريين امام العمال في الإجتماعات الحاشدة حيث تطرح امامهم جميع الآراء المتناقضة و المتصارعة بدون خوف أو فرض و بدون واحدية و بدون فرض وجهة نظر طرف واحد على الآخرين .
لقد اختفت هذه الظاهرة تماما في زمن ستالين و أصبحت و جهة نظر ستالين الشخصية هي وجهة نظر الحزب و الشعب برمته و لم يسمع في زمنه أي نأمة تدل على معارضة أو وجهة نظر مختلفة تحت مظلة الشعار الستاليني القائل ان الصراع الطبقي يزداد شراسة كلما خطت الثورة خطوة نحو الامام ، هذا علما بأن التحديات التي واجهتها ثورة اكتوبر في الفترة اللينينية كانت على اشدها بسبب التدخل الخارجي و دور جيوش المعادية المسلح و التي كانت تسيطر احيانا على مساحات شاسعة من اراضي الاتحاد السوفييتي ، هذا كله لم يجعل لينين يتعكز على حجة التحديات الخارجية أو الداخلية و أن يلجأ الى القمع الداخلي و خصوصا ضد رفاق السلاح و اعضاء الحزب و قد كان سلوكه السياسي النقيض المطلق لسلوك ستالين الذي كرس الحزب لسياسة عبادة الفرد و قمع كل رأي مخالف له .
و لكن فضل السيد حسقيل قوجمان الكبير علينا و الذي احترمه فيه انه ستاليني و يعترف بذلك و لا ينكره! و لو اراد كل فرد منا مراجعة سلوكه السياسي لوجد نفسه ستالينيا رغم إنه يشتم الستالينية ليلا و نهارا . فعدم قبول الرأي الآخر و العداوة المستحكمة للخصوم الفكريين و محاولة اقصاء الذين يمتلكون هامشا من الاختلاف مع الحزب و الذين يتعرضون للإقصاء و الإبعاد ... الخ كلها خصال ستالينية بحتة . و لم نعد قادرين على الوصول الى مستوى الحوار الفكري المفتوح في الحقبة اللينينة رغم انها حدثت قبل قرن و رفضنا بإصرار تعددية المنابر . لقد كان لينين يعمل ضمن إطار تعددية المنابر و يطرح الخلافات بين القيادة امام اجتماعات العمال و كانت جريدة البرافدا الناطقة بلسان الحزب مسرحا مفتوحا للصراع الفكري ، و كانت هيئة تحريرها ملزمة بطرح وجهة نظر الجميع فهي ليست ملكا لاتجاه فكري دون الآخر ، و بسبب ذلك نحن الان على اطلاع تام على كل جوانب الاختلاف بين لينين وقيادات الحزب الاخرى لانها موثقة سواء على صفحات جريدة البرافدا او في كتابات لينين نفسه او في كتابات خصومه الفكريين أو حتى في افلام آيزنشتاين التي عكست الحيوية التي كان بها الصراع الفكري يدور بشكل مفتوح و علني .
لقد كانت اللينينية اكثر ديمقراطية من سلوك الاحزاب الشيوعية العالمية كلها و اذا ما تم التخلي عن اللينينية فان ذلك يشير في الظرف الراهن إلى احتمالين : أن يكون هذا التخلي لصالح الستالينية و لصالح التضييق على الديمقراطية الحزبية من جهة أو أن يكون التخلي عن اللينينية تطويرا لها و تعزيزا للديمقراطية الحزبية و تعزيزا لتعددية المنابر التي كان معمولا بها في زمنه ، فهل هذا هو ما يحصل و هل هذا ما نراه فعلا في صحافة الحزب ؟ هل أن تعددية المنابر و حرية الرأي و الرأي الآخر مكفولة في صحافة الحزب ؟ وهل يسمح للآراء المخالفة أن تطرح نفسها على صفحات صحافة الحزب أم يرمى بها في سلة المهملات ؟
للإجابة على السؤال احيل اليكم مثالين فقط في ركام من الامثلة
الأول الرسالة التي وجهها الفنان التشكيلي و المثقف العراقي البارز فيصل لعيبي و التي يستطيع القارئ أن يطلع على محتواها البناء و الحريص على الرابط التالي :
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=105785
و الثانية المقال الذي نشره كاتب السطور في الحوار المتمدن تحت عنوان " إتحاد الشعب تسمية ملائمة لحزب ذي إرث نضالي مجيد " و الذي رفضت " طريق الشعب " نشره . يجده القارئ على الرابط التالي :
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=32275
و المطلع على المقالين سيجد نفسه في حيرة من أمره ، أي اتجاه سلكنا في تخلينا عن اللينينة ؟ نحو الأمام ام الى الوراء ؟
و سيجد المرء نفسه إزاء السؤال التالي : " هل السيد حسقيل قوجمان هو الستاليني الوحيد ؟ "
أم إنه الستاليني الوحيد الذي يعلن ذلك و يفخر به ؟
منير العبيدي



#منير_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعدية و العولمة و حرية النشر الجزء الثاني
- السعدية ، و العولمة و بيان أسباب عدم نشر موضوع البهرزي في ال ...
- الى شيوعيي ديالى الأعزاء .. لا تخسروا ابراهيم البهرزي كما خس ...
- كيف تمكن البعض من تطوير ماركس خلال سبعة أيام بدون معلم ؟
- ملاحظات على برنامج الحزب الشيوعي الجزء الثالث
- ملاحظات على برنامج الحزب الشيوعي الجزء الثاني
- ملاحظات على برنامج الحزب الشيوعي الجزء الاول
- قراءة نقدية في روايتين لصبري هاشم
- العقد الابداعي و النقد
- جدي وحركة التحرر الوطني
- الايام الثقافية العراقية في برلين و تأسيس رابطة فنانين تشكيل ...
- النظرية هي دين القرن العشرين الجزء الثاني
- النظرية هي دين القرن العشرين
- دور القائد : السكرتير الاول في الحزب
- أي بلد هذا الذي ليس فيه نخيل
- عوني كرومي الصورة الاخيرة
- الطبقة العاملة في القرن الواحد والعشرين ...
- في الذكرى الثانية والسبعين لتأسيسه في التحضير لمؤتمره الثامن ...
- حزب مجيد يمثل وحدة الشعب العراقي
- لقطات نسائية


المزيد.....




- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...
- جامعة كولومبيا تعلق المحاضرات والشرطة تعتقل متظاهرين في ييل ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - منير العبيدي - هل أن السيد حسقيل قوجمان هو الستاليني الوحيد ؟