أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - فصل من رواية : صفر خمسة تسعة 12















المزيد.....

فصل من رواية : صفر خمسة تسعة 12


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 2031 - 2007 / 9 / 7 - 04:28
المحور: الادب والفن
    


دون إعارة الوسط المحيط به أدنى اهتمام ، وتارة أخرى يزكي النار اشتعالاً، فتأخذ المشاعر بالتوهج الذي لا يخفف حدتها غير الاستجمام على شواطئ الأحبة، والاستظلال تحت سقوف كلماتها التي تصيب نياط القلب، وتجعله أكثر حيوية ونشاطاً، وتملأه بالسعادة .
وهكذا ، وجد نفسه يعيش هموم الناس، وتزدحم أفكاره بالمواعيد المسجلة في الذاكرة، والتي مهما بلغت دقتها لابد له من المرور على واحد منها دون التوقف ، فتصيبه الكآبة وينصب على نفسه باللائمة، إذ كيف له أن يكون صادقاً وينكث بالمواعيد !
وعندما انبرى في البحث عن الحل ، طفا على سطح أيامه القلق، فشمل تصرفاته في البيت ، الأمر الذي دفع الأب إلى البحث عن الأسباب وما أفضى إليها ، ولما عجز عن الاهتداء إلى السبيل ، اختلى بابنه حتى يعطي للحديث أهمية عدم انكشافه أمام الجميع، وبالتالي يشجعه على البوح بمكنونات صدره ، خاصة وأنه أصبح داخل مربع الخطر الذي يتحرك به الفتيان في مثل هذا السن . ولدى توجيه السؤال المباشر إليه حاول التهرب منه جراء معرفة حكم أبيه المسبق حيال هذا الأمر ، غير أنه حوصر بضرورة إعطاء الإجابة مهما كان نوعها، و حتى يزيل القلق من نفس أبيه ، في نفس اللحظة التي آثر فيها الصمت والاحتماء به، بيد أن إعادة تكرار السؤال ضيق عليه الخناق إلى أبعد الحدود، لا سيما وأنه كان مباشراً ، ولا يدع مجالاً للهروب أو المراوغة :
- لقد عودتك على الصراحة منذ كنت طفلاً ، فأرجو منك أن تكون على قدر من هذه الثقة، وتتحمل مسؤولية أعمالك مهما كان نوعها ، لذلك ، عليك أن تعطيني إجابة مقنعة عن الأسباب الحقيقية التي جعلت الكآبة تغزو كيانك، وتسيطر على نفسك، حتى باتت تقض مضجعك، دون الإفصاح عنها ، أو مشاركة أحد من أفراد العائلة في إيجاد الحلول المناسبة لما أنت فيه !
انفرجت شفتاه قليلاً، وتبسم على غير توقع ، فأزاح جزءاً كبيراً من الغم عن صدر أبيه ، قال :
- لأنني أعرف رأيك حول هذا الأمر ، آثرت عدم مكاشفتك فيه على الأقل في الوقت الراهن ، حتى لا تأخذ عليّ الرغبة في المناكفة، وعدم سماعي لك .
- ما هو الأمر الذي تعرف رأيي المسبق فيه ؟
ارتبك قليلاً، ولملم أطراف نفسه؛ استعداداً لثورة الأب ، ثم قال :
- إنني بحاجة إلى جهاز جوال ينظم مواعيدي، ويجعلني أكثر صدقاً مع الناس ، إذ بدلاً من إعطاء المواعيد المسبقة التي يمكن نسيانها جراء الازدحام ، يتم ترتيب المواعيد بالاتصال وقت الحاجة، وأحياناً التذكير بالمواعيد المحددة سلفاً .
ابتسم الأب فأثار فضول الابن عن دواعي الابتسام ، وقبل أن يتسلقه القلق، ويحار في أمره، بادره بالقول :
- اختر الجهاز الذي ترغب فيه، واقتنيه شرط أن تستخدمه للضرورات فقط ، ودون الإساءة للآخرين !
قفز من فوره، وعلا الفرح الطفولي تقاسيم وجهه . إنها المرة الأولى التي يشعر فيها بنشوة الانتصار ، غير أنه تدارك الأمر قبل أن يتراجع الأب عن قراره، وقال :
- حتى لا تسيء الظن بي، سأتركه في البيت عندما أذهب إلى المدرسة ، فضلاً عن تبديد أي خشية من إمكانية التعطيل على الدروس أثناء الدوام المدرسي ، وكي لا يقال فيما بعد ( من المغرضين ) كان يعمل على التشويش على زملائه أثناء الدرس .
- خذه معك إلى المدرسة، ولكن أثناء الدرس أقفله . قد تحتاجه بعد الخروج من المدرسة مباشرة من أجل توفير الوقت، والإفادة منه إذا كان هناك ضرورات للقيام بأي عمل قبل العودة إلى البيت . وأنا لا أشك في حسن تصرفك، وإلا لكنت عارضت اقتناءك له منذ البدء . وعلى كل حال ، الإجازة نصف السنوية على وشك الانتهاء، ولم يتبق سوى أيام معدودة ، فحاول غداً اقتناءه. وتوزيع رقمه على الزبائن؛ حتى تتمكن من حصد الفائدة الموجودة ، ولا تنسى أن إنجاز العمل بسرعة له فوائد جمة .
في صباح اليوم التالي كان جهاز الجوال بين يديه ، لعبة الطفل في عامة الأول . وفي منتصف النهار كان يقف على مشارف تقنياته العالية ، الناس تحاصره بالأسئلة التي لا يملك الإجابة عليها أحد من الموزعين سواه . أسئلة كثيرة، ومتنوعة، تنصب جميعها على التقنية العالية ، البعض من السائلين يحاول إعطاء ميزة للشركات الإسرائيلية، وقدرتها على تغطية كافة المناطق الفلسطينية ، فيما الشركة الفلسطينية لا تغطيها ، في محاولة للخلط ما بين الإمكانيات المتاحة، والقدرة الفعلية على العمل .
بدأ دفاعه عن الشركة الفلسطينية بطريقة علمية شيقة، يصعب معها الجدل والوقوف أمام المسلمات البديهية الشائعة عند أصحاب الاختصاص ، الأمر الذي كان يلجم معظم المتفزلكين ويضعهم في موقف الضعف أمام الزبائن الذين يصغون باهتمام لكل ما يقوله ، ولم يكن النقاش الذي يحتدم أحياناً على حساب فرصة بيع البطاقات ، بل كان يأتي تعزيزاً له، ويزيد بالتالي من نسبة الزبائن الذين بدأوا يطلبون رقم جواله حتى يتمكنوا من الاتصال به، وعقد الصفقات بعد الذهاب إلى المدرسة ضمن شروط واضحة ومحددة : عدم المس بالدوام المدرسي .
وفي كل مرة تنهال عليه الأسئلة ، كان يجد الإجابات المقنعة التي من شأنها تعزيز الثقة بالشركة، وبقدرتها على المنافسة في كافة مجالات الاتصال ، بدءاً من سعر المكالمة، ومروراً في دهاليز المساهمة في بناء الاقتصاد الوطني، وما يترافق معه من مضاعفة الأيدي العاملة، ورعاية العديد من المؤسسات الأهلية التي لا تلقى الدعم الكافي من الحكومة ، وصولاً إلى تقديم أفضل الخدمات رغم الحصار الذي تفرضه إسرائيل على إدخال الأجهزة الحديثة التي تحد من سعة المشتركين، وتغطية كافة المناطق الفلسطينية بالإرسال القوي الذي يساهم في وصول الجوال إلى كل بيت، ومصنع، ومزرعة، مهما كانت بعيدة ونائية ويصعب الوصول إليها عبر المواصلات المتعارف عليها قديماً .
ورغم ذلك ، كان النقاش يحتدم، ويصل الذروة عندما يستكبر المدعون للمعرفة على أنفسهم التسليم بقدرة الفتى العلمية على إقناع الزبائن بصحة أقواله، لاسيما بعد أن يشرح للعديد ، النظام المعمول فيه من قبل الشركة والذي يحول دون إمكانية التقاط المكالمات ،أو سرقة الخطوط من قبل أي شخص، كما كان عليه الوضع غداة انتشار الأجهزة الإسرائيلية عند بدء التعامل معها ..فقد انبرى يقول ، كمن يلقي محاضرة أمام زملائه في المدرسة بعد أن تعذر عليهم فهمها من المدرس في المحاضرة الأولى :
- إن النظام المستخدم في الشركة الفلسطينية جوال G.S.M وهو عبارة عن نظام رقمي مشفر يصعب التقاط مكالمته، من قبل الأشخاص ، فضلاً عن كونه ذبذبات لا يمكن تمييزها ، الأمر الذي يحول دون التشويش عليها كاملة أو إحداث انقطاع في الإرسال والتلقي .
وفجأة قاطعه أحد الحضور ممن لا يروق لهم التفاف الناس حوله، وسماع قوله، قائلاً :
- ولكن عندما كان يتم قصف أحد الأماكن من الطائرات الإسرائيلية يتم التشويش على أجهزة الاتصال حتى لا تعرف حجم الخسائر، والأضرار التي لحقت، والهدف المصاب ، فكيف لك أن تدعي عدم القدرة على التشويش مادمنا نلمس هذا الأمر بأنفسنا ؟
- ما يحدث على أرض الواقع بعيداً عن الفكرة التي تتحدث عنها تماماً ، فحجم المكالمات التي يتم تداولها في هذا التوقيت بالذات ، يفوق قدرة الشبكة على استيعابها جراء عدم وصول الأجهزة المطلوبة، فالكل في هذه اللحظات يحاول الاتصال لمعرفة ما يجري ، فيصبح الضغط على الخطوط أكبر بكثير مما هو متاح للشركة وفق الأجهزة الموجودة لديها ، فيبدو الأمر وكأنه تشويش ،في حين لا يتعدى انشغال الخطوط جميعها .
أما من الزاوية الأخرى ، كيف تسمح لنفسك الحديث عن القصف الإسرائيلي المسبب للتشويش حسب فهمك ، ثم تنبري في الدفاع عن الشركات الإسرائيلية، وتسوق منتجاتها ، رغم الأضرار التي تلحقها بالاقتصاد الوطني ؟ أليس هذا مناقضاً لإظهار حرصك على المواطن الفلسطيني، وتقديم أفضل الخدمات له ؟
وعلى غير توقع ، تدخل أحد المواطنين ، فقال:
- إذا لم يفعل هكذا ، كيف سيسوق البطاقات الإسرائيلية ؟
أخذه الحنق ومضى قبل أن ينصب الجميع عليه باللائمة جراء التناقض في أقواله ، خاصة وأن الظروف التي يمر بها الشعب، وما يتعرض له من قتل وتدمير جعلت الرضيع يرفض تعاطي الحليب الإسرائيلي ، عملاً بشعار المقاطعة الذي ارتفع علمها عالياً خفاقاً يتداعى الجميع إلى تطبيقه.
وبعد مضيه ، انحرف الحديث نحو موضوع آخر غير بعيد عن السياق العام الذي يمس البطاقات والشركة الفلسطينية ، غير أنه في الوقت ذاته يجلو مسألة، ويدخل أخرى في متاهة أكثر تعقيداً ، ولا ينتهي الجدل حولها مهما كانت ديباجة المرافعة متماسكة وقوية ، لاسيما عندما يتعرض الأمر إلى مسألة من الصعوبة بمكان إقناع الجميع بصحتها ، ذلك أن العلم ، رغم تقدمه المستمر، مازال يجد صعوبة بالوصول إلى الجهلاء الذين يأخذون الأمور على عواهنها، ولا يملكون العقول الراجحة التي تميز بين مرحلة وأخرى، وما يرافقها من سرعة التطور، وصولاً إلى أحدث التقنيات .
وهكذا ، رمى أحد الحضور السؤال، ولم ينتظر الإجابة ، كأن به، عن عمد، يرغب في احتدام الجدل في وقت أخذت فيه الزبائن بالتدفق لشراء البطاقات ، ومع ذلك ، كان لابد من إعطاء الإجابة للذين اعتلى وجوههم القلق . صحيح أن السؤال كان مربكاً وبحاجة إلى مزيد من الوقت من أجل الإسهاب في الإجابة عليه، ولكن لا ضير من إعطاء الإجابة التي تبدد الخوف في المرحلة الأولى ، على أمل الخوض في التفاصيل لاحقاً؛ كي تمهد لمزيد من الحيثيات والنقاش الطويل الذي، حتماً، سيبدد المخاوف بغض النظر عن حجمها ، خاصة إذا كان المستمعون منفتحي العقول .
لقد كان السؤال يتعلق بالصحة العامة : ما مدى تأثير الإشعاعات الناتجة عن أبراج التقوية على صحة المواطنين، وإصابتهم بالمرض العضال ؟
- لو اعتبرنا أنفسنا الدولة الوحيدة المتأخرة علمياً ، فلا ينبغي أن تقلقنا هذه المسألة ، ذلك أننا لا نشكل مكباً للنفايات السامة ، بل ما هو موجود عندنا من أبراج أقل بآلاف المرات عما هو موجود في الدول المتطورة التي يهمها صحة المواطن والحفاظ عليها ، وببساطة، من وجهة نظر العلم، فإن الإشعاع الناتج عن الأبراج ليس له تأثير وفق التقنيات الحالية ، إلى أبعد من ستة أمتار في الدول التي تستخدم الأنظمة القديمة ، ولا نرى من زاوية عملية وجود أبراج يقل مداها عن هذا البعد ، أما الأنظمة الجديدة فلا يؤثر إشعاعها أبعد من ثلاثين سنتيمتراً ، فضلاً عن كون هذه الإشعاعات لا تستطيع اختراق الجدران الاسمنتية في كلتا الحالتين ، ثم إن الشركة لا تحصل على ترخيص بإقامة هذه الأبراج من وزارتي البيئة والصحة إلا إذا كانت ملتزمة بالشروط العامة التي تضعها وزارة الصحة العالمية التي تتابع الاختراقات في كافة بلدان العالم ، حفاظاًَ على الإنسان، وخوفها من انتشار الأمراض على مستوى العالم . هذا الأمر وحده ، يكفي لدحض الشائعات عن وجود أي خطر قد يتعرض له المواطن ، ولكن أصحاب النوايا السيئة، والذين ما زالوا متمسكين بالقديم، ويرفضون الجديد، مهما كان يحمل في طياته من خدمة لهم ، يحاولون تأليب المواطنين على الشركة الفلسطينية، بغرض إشاعة نوع من الفوضى، يساهم في الإنشداد إلى القديم، ويحافظ عليه، حتى يبقي خيوط السيطرة في أيديهم ما أمكن، بعد عجزهم عن فرض سيطرتهم في ظل الإصرار على التمسك بالوسائل القديمة ، ودون إدخال التحسينات المطلوبة في ظل التنافس التقني، وسرعة التطور ، كأن شروط تزعم العشيرة مرهون بالولاء المطلق، ومناصبة الجديد العداء .
سؤال يتلوه سؤال، والإجابة تنتظر عدم تدفق الزبائن حتى يتسنى الإفاضة بها، وإقناع السائل ،وكلما وجد البائعون المتجولون لبطاقات ( صفر خمسة تسعة ) وقتاً لتأمل الوجوه المحشورة في تفاصيل اليومي والمباشر ، أخذوا يمتدحون هذا، ويشنعون على ذاك ، في طقس أصبح سمة ملازمة لوجودهم في ميدان فلسطين ، فيما كان فؤاد مشغولاً، بعد أن أجاب على التساؤلات، بالتعرف على أدق التفاصيل في جهاز الجوال ، بإقامة علاقات جديدة أخذت منحى آخر، بعد أن صار بالإمكان الاتصال به في أي وقت ولحظة دون معوقات .
بعض رجال الأعمال من صغار التجار اتفقوا معه على أن يقوم بإدخال رقم بطاقة ( صفر خمسة تسعة ) إلى جوالاتهم عندما يتصلوا به ويطلبوا ذلك ، على أن يقوموا بمحاسبته في وقت لاحق .أكد للبعض استعداده المطلق للقيام بهذه المهمة ، فيما البعض الآخر وعدهم خيراً إذا كانت البطاقات متوفرة ، في محاولة للهروب منهم خشية الوقوع في حالات المماطلة وعدم سداد الدين.
العديد من الصبايا أخذتهن النشوة بعد حصولهن على الرقم الجديد الذي بالإمكان تزويدهن بأرقام البطاقات بأي وقت عندما يتصلن به ، في وقت كانت فيه الدهشة تسحقهن تحت عجلات غرابتها حينما يعرفن أن بائع البطاقات لا يملك جهاز جوال ، وبالتالي يحرن في الوصول إليه عند الضرورة ، غير أن بعضهن اشترط عليه عدم إعطاء أرقام جولاتهن لأي شخص آخر بعد الاتصال به تحسباً من المعاكسات والإساءة .
شعور بالفرح يغمره لأول مرة ، يصبح محل ثقة صبايا يخفن على أنفسهن من النسيم العابر ، يمنحنه ثقتهن وهن واثقات بحسن تصرفه، و نبل أخلاقه، وإطباق صدره على أسرارهن . حمله هذا الشعور على أجنحته إلى الأوقات التي كان يصادفهن في الشوارع الفرعية والأزقة، وأحياناً على مقربة من الجامعات ، يومئن إليه برؤوسهن ويحركن أصابع أيديهن؛ تعبيراً عن سلام صامت وصداقة حميمة، يفضلن بقاءها في السر بعيداً عن نظرات الشبان المشاكسين الذين لا يتورعون عن إلقاء الحجارة في الطريق .
لم ينم تلك الليلة ، تعذب كثيراً داخل الحلبة في أتون لعبة الخطر الذي وجد نفسه داخلها فجأة ودون مقدمات ، وانتصب السؤال الحاد في وجهه : هل سيصبح رسول محبة وكاتم أسرار بعض الصبايا مقابل بيع البطاقات ؟ نفض نفسه، وكسر غرابة الفهم واحتمالات التأويل، وآثر أن يكون رسولاً لا يخضع للغة التجارة ومفهوم الربح والخسارة . الإنسان في داخله ينبغي أن ينمو طبيعياً قادراً على التصدي للابتزاز وامتهان النفس ، بغض النظر عن الحالة أو الصيغة أو السياق العام الذي أفضى إلى هذه النتيجة .
غط في نومه وتدفقت الزبائن من مختلف الأصناف والجهات . وجوه مستطيلة ومربعة و دائرية، تحمل نفس التقاسيم والمفاهيم والحيز المكاني . وساحة الاشتباك ميدان فلسطين بتاريخه القديم، ومحلاته التجارية الحديثة، والبنيان الصاعد، والدمار الذي كنس الإرث وأفضى إلى صوم جده حتى الموت . جده الذي كان يوماً سند القبيلة، وساعدها القوي البتار، الذي التف حوله الصغير والكبير، ويستقبل في مضافته القادم من الشمال والجنوب والشرق والغرب ، لا يرد طالب حاجة خائباً مهما كانت حاجته ، ولا يجرح مشاعر البعيدين أو الأقرباء ، ولا يتوانى عن تقديم يد العون للذين يطلبون ذلك، حتى إن لم يكونوا في حاجة إليها . جده الذي شاع صدقه، وطال كرمه مختلف المضارب ، فصار محل اتفاق المختلفين، وأقرب الناس إلى قلوب المحرومين الذين وقفت الأزمان في طريقهم، وحرمتهم من فرصة أخرى يحاولون فيها التعويض عما فات من أيام أخذت معها الأخضر واليابس، واحتمالات كانت في لحظة ممكنة فصارت هباءً منثوراً .
وفي صباح اليوم الثاني ، نهض من نومه كسولاً خاملاً على غير عادته ، كأنه مازال متدثراً ببقايا تهاويمه ،أو تحت تأثير خمول



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 11
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 10
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 9
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 8
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 7
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 6
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 5
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة4
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة 3
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة2
- فصل من رواية :صفر خمسة تسعة
- الحداد أربعون يوماً
- الفصل 16 من رواية كش ملك
- الفصل 15 من رواية كش ملك
- الفصل 14 من رواية كش ملك
- الفصل 13 من رواية كش ملك
- الفصل 12 من رواية كش ملك
- الفصل 11 من رواية كش ملك
- الفصل 10 من رواية كش ملك
- اضاءات على مسرحية -من أكبر-


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - فصل من رواية : صفر خمسة تسعة 12