أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الكتابة في حقل الألغام















المزيد.....

الكتابة في حقل الألغام


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 11:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


......ان تكون كاتباً سياسياً في الوطن العربي ، وخارج كتاب دائرة النظام وبطانته ، فهذا يعني أنك حكمت على نفسك في أحسن الأحوال ان لا ترى كتاباتك النور، وإن قدر لها أن تراه، تخرج مشوهة ومفرغة من محتواها ومضمونها، أو ان تنقش اسمك على جدران زنازين النظام، أو ينقش اسمك على شواهد القبور، او أن يتم اتهامك بالتآمر على المصالح العليا للوطن، او ان تتم ملاحقتك أنت وعائلتك وأقاربك ودائرة علاقاتك داخل الوطن وخارجه ويعدون عليك انفاسك ويحاربونك في لقمة عيشك وفي كل أمورك الحياتية، وربما تقضي ما تبقى لك من سنوات العمر في بلاد الغربة حنيناً وشوقاً للوطن، أما إن وفقك الله في الكتابة لأحدى الصحف ومن باب الإيمان النظري والشكلي في إطار حرية الصحافة وحرية الرأي والرأي الأخر، فعليك أن تستحضر الإنس والجن حتى ترى مقالاتك وكتاباتك النور، وبعدما تكون قد اعدت صياغتها وكتابتها أكثر من مرة، مرة حتى لا تطالها يد الرقابة، ومرة حتى لا تطالها يد رئيس التحرير، وأخرى حتى لا تطالها يد زوجة أو عشيقة صاحب الجريدة، ويتلو عليك صاحب الجريدة أو رئيس تحريره ترانيم وطقوس من نوع أنت تعرف ان لنا مصالح ، وهذه المصالح فوق كل الإعتبارات، والمقالة يجب أن تكون واقعية، وأنت يجب أن تكون عقلاني، ولا تتسلح بأراء وأفكار من العهد القديم والبائد، فعلى سبيل المثال لا الحصر لا تقل قوات الاحتلال الأمريكي والغربي في العراق وأفغانستان، بل قوات متعددة الجنسيات، ولا تقل العدوان الهمجي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، بل الهجمات الإسرائيلية، ولا تقل الحكومات الإرهابية في واشنطن وتل أبيب، بل قل حكومتي واشنطن وتل أبيب، ولا تقل المقاومة العراقية، بل المسلحين و" الإرهابيين" المرتبطين بالقاعدة والقوى البعثية المنحلة ،ولا تقل الحكومات المعينة والمنصبة من قبل واشنطن، بل قل الحكومات الشرعية والدستورية، ولا تقل دول الممانعة والمعارضة العربية ، بل قل الدول " الإرهابية" والداعمة والمساندة " للإرهاب "، وإياك أن تنتقد أية مراسيم أو قرارات يصدرها أصحاب الفخامة والجلالة والسمو، او تقل أنها خاطئة ولا تصب في المصلحة الوطنية العليا ، فأنت ليس فقط ستعرض الجريدة للإغلاق، بل ربما نذهب جميعاً وراء الشمس،وما ينطبق على أصحاب الفخامة والجلالة والسمو، ينطبق على الوزراء والنواب وزوجاتهم وعشيقاتهم، أما الجيش وأجهزة الأمن، فيحظر عليك بالقطع التطرق لها بالنقد أو اتهامها بالتخاذل والتواطؤ ، فهذا إضرار بالمصالح العليا للوطن، وتحقير للمؤسسة العسكرية ، التي تسهر ليل نهار على أمن الوطن والمواطن، وتدافع عنه وتحمي حدوده، وتحقق الكثير الكثير من الإنتصارات، والتي تكثر مشاهدتها مع بدء شهر رمضان الفضيل على الكثير من القنوات الفضائية دون أن يكون لها أي أثر في الواقع، كما انه غير محبذ بالمطلق ان تتحدث عن الأمن القومي العربي، وتفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك، بل الأولوية للأمن القطري، والتحالفات والمعاهدات مع الأصدقاء، كما لا يجوز لك الكتابة والخوض في الشؤون الداخلية العربية، مثل المطالبة بطرد السفراء الأسرائيليين من الدول العربية، احتجاجاً على الهجمات والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، لأن في وجودهم مصلحة وطنية تجهلها أنت وغيرك من المواطنين ، ولا تطالب أيضاً بإعادة النظر أو الغاء الاتفاقيات العربية مع إسرائيل ، فهذا بحد ذاته تطاول على السيادة لهذه الدول، وخدمة مجانية لقوى" الإرهاب والتطرف"، ولا تقل القرارات الأمريكية والغربية المناهضة للعرب والمسلمين، بل قل قرارات الشرعية الدولية، وكذلك لا تتحدث عن المقاومة والكفاح المسلح لإسترداد الحقوق والأراضي العربية المحتلة، لأن ذلك لا يخدم السلام والعملية السلمية، ويقدم خدمة مجانية للقوى والعناصر المتطرفة، كما انه يحظر الحديث عن الأحد عشر ألف أسير فلسطيني ، كمناضلين من أجل الحرية ، بل هؤلاء " قتلة وإرهابيين " وكل الحديث يجب أن ينصب على إطلاق سراح الجنود الإٌسرائيليين" الأبرياء " الذين اختطفهم " الإرهابيين " من حماس وحزب الله، فهؤلاء الذين يجب أن يعودوا إلى أحضان عائلاتهم، وليس " القتلة والإرهابين " من أمثال سعدات والبرغوثي وحسن يوسف وغيرهم من " قتلة القسام وشهداء الأقصى وأبوعلي مصطفى".
والشيء المحزن والمبكي والمثير للتقزز والغثيان هنا، ان العديد من أصحاب الصحف العربية، يحاول أن يكون كاثولكياًً اكثر من البابا، بمعنى ما يمتنع عن أو يرفض نشره في صحيفته تنشره وتكتبه الصحف الغربية والأمريكية، والأغرب هنا انه عندما تكون هناك خلافات عربية – عربية ، فإننا نقول في حق بعضنا البعض أكثر مما قاله جرير والفرزدق في هجاء بعضهما، فلا عبارة من عبارات التخوين والتكفير والتخاذل والتآمر إلا ونستخدمها ونتهم بها بعضنا البعض، ولعل ما يجري على الساحة الفلسطينية، خير دليل وبرهان على ذلك ،حيث أن كل طاقاتنا وجهودنا ووسائل إعلامنا ومقابلاتنا وتصريحاتنا مجندة ومسخرة من أجل الطعن والتشكيك في بعضنا البعض، بحيث غدى صراعنا مع المحتل، والذي يمارس قتله وإعتداءاته اليومية بحقنا صراعا ًثانوياً، وأصبحنا نحقد على بعضنا البعض أكثر ما نحقد على عدونا، وبحيث غدت أصوات العقلاء والتي تدعو الطرفين ( فتح وحماس )، بالعودة إلى صوت العقل والحوار، هي الأخرى أصبحت محط اتهام، وكأنه أصبح في ظل حالة التحشييد والتجييش والإستقطاب بين طرفي الصراع فتح وحماس، مطلوب منا كأحزاب وفصائل وأفراد أن نكون مع أحد طرفي الصراع، وعلى غرار الرؤية الأمريكية ، من ليس معنا فهو ضدنا ، رغم أن المنطق والعقل يقول، أننا ما زلنا جميعاً تحت الإحتلال وحرابه ، ولا يوجد ما نقتتل عليه، سوى سلطة وهمية بدون أية سيادة، وبدل من أن ننشغل في الكتابة والتجريح والطعن في بعضنا البعض، فلنلتفت لمصالحنا الوطنية العليا التي هي أكبر من كل الأحزاب والفصائل.
وختاما أقول أن من يريد في عالمنا العربي أن يمتهن الكتابة وتحديداً المقالة السياسية، ويغرد خارج السرب أو ضد النظام ، فهو كمن يريد أن يجتاز حقول الألغام، وعليه أن يتوقع كل شيء من السلطان وعساكر السلطان، وقد ينجح وقد لا ينجح في إيصال صوته ووجهة نظره، ولكن ماذا ستكتب وعن ماذا تكتب لأمة لا تقرأ ولا تكتب إلا ما يريده السلطان، وما دون ذلك فهو كفر وإلحاد وتآمر وقدح وذم وتطاول على أصحاب الفخامة والجلالة والسمو.
راسم عبيدات
القدس – فلسطين





#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد إنتخاب غول رئيساً لتركيا
- ليس دفاعاً عن أسرى48 ، بل دفاعاً عن الحقيقة
- في ذكرى رحيل القائد الوطني أبو على مصطفى
- شاطر .... شاطر ....
- في بوادر حسن النوايا الإسرائيلية
- بين سماحة الشيخ حسن نصر الله ووليد جنبلاط
- الساحة الفلسطينية ومسلسل الجواسيس
- القدس قبل عشرين عاماً
- القدس هجمة إسرائيلية
- ضيعونا ما بين غزة ورام الله
- الملف الفلسطيني بين - لافروف - و - رايس -
- أعراس - للفشخرة - والجاه الإجتماعي
- دور مؤسسات المجتمع المدني في الخروج من المأزق الفلسطيني الحا ...
- حسن النوايا / تمخض الجبل فولد فأراً
- فلسطينياً / المطلوب توحيد الجهد المبادراتي
- من مالكي بغداد إلى مالكي رام الله
- لا يجوز الإستقواء بمؤسسات فاقدة لشرعيتها
- بعد تحرير - آلن جونستون - المطلوب جمع سلاح العشائر و- طخيخة ...
- -أولمرت - وملف الأسرى الفلسطينيون
- قمة العقبة لم تزل حاجز العوجا ، وقمة شرم الشيخ لن تزل حاجز ح ...


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الكتابة في حقل الألغام