أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد موسى - الصراع الجديد في العراق والخيار النووي الخليجي















المزيد.....

الصراع الجديد في العراق والخيار النووي الخليجي


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 04:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


((مابين السطور))
منذ الاحتلال الأمريكي للعراق, وإيران حاضرة في المشهد بقوة, حيث استثمرت ذلك المستنقع الأمريكي, لحساب مشروعها النووي, وقد تحدت الاحتكار العالمي للطاقة النووية, والاستثناء الصهيوني من ذلك الاحتكار, فوضعت نفسها على الخارطة السياسية الجديدة بعد سقوط النظام البعثي, في مصاف الدول الكبار وأعلنت تحديها للحصار ولشتى أنواع العقوبات, معلنة حقها بامتلاك الطاقة النووية للاستخدامات السلمية, رغم أن العرب قبل الغرب شككوا في النوايا الإيرانية, لامتلاك الطاقة النووية, وأنها تسعى إلى امتلاك السلاح النووي في اقرب فرصة , مستثمرة لورطة العالمية في العراق وأفغانستان, وما واجهه نظام بوش _بلير من سخط الرأي العام العالمي عامة والأمريكي البريطاني خاصة, وقد نجحت طهران في تحقيق قفزات نوعية هائلة في مشروعها النووي, الذي يعتبر العصا الغليظة لحماية المشروع الإيراني الخليجي أولا, والمشروع الإيراني الشرق أوسطي ثانيا, بل الحضور العالمي في أعلى صور الحضور.

وكلنا اليوم بات على عتبات مراقبة الاندحار الأمريكي البريطاني عن العراق بعد أن غرقوا واغرقوا العراق في أتون بحور من الدماء ورسموا خارطة الصراعات الدموية الطائفية القادمة, منذ عام تقريبا كتبت مقالة بعنوان((ماذا لو تم احتواء إيران)) فكانت من احد المثقفين ردة عفوية وكأنني كفرت بالثوابت السياسية فقال بلغة شعبية((فال الله ولا فالك يارجل)) وقصدت من تلك القراءة المسبقة, انه في حال وصول الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الغزاة, إلى قناعة مفادها التورط لحدود الهزيمة, والخسارة تزيد عن الغنيمة, عندها سوف يلهثون خلف غطاء كطوق نجاة للهروب من العراق, وكما هو معلوم فإيران حاضرة بقوتها الطائفية الشيعية العراقية, والذين يمثلون من سكان العراق أكثر من النصف, وبالتالي تلك القوة الإيرانية الغير مباشرة تلعب دورا هاما في عملية الحسم طويل المدى, لصالح أو ضد مصالح الغزاة, فكانت بالمقابل ردات الفعل التهديد الأمريكية على المشروع النووي الإيراني باهتة حتى في ذروتها, تفتقد إلى مصداقية التهديد, رغم إستراتيجية القضية, وكل التوقعات تفيد تجاوز طهران خطوط العودة في انجازها النووي , بغطاء سياسي عنيد, وقوة التحدي العسكرية في العراق, ولبنان, وسوريا وفلسطين, أي أنها تملك مفاتيح الغضب والاستقرار في المنطقة بكاملها, وقد واكب ذلك المشروع النووي وسطوة النفوذ السياسي, حملة دبلوماسية مكثفة في منطقة الخليج تحديدا, حيث أن منطقة الخليج تعرضت مسبقا إلى شبح التهديدات العراقية في زمن نظام صدام حسين, وساعدت بكل الطرق على إسقاطه, وقد ذللت للغرب كل العوائق اللوجستية, ووضعت معظم أراضيها, تحت إمرة جنرالات الحرب الأمريكي البريطاني, للتخلص من شبح التهديد البعثي.

الخطر الإيراني بعد زوال الخطر البعثي

لقد بات واضحا أن الساحة العراقية ومتغيراتها السياسية أصبحت قبلة الخطر على دول مجلس التعاون الخليجي, وقد لاح في الأفق حديثا اقتراب الخطر الإيراني, بعد حتمية الانسحاب الأمريكي من العراق قبل نهاية فترة الرئيس بوش, وما يزيد وتيرة القلق الخليجي, هو التوافق الإيراني الأمريكي, رغم تصاعد اللهجة التهديدية الأمريكية لطهران, ورغم القراءات الغير منطقية والتي تفيد,أن الأصبع الأمريكي يكاد يلامس المفتاح النووي, وان البنتاغون قاب قوسين أو أدنى لإصدار الأوامر, لضرب آلاف المواقع الإيرانية , وغيرها من قراءات لاترتكز على معطيات التوافق والتنافر الاستراتيجي,والأولويات الحالية والمستقبلية, وجدوى التعاون وحدوده, إلا أن المراقب يستطيع أن يلمس توافقا ولقاءات على مستوى عالي, من اجل ملء الشاغر بعد الانسحاب من وسط العاصفة, وما يعني الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها , أمرين, الأول هو تامين انسحاب آمن مع الإبقاء على بعض القواعد العسكرية الإستراتيجية المحصنة, وثانيا أن تغرق العراق في أتون حرب طائفية ضروس,كي يثبت للقاصي والداني أن الاحتلال الأمريكي كان رحمة للعراق ويظهر الفرق.

من هنا فأنني استطيع أن اجزم في قراءة الوجه الأخر للمشهد شبه الصدامي بين الولايات المتحدة وطهران, بان هناك احتواء وتوافق مصالح وليس بالضرورة مودة واتفاق, بل على العكس توريط لطهران في المستنقع العراقي, واعتقد أن بعض الساسة الإيرانيين أعربوا عن جاهز يتهم لمليء الشاغر, بمفهوم مساعدة الحكومة العراقية على فرض سيادتها على عراق مابعد الانسحاب, هذا ما ستشهده الساحة العراقية قريبا, والاهم هو تداعيات هذا الامتداد الإيراني للعراق على , دول التعاون الخليجي, حيث انعدام الثقة واستشعار اقتراب الخطر على الحدود المملكة العربية السعودية خاصة, والعودة لذاكرة حرب الخليج الأولى التي دامت قرابة ثماني سنوات وانحازت دول الخليج إلى العراق في مواجهة زحف وتصدير الثورة الإيرانية, مما يعني أن هناك حسابات وفاتورة مستحقة لإيران طرف دول الخليج, وقد زاد المخاوف هو إصرار إيران على عدم تسوية مسالة الجزر الإماراتية الثلاث, رغم التطمينات الإيرانية السياسية على ارفع المستويات, إلا أننا نستطيع القول أن أرضية العلاقات الحذرة الإيرانية الخليجية, يشوبها الاعتزاز وعدم الثقة بالمطلق, وخروج القوات الأمريكية من العراق, ومن ثم الهيمنة الإيرانية, وربما اندلاع حرب طائفية(سنية شيعية) وما سيحدثه من اختراق وامتداد إلى دول الجوار من عدم استقرار, أو ربما تحريك الكتل البشرية الشيعية المتعاظمة في تلك الدول الخليجية, سيدفع تلك الدول إلى البحث عن إعدادات لتلك الاحتمالات.

زيادة التسلح الخليجي وبعض الدعوات العربية للتوافق مع إيران

وحيث أن إيران دولة استطاعت توظيف الجزء الأكبر من عائدات نفطها واقتصادها, إلى تقوية بنيانها العسكري, إلى درجة من التقدم بل التفوق التكنولوجي النوعي على السلاح الغربي المعروف في ميدان المعركة, وكل يوم تطل على العالم بسلاح هجومي ورادع جديد,ونتيجة التخوف الخليجي المحسوب وغير المحسوب, من الأطماع الإيرانية والرغبة في الهيمنة على المنطقة الخليجية بالكامل, ورغم دعوة جامعة الدول العربية مؤخرا للتشاور مع إيران على مستقبل العراق, والتواصل في ذلك مع المملكة العربية السعودية,ولم ترقى هذه الدعوة الى الايجاب والقبول, والجدية والجدوى, إلا إننا نشهد سباقا في التسلح الخليجي المحموم وغير المسبوق, والذي أدى لإنفاق مئات المليارات لامتلاك الأسلحة النوعية المتطورة , من اجل محاولة إحداث نوع من توازن القوى المفقود, وبالتالي فرفع الحضر عن امتلاك العربية السعودية للأسلحة المتطورة يجب أن يكون محكوما من حيث شروط وجهة الاستخدام, وبهذا لانرى الصخب الإسرائيلي المعهود, لكن مواجهة الخطر الإيراني كما في الفكر السياسي الخليجي, يتطلب تكتل عسكري من نوع آخر وبإستراتيجية جديدة , تضمن الجاهزية لاستعراض قدرة الردع الخليجية الجماعية, وانتهاج موقف موحد يتم إعطاء ولاية القيادة فيه لمجلس عسكري جماعي, أو يكون القبطان في المعادلة المملكة العربية السعودية, والتي تسعى إلى خلق تحالف عربي خليجي إسلامي في وجه المشروع الإيراني, الذي بات يقرع أبواب المنطقة, بفارق القوة النووية, لتفقد الخصم عامل المناورة والتفكير في مجرد تعطيل ذلك المشروع, تعلم طهران أن دول الخليج مجتمعة لاتستطيع صد مشروعها في ضل اختلال موازين القوى, والفارق في المعادلة هو الحضور الغربي في حال حدوث أي مواجهة قادمة.

الخيار النووي الخليجي والتوازن الاستراتيجي

لانشك لحظة أن المملكة العربية السعودية,خاصة بعد إفلات المشروع النووي الإيراني من قيود كبح جماح اكتماله, أنها ستسعى قريبا , وربما هناك مفاوضات سرية تدور بحذر, حول إمكانية السماح لمجلس التعاون الخليجي, بامتلاك المفاعلات النووية, وربما الحديث عن سلاح الردع النووي, فمن جهة تلك الدول الخليجية مجتمعة لاينقصها الإمكانيات أو حتى ربما المهنيين للإقدام على مثل هذا الخيار, خاصة إذا ما أصبح ضرورة في صراع البقاء, لكن الأمر يبقى مرتبطا بالرؤية الغربية والتوافق حول إمكانية دواعي إدخال منطقة الخليج إلى ساحة السباق النووي, وما يمكن أن يتسبب به هذا الخيار من مخاطر, على امن المنطقة خاصة امن الكيان الإسرائيلي, وما هي درجة الضرورة كي يصبح هذا الخيار ضرورة لحماية المصالح الغربية الإستراتيجية في منطقة الخليج, وربما فكرت العديد من الدول في المنطقة إلى حقها في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية, بعد الامتلاك الثاني في المنطقة, إيران بعد الكيان الإسرائيلي..

فهل تشهد المرحلة القادمة تحديدا بعد عراق طائفي جديد, تعاظم وتيرة التوتر الخليجي, وربما العربي القريب, جراء الاحتواء والتوافق الإيراني الغربي لتامين انسحاب محدود من العراق, وبدء مرحلة صراع أخرى ستكون أكثر دموية, مما قد يدفع باتجاه تأكيد المخاوف الخليجية من الخطر الإيراني, الذي لم يتبدد رغم كثافة الحملة الدبلوماسية الإيرانية, والتطمينات التي لم تبنى على حسن نوايا كتسوية مشكلة الجزر الإماراتية الثلاث,(طم الكبرى وطم الصغرى, وأبو موسى) والتوافق على أحقية إيران في منافذ شط العرب.

كل المؤشرات تؤكد أن أجواء من الترقب والحذر وهواجس التخوف المصيري, تجتاح منطقة الخليج, بعد الاندحار عن العراق, وما يتطلبه هذا الترقب والتخوف من عوامل ردع في الفكر الخليجي, إلى ذلك الحين ربما تشهد المنطقة تقاربا استراتيجيا غير مسبوق على مستوى مجلس التعاون الخليجي, وربما حلف جديد يتجاوز حدود الخليج إلى دول الجوار.

فهل تفرز أجواء التوتر هذه تصعيدا خليجيا إيرانيا, أم نشهد على عكس ذلك المؤشرات توافقا وتقاربا لاتتوفر معطياته لدى دول الخليج عامة ولدى طهران خاصة؟؟؟؟ كل ذلك تجيب عيه الأسابيع والأشهر القادمة.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس تحرق كل سفنها
- تهدئة حركة حماس وتسوية الرئيس عباس
- تهدئه حركة حماس وتسويه الرئيس عباس
- 194 حق العودة إلى أين ؟؟؟!!!
- جبريل الرجوب وتوافق التناقض..إلى أين؟؟؟
- فلسطين في رحاب المدرسة الساداتية
- الدولة الفلسطينية الموقوتة والمناخات السياسية المحيطة
- عاشت الثورة,,عاشت م.ت.ف ,,عاشت الذكرى
- الانقلاب الشامل والهروب الجماعي
- كفاكم عبثا وتسييس لمعاناة العالقين
- ضربة وشيكة لإيران على ثلاث جبهات
- السلام المحموم في الزمن المأزوم
- غزة في مهب رياح صناعية ؟؟!!
- قصتي مع الضيف آلن جونستون
- الخيار الدولي ذر للرماد في العيون
- هاني الحسن في ذمة الجزيرة
- لا أهلا ولا سهلا بالمجرم توني بلير
- قمة شرم الشيخ بين التقليدية والاختراق
- ** سؤال حماس لدعوى اغتيال عباس **
- متى ياغزة الإجابة ؟؟؟


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد موسى - الصراع الجديد في العراق والخيار النووي الخليجي