أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كرم يوسف - حين يغني محمد شيخو في أعالي قاسيون














المزيد.....

حين يغني محمد شيخو في أعالي قاسيون


كرم يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2029 - 2007 / 9 / 5 - 10:17
المحور: حقوق الانسان
    


لم أكن أتصور يوماً ما، أني سأتخلى عن إحدى أمنياتي في اكتشاف شوارع ومنازل أخرى في مدينتي قامشلي ، أو أن يتسلق الكسل عوالم الاكتشاف فيَّ.،دون أن أحدد تاريخاً لزيارة مدينة أخرى في سورية لأكتشف ولادتها الطبيعية في عينيّ..، ولكن الذي حدث أنّي تخليت عن هذا الأمنية، وعن أمنيات أخرى أجمل..!

كثيراً ما سمعت عن مدن تكبر مدينتي، وكثيراً ما سمعت عن مدنٍ أكثر كثافة من مدينتي، أو أقدم من مدينتي عمراً، لكن حبي لمدينتي كان حاجزاً أمام تصديق كل الأشياء التي تجعل من مدينتي أصغر حجماً،كثافةً، قدماً...

بقيت على هذه الحال ،حتى زيارتي المؤخرة، والمفاجئة إلى العاصمة دمشق ، حيث كنت مضطراً، وعلى غير عادات الزيارات السابقة، لأن أعتمد على نفسي في سبيل تسيير غرض زيارتي،دون أن أعتمد على أحد ، لأضيع بين الميكروباصات ، ولتكون يدي على قلبي، خشية تجاوز العنوان الذي أقصده، حسبما دون لي الأصدقاء، على ورقة صغيرة كانت في يدي...

رغم كل هذا، كنت مصرّاً على أن مدينتي الشمالية هي أكبر من كل المدن، إلى أن تمت رحلتي الأخيرة إلى قاسيون، لتتكسر كل هواجسي التي كنت مصرّاً عليها أمام كِبَر العاصمة دمشق، حيث أضواء المدينة تمتدّ إلى ما لانهاية ، في تلك اللحظة كان علي الاعتراف بأنّ مدينتي صغيرة بالنسبة إلى العاصمة دمشق..

بعد وصولنا إلى آخر نقطة يقصدها الناس مشياً على قاسيون ، هدنا التعب ، اضطرنا لاستراحة قصيرة ، وكعادتي في كل مساء، فتحت مجلد أغاني محمد شيخو في الموبايل ، لتكون هذه لحظة أكثر دهشة وغرابة من اكتشافي الأول لصغر مدينتي ..!

كانت لحظة يصعب عليّ أن أتلقّى إحساسها دفعة واحدة،محمد شيخو، وقاسيون ،هذا الأمر الذي لم أفكر به،أن أستمع لمحمد شيخو، وهو يغني بالكوردية في دمشق، بل وعلى ثرى قاسيون، أحسسته لم يغن لي فحسب، بل لكل الدمشقيين ، والخلفاء الأمويين، والأيوبي صلاح الدين،لا بل يغني بالكوردية إلى البنائين الذين بنوا أول منزل و أول قصر لأول حضارة في دمشق ، أيا ً كانوا......!

قست من جديد مساحة دمشق ،بحسب نغمة أوتار محمد شيخو ، وحاولت إحصاء ملايين الأضواء تلك في بحّات صوت محمد شيخو ، دون أن أنجح، ودون أن أتخلى عن محاولاتي، لأصير أسير فرحة أكبر من قلبي الذي يحسّ بها ..

مع محمد شيخو الذي استمعت إليه مع أبي ، وكل أعمامي، وأخي الكبير، وكلّ من هم أكبر مني ، ثم لاحقاً مع مجايليّ، صار الاستماع إليه عندي عادةً ،بل إدماناً، وترى، هل يستطيع الإنسان أن يتخلى عن عاداته، أو ينفك من قبضة إدمانه ، وهو –أي" الإنسان: عادة!" ،كما رآه عبد الرحمن منيف، لذلك صرت أقيس الأمكنة بمدى مناسبتها لغناء محمد شيخو..

صارت دمشق أجمل من قبل ما كانت عليه قبل لحظات،قبل أن يغني فيها محمد شيخو بالكوردية ، صارت كلّ النساء اللواتي غنى لهن في تلك اللحظات ،بالنسبة لي دمشقيات ، وصارت في تلك اللحظات عندي الأحياء التي اشتاق إليها محمد شيخو أحياء دمشق، لأنه طالما كان عندي إحساس بأن محمد شيخو يغني للمدينة التي أسكنها أنا ، و لا يتغزل إلا بأنثى مدينته التي هي مدينتي أنا ...

مع نسمات قاسيون التي كانت تلفّ جسد أغنيات محمد شيخو مهما حاولت أن أرفع من صوت الموبايل ، كان لا بدّ لي من الاعتراف بأنّني في هذه الزيارة الأخيرة، لم أسافر إلى دمشق، بقدر ما سافرت في صوت محمد شيخو في دمشق ، ناسياً تعب تسع ساعات قطعتها ذهاباً، وسأقضيها إياباً إلى ومن دمشق،وكأنيّ أسهمت – للمرة الأولى – في إقامة حفل موسيقي فني- له- بعد كل هذه السنوات من غيابه......!



#كرم_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خشية أنّ تستيقظ صحيفة الوطن ذات يوم على حلم دومريّ
- كرد سوريون -ضاع - مستقبلهم الدراسي بسبب- سلخ -جنسيتهم السوري ...
- الأنفال سورة حزن الكردي الكبرى
- الرياضة كأمثل حوار للحضارات
- العراقيّ يحمل كفنه أينما ذهب!
- هل يحتاج السوري إلى وصاية أكبر ....؟


المزيد.....




- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كرم يوسف - حين يغني محمد شيخو في أعالي قاسيون