مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 10:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نقلت محطة ANB الفضائية اللبنانية المؤتمر الصحفي للنائب بطرس حرب نهار الخميس 30 الشهر الحالي .. لإعلان ترشيحه رسميا .وتقديم برنامجه الإنتخابي وهو أول برنامج إنتخابي ديمقراطي معلن في هذه المعركة ....
لأول مرَة في حياتي شاهدت وسمعت بالأمس مرشح عربي لرئاسة الجمهورية يعلن ويطرح أمام الجمهور المحلي والعالمي بيان عن برنامج عمله إذا ما انتخب لرئاسة الدولة .. والمؤتمر الصحفي الذي أعقبه ... .... فتحية .. وتهنئة للنائب بطرس حرب على هذه المبادرة الرائدة .. والخطوة السباقة في تجسيد ورسم طريق الديمقراطية الحقة عبر المؤسسات الديمقراطية حاضنة حقوق المواطنين والمواطنة الواحدة الذي على أساسه انتخبه الشعب عبر صناديق الإقتراع ..
لأول مرة أيضًا في تاريخ لبنان يتقدم مرشح رئاسة الجمهورية ببيان رسمي وعلني للشعب يتضمن برنامج عمله إذا ما انتخب رئيسا للدولة ..!؟
أختار ( مجلس النواب ) كمكان طبيعي ومنبر لإعلان برنامجه الإنتخابي , وهذا دليل وتأكيد من النائب والمحامي بطرس على ما يجب أن يكون لهذه المؤسسة الدستورية العليا من أهمية واحترام وهي السلطة التشريعية التي تنتخب الرئيس .....ولنا من ذلك دروس وعبر كثيرة وهامة في هذا الموضوع من المستحسن أن نبرزها كدرس لكل السياسيين في بلادنا الرازحة تحت الحكم الشمولي الفردي ..
أولا – دشنه وأعلنه في المؤسسة الدستورية الرسمية ( الديمقراطية ) للدولة , المكان الشرعي والقانوني ألا وهو مجلس النواب .
ثانيا – بدعوة وحضور نقيب الصحافيين والإعلاميين الحالي والسابق ( محمد البعلبكي , وكرم ملحم كرم ) . وعدد كبيرمن الصحفيين والمؤسسات الإعلامية ..... وهذا دليل اّخر على إحترام الإعلام وحرية الكلمة وتقدير لدور الإعلام في الرأي العام ..
ثالثا - أعطى قيمة ومعنى لهذا المنصب الدستوري الأعلى في الدولة , والطريقة الديمقراطية للوصول إليه , ورفعه من الحضيض والمستوى التقليدي القمعي المكرَس في بلادنا .
ابتدأ الحفل .. بالنشيد الوطني اللبناني ..... ثم كلمة نقيب الإعلاميين محمد البعلبكي .. وكلمة كرم ملحم كرم القيمَتين البليغتين .
ثم وقف بطرس حرب وشكر الحضور والكلمات المعبَرتين الراقيتين .. ورئيس المجلس النيابي .. وكلمة مؤثرة لروح الشهداء اللبنانيين عامة , وعميد الإعلام والصحافة اللبنانية الحرة الشهيد النائب جبران تويني .. وتحية خاصة " لشيخ الإعلام " غسان تويني ..
تكلم المرشح بطرس حرب بلغة قانونية وطنية موحدة وجامعة .. خطاباً هادئاً متزنا واضحًا .. أعلن برنامجه الكامل في السياسة الداخلية , والخارجية الإقتصادية والإجتماعية وو وووالخ ........ والقضايا الخلافية الأساسية , العلاقة مع الدولة السورية , قضية سلاح حزب الله – وسلاح المخيمات الفلسطينية , وقضية فلسطين أم القضايا , طرح كل هذه المشاكل بجرأة وحرية , ووضع الحلول الناجعة لها طبعا بالحوار.......... وبالتعاون مع الجميع ..
تحية للنائب والمناضل الوطني الديمقراطي اللبناني بطرس حرب على هذا البيان والبرنامج الوطني الشامل .. ولغته القانونية المتزنة , والخطاب الهادئ الراقي الديمقراطي المهذب .. والموقف الجرئ من كل القضايا والأزمات الراهنة .. البعيدة عن العنف والتهديد والصراخ والوعيد والعصبية والتعصَب البعيد عن الشتائم واللغة السوقية التي تسقط صاحبها قبل ترشيحه لأي منصب كان صغيرا أم كبيرًا ..
تكلم بلغة القانون والحق والحكمة والعدل .. بأسلوب بليغ ومبسط ومفهوم وواضح متمكن من الصياغة وبمنتهى الهدوء والإصغاء والإستيعاب ..
كيف لا .. وهو إبن بيروت مدينة الشرائع والقانون .. بيروت الحضارة والإنفتاح والثقافة والأدب .. ؟
أعطي مثلا صادقاً ونظيفا للساسة المخلصين الذين يرفعون راية القضايا الوطنية بشرف .. و قيمة العمل السياسي وثوابته الأخلاقية .
رسم الداء وأمراض الوطن بصدق وشفافية , و دلَ بإصبعه على الجروح المثخنة والهواجس والمخاطر والأزمات التي يعيشها لبنان , والعواصف التي تهب وتجرفه يمينا ويسارًا... المحيطة به من كل جانب إقليمياً ودولياً .. ووضع النقاط على الحروف ووصف الدواء الناجع وكيفية حلها بتعاون ووحدة مكونات المجتمع اللبناني الأساسية ..
حبذا لو يعمَم هذا الخطاب الراقي .. الديمقراطي .. وهذا النهج والحوار.. والسماع للرأي الاّخر وعدم الرضوخ للخارج ..
هذا عيد إنتخابي يعيشه شعب لبنان , نحسدكم عليه يا إخوتنا في لبنان الشقيق .. لأن الدول الديمقراطية وحدها تعيش فرحة الإنتخابات الديمقراطية مهما تضمَنت من شوائب وتضاربت الاّراء حولها - إنها تجديد دائم لدم وشباب المجتمع المدني .. والدولة ومؤسساتها التي غيبت وحذفت من الوجود في أنظمة الإستبداد والعبودية المحيطة بلبنان.....
صحيح أن الرجال معادن ورموز ومواقف .. لكن يحسن جدا أن يتقدم هؤلاء الرجال لكل منهم إلى الرأي العام في إعلان برنامجه لتصبح وثيقة خطية لهذا المرشح , يحاسبه الشعب على التقصير وما نفذ وما لم ينفذ .. وهذا يسجل لبطرس حرب نقطة أو خطوة طليعية ومبادرة جديدة وإيجابية يشكر عليها ..
بطرس حرب .. نائب لللأمة طوال 35 عاما متواصلة .. فهي تجربة غنية .. و ضمانة للحرية .. وقلعة للديمقراطية ..
حبذا لو يسلك أو يتعلم رؤساؤنا من هذه المبادرة الرائدة بهذه الشفافية والوضوح والبرنامج الشامل والإستراتيجي البعيد الأهداف والتصورات والرؤى .. ؟
كسَر بطرس حرب ولأول مرة .. المشهد و اللوحة النمطية ( المتوارثة ) عندنا في الصعود لرئاسة الجمهورية أسلوباً وطريقة وخطاباً .. وثقافة ..
أعلن ترشحه وبرنامجه بطريق ديمقراطي قانوني واضح .. خاضع للنقاش والحوار مع الجميع بالطريقة والأسلوب , وثبات الأساسيات .. لعمري كثر الله من أمثالك أيها المحامي الذي تعطي مثلاً صالحا وتطبيقا حيا للقانون و المهنة التي تمثلها , ّامل أن يحذو بقية المرشحين في لبنان الشقيق وبقية بلادنا العربية بهذا الأسلوب العلمي المنطقي .. و العصري المتمدَن ... . لا أن يغتصب الكرسي لمدى الحياة بالوراثة وتزوير القانون والإنتخابات , أو بالوصاية والتمديد رغم الإرادة الشعبية , أو يأتي عبر الدبابة بإنقلاب عسكري وقتل الناس , أو إغتيال وسجن الرؤساء السابقين .. أو عبر دبابة العدو وغيره من الوسائل والطرق الغير مشروعة , أو القمعية الوحشية , أو عبر لغة التهديد والوعيد وفرض الفرد الوحيد بالقوة إلى اّخر ما في جعبة اللاقانون والهمجية .... كما اعتدنا في مشاهد الأنظمة الكاريكاتورية الكارثية عندنا التي لم تجلب لأوطاننا وشعوبنا سوى الهزائم والكوارث والمجازر والجوع والمرض والتهجير ومجتمعات العبيد ...!؟
واجب على الذين يطالبون بالديمقراطية .. وسيادة القانون .. والمؤسسات واحترام الإنسان وحقوقه الأساسية .. ونحن الذين نتعامل ونعيش ونناضل بالكلمة ومتعتها وفرحها .. واجبنا أن نقيَم ونثمن أي موقف وحدث محلي وعربي وأقليمي يكرَس ويجسَد قولاً وعملاً هذه المبادئ ...... إنها أوقات وساعات فرح وسرور واعتزاز وافتخار لكل إنسان حر شريف .. فهنيئا لك أيها المرشح للإنتخابات الرئاسية .. بطرس حرب ...... لقد نجحت كرئيس قبل إجراء الإنتخاب , ولا عيب فيك وأنت القادر والمتمكن والمؤهل لهذا المنصب بما تحمل من مقوَمات ذاتية عن جدارة لتنقل لبنان , إلى بحر السلام والتقدم والأمان والعدالة ... - وإن لم يحالفك حظ التحالفات أو الإصطفافات والضغوط الداخلية والخارجية وأنت غير طامع بها.. كما أعلنت ولن تزيد عن ( ستة أعوام ولا دقيقة واحدة ) ستعطي الفرصة لغيرك .. ولن تكون طامعاً شخصياً كغيرك " أنا أو لا أحد " أو رئيس للأبد "...للابد للأبد .......؟؟؟
كلنا أمل أن تسود هذه اللغة .. وهذا النهج الديمقراطي .. الذي أطلقه الشيخ بطرس حرب , بلادنا العربية كلها من المحيط للخليج ... لكانت إ نتفت الحروب والعداوات والصراعات المذهبية والطائفية والعدوانية .. ورجعت فلسطين دولة مستقلة ومتحرَرة وساد السلام منطقتنا والعالم كله ....
تحية كبيرة مرة أخرى للنائب الديمقراطي بطرس حرب .. والتوفيق والنجاح لكم .. ولكل من يسير على دربكم وخطاكم من كل اللبنانيين .
مرحى لمساحات الحوار و الحرية ... ومناخات الديمقراطية في لبنان الشقيق ...
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
