أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ما هي قيمة المواطن العربي؟ ومن يصنع ويصون له قيمته؟















المزيد.....

ما هي قيمة المواطن العربي؟ ومن يصنع ويصون له قيمته؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2027 - 2007 / 9 / 3 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ـــ البارحة فقط طالعتنا الصحف بنبأ الإفراج عن المخطوفين الكوريين الجنوبيين تحديدا مقابل فدية مادية قدرت بعشرين مليون دولار عداً ونقداً دفعتها حكومة سيئول لحركة طالبان ، مع وعد مؤكد بسحب قواتها من أفغانستان ووقف الحملات التبشيرية قبل نهاية العام.
أولاً ..ودون أدنى شك نفرح مع الكوبيين عامة وأهالي المخطوفين خاصة، لخلاصهم من براثن الموت المحتوم، وثانياً نحزن ونتوجع لأن هذا المبلغ ستسخره حركة طالبان وهي نسخة مرتبطة بالقاعدة من أجل أعمال إرهابية تسمم أفغانستان وغيرها..
لكن، الثالثاً ...وهي الأهم، وقفتنا المذهولة كوننا ننتمي لأمة العرب أمام قيمة المواطن الكوبي عند أهله وحكومته...وسعيها الحثيث والمتواصل ووضعها سياسة بلدها وسمعتها العالمية والتهم الانتقادات التي وجهت إليها في السر والعلن لمجاراتها وخضوعها لحركة إرهابية وتقديمها كل التنازلات من أجل مواطنيها...لكنها رغم نفيها دفع المبلغ المذكور وهو أمر عار عن الحقيقة... لكنها عادت وقالت على لسان مسئوليها( على العالم المتحضر أن يقدر موقفنا ومسؤوليتنا حيال مواطننا، فلم يكن لدينا مفر أو منفذ من أجل إنقاذ حياة المخطوفين)....
لم تقل حكومة سيئول ، أن هؤلاء المبشرين هم أتباع الكنيسة الإنجيلية ، وليسوا بوذيين كما هي حال معظم سكان كوريا الجنوبية ، ولم تقل أنهم وضعوا أنفسهم في مأزق ولم يستشيروا حكومة بلادهم ولم يأخذوا برأيها ، أو يمروا عبر مخابراتها ويستأذنوها !!!..حين قاموا بمهمتهم الإنسانية لمساعدة ضحايا الحرب في أفغانستان، بل أرسلت طاقمها للمفاوضة ووضعت كل إمكانياتها السياسية والمادية وموقعها العالمي من أجل تسعة عشر مواطنا!ً...هذا الموقف يأخذنا لموقف آخر مشابه من حيث قيمة المواطن لدى دول تحترم الإنسان كقيمة وتحترم مواطنها وحقوقه وتصونها وترعاها وتحارب الكون ليحصل مواطنها على حقه المشروع، فهي من يحميه ويقف كالطود من أجل أن يجعل العالم يعرف عندما يقتحم عقر داره ويهدر كرامة مواطن هذا البلد أنه لن ينجو بسهولة وسيفكر مئات المرات قبل أن تمتد له يد الإرهاب أو القتل ...أو يفكر بإيذاء مواطن هذا البلد الغيور على مصلحة أهله ومواطنه...

ـــ منذ سنتين تقريباً بتت المحاكم الاسكتلندية في قضية ( لوكربي)، واعترف " المقراحي الليبي) بجرمه ، أو وقع الجرم على رأسه كي يبريء ساحة رئيسه القذافي ورجال أمنه المسئولين عن التخطيط للعملية، ودفعت جمهورية ليبيا الديمقراطية العظمى!! مبلغا قدره 2,7 مليار دولار توزع على عائلات ضحايا لوكربي وعددهم 270 ضحية .
ـــ في الوقت نفسه وكانتقام مع الفارق الشاسع بين الطرق العقيمة والتضحية بأناس أبرياء ، سارع القذافي ليتهم الممرضات البلغاريات ومعهن طبيب فلسطيني...... أكرمته بلغاريا لتنقذه بمنحه جنسيتها....بأنهم لم يختاروا مهنتهم لإنقاذ حياة المريض ومساعدته بل لارتكاب جرائم بحق أطفال أبرياء!!!واستخدمت قضيتهم كورقة بعيدة عن أي مشاعر إنسانية وتعرضوا خلال ثماني أعوام لمختلف صنوف العذاب والإرغام والتهديد للاعتراف بجرم لم يرتكبوه، وكانت ورقة الممرضات والطبيب ورقة مساومة أقل ما يقال فيها أنها..( حقيرة)، من أجل مبلغ 452 مليون تدفعها الدول الأوربية لاحقاً ...علما أن الشيك الأول كان قطرياً!! ...ولقطر غايات وصراع مواقع لا مجال هنا للخوض فيها

ــ لم يفعل القذافي ما فعله حباً بأطفال مدينة بنغازي المعارضة والمشاغبة تاريخيا على حكومته ، لهذا فإن مشفاها يلقى الإهمال وتنعدم فيه أبسط الوسائل الطبية والعلاجية ولم ير تطورا وتحسيناً منذ عقود، فوجد ضالته في بلد أوربي صغير وحديث العهد بالحرية كبلغاريا وأراد بهذا أن يضرب عدة عصافير بحجر ، يكسب من خلالها داخليا أهل بنغازي بالذات ويحصل على صفقة لتحديث المشفى ومعداته وطاقمه، كما يبتز ساركوزي وحكومته الجديدة ليحصل على صفقة أسلحة...ثم يقول للعالم أن مواطنه غالٍ ومهم!!! ــ ولو أن أطفال بنغازي ليسوا أهم من مخبره المقراحي ــ وما كلف خزينته من ثمن وأنه ووزارة صحته المسئول الأول والمجرم الحقيقي لأنهم لم يهتموا بفحص الدماء المنقولة للأطفال أثناء معالجتهم أو إجراء العمليات لهم...

ولن ننسى ماصرح به نجل القذافي ( سيف الإسلام )، قائلا : " أن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني أبرياء وكبش فداء"!!!.

ـــ حصل المدعو ( ماهر عرار ، وهو مواطن سوري مقيم في كندا منذ خمسة عشر عاماً وحاصل على جنسيتها) ، على 8 مليون دولار من الحكومة الكندية ، بعد أن أقام عليها دعوى لأنها لم تعترض على تسليمه من السلطات الأمريكية للمخابرات الأردنية ، والتي قامت بدورها بتسليمه للسلطات السورية حيث احتجزته وعذبته لما يناهز العام ، كي يعترف أن له علاقة ما بالقاعدة فترضي بذلك السلطات الأمريكية، وتقدم لها خدماتها بحربها على الإرهاب...لكن السيد عرار كان بريئاً وكل ما في الأمر أن الرجل مسلم مؤمن لا غير..ولأنه مؤمن ببراءته أقام دعوته وكسبها أمام محاكم عادلة وقوانين تؤمن بالإنسان، لكنه أبدا لم يفكر بمقاضاة بلده الأم ( ســـــوريـــة )، التي عذبته وحبست حريته لأكثر من عام معتمدة على التهمة الأمريكية!....

برأيكم لماذا لم يقاض حكومة بلده؟..الجواب دون شك عندكم...ويعرفه السيد عرار ...ويعرف ما هي نوعية القوانين التي تحكم سورية.
إنها نفس اللاقوانين ، التي تمنع السيد رياض سيف من مغادرة البلد للعلاج، ونفس الحكومة داخل الحكومة، التي تحرم سبعة عشر مواطنا من حقهم في العمل وتسرحهم لأنهم تجرأوا ووقعوا على إعلان وبيان من أجل حرية الإنسان....
ونفس الأيادي والأجهزة التي تتخذ القرارات وتسيطر على المحاكم ، التي حكمت بعشر سنوات على عارف دليلة وخليل الحسن ومحمود عيسى وبخمس سنوات على أنور البني وثلاث سنوات على ميشيل كيلو...وتتهم فائق المير بتهم تعجز إسرائيل عن توجيهها لمواطن فلسطيني...
إنها نفس الأحكام التعسفية الصادرة عن محاكم استثنائية بحق شباب متفتح ...سمح لنفسه أن يفكر ويتساءل عن أسباب الفساد وكيفية القضاء عليها كطلاب الجامعة رفاق وزملاء عمر العبدالله وطارق الغوراني ....

هذا هو الإنسان وهذه هي قيمته في وطننا المحاصر من أجهزة قمع وتنكيل وسلب ونهب

ـــ حتى اليوم مازالت إسرائيل تبتز العالم وخاصة الدول الأوربية باعتبارها ممثلة شرعية ليهود الكون وحامية لحقوقهم... بعد مذبحة الهولوكوست...مازالت ألمانيا تدفع لإسرائيل وتعمل جاهدة للدفاع عن إسرائيل وأمنها لحض تهم معاداة السامية التاريخية وعارها الذي لحق بها من جراء ما فعله هتلر...

لأن إسرائيل تعرف كيف تسعى لحقوقها وحقوق اليهودي .
لأن إسرائيل تعرف كيف تستغل التعاطف والسياسة الدولية من خلال لوبي صهيوني يعمل لصالح دولة إسرائيل...
لأن أغنياء اليهود يسخرون أموالهم من أجل دعم دولة إسرائيل....
لأنهم يتقنون لغة الخطاب مع الآخر وكيفية النفاذ والتغلغل من أجل مصالحهم السياسية.

في المقابل، ماذا تفعل الحكومات العربية لنصرة فلسطين؟ ( في تصريح سابق للقذافي اتهم فيه الفلسطينيين لأن بلاده كانت بمثابة الخزينة وصندوق المال لدعمهم وهم لا يستحقون!!...فما هو مقدار الدعم الذي قدمه لو قدرناه؟ هل يساوي ما دفعه من أجل ( لوكربي)؟....
ماذا يفعل أهل فلسطين الآن من أجل قضيتهم؟ وماذا يفعل أغنياء فلسطين في الخارج من أجل أهلهم وبلدهم؟
ماذا يفعل أغنياء العرب من أجل بلادهم وقضاياها وإنسانها ورفاه حياته؟
ماذا تفعل حكومات بلادنا لشعوبها ولقيمة إنسانها؟ وكيف تدافع عن كرامته وقيمته المسلوبة في كل محفل دولي وعلى كل معبر ونافذة ومحطة دولية أو حتى بين الدول العربية ذاتها؟
من يصنع قيمة الإنسان العربي؟ ومن يصون كرامته؟ سوى حكوماته، التي تهتم بصيانة وتلميع كراسيها ورجال أمنها وشرائط أوسمتهم ، التي علقوها نتيجة وفائهم في حماية السلطات القائمة ونهب وإفقار شعوب بلادهم...
أليس من حق المواطن العربي أن يتمنى لو كان كوريا جنوبيا ...أو عفريتا من عفاريت الأرض يحترم فيها ككائن حي ويتنفس هواء نقيا ويشعر بفخر انتمائه...المؤسف أنه رغم كل ما يجري لنا...فمازلنا نَحِن للوطن ، نتألم ونبكي دماً ووجعا من أجله وعليه....مازلنا نعلق رايات البارحة ونترنم بأناشيد الماضي ونحلم بعودة الحلم ليشق طريقه لغدنا...مازلنا نأمل ونرفض إلا أن ننتمي لمسقط رأسنا...الذي يحمل جلاديه سكين الجز لرقاب مواطنيه...لهذا ندرك أن التراب غير مسئول ، وندرك أن المواطن ....محكوم ومظلوم ...وندرك أنه يحلم بالفرج وينتظر بارقة أمل ...ولا يبرح مكانه ...لأنه مغروس فيه ...ولا يخرج من جلده لأنه مهما ضاق عليه وخنقه ...فقد أكتسبه عن أمه وأبيه...

باريس 02/09/2007



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حُكُم مُبرم بالإعدام على الشعب السوري!
- ما بالك يا شعب سورية تموت صامتاً؟
- الشباب العربي ......هموم ومشاكل
- من أين جاءت حركات الأسلمة؟ وما هي الأسباب التي ساعدت على وجو ...
- ما هي مقومات نجاح السلام العربي الإسرائيلي بعد مبادرة بوش؟
- بين (جنة الله )على الأرض البارحة، وهبة البترول اليوم نقرأ ال ...
- كيف تكون ضد أمريكا ومعها على الطريقة السورية؟
- إرهاب وأطباء..... لماذا؟
- لبنانان، فلسطينيتان، وثلاث عراقات!
- كيف تتزوجي من روبن هود ( أنور البني) يا راغدة؟
- كيف نقرأ هزيمة حزيران ونأمل في هذه المرحلة؟
- لا مكان لي بينكم
- مسرح الدمى السياسي في المشرق العربي
- العقل العربي في إجازة
- ما الذي ينتظرك بعد يا وطني؟
- لماذا ترتفع نسبة الجرائم في وطننا العربي، وما هي أنواعها وأس ...
- لماذا تعتبر بلداننا بؤرة للإرهاب، ومن يمارس علينا الإرهاب؟
- ليس دفاعا عن رجاء بن سلامة، ولا انتصاراً لوفاء سلطان، وإنما ...
- إلى سيف الحق أنور البني
- من صنع الإرهاب؟ من دعم وأسس الحركات السلفية في العالم العربي ...


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - ما هي قيمة المواطن العربي؟ ومن يصنع ويصون له قيمته؟